أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - حمص الاسطورة لا تسقط ولا تموت














المزيد.....

حمص الاسطورة لا تسقط ولا تموت


برهان غليون

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أطلق العداون المتجدد على حمص، وعلى جامع الصحابي والقائد العسكري الفذ، خالد بن الوليد، الذي أعطى المدينة اسمه، أقلام أبنائنا الناشطين الذين أرعبهم مصير القصير، بما اتسم به من همجية في القصف والدمار والتهجير. وتباروا في الدعوة لنجدة المدينة المحاصرة منذ أكثر من سنة، وهددوا أركان الجيش الحر وتوعدوا الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ولم تجد الاركان جوابا على استغاثات شباب حمص سوى التهديد بمقاطعة مؤتمر جنيف، أما أعضاء المعارضة والائتلاف فقد وجدوا من الأسهل عليهم التهديد بحل الائتلاف لوضع الدول الحليفة أمام مسؤولياتها السياسية والانسانية؟؟

تقدم قوات النظام وميليشياته في أحياء حمص القديمة ضربة معنوية بالتأكيد للثوار، وعلينا جميعا، عسكريين وسياسيين، العمل بكل الوسائل لتجنيب الثورة نكسة إضافية.

لكن لا أرى تماما ما هي العلاقة بين تعزيز الدفاعات عن حمص ومقاطعة مؤتمر جنيف أو حل الائتلاف أو القطع مع الدول الصديقة أو اتهامها. هذا يعني أننا نعتقد أن مشاركتنا بمؤتمر جنيف إذا حصلت، وهذا لم يتحدد بعد أصلا، أو حفاظنا على الإئتلاف، هو خدمة لمصالح الدول الأجنبية التي تدعي صداقتها لنا، وليس من أجل مصالحنا الوطنية. ونتحدث عن الدول التي تشكل نواة تجمع أصدقاء سورية ونعاتبها كما لو كانت بمثابة حاضنة لنا، ومسؤولة عنا وعن انتصارنا، وننسى أنها دول أجنبية، وأن لها مصالح وسياسات واستراتيجيات وحسابات لا تنبع من "حبها" لنا بالتأكيد، وأنها لا تحبنا بالضرورة وربما لا ترغب حتى في التورط في قضيتنا والتضحية من أجلنا. نتصرف في الحالتين كأطفال يهددون بإيذاء أنفسهم أو برميها من النافذة إذا لم تلب مطالبهم، بمثل هذا السلوك والمنطق لن نربح شيئا ولن نحمي حمص ولا ننقذها.

لا يحتاج إنقاذ حمص إلى مقاطعة جنيف، ولا يمكن للتهديد بالانتحار أو بقطع العلاقات مع الدول شبه الحليفة أو الحليفة بالاكراه، تعزيز موقف الثوار في حمص ولا ربح معركة بقاء سيطرة الثوار المحاصرين على حمص. يستدعي الدفاع عن حمص ببساطة تنظيم جهدنا العسكري الذي لم نقم به خلال أكثر من سنة من الحصار، وهذا لا يقتصر على تقديم السلاح والمال، وإنما يحتاج إلى بناء جبهة حمص العسكرية بالفعل وتطوير بنية قتالية حقيقية، وقيادة عسكرية موحدة لثوار حمص وخطط مدروسة، وغرفة عمليات مؤلفة من ضباط محترفين قادرين على التواصل المستمر مع القطعات وإعطاء الأوامر وتلقي المعلومات والتحكم بالعمليات.

ويستدعي أيضا وجود قيادة سياسية متواصلة مع المقاتلين ومهتمة بتامين الدعم والغطاء السياسي لهم، سوريا وعالميا، وقادرة، بما توحي لهم به من الثقة والاهتمام، وما تبث فيهم من روح الوطنية، على أن تحفزهم للقتال وتشحذ هممهم وترفع معنوياتهم.

وكل هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر، على مستوى التنظيم والتدريب والتسليح والتوعية السياسية والوطنية. كما أنه لا يتحقق بالتهديد بالاستقالة والانسحاب من الأطر العسكرية والسياسية كلما واجهتنا صعوبة، ولا بتعطيل هيئات الائتلاف والمعارضة خلال شهر كامل لترتيب المواقع الشخصية لهذا المرشح أو ذاك.

الذي يهدد مواقع الثوار في حمص ليس الإعلان عن مؤتمر جنيف ولا وجود الإئتلاف ولكن غياب العمل الجدي والمهني العسكري والسياسي في حمص وغيرها من المدن والجبهات السورية. وتنظيم هذا العمل هو الذي يسمح لنا بالرد على التحدي، ولا يفيد من دونه ندب ولا استغاثة ولا بيانات ولا تهديدات ولا انتحارات سياسية. وربما لا نبالغ إذا قلنا أن الدول الحليفة بالاكراه لن تتأثر بكل هذه الحركات وربما وجدتها مناسبة لترتاح منا ومن مواقفنا الطفولية.

لا يزال مصير معركة حمص كما هو الحال في كل المناطق السورية في يدنا. ومهما نجح النظام في كسب هذا الموقع أو ذاك فهو لن يستطيع أن يربح الحرب، بل ولا أن يسيطر على المدنية. المهم أن نعرف نحن كيف نستمر في المقاومة، مهما كانت الأوضاع ومع تغير الأوضاع، ونستمر في القتال مع تغيير تكتيكاتنا وتشكيلاتنا القتالية.

لا أدري إذا كان المقاتلون في حمص سيستطيعون مقاومة جحيم القذائف التي يتعرضون لها أم لا، لكن على جميع الأحوال ليست معركة الدخول ثانية إلى المدن في أقرب وقت بأصعب من معركة الخروج منها. ولا أعتقد أن البقاء تحت الحصار في حمص أفضل من الخروج لمقاتلة ميليشيات النظام على حدود حمص، على طريقة حرب العصابات، وقطع طرق الاتصال والمواصلات للنظام، ونصب الكمائن لشبيحته وقواته. وهذه هي التكتيكات التي كان من المفترض أن تكون تكتيكات معركتنا الرئيسية التي تسمح للثوار بأن يتصيدوا أعداءهم ويحموا أنفسهم في الوقت نفسه. وكان من الأفضل لو أن الثوار المحاصرين بادروا إلى الأخذ بها منذ زمن أطول.




حمص ليست مدينة ولكنها أسطورة، والاسطورة لا تسقط ولا تموت. والشعب سينتصر والنظام سيهزم، سواء ربح في بعض المواقع أو خسرها. فالعصابة لا تصبح دولة، والمجرم لا يتحول إلى رجل دولة وقانون.

والطريق واضح ومعروف : الاستمرار في المقاومة، والاصرار على التقدم والتصميم على النصر. وهذا لوحده كفيل بأن يكسر إرادة أعداء الشعب، ويغير مواقف الدول الصديقة وغير الصديقة من قضيتنا المقدسة، ويمكننا، ليس من تحرير حمص، عاصمة الثورة فحسب، وإنما الدخول منصورين بإذن الله إلى دمشق الفيحاء عاصمة الدولة السورية الواحدة والمتجددة.



#برهان_غليون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا
- خسارة قمة الثمانية في لوخ ايرن ومسؤوليتنا
- حتى لا يكون مؤتمر جنيف للسلام دافعا لتأجيح الصراع وإدامة الح ...
- من المسؤول عن فشل الهيئة العامة للائتلاف في مؤتمر استنبول
- في حتمية انتصار الثورة والتصميم عليه
- لماذا ينبغي أن تبقى سورية واحدة
- حول اتفاق كيري لافروف والمؤتمر الدولي للسلام
- زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني
- حول موقف الغرب من الثورة السورية ومسؤولية المعارضة
- حذار من الجري وراء سراب اوسلو جديدة
- نحو مرحلة جديدة في مسيرة الكفاح الوطني السوري
- عن العدالة الانتقالية والمحنة السورية
- المسؤولية الدولية في بقاء النظام السوري المدان
- الاتحاد من أجل الحرية
- في خطر التفاهم الروسي الأمريكي على الثورة السورية
- فشل مؤتمر جنيف ٢
- من أجل حل سياسي ينصف المظلومين لا حل يكافيء المجرمين
- خيار الاسد الأول والأخير
- البرنامج المرحلي للثورة السورية: خمس مهام مستعجلة امام إئتلا ...
- سوريا: إعلان هدنة العيد .. تقهقر مستمر لميليشيات بشار الأسد


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - حمص الاسطورة لا تسقط ولا تموت