أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف علوان - - عش هكذا.. في علو أيها العلمُ-!



- عش هكذا.. في علو أيها العلمُ-!


يوسف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 18:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يقصد الزهاوي، في قصيدته المشهورة "عش هكذا في علو ايها العلم" بـ"علو العلم" ارتفاع ساريته التي تحمله، والتي لا تمثل في حقيقة الأمر أية قيمة معنوية للعلم ولمواطنيه، فالذي كان يقصده بالعلو.. هو احترام المواطنين هذا العلم من خلال الوفاء له والالتزام بالقيم التي كان يمثلها.. فلم ترتفع في ذلك الوقت –الذي كتبت فيه القصيدة- الساريات التي ترفع الأعلام عن أكثر من امتار لا تتجاوز اصابع اليد بأحسن الأحوال، لكن العلم الذي كان يرفعه الجندي وهو يتقدم السرايا في معارك الوطن هو اشرف الرايات وخصوصاً اذا تحقق الهدف الذي من أجله قامت المعركة وكانت للدفاع عن هذا الوطن.
هكذا تعلمنا ان تكون قيمة العلم بسمو أخلاق أبنائه وتفانيهم في سبيل عدم سقوط هذه الراية الى الأرض، لتظل خفاقة في يد ابنائها من خلال ما يقدموه للوطن والشعب من انجازات يفخر بها المواطن بقدر فخره بعلمه.
لقد اثار هذه الخواطر لديّ ولدى الكثير من المواطنين ما نشاهده في بعض المؤسسات وبالاخص الوزارات من ساريات عالية جداً فوق بناياتها وهي تحمل العلم العراقي، وقد وصل الأمر بأحد مسؤولي الوزارات ان يصف السارية التي رفعت العلم فوق وزارته: "أعلى سارية علم في العراق" فما الذي يضيفه للعلم هذا الارتفاع الذي يسهل تشييده بسهولة، في الوقت الحاضر لما تتمتع به وزاراتنا من ميزانيات كبيرة للصرف بهذا الشكل المبالغ به.
فما الذي يضيفه هذا العلو/ الشكلي لمضمون الراية التي لحق بها ما لحق من اساءات على طول الفترة التي اعقبت العام 2003، كان الأجدر بهذه الوزارات التي رفعت ساريات العلم ان ترفع من "علو" سقف ما تقدمه للمواطن من خدمات، التي لم تزل اقل من نسبة 10% من واجبها تجاه هذا المواطن، فما الذي قدمته وزارة التجارة مثلا، في توفير مفردات البطاقة التموينية من ناحية الجودة والكمية، كم من الأمتار يساوي إيفاؤها بواجبها هذا، الذي ما زال المواطن يشتكي من تردي ما يحصل عليه من مفردات البطاقة، وكيف نقيس علو الفساد فيها الذي يعيق تقديم خدمات أفضل.
وما الذي قدمته وزارة الكهرباء لتزيد علو رايتها والمواطن ما زال يعاني حتى هذه اللحظة من تردي الطاقة، وقد ملَّ عود مسؤولي الوزارة من توفير الطاقة كل عام حتى وصلت وعودهم بـ"تصدير" الطاقة بعد اكتفاء البلد واشباع حاجته.
كذلك الأمر بالنسبة لوزارة الداخلية، فالأمن المفقود وفساد صفقات أجهزة كشف المتفجرات، ومعاناة المواطنين من الساعات التي يقضونها بسبب سيطرات التفتيش التي اكتشفنا اخيرا ان اجهزتها لا تعمل، والأغرب اصرارها حتى الآن على استخدام هذه الأجهزة التي تتسبب بالاختناقات المرورية التي يعاني منها المواطن في رواحه ومجيئه.
وهذا الأمر ينطبق على بقية الوزارات والمؤسسات التي لا تختلف في –ارتفاع- ساريات اعلامها وانخفاض مستوى انجاز مهماتها.. كل ذلك يدل على ان علو سارية العلم مجرد تغطية لعجز تلك الوزارات عن القيام بواجباتها..
فلا "العيون قريرات بما شهدت" ولا "القلب يفرح والآمال تبتسم" مثلما تصف قصيدة الزهاوي في أبياتها! فما بالنا بعلم ساريته 75 متراً وتحت خافقيه تغرق وزاراتنا بفشلها وعجزها عن تقديم ابسط الخدمات للمواطن وفسادها الذي لا تستطيع الحد منه؟! اضف الى ذلك فشل السياسيين في الحفاظ على وحدة البلد الذي يرمز له العلم..



#يوسف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أنهم يقتلون الديمقراطية-
- لا يتفقون إلا على سرقة البلاد في اختلافهم.. رحمة!!
- -الجسر...- وأجهزة كشف المتفجرات!!
- الازمة في سوريا .. هل تقود المنطقة الى حرب طائفية
- بعد (9) سنوات من التغيير..العراق إلى أين؟
- فزاعة -حكومة الأغلبية- هل بالاستطاعة تشكيلها ؟
- علاوي والمالكي؛ لعنة السياسة أم لعنة العراق؟
- بغداد في عالم الخيال
- -چلب ابو اهلين ماينجني- !
- خضير الخزاعي القشة التي قصمت ظهر البعير
- ثلاث نقاط في الهم العراقي
- في الشأن العراقي
- عيد الحب عيد العراق من يرعاه
- -الانترنيت- المارد الذي ايقظ الشعوب العربية
- خطورة انحراف النهج الديمقراطي في العراق
- اسكات اصوات المثقفين بداية لتراجع الحريات في العراق
- القوى الوطنية التقدمية بكل فصائلها مدعوة لحماية الديمقراطية ...


المزيد.....






- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف علوان - - عش هكذا.. في علو أيها العلمُ-!