أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - أحلام طرايرة - بلاد الموت قهراً هي بلادي














المزيد.....

بلاد الموت قهراً هي بلادي


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 20:41
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


لا بد أن يكون الشاب الفلسطيني الذي أضرم النار بجسده اليوم أمام وزارة المالية الفلسطينية قد كابر كثيراً- كما يفعل أهل هذه البلاد- قبل أن يحرق نفسه قهراً. تقول الأخبار أن الشاب العشريني هو أسيرٌ محرّر، وهذا يخبرنا بالكثير. فالغربة التي يعيشها الفلسطيني في أسره تعلّمه الكثير عن المحتلّ وعن نفسه وعن مجتمعه الذي يعود إليه غريباً ويعيش فيه بعد ذلك غريباَ. لكن ليس كل من يحرق نفسه في فلسطين هم أسرى محررون. فمنذ حادثة البوعزيزي وانتشار هذا النوع من الاحتجاج في البلدان العربية، أضرم الكثير من الفلسطينيين النار بأجسادهم أمام مقرات حكومية قهراً أيضاً. لكن ما لا يعرفه الناس، أو يتجاهلونه، هو أن كل من يموت في هذه البلاد يموت قهراً وإن تعددت الأسباب الظاهرية من هرمٍ وأمراضٍ وحوادثَ سيرٍ ونوباتٍ قلبية! حتى أولئك الذين يظنون أنهم يهاجرون هربا يموتون في غربتهم قهراّ على أحلامٍ تمنّوا أن تصبح حقيقة يوما في وطنٍ لم يكن كما يجب للأوطان أن تكون- وهم يعتقدون أن هجرتهم كانت خياراً طوعياً وهي ليست كذلك أبداً. كلنا نموت قهراً. الفرق هو أن حارق جسده يمتلك من الشجاعة ما لا يمتلكها غيره فيعلنها صراحة وبصرخة مدويّة ونيران تأكل جسده: أيها العالم، أنا مقهور!! متجاهلاً بذلك كل الأعراف والمعتقدات الدينية التي تمنعه من إنهاء حياته لأن عليه أن يكابر ويصبر ويحتسب ذلك عند الله وإلا فالعار ونار جهنم هما مصيره المحتوم، فالاعتراض على القدر خطيئة وعيب! لكنه ببساطة يصفق بكل ذلك عرض الحائط ويصفعنا جميعا ويجرب بنفسه هذه النار التي نهدده بها!

نعم، هو أيضاً دفعته الحياة لهذا الخيار الجبري لكنه في الحقيقة أصدقنا مع نفسه. لا شك أنه سيختلف الكثير في تفسير حرق الناس لأجسادهم، إلا انه ليس من الصعب أن نشهد ذلك في بلادٍ يعرف الناس فيها عن الموت أكثر مما يعرفونه عن الحياة، وفي بلادٍ فيها من التعقيدات المركّبة مل قلّ نظيرها في بقاع الأرض الأخرى حيث أنك تواجه ظلمين كبيرين، ظلم الاحتلال واغتصاب الأرض والإنسان، وظلم الفلسطينيين لأنفسهم، فالحكومة ظالمة والمجتمع ظالم. في بلادٍ عليك أن ترضى بالظلم قدراً وتحتسب صبرك طمعاً في ثوابٍ ما في يومٍ يدعى يوم الحساب! لكن سياسة الترويض هذه لم تعد قدرا هي الأخرى، وصار بوسع البعض أن يصرخ وصار بوسعهم أن يبصقوا غضبهم في وجوه المروّضين. هذا ما يفعله حارق جسده، هو يبصق كل ما روّضه من معتقدات ووصفات حياتية للنفاق والتلوّن والمكابرة والكذب على الذات في وجوهنا ولسان حاله يقول: أنا ذاهب إلى الجحيم التي لطالما هددتموني بها، وأنتم لاحقون بي لا محالة!

لم يكن البوعزيزي أول من يحرق جسده قهراً، وإن كان أشهرهم في العالم العربي. ولن يكون آخرهم ما دام الظلم هو فرعون هذا الزمان.



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - أحلام طرايرة - بلاد الموت قهراً هي بلادي