أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مصر في عين العاصفة














المزيد.....


مصر في عين العاصفة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 17:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحبس مصر انفاسها هذه الايام,ويترقب معها العالم ما سوف يسفر عن ذلك الاستقطاب الحاد والمخيف الذي يسود المشهد السياسي المصري على خلفية انقسام الشارع حول التحركات الشعبية المناوئة والمؤيدة لنظام الحكم الذي افرزه "تمكن"حركة الاخوان المسلمين من مفاصل السلطة الرئيسية في مصر.مما يثير الكثير من التساؤلات التي قد تبررها المخاوف من التأثير الذي من الممكن ان تحدثه مثل تلك التخندقات على سلامة وامن المصريين والتي قد تحجب اجوبتها عنا الادخنة الكثيرة التي تتصاعد من شوارع وازقة المحروسة وتعشق مفاصل النزاع بارادات ومشاريع اقليمية ودولية متكاثرة قد تشوش على امكانية المقاربة السليمة للواقع..
والاهم,وهواليقين الوحيد المتاح بين ايدينا الآن,هو ان الحكم المصري قد فقد الميزة الاساسية التي كانت توفرها له نتائج الانتخابات التي جاءت به للحكم من خلال الاندفاع السريع لأخونة الحياة السياسية المصرية بدون النظر الى الممانعة الشعبية الطبيعية تجاه التنميط والقولبة السياسية العجول تجاه ايديولوجيات متطرفة قد لا تجد نفس الهوى والقبول في ضمائر ونفوس المصريين..
فعلى الرغم من اتفاقنا مع من يذهب الى ان وصول الاخوان الى الحكم كان نتيجة عملية انتخابية كان يفترض ان تكون كلمة الشعب وخياره الحر..وان أس العملية الديمقراطية وجوهرها هو القبول بما تمخضت عنه الانتخابات وما عبرت عنه الجماهير وارتضته غالبيتها طريقا ومسارا واسلوبا للحكم..خصوصا وان تلك النتيجة التي تمخضت عنها الانتخابات لم تكن مما يمكن عده بالطارئ والمفاجئ-او الفاجع-..ولا بالغريب عن طبيعة وتركيبة المجتمع المصري ولم تحد عن الاشارات الكثيرة المتناثرة على طول وعرض المشهد السياسي العربي والتي تسرف بالتلميح على النشاط والدأب المتقادم لحركات الاسلام السياسي وتمدده وتشعب خيوطه وتشابكها في افق واسع فضفاض من العلاقات المعقدة مع المجتمع ..
ولكننا قد نجد العذر للجماهير الرافضة لحكم الاخوان من خلال ان الصندوق لا يعد تفويضا كافيا الا من خلال الايفاء بالالتزامات والعهود الواردة في الخطاب الانتخابي الذي سوق للاخوان كرواد لمشروع نهضوي وتنموي يخرج مصر من قمقم الاختناقات الاقتصادية والسياسية ويطلقها لما تستحق من مكانة ضمن منظومة المجتمع الانساني وهذا ما فشل فيه الاخوان المسلمون مقابل اندفاع مقلق ومربك نحو استكمال مرحلة"التمكين",الحلم الاثير لقوى الاسلام السياسي مما قد يشير –او يؤكد- بان الترويج للخيار الديمقراطي لم يكن الا تقية للولوج الى مراكز الحكم العليا اكثر منه اسلوب ومبدأ لتحقيق شعار الدولة المدنية الحديثة التي قامت لاجلها الثورة المصرية ..
اذ انه لم يطل الامر حكم الاخوان حتى تضعضعت شعاراتهم الوطنية امام مغريات التموضع فوق رقاب العباد والامساك بمقاليد الامور ليقوم باعادة انتاج تقنيات الحكم القمعي المستبد والنفخ بالازمات لاطالة أمد هيمنته على مقدرات الحكم بطرق ملتوية، دون الأخذ في الاعتبار مطالب الجماهير وقيادات الثورة الشبابية والنخب السياسية الاخرى, وهذا ما يجعل العديد من ابناء الشعب المصري وقواه الحية في شعور بانهم في حل من البيعة التي عبر عنها صندوق الاقتراع, ان لم يكن هو الحنق من تلك البيعة التي اوصلت الاخوان للحكم.
كما ان ممارسات الحكم في تحشيد وتجييش الشارع الموالي تجاه الاحتجاجات الشعبية قد يشي بقصر نظر كبير من خلال تصور امكانية كسر الارادة الشعبية الحرة من خلال استخدام الاساليب القمعية المستنسخة عن سياسات السلف المخلوع..او العمل على احتواء قوى الشارع وترويض طلائعه الثورية باستخدام سياسات العصا الغليظة التي لم تكن التجارب الكثيرة في صالحها..فمثل هذا قد يشير الى عجز عضال عن استيعاب منطق التاريخ وطبيعة التحول التاريخي الذي انطلقت شرارته من ميدان التحرير وتعود الان لتصحح مسارها من نفس الارض التي تعمدت بدماء وعرق وصلابة الشعب المصري واصراره على تشكيل واقعه حسب خياراته وارادته الحرة التي اعادت لمصر دورها القيادي الرائد..
ان الكلمة العليا ما زالت لقوى الشعب الثائر ..وما زال الخير معقودا في نواصي الوعي الشعبي بحتمية الانتصار في معركة الحفاظ على نقاء الثورة ووجهها الناصع واولية اهدافها بالحكم المستند على مبادئ الحرية والمساواة والكرامة والعدالة وحقوق الانسان..وكل الامل في شباب مصر العظيم في استعادة زمام المبادرة وافشال المخططات التي تستهدف حرية الشعب ومنجزه الثوري العظيم..
نتمنى للاهل في مصر العزيزة ان تمر عليهم هذه الايام بردا وسلاما وان يلهم الله شعب مصر وقياداته السياسية السبيل نحو تحقيق المصالحة الوطنية التي تعيد للوطن بهجته وامنه وموقعه الرائد ضمن المنظومة الدولية.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اردوغان وتقسيم
- الى اين نحن ذاهبون ؟
- ما زال هناك وقت للحوار
- جريدة التآخي..عقود من الحب
- فتنة مفتحة العيون
- حرب الروايات
- ما بعد المسائلة والعدالة
- قطري حبيبي
- هيمنة ..أم تأهيل
- جهاد النكاح..ما الغريب
- اللجان التفاوضية ومشكلة التمثيل
- صراعات قد لا تحل بالعصي
- لا حياد مع الارهاب
- تقية جون كيري
- جحر واحد وعشرات اللدغات
- القرضاوي..في خريفه
- سيدي رئيس مجلس النواب..لم تكن موفقا
- حديث الاستقالة
- مأزق المثقف تحت ظلال المنابر
- عمائم ملونة..افق كالح


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مصر في عين العاصفة