أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - (حزب الله) والقضية السورية















المزيد.....

(حزب الله) والقضية السورية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أحد المظاهر الجلية للحالة السورية الحالية يقوم في تحول سوريا إلى ميدان للصراع الإقليمي والعربي والعالمي. وأن ما يجري فيها هو امتحان نوعي جديد لتعقيد ودرامية مرحلة الانتقال الكبرى العاصفة في العالم العربي وآفاقه المستقبلية. مما يشير إلى أن هناك بؤرة قلقة في الصيرورة العربية لم يجر فك مكوناتها من اجل معرفة ما إذا كان بالإمكان تحولها إلى عاصفة مخربة على أطراف الجزيرة أم أن تسير سيولها صوب إخصاب المنطقة بنوعية جديدة من البدائل القومية. فقد أدى تفكيك العراق، رغم كل مفارقة هذه الظاهرة، إلى إعادة لحمته بطريقة قوية وأولية. من هنا يمكن فهم الحمية الشديدة التي كانت وما تزال تقف وراء هواجس ووساوس ونزوع الدويلات الخليجية ومملكة آل سعود بشكل خاص، من اجل إجهاض وتخريب البنية العراقية الوطنية والقومية الآخذة بالنمو والتكامل رغم كل طابعها الخرب والمعقد، عبر تغذية وشحن الطائفية بكل الوسائل والأساليب. بعبارة أخرى، إذا كان العراق قد "فلت" من قبضة الرشوة الخربة للدويلات الخليجية، فان إعادة تطويقه من جديد تفترض فتح "الجبهة" المخربة التي وجدت في دعم "الثورة" السورية أسلوبها المناسب. بمعنى محاصرة المثلث العربي القومي الفاعل (سوريا والعراق ومصر)، بعد أن اخذ يتحول صوب المثلث الاجتماعي السياسي القومي الجديد. وبما أن العراق وسوريا أصبحا أكثر حلقاته ضعفا، من هنا يمكن فهم سرّ هذا التكالب الشديد حولهما.
إن وقوف اغلب الدول العربية الحالية وعلى رأسها مملكة آل سعود ودويلات الخليج شبه العربية إلى جانب "الثورة" هو وقوف ضد سوريا أولا وقبل كل شيء. وذلك لأننا نستطيع تصور كل شيء، باستثناء دعم دويلات الخليج ومراكز الكولونيالية القديمة (والجديدة) لفكرة الثورة الاجتماعية والتحرر القومي الفعلي. بل على العكس، أن حميتها النشطة واستماتتها في الصراع حول سوريا هو نتاج الوعي السياسي بحقيقة سوريا وليس بحقيقة الثورة. فالثورة "السورية" الحالية هي ليست "حقيقة سورية". وبالتالي، فأن دعم القوى الكولونيالية والاطرافية "للثورة" هو شكل من أشكال الانتقام التاريخي ضد التاريخ السوري الحديث وسوريا بوصفها بؤرة الكينونة العربية القومية الحديثة. كما أن مجرى الأحداث الدامية في سوريا تكشف وتبرهن بقدر واحد على تحول فعل الثورة في سوريا إلى ثورة مضادة فعلية. الأمر الذي يشير بقدر واحد إلى خلل الفكرة السياسية والإصلاحية وفكرة الدولة والنظام السياسي في سوريا.
لكن الحصيلة الجلية بعد عامين من الصراع الدامي تكشف عن أن مجرى الصراع قد تحول فيها ليس باتجاه إعادة بناء او إعادة تأسيس بنية النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي، بل باتجاه تدمير وتخريب الدولة والمجتمع والأمة في سوريا. وأصبح ذلك شعار ومسار "المعارضة المسلحة". الأمر الذي جعل من منطق المقاومة الاحتكام إلى ما فيه من قواعد لعل أولها هو الوقوف ضد كل محاولة تهدف إلى تدمير وتخريب سوريا. مع ما يستتبعه من مواجهة حية للعدوان الخارجي.
فالعدوان الخارجي على سوريا عالمي متعدد الأوجه والمستويات، بينما لم يشترك في الدفاع عن سوريا او إسنادها بصورة حية مباشرة في العالم العربي غير (حزب الله). وهو الحد الأدنى للإيمان كما يقال. كما انه المحك والاختبار العربي الأول الكبير. إذ أن فكرة المقاومة والتحدي بالنسبة (لحزب الله) هي فكرة جوهرية شاملة، ومن ثم هي وطنية قومية (لبنانية عربية) بالضرورة. فالارتباط العضوي ولحد ما المصيري بين النظام السياسي الحالي في سوريا و(حزب الله) هو الوجه الآخر للارتباط العضوي بين سوريا ولبنان بمعايير فكرة التحدي والمقاومة. كما أنها فكرة واقعية ومنطقية وإستراتيجية بقدر واحد. ويدركها الأعداء قبل الأصدقاء. من هنا يمكن فهم بواعث الهجمة الدعائية العنيفة ضد (حزب الله) وتصوير "تدخله" في الشأن السوري كما لو انه خروجا على فكرة المقاومة، ومن ثم تعبيرا عن "نزوع طائفي". بينما الحقيقة هي على العكس تماما. إن مشاركة (حزب الله) في الدفاع عن سوريا ضد تدخل الأعداء وحربهم عليها يعمل ويهدف بقدر واحد على إنقاذ فكرة المقاومة والاستقلال والفكرة العربية وأصولها الثقافية.
وضمن هذا السياق يمكن النظر إلى مشاركة (حزب الله) في الدفاع عن سوريا باعتبارها مساهمة ذاتية ترمي إلى ما يمكن دعوته بتذليل الخطأ الاستراتيجي المتعلق بالحالة السورية ومستقبلها لكي لا يقع الجميع في خطيئة تاريخية. انه يساهم، رغم كل التشويه المتعمد من قبل أعداء الداخل والخارج، بمهمة الخروج من المعادلة التي تحاصر السلطة والمعارضة بكافة أنواعها وأشكالها وأطيافها وعقائدها من البقاء بين زمن الأخطاء الإستراتيجية وإمكانية الوقوع في خطيئة تاريخية فاحشة. ولكن هل يعني ذلك أن (حزب الله) يدفع خطأ النظام السياسي في سورية وخطيئة المعارضة؟ أم انه يعمل بمعايير أخرى مبنية على أساس إدراكه المباشر والمستقبلي لمهمة الحفاظ على سوريا بوصفها دولة وشعبا وأمة؟ وللإجابة عليهما ننطلق من مقدمة عامة تقول، بأن للوجود وقائع وحقائق. والوقائع ما تتضمنه الأسئلة، والحقائق هي الرؤية والمواقف التي ترتقي إلى مصاف الجمع النموذجي بين الحق والحقيقة. وعندما نتأمل التفسير السياسي والسلوك العملي (لحزب الله) تجاه "القضية السورية" بوصفها قضيته الذاتية، فانه يكون قد حقق المبدأ الجوهري لفكرة وشعار المقاومة والتحدي ضمن سياق العلاقة اللبنانية السورية ونوعية الصراع الحالي والمستقبلي بين مشروعين متناقضين لفكرة النهضة والقومية. وبالتالي، فأن (حزب الله) لا يقدم نفسه "كبش فداء" في هذه المعركة المصيرية، بل قوة حية وفعالة تواجه الركود المميت والقوى الظلامية وكل قشور الجسد اليابسة للدولة والنخب وتقاليدها "العريقة" في محاربة الحرية. وفي هذا تكمن قيمة مواقفه ورؤيته النظرية والعملية. وذلك لأن (حزب الله) ليس حزبا إلهيا، بل حزب يمثل فكرة الأمة الحية والفكرة العربية وأصولها الثقافية الذاتية. وبالتالي لا شيء مقدس فيه، شأن سلوك الأفراد والجماعات والأحزاب والأمم والدول. وذلك لأن "المقدس" في الواقع هو أما جزء من زمن فارغ او جزء من تاريخ الوقائع او عنصر في تاريخ الحقائق. والتاريخ العربي الحديث يكشف عن أن (حزب الله) مازال يمثل تاريخ الحق العربي. لكن هل يعني ذلك أن (حزب الله) لا يخطأ؟ كلا! إذ لا عصمة فيه وله! لكن خطأه المحتمل هو نتاج معاناته واجتهاده بمعايير الرؤية الذاتية لفكرة الحق. الأمر الذي يجعل من خطأه صوابا، ومن "مساوئه" فضائلا. كما كانت المتصوفة تقول، بان سيئات الابدال هي حسنات الأبرار. بمعنى أن "أخطاء" (حزب الله) بهذا الصدد تبقى في نهاية المطاف مجرد ثمن يدفعه للخطيئة السياسية للدولة السورية بشكل عام ونظامها السياسي بشكل خاص. إذ لفكرة المقاومة والتحدي والمشاريع الحرة للمستقبل العربي ثمن باهظ لن ينتهي إلا بانتهاء او انجاز المهمات الكبرى. وبالتالي، فأنها "أخطاء" هي عين الصواب، وصوابه عين الضرورة!
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكينونة الملهمة لجمال عبد الناصر وحسن نصر الله
- إشكالية الفكرة القومية والإسلامية للإخوان المسلمين
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (26)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (25)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (24)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (23)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (22)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (21)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (20)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (19)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (18)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (17)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (16)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (15)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (14)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (13)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (12)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني(11)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (10)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (9)


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - (حزب الله) والقضية السورية