أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - الساخرون















المزيد.....

الساخرون


حسين علي الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل من الممكن جعل الحقيقه ممكنا...؟قد يبدوا هذا السوال غريبا او غير منطقي للوهلة الاولى لان الشي الغير ممكن هو غير حقيقي ايضا اي يكتسب حقيقته من وجوده والا فهوافتراض او وهم لا وجود له ...!
ولكن هل مثل هذا الطرح يمكن ان يقودنا القول بان كل الحقائق ممكنه ان كانت واضحة لا لبس فيها ويمكن لنا الخوض في تفاصيلها وفض اشتباكاتها ان وجدت بسهولة ويسر ...؟ لو كان الامركذلك لتغيرت الكثير من معالم هذا الكون ولربما عاشت البشرية اوضاعا وضروفا اكثر سكينة وسعاده ..!, ولما كانت هناك خلافات دينية ودنيويه يذهب اطرافها الى البحت والتدوين او المداولة والنقاش والتفاوض ليثبت كل منهم انه على حق وان الاخر على باطل , بل لما ذهبوا الى ماهو ابعد من ذلك بالاحتكام الى السيف , وفرض الواقع حينما تفشل عقولهم اقناع الاخرين به , ومع ذلك يبقى السوال قائما هل من المكن ان تصبح الحقيقة ممكنه اي ان تكون مقبوله من الاخر حين يبصرها , والقبول هنا هو التغير وتعديل المواقف بما يجعل التلاقي ممكنا .ان شيأ من هذا يحدث عادة في امورالحياة العاديه فكثير مايصحح الانسان نهجه وتوجهاته تبعا لما يستجد لوعيه من حقائق انضجتها خبرته وتمرسه بشون الحياة , اما على مستوى العقائد و
الايمان بها فان امر كهذا ممكن الحدوث في حالات فردية نادره فقط , وعلى مستوى الجماعات فلم نرى فرقة او طائفة من الخلق قد غيرة نهجها نتيجه لاكتشافها ان ما ذهبت اليه الفرقه الاخرى هو الاقرب الى الحق والصواب ,حتى وان اثبت لهم المقابل ذلك بالوثائق والحقائق التاريخيه المستقات من مصادرهم الموثوقة نفسها, انك تستطيع ان تثبت لهم الحقيقه وهم سيتيقنون منها غير ان ذلك لن يغير او يبدل في مواقفهم شيئا مما يجعل ذلك اليقين عقيما وفاقد لتاثيره كقوة اجرائيه فاعله يمكن الركون اليها في تغير القناعات وتغير المواقف ...! يبدوا ان هناك قناعات تاريخية موروثه لا سبيل لزحزحتها ولو قليلا عما غرزته الايام والسنين فتحجر في اللباب وصار جزء منها لاسبيل لتبديله او تغيره . ونعتقد ان الاتجاهات السلفية والاصوليه تمثل ذلك اشد التمثيل وتعمد الى التصفيات الجسديه للخصوم حين تفشل في ان تستولي على عقولهم او تزيح منها مسحة الشك التي تروم ان تسرح وتشرد في ماذا وكيف ومتى لتخرج منهم بتمرد يكون مدخلا لقناعات جديده وفهم مغايرو وهولاء ( الجماعات السلفيه ) لن ينفع معهم تفاهم او نقاش وليس هناك اي وسيلة حضاريه في زحزحه مواقفهم المتصلبة المتشنجه وجرهم الى نوع من التعايش الانساني الخلاق.
فنحن اذان نستثنيهم من الخطاب ونتجه به الى المخدوعين بزيف هولاء ونفاقهم والى من سيكونون في الغد عرضة لمثله ايضا , ونخاطب عقولهم المتفتحة النيره قبل ان يزحف اليها الانغلاق والضلام ,فنسئل كيف نميز بين الصالح والطالح او النافع والضار قطعا ان وسيلتنا في الاجابه هو التحقق من نتائج الفعل وادراجها في خانة الحسن او الرديء هذا بمقايس الفكر المكتسب , اما مقايسهم الشرعيه فلا اضنها تبتعد عن ذلك كثيرا, فالاصل هو الاطلاق وليس التقيد فان احدث ضررا استوجب التقيد والتحريم .
ولن نلجا هنا الى التعميم والاسراع بالنتيجه النهائيه التي تشيرالى ان اسقاط هولاء من الحياة السياسيه خيرا بما لايقاس من وجودهم فيها ولكننا سنرد فقط على جانب من سخريتهم وتهكمهم على الطرف الاصلح للبقاء والمحتوى الراقي الذي يشطب ويزيح كل الاثام والمساوي بل الكوارث والنكبات التي يسببونها .
قبل ايام استضافة احد الفضائيات محللا سياسيا وهو ناقد وكاتب عراقي معروف تحدث الرجل عن المد الطائفي المتصاعد في المنطقه واعرب عن اسفه وقلقه لذلك وفجاة وبدون سابق انذار انعطف نحو العلمانين ووصفهم بالبائسين...! اما لماذا فعل ذلك هل لانه رفض ان تفهم انتقاداته للتطرف الديني على انها محاباة للعلمانين او انها صادره من رجل علماني وهذا مفهوم تماما في ضل التقرب للسلطه و ولكن غير المفهوم تماما هو الحاق صفة البؤس بهم ...!
اما زخات السخرية الاخرى فقد جائت عن نفس الطريق ايضا ولكن من سماء مصر الاخوانيه المحمله بالغيوم السوداء التي ربما ستحرق كل المحصول المصري الذي مثل تعب وجهد اجيال ذهبت بعد ان قدمت التضحيات السخيه ولم يدور في خلدها ابدا ان ما قدمته سيكون عرضة للدمار على ايدي من يطلقون على انفسهم سمة الاخوان المسلمين وهم في الحقيقة الى العداوة اقرب.
في برنامج تلفزيون ايضا افتخر المقدم الاخواني بمقولة احد شيوخهم في نقد العلمانيين حيث قال ان شيخه يرى ان العلمانيين في سعيهم لتحرير المرءه انما يحررون الوساءل التي تقودهم اليها .!! هكذا هو الحال اذن ....! كشف مبين وانتصار مابعده انتصار من مفكر لوكان بالامكان تشريح خلايا مخه واعتمادها اكسير لصناعاتنا الوطنية المندثره ربما لاعاد الحياة والنشاط اليها .! الا ان مفكرهم العظيم هذا لم ينتبه الى نظرة العلمانين لها تختلف عن نضرته هو , فهي ليست سلعة يمكن اقتنائها بمجرد التخلص من العوائق والوصول اليها , وهي لسيت رخيصة وسهله بالقدر الذي يرها فيه ذلك الاخواني , هي قبل كل شيء انسانه لهاالحق المطلق في الرفض والقبول والعلة لم تكن ابدا في التضيق او التساهل في الوسائل التي تتيح اللقاء بها بل ان تحطيم تلك الوسائل والقيود التي تحدمن حريتها سيعزز روح الاختيار لديها وستعزف بالتاكيد عن من تتصارع في روسهم الافكار الظلاميه ولا يرون في المرءة اكثر من وعاء لرغباتهم يجب ان تحجرفي المنزل وتسربل بالسواد فلا يطلع على ملامحها غير المحارم.
لو اننا اعتمدنا اسلوب المفاضلة على اساس الفائدة والضرر لطال بنا الامر في مخاطبة من يومن بالنقل وليس العقل وقياساته وما يعتقده من نص مقدس , وليس هدى البصيرة والمنطق الذان تقوم عليهما كل الشرائع
المصيبه ان هذه القوى الظلاميه تطرح نفسها بديلا عن الحضارة والتطور وتناصب العداء لكل العوامل التي قادة وتقود اليهما , وهم مقتنعون ان ما يفعلونه هو الصواب رغم ان الواقع يثبت العكس تماما ويسخرون من الذرائعية الامريكيه التي تربط النجاح بالنتائج المتحققه , وعلى ضوئها لا يختلف اثنان في كون الدين السياسي هو الكارثة والطامة الكبرى التي ان نزلت وحلت بشعب فقرأ على وحدته واستقراره وما احرزه من تقدم خلال مسيرتة الزاخره بالتضحيات والمعانات السلام...! .وهذا ليس ادعاء بل نتائج لتجارب عمليه استغلتها الامبرياليه العالميه واعتمدتها كاستتراتيجيه فاعله في تدمير الشعوب .
هم يسخرون من علمانيه تدعوا الى الاصلاح الديني وتحرير العقول من القيود التي اخترعها وصنعها رجال الدين وليس الدين ذاته , و تدعو الى عدم تمكين المتاجرين به ممن يعتمدون اللحى والعمائم جواز سفر الى مقاليد الامور وكراسي الحكم , ويسرفون في طلب القداسه وهم يلجون غير ميادينها وكثيرا ما يوغلون في الولوج.
ويسخرون من علمانية يقول احد رجالاتها : قد لا احبك وقد لا يعجبني ما تقول ولكني على استعداد ان ادفع عمري لتمكينك من قوله , هذاهو الحال اليبريالي العلماني , اما الحال الضلامي فماذا يقول انهم يقتلون من ينتقدهم ومن لاينتقدهم , ويتخذون من الذبح والتفخيخ نظاما ومنهجا ...!
هل خلق الله الاديان للقتل والفتك والتدمير, لا ريب انهم ياتون ذلك , وقد اخطئوا المنهج والوسيله وانحرفوا عن طريق الله وانحرفوا ايضا عن طريق الفاضلين من البشر فكيف يصلحون للقيادة ويتحكمون بمصائر الملاين ...؟ كيف يقود ويطور ويقدم من يري ما كان سائد قبل الف وخمسمائه عام افضل مما هو سائد اليوم , ويشكل بالنسبة له عصرا ذهبيا يحاكيه ويقلده في العديد من التفاصل, فوالله الذي لا الله الا هو لوكان الامر بيدهم لاعادونا الى زمن الحمير و البغال والجمال...!. انهم يرون في التقدم والتطور والحضارة فسق وفجور وانحلال اخلاقي, بينما الجهل والضلام والتقوقع المهين على هواجس الماضي واشباحه هو الحضارة والنور والتفتح , اننا ندرك ان لكل شيء ثمنه وضريبته ولكن لا سبيل للمقارنه بين الضريبتين ضريبة التقدم , وضريبة الجهل فالثانية فادحة وقاسية لا تحتمل ولكنها الافضل في عرفهم ..ان كل الاشياء مقلوبة لديهم فالصحيح باجماع العالم خطأ عندهم ...!.
والاخرون في البقاع المتطوره يفكرون في مستقبل البشريه ويعدون الخطط لانقاذها من مدلهمات المجهول فيجربون الحياة في مستعمرات تحت الماء ان حدث ما يجبرهم على ترك اليابسه , ويجربون مستعمرات على متن الكواكب الاخري تحسبا لدمار قد يحيق بهذه الارض لا سامح الله , اما المقدسين عندنا فماذا يصنعون انهم يتمثلون الماضي يبكون على اطلاله ويتيهون في مغاراته وصحاريه ويستلهمون قيم البداوه بعشق لا يليق الا بهم , ويتندرون بالسخريه من العلمانين ..!



#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن الازمه .......ج7
- الوطن الازمه.....ج6
- الوطن الازمه.....ج5
- الوطن الازمه.......ج4
- الوطن الازمه .......ج3
- الدين ...واتلوطن


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - الساخرون