وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 17:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
( الحلقة الخامسة )
كانت نقطة الانعطاف الحقيقية في حياة فهد هي لقاؤه في البصرة , سنة 1927 , مع مبشر الثورة بيوتر فاسيلي 0 وكان فهد قد عاد إلى تلك المدينة قبل ثلاث سنوات لشغل وظيفة كاتب في مصلحة الإمداد بالكهرباء . ويبدو أن اللقاء تم بمحض المصادفة , ولكن نتائجه كانت بلا حساب .وأودع فاسيلي أذن فهد أولى مباديء الشيوعية 0 ويبدو أن هذه المباديء كانت أموراً يحسها , وإن بضبابية , ولكنه لم يكن يعرف أنها تسمى شيوعية. وبالتدريج , وخلال الاجتماعات الكثيرة التي تكرر عقدها بين الاثنين بدأت تتكشف لفهد نظرة مثيرة للحياة ووعى حقيقته للمرة الأولى .
وأنفق فهد السنوات القليلة التالية في تنظيم جمعيات سرية صغيرة في البصرة و الناصرية بمشاركة عراقيين آخرين . لكنه تخلى فجأة سنة 1929 عن عمله في سلطة الامداد بالكهرباء و طلب جواز سفر ليرحل إلى الخارج لمدة أربع سنوات ك (( جوال )) . وكان هدفه المعلن هو التعرف إلى (( حياة الناس )) ولما سئل عن وسائله المادية قال إنه لا يملك شيئاً ولكنه سيكسب معيشته في الطريق ب (( بيع الصور الفوتغرافية )) . ورفض طلبه . و لكنه لم يمض وقت طويل إلا ووجد سبيله للتسلل إلى الخارج عبر الأحواز و الكويت و شرق الأردن وسوريا و فلسطين مسافراً سيراً على الاقدام 0 و أثبتت المرحلة أنها طويلة وشاقة ومرهقة , ووقع فريسة للمرض لفترة من الزمن . ولكنه لم يتخلّ عن مشاريعه , وكان ينوي التوجه إلى مصر – استناداً إلى ما رواه بنفسه – عندما وصلته أنباء التوصل , في 30 حزيران 1930 إلى المعاهدة العراقية – الانجليزية , فهرع عائداً إلى وطنه .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟