سقوط الإخوان لا سقوط الإسلام

عبدالحليم محمد عبدالحليم

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عبدالحليم محمد يكتب : سقوط الإخوان لا سقوط الإسلام

ومضى عام على حكم الإخوان لمصر ، قبل هذا العام كان المصريون يحملون آمالا وطموحات وثقة فى هذه الجماعة ذات الثمانين عاما على أرض الوجود ، كانوا يؤملون أنفسهم تطبيق الشريعة الإسلامية وبناء الفرد والأسرة والمجتمع الإسلامى ، الأمر الذى سينتهى بهم إلى أستاذية العالم ، هكذا أدبيات هذه الجماعة وأفكار مؤسسها الأستاذ حسن البنا ، ساعد المصريين على ذلك اضطهاد الجماعة – المزعوم – طيلة ثمانين عاما منذ حكم الملك وانتهاءا بحكم مبارك ، ومعلوم أن الإنسان المضطهد يجلب الاستعطاف لاسيما إذا كان الاضطهاد المزعوم بسبب تدينه وعقيدته ، ولما قامت الثورة ووصل الإخوان للحكم ظن قطاع كبير من المصريين أن الحلم سيتحول إلى حقيقة ، وسيحول الإخوان مصر من وضعها المتردى إلى وضع أفضل وأحسن خاصة بعدما روجوا لمشروعهم العظيم الذى وضعه عشرات المفكرين والخبراء حول العالم وهو مشروع النهضة ( الفنكوش حاليا ) ؛ وبلغت هذه الثقة الذروة فى استفتاء 19 مارس 2011 ، وهو ما سمى بغزوة الصناديق ، لكن المنحنى ظل يهبط شيئا فشيئا ، والملاحظ أن الإخوان كانوا دوما فى الصدارة حتى وإن قلت شعبيتهم فعليا ، ولما وصل الإخوان للحكم رسميا بعد فوز مرشحهم الدكتور مرسى ظلت الأمور تسير فى صالحهم حتى كان الإعلان الدستورى الذى فتح النار على هذا النظام ممن انتخبه وممن لم ينتخبه ، وبدأت موجة الاحتجاجات والدعوة للتظاهرات ، وفى هذه الأثناء تم تمرير الدستور ، والاحتجاجات مستمرة ،حتى بدأت الدعوات للحملة الشبابية ( تمرد ) والنزول يوم الثلاثين من يونيه لإسقاط حكم الإخوان ، هذه الرة اختلفت النبرة تماما ، وبدأنا نسمع كلاما مختلفا عن سابقه ، إذ صور الإخوان الخلاف السياسى والغضب الشعبى بأنه معركة ضد الإسلام والإخوان هم من يمثلون الإسلام !!! ، روج لهذا بعض دعاة الفتنة فى مؤتمر نكسة سوريا بالصالة المغطاة وبحضور الرئيس ، وبدأنا نسمع كلاما من قبيل : هم لا يريدون سقوط الإخوان هم يريدون سقوط الإسلام ، ونحن نتسائل بعقلانية : هل الإسلام الذى دخل مصر منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان مهدد بالزوال بسبب سقوط جماعة عمرها ثمانين عاما قضتها فى مشاحنات ومعارك سياسية بغية الحصول على المنصب والكرسى !!!
هل الإسلام الذى يدعو إلى التسامح مهدد بالزوال بسبب سقوط جماعة لا تعرف للتسامح طريقا وإنما تتعامل بوحشية وانتقام من خصومها السياسيين !!!
هل الإسلام الذى يأمر بالوفاء مهدد بالزوال بسبب سقوط جماعة لا تعرف إلا الغدر ونكران الجميل !!!!
هل الإسلام الذى يدعو إلى عز الحرية مهدد بالزوال بسبب سقوط جماعة لا تعرف لأتباعها إلا ذل العبودية والطاعة العمياء !!!
هل الإسلام الذى أنار الدنيا قاطبة طيلة أربعة عشر قرنا من الزمان مهدد بالزوال بسبب سقوط جماعة أظلمت البلاد لمدة عام تقلدت فيه مقاليد الحكم !!!
هل الإسلام الذى نادى بحرمة الدماء مهدد بسقوط جماعة تاريخها الدموى وتاريخ حلفائها من الجماعات التكفيرية والجهادية معروف !!!
هل الإسلام الذى استنكر الكذب على وجه الخصوص مهدد يسقوط جماعة قضت حياتها فى الكذب لدرجة أنها استحلته لنفسها وجعلته جزءا من عقيدتها !!!
بعد كل هذا هل نجد من يقول : سقوط الإخوان راحة للإسلام
ياليت قومى يعلمون ..........

#عبدالحليم_محمد_عبدالحليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات