أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - ديمقراطية الطوائف














المزيد.....

ديمقراطية الطوائف


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدينا فهم اعور للديمقراطية. نفهمها انها ورقة في صندوق انتخابي. عملية تنظيمية ومراكز اقتراع. مفوضية عليا للانتخابات. بشر يسيرون على اقدامهم زرافات ووحدانا كي يصوتوا لهذا او ذاك.
بالنهاية الفوز لمَن يجمع اكبر لحم بشري وراءه. حكم الاغلبية او الاكثرية، هكذا تُعرّف الديمقراطية عندنا

بالحقيقة هذا فهم قاصر. الديمقراطية ليست وصفة طعام مُبسّطة تُضاف اليها قليل من السلطات والخضر دون ان تُطبخ على نار هادئة. ابداً، هذا تسطيح مُجحف للمصطلح. هناك جملة من المقدّمات يجب استحضارها قبل اطلاق نعت الديمقراطية على اي ممارسة ما. الديمقراطية هي مؤسسات مجتمع مدني، فضاء اعلامي حر، قوى سياسية معارضة، قضاء عادل، استقلالية مؤسسات، دستور مقبول، تعددية فكرية، حقوق اقليات، ثقافة واطلاع على قواعد اللعبة الديمقراطية، واخيراً وعي الجمهور. اذ لا تصح الممارسة الانتخابية وحدها او رمي الورقات داخل صناديق الاقتراع ان تكون ديمقراطية مالم تتوفر الشروط التي ذكرناها اعلاه.

ما يجري اليوم في بلداننا العربية ليست ديمقراطية، بل عملية اقتراع شعبوية وانعكاس ديموغرافي للطائفة او القومية او الدين. الطائفة الاكثر عدداً تفوز وتعتبرها ارادة ديمقراطية، فيما الاقلية تحاول بشدة الحفاظ على مساحة وجودها من خلال التركيز على خطاب ضمان حقوق الاقليات واللعب على وتر الاكثرية السياسية لا الاغلبية العددية التي لطالما تكون في غير صالح طائفتها.

التناقض واضح والازدواجية اوضح في الخطاب "الديمقراطي" للطوائف. فبينما يقول حزب الله في لبنان "ان هذا البلد لا يُحكم بمنطق الاكثرية والاقلية، بل بالتوافق بين المكوّنات"، هناك ايضاً الكتلة "السنية" في العراق تقول بهذا الاتجاه، بل تدعو لاكثر من ذلك وتقول لابد من تقسيم الوزارات والمؤسسات بالتوافق بين مكوّنات البلد الواحد، والتوافق هو التفسير اللطيف للمحاصصة.
الاكثرية اللبنانية "السنية" سعيدة بالديمقراطية وتلتصق بالمفهوم الهامشي لها لانها الاغلبية المستفيدة من هذا المفهوم، فيما الاكثرية العراقية "الشيعية" لا تتوقع تفسيراً آخراً للديمقراطية غير انها "حكم الاغلبية". الاكثريتان اللبنانية والعراقية اكثرية طائفية لا تكترث لاي تعريف آخر للديمقراطية غير تعريف "حكم الاغلبية"، بينما تتبادل المراكز والمواقف فيما بينها حين تتبادل الاحجام والاعداد في كلا البلدين، فتصبح حينها مُنادية بضمان حقوق الاقليات والعمل وفق آليات التوافق فقط.

ثمّة معيار طائفي في فهم الديمقراطية بالنهاية، وليس من السهل تجاوز هذا المعنى مالم نعمل سويةً على اعادة تقييم البنية السياسية في مجتمعنا الشرق اوسطي وتشكيل مفاهيم سياسية جديدة بديلة عن مفاهيم وتفسيرات "الطائفة".
لنضع التعريف الصحيح للمصطلح ونمشي مع الديمقراطية على انها اكثرية سياسية حاكمة في بلد تعددي مُتسامح مع الاقليات لا ناطق باسم الطوائف والقوميات، وبغياب الحزب الوطني (الحزب المُخترق للطوائف) لا توجد ديمقراطية حقيقية، بل يوجد تمثيل رقمي للطائفة في برلمان فئوي مُنقسم على ذاته وغير مُنسجم مع الاطار العام للدولة الوطنية المُوحّدة.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1
- الفيسبوك هو الحل
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - ديمقراطية الطوائف