أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين















المزيد.....

الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الاستاذ ، والمعارض السوري المعروف ، برهان غليون مقاله بعنوان ( اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) على صفحات العدد 4135 من صحيفة الحوار المتمدن وذلك بتاريخ 26/6/2013 .
ومع ان احد المعلقين على هامش ذلك المقال ، كان قد دفع بغير السوريين عن ساحة التعقيب او التعليق ، معتبرا ان ذلك حوارا للعاطلين ما دام يصدر عن غير أهل الدار .. مع هذا ، فإنني وجدت من المتاح لي ، أن أقحم قلمي في محاورة الاستاذ غليون ، كونه ، على ما أضن ، أهلا لقبول الرأي الاخر مهما كانت جنسيته .. فسوريا لها شرايين تشترك فيها مع العراق منذ ان تسلط عليهما معا نظامان لا يفرق بينهما غير اسلوب التعامل مع مواطنيه على أساس توفير سبل البقاء لا غير .. وحين قدر للنظام في العراق أن يرحل تحت مطرقة الاحتلال ، هب حكام سوريا للانتقام مما هب ودب على ارض الرافدين ، من خلال الترويج والاعداد لسلسلة طويلة من التفجيرات والاعمال الارهابية بشتى صنوفها ، لا زالت آثارها قائمة حتى اليوم .
ورب مدع يذهب الى ان سوريا ( النظام ) لم تكن لها الاصابع الفاعلة وبشكل مباشر فيما جرى من تخريب ودمار للبنى البشرية في العراق .. ولكنها كانت على الأقل ، ممرا يوفر الحماية للمئات من الإرهابيين المتطفلين ، ممن هدتهم منابر الوعظ في ليبيا وتونس والمغرب ومن ثم السعودية واليمن ، للمرور عبر اراضيها لضرب الشعب العراقي وبقسوة فاقت بكثير قسوة قوات الاحتلال الامريكي .
إن الوضع الجديد في المنطقة ، وما آلت اليه التغييرات الحاصلة وبشكل متسارع وخطير ، يجعل لعملية التحاور في الشأن السوري ، من الاهمية الكبيرة والى الحدود التي تجعلها أكثر اهمية من أي شأن آخر ، وذلك للاعتبارات التاليه :
1- لقد حادت مسالك ما سمي بالربيع العربي عن محاورها التي حددتها طبيعة الثورات المستندة على الغضب الشعبي المجرد من أية نوايا سياسية بعينها ، غير انها جاءت كردود افعال على عظم التسلط الدكتاتوري للانظمة القائمة ، ليبدو بعد حين من قيام تلك الثورات ، وكأن خارطة طريق كانت قد أعدت تفاصيل خطوطها مسبقا لسيادة عناصر الفوضى ، ومن ثم وصول التنظيمات الدينية المتطرفة الى مواقع القرار .
2- ادى هذا الطابع الجديد والمتجسد بغوغائية حركة السلاح وتجنيده لارهاب عامة السكان كما هو الحال في ليبيا حاليا وتونس ومصر وان كانتا باقل حدة ، الى خلق ظروف راحت تتحكم بحياة الناس وبشكل فضيع ، وذلك من خلال بروز ميليشيات مسلحة لا تهاب القانون لغياب الجهات التنفيذية وقلة هيبتها في الشارع .
3- وكانت سوريا ، باعتبارها ، وبموجب تفاصيل ومبررات خارطة الطريق الجديدة ، والتي تم اعدادها دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعوب ، واعتمادا على معطيات ونتائج غياب الديمقراطية في هذا البلد المهم جدا من حيث الموقع والتأثير على افرازات الصراع الايراني الامريكي في المنطقه ، اعتمادا على هذا كله ، فان حدة الصراع قد بلغت ذروتها هذه المرة ، وشعرت جميع الاطراف المحيطة بالقضية السورية ، بان المعركة الجارية تعنيها وبشكل مباشر .. سيما وان تلك المعركة اضحت قريبة جدا من حدود الدول المعنية بتوابع الصراع ، وتوضحت هنا معالم وخطورة ان تسقط سوريا في براثن التنظيمات المتشددة ، لا لشيء إلا لكي تبتعد مكامن الخطر الشيعي عن قصور الاسر الحاكمة في الخليج ، وتتنحى ايران عن سلوكياتها في معاداة الغرب وبشكل نهائي ، فكان ان دخلت القوى المسلحة الخارجية هذه المرة وبشكل مباشر لتمثل جبهتي الصراع ، وبرزت وبصورة واضحة مبادىء الانقسام المذهبي على الاراضي السورية ابتداء من معركة القصير ( رفع حزب الله على مأذنة احد الجوامع بعد انتهاء تلك المعركة لصالحه شعار .. لبيك ياحسين .. ) حتى دون ان يعلم بمدى موافقة النظام السوري الرسمي على اطلاق هكذا شعار على اراضيه .. انه صراع بدت معالمه تتحدد وبشكل سريع ، واطرافه اصبحت مكشوفة للجميع ، متمثلة بجبهتين تتزعم احداهما ايران ، واطرافه حزب الله والعراق مع النظام السوري ، والاخرى تتمثل بالمعارضة السورية مدعومة من دول الخليج والولايات المتحدة الامريكية اضافة الى تركيا والمتشددين السلفيين القادمين من خارج الحدود .
هذه هي الحقيقة ، وليس كما يدعي البعض ، بان الركون الى هذا الفصل بين جبهات الصراع في سوريا هو التزام بمبدأ قديم ومتهالك ، كان يعتمد على نظريات المؤامرة ويضع تفسيرات افقدها عنصر التقادم فاعليتها واقترابها من الواقع الجديد .
ما يهمنا اليوم ، هو موقع المعارضة السورية من مجمل الاحداث الجارية من حولها ، وهو الموضوع الذي كان هدفا للاستاذ برهان غليون ضمن مقاله المذكور .. حيث كان الاستاذ غليون حميما في اطلاق وصاياه ( التربوية ) لاصلاح حال كان هو ضحيته شخصيا عندما بدت له الامور اكثر ضبابية ، وان اطراف المعارضة السورية بدأت تتشرذم رويدا رويدا ، فهي لم تكن ، على ما يبدو ، مستعدة فكريا وتنظيميا ، وحتى عسكريا ، لوجود كل هذا الزخم من الحركة المتسارعة على اراضيها ، والتي اتخذت طابعا اكثر اتساعا مما كانت قد اعدت نفسها اليه .. وهذا ما جرى في العراق بعد دخول القوات الامريكية عام 2003 ، حين وجدت المعارضة العراقية نفسها وعلى حين غرة ، امام وضع يحتم عليها اشغال فراغ لم تتعود على الوجود فيه ، فضلا عن ادارته وامتلاك القدرة على تحمل المسؤوليات الجديدة وبشكل انسيابي وسلس ، فكانت ان تخبطت ولاكثر من عشرة اعوام في عملها ، مما كلف الشعب العراقي الكثير من الارواح والاموال ، وهذا ما سينتظر الشعب السوري أيضا ، لو وجدت المعارضة السورية نفسها وبطريقة مفاجئة على كرسي السلطة .
لم يكن الاستاذ برهان غليون ، وهو يطلق وصاياه لاطراف المعارضة ان تتوحد ، بعيدا عن حسن النوايا الحاملة للغيرة على مصير وطنه ، ولكنه لم يكن موفقا ، في ذات الوقت ، بحمل مبضع تشريح القضية السورية لينفذ الى اعماقها كي يشخص اسباب عدم التوحد هذا ، ولم يكن منصفا حين ابتعد عن الشعور بالقلق البالغ على مصير شعب اصبح اكثر من نصفه مشردا ، وبهذا لابد من التحرك السريع والجاد لايجاد السبل الكفيلة بابعاده عن مخاطر الضياع خارج حدود بلده وبهذه الصورة المفزعة .. لم يكن منصفا ابدا ، حينما أفرد مرجعية الضرر الحاصل بحق المشردات من نساء سوريا بين فيافي الدول المجاورة ، وقريبا من خيوط العقال الخليجي المعروف بشرهه الحيواني المقرف ، والقاء تبعة ذلك كله على النظام السوري دون المرور على مسؤولية المعارضة ذاتها عن ما حصل ويحصل من دمار .. لم يكن باعتقادي متمثلا لخطورة ما يجري على ارض بلاده عندما ظهر وكانه يتحدث في مؤتمر من مؤتمرات اصلاح البيئة ، وليس من موقع الشعور بضخامة مسؤولية تتعلق بمصير شعب بدأت اوصاله تتمزق ، بفعل ارادات خبيثة تنزع لتحقيق مصالحها الدولية المحضة ..
يقول الاستاذ برهان غليون ( وضعنا يالتأكيد من اصعب الاوضاع التي عاشها شعب في التاريخ ) ، وهو تعميم يفتقر الى اي سند تاريخي .. ولو سلمنا بمقولة كهذه ، فماذا يمكننا ان نسمي ما مر به العراق وشعبه على سبيل المثال لا الحصر كنموذج قريب جغرافيا ومن حيث الزمن ؟ .. أليس من الموضوعي بمكان ان يستبدل الكاتب استناده الى النصوص الدينية المتعارف على سماعها من فوق منابر الوعظ ، وهو يوصي بلملمة شتات المعارضة ، بنصوص اخرى تدعمها تجارب المعارضة العراقية وهي اقرب من حيث الظروف والمواصفات الى المعارضة في سورية ؟ ، على اعتبار ان ما يمر به الشعب السوري ومنذ اكثر من سنتين يتطلب الحديث بلغة الجد المناسبة لحجم الكوارث اليومية والتي وصفها السيد غليون بانها ( اصعب الاوضاع التي عاشها شعب في التاريخ ) وليس بلغة اعتاد الاباء ان يوصوا بها ابنائهم قبل خروجهم الى المدارس كل صباح ؟ .
ثم يقول الاستاذ برهان في موضع آخر من المقال متسائلا ( من أين للمعارضة ان تأتي بالسلاح وخبرة العمل والتنظيم وتوزيع الاغاثة على مستوى 23 مليون ، وفي مدن وقرى تخضع للقصف الجوي والصاروخي والهجمات بالغازات السامة على مدار الساعة ؟ ) .. الجواب من المؤكد سيكون على لسان الطفل السوري والذي أضحى فريسة للعري والجوع والتهديد بالموت في كل لحظة وهو يستجدي رحمة مكاتب الاغاثة الدولية ، وكأني اسمعه يقول ( اذا كانت هذه حالكم ، فمن الذي أوحى لكم بان تتقدموا صفوف شعب اعزل لتضعوه في موقف المقاتل ، وانتم بعيدين عن ساحات حربه ، لا تجمعكم كلمة وليس لكم منهاج عمل موحد ؟ ) .. ( ماذا كنتم تنتظرون من بشار الاسد ان يفعل امام ردة فعل مسلحة ضد نظامه ؟ ) .. ( ماذا كانت تقديراتكم مسبقا للتداعيات التي ستحصل في سورية جراء ربيع شبيه بما حصل في الدول التي سبق لذلك الربيع ان حل بها من قبلكم ؟ .. ) .. ( أمن المعقول ان تحسب الاحداث ، كل الاحداث ، وبهذه الطريقة العفوية خاصة تلك التي تتعلق بتمزيق اجساد بشر، وهدم دور سكنية ، وتشريد نصف شعب والعبث بمقدراته ، ويركن لاصلاح الامر في النهاية الى توصيات أبوية قد يؤخذ بها او لا يؤخذ كما ورد على لسان الاستاذ برهان غليون ضمن مقاله الاخير ؟ ) ..
ان سورية ستمر حتما بمخاض عسير سوف يستمر ولأمد طويل ان غاب نظام الاسد وبالطريقة الحالية ، وان لم تنتقل المعارضة في هذا البلد الجريح من موقع المحلل من خارج الحدود ، وان لم تتخلى اطراف هذه المعارضة عن القيام بدور المراقب والمتربص للحضور عندما تنتهي لعبة الصراع بين دول لا تحترم حقوق الشعب السوري بقدر احترامها لنتائج قد توصلها لتحقيق مآربها الاقتصادية والسياسية والمذهبية .. ولابد للجميع ممن يضعون انفسهم في مواضع المدافعين عن مستقبل بلدهم من السوريين ، ان يفهموا ، بان قوعد اللعبة لا تقبل ابدا الاحتكام لدوافع الهوى الشخصي في رسم الاحداث ، ما دامت تلك الاحداث تدور بين رحى التخريب والهدم واستباحة حقوق الانسان ..
ان ما جرى ويجري في سورية ، وما سيحل في المستقبل ، لو بقيت المعارضة السورية ممعنة في التغريد خارج السرب ، لهو الخراب الشامل ، وسبقى مصير الانسان السوري محكوما بالعدم ، وسوف تنهال المزيد من الضربات على هامة هذا الشعب المسكين ..
انه النبأ اليقين .. ولم يكن من اختراع فاسق .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .
- كنت في القاهره ( تجربة في طيات مخيلة ممنوعة من السفر )
- داء الوعي
- أوراق صفراء
- اللعبة القذره ..
- قوافي مبعثره ..
- تردي الوضع البيئي في العراق .. من المسؤول ؟ ..
- هل من دور للحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ؟
- لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد
- نغم .. والغول .
- حياة ميت
- عيون وخيال ..
- عند نهاية حافات الرأفه
- حول طريقة النشر في الحوار المتمدن


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين