إسراء عرفات
الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 17:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميعهم يقولون: المنطقة العربية تطفو فوقَ صفيحٍ ساخن، ولكن لا أحد منهم يُصرّح بأنّ الخطاب التعصبي والإقصائي الذي تلقّاه المواطن العربي منذ عشرات السنين هوَ الذي ساهم في خلقِ هذه النزعة الأنانيّة الانغلاقيّة التي تريد أن تتفرّد بالدولة وهياكلها ومؤسساتها لوحدها دونَ أن تسمح بوجود مبدأ المشاركة والمحاصصة، وهذا الأمر قد أدى –في الحالة المصرية مثلاً- إلى توجّه طرفيْ النظام والمعارضة نحوَ مسار اتخاذ الآخر عدواً ومنازعاً على الوجود بدلاً من اتخاذه شريكاً وطنيّاً على الرغم من اختلاف وتباين المواقف والاتجاهات بل وحتى الأيديولوجيات، باتت المسألة لا تتعلّق بالمصلحة الوطنية بقدر ما تتعلّق بمسألة الحفاظ على وجود مهدد من قبل الطرف الآخر في حال بقاءه واستفراده بالحكم، ملخّص القول أنّ الطبيعي في كلّ الديمقراطيات العالمية أن يكون هناك نظام يحكم ومعارضة تُقوّم وتعدّل وتكون مثالاً للشريك الوطني الناجع الذي يقدّم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره على مصالحه الشخصية، أما في مصر فنجد أنّ المعارضة ترفض أيْ شراكة ومقابل ذلك فإنّ النظام القائم ليس مُستعداً للتنازل عن شرعيته المكتسبة من خلال انتخابات قانونية نزيهة أدت إلى تأسيس البذرة الأولى لديمقراطية مصرية ناشئة قد تشهد محاولة إجهاضها نزفاً وإراقة عبثيّة للدم المصري الذي سيتحول إلى ورقة يلعب بها الساسة من كلا الطرفين بناءً على اعتبارات أخرى ليس لها علاقة بالمصلحة الوطنية العليا.
#إسراء_عرفات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟