أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد بعلوان - حينما يُصبح الزوج أداة للتعبد والاستغلال














المزيد.....


حينما يُصبح الزوج أداة للتعبد والاستغلال


حميد بعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 16:48
المحور: المجتمع المدني
    


الزواج في الأصل شكل من أشكال العيش المُشترك بين الرجل والمرأة، وتختلف نظرة الناس إليه من ثقافة إلى أخرى، ولأن مُؤسسة الزواج (أو الأسرة) هي النواة الأولى للمجتمع، فإن مصير أي مُجتمع يتأثر بنظرة أفراده للزواج والغاية منه.
في الثقافة الإسلامية العربية لا يتزوج الناس إلّا لأربع: لإرضاء الله باعتبار الزواج سنة نبوية، للهروب من الفقر وتحسين مستواهم المعيشي والاقتصادي، لإشباع غرائزهم الجنسية، أو لتحقيق مستوى اجتماعي أفضل إذا كان الشريك الآخر ذو حسب ونسب.
في هذا المقال سأتطرق لكل دافع أو غاية من هذه الغايات على حِدا، وأحاول توضيح المشكل في تًقْزِيم ثقافتنا للزواج في مُجرد وسيلة لتحقيق هذه الغايات.
لو نظرنا للزواج كمجرد طريق لإشباع الغرائز الجنسية بشكل مقبول اجتماعيا، فهذا لا يضمن أبدا للعلاقة أن تستمر مدة طويلة بشكل أفضل. أما لو اعتبرنا الغاية من الزواج هي إرضاء الله ورسوله (ص) فقط أو كما يقال في لغتنا العامية "بَاشْ يْكْمْلْ دّينْ دْيَالُو" فإن هذا يُقّزم هذه المؤسسة في البُعد الديني وعلاقة الإنسان بربه فقط، ما يؤثر في طبيعة العلاقة الزوجية ويجعل الشريك الآخر يُصبح كمجرد أداة للتعبد (مثل السّجادة أو السُّبحة و غيرهما ...)، فيصبح وراء أي تبسم أو تلطف في وجه الشريك الآخر غاية دينية وطمع في الأجر والحسنات، فنسمع قصص نساء يعاملهن الزوج بقسوة في أوقات معينة وفي أوقات أخرى يتبسم في وجوههن آملا أن تصبح "كل لقمة في فم الزوجة صدقة".
أما بخصوص اتخاذ الزواج كوسيلة للهروب من الفقر أو كون الشريك لديه حسب ونسب، فمِمّا لا شك فيه، حينما يكون وراء عقد الزواج دافع اقتصادي مالي تغيب العواطف المُشَكلة لأسس هذه العلاقة والتي يُفقد غِيابها قيمة هذه المُؤسسة، فيصبح كل طرف يجري وراء مصالحه الشخصية، بل ويفكر في مستقبله بعد أن تنتهي العلاقة، لأن العلاقات المبنية على أسس اقتصادية كثيرا ما تنتهي بنهاية الغرض المادي الذي أنشئت من أجله، وأستثني هنا الحالات التي يكون فيها أحد الأطراف (المرأة غالبا) مُتعلق اقتصاديا بالطرف الآخر (الرجل)، حيث يصعب التخلي عن الزوج لكونها لا تملك مهربا آخر.
هذا التقزيم (المُشار إليه) لمؤسسة الزواج في دولنا العربية أساءت إلى الزواج كثيرا، حيث أصبح مؤسسة يستغلها كل طرف لأغراضه الشخصية الدينية منها و الدنيوية، ما أدى في كثير من الأسر إلى غياب الحب كقيمة لا بد منها، بل قد يُعتبر الحب شيء ثانوي، إذ يكفي في بعض المناطق أن يرى الرجل شكل المرأة الخارجي فتقع في نفسه، ثم يذهب مع عائلته لخطبتها، دون الحاجة لأن يعرف الطرفان بعضهما معرفة وطيدة، كما يمكن أن تكون أمُّ الخطيب فقط من رأت البنت فاقترحتها عليه لتتم الخطبة والزواج حتى من دون رؤية الطرفان المعنيان لبعضهما قبل ذلك. نهيك عن ضغوط المجتمع الذي يُقلل من قيمة المرأة العنيسة، ما قد يدفع بعض الأسر لتُجبر البنت بالزواج مع أي شخص تقدم لخطبتها بغض النظر إن كانت هي ترغب في ذلك أم لا، لأن القرار بيد الأب الذي يخشى على أسرته العار في حال بقاء ابنته بلا زواج.
كل هذا يدفعنا للتساؤل عن دور المؤسسات التنشيئية في تصحيح نظرة الناس إلى الزواج؟ ومتى سيُوضَع حد لاستمرار تكريس النظرة التَقْزِيمية للزواج في المقررات المدرسية، رغم أن هذه المؤسسة هي نواة المجتمع وأي خلل فيها يؤثر في المجتمع ككل؟



#حميد_بعلوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفتؤمنون ببعض الكتاب...؟
- مسكينة أنتِ يا ابنة القرية
- وجه الغرابة في طقوس عيد الأضحى
- مكتسبات الحركة النسائية وإشكالية المساواة


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد بعلوان - حينما يُصبح الزوج أداة للتعبد والاستغلال