أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم بن نبهان - الثقافة و حرية التعبير















المزيد.....

الثقافة و حرية التعبير


إبراهيم بن نبهان

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 06:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


نظرا لما شهده العالم العربي من تدهور على المستوى الثقافي و محدودية حرية التعبير و الاندماج في الحياة سواء الثقافية منها أو الاجتماعية أو السياسية. بات النمو الحضاري في تدهور نتيجة أدلجة الفكر و السيطرة عليه، من قبل القوى السياسية المتسلطة و نتيجة احتكار المناصب ألكبرى وتسيرها لمصالح فردية. باتت حياة الإنسان العربي محددة بقيود ولكن مع التراكم المتزايد لسجن الحريات، نطق الإنسان بالحرية والكرامة في نطاق ما يسما بالربيع العربي، فنأخذ مثال الثورة التونسية التي مازالت تحت الصراع السياسي والجدليات القائمة بين المطالبة بالحريات، الكرامة في العيش و التطاحن الحزبي. في هذا المنصب نطرح الإشكال القائم حول حرية التعبير ومكانة الفن وكيفية حمايته من الأفكار المتعصبة و المتطرف و ذلك من خلال إدماجه ضمن الدستور القانوني و إصدار قانون يحمي حرية الثقافة والتعبير، لذلك فكل هذه الإشكاليات تنضوي تحت و وطأة السلطة وقراراتها.
إن المتأمل في الساحة التونسية يصطدم بقلة الفيئات المتحركة ضمنها ويتقلص الفرد الواحد في حالة الأزمات فمثلا عن ذلك نجد رؤوس الأحزاب السياسية ، المنضمات و الجمعيات الإنسانية و المهنية ليس لهم نفس السلوك بالنسبة للفرد سواء المثقف أو غير المثقف، فهم يغيرون من مناصبهم حسب المناصب التي وجيدو فيها. إن هذا التقيد بسلطة المنصب يجعل من الحرية تقف ضمن حدود لا يمكن تجاوزها. إن المثقف في اغلب تصرفاته يتحدث لغة الحياة. بالتالي ينضوي تحت قوة تمكنه من الاندماج داخل الحياة بجميع أصنافها، فهو يستمد هذه القوة من فكره و من البرهان التحليلي للمواقف فيتمكن من الاندماج داخل المنظومة واقتحام كل الفضاءات المتاح له و قدرته على التصريح "بلا" أو "بنعم". يمكننا الاستناد إلى هذه المقولة "المثقف يتحدث لغة الحياة بدل الاكتفاء بلغة القانون" من هنا يمكننا التيقن بان المثقف يندمج ضمن الحياة و يكون مؤثرا و متأثرا بالتحولات التي تحدث من حوله. يمكننا التطرق إلى ان هناك ارتباط بين الثقافة و الفن مما جعل من السياسات تركز وزارة خاصة بهذا المجال " وزارة الثقافة التي تهتم بالشؤون الثقافية لكافة الفئات الاجتماعية و لكن ليس الظاهر هو الباطن، كما قلنا سابقا إن هذه المنظمة يقع تسيرها من قبل سلطة عليا لا يمكن تجاوزها و تنزوي تحتها.
نذكر مثال عن عدم دعم الفنان و المبدع في نطاق أعماله الفنية. مثال وقع في مناسبة تكريم الفنان رضا الباهي في مهرجان" تطوان" في غياب الدعم المادي له نذكر كمثال هذا الجزء من مقال ورد في جريدة الكترونية تحت عنوان فيما وزارة الثقافة التونسية، تتجاهله : مهرجان "تطوان" يكرم "رضا الباهي " ويأتي هذا التكريم في وقت ترفض فيه وزارة الثقافة إسناد منحة أقرها الوزير السابق لفيلم «ديما براندو» وهو ما قد يدفع رضا الباهي إلى مقاطعة أيام قرطاج السينمائية واللجوء إلى القضاء لإنصافه." من هنا نستنتج أن وزارة الثقافة التونسية و من يديرها تحتكر المنصب تحت راية المصلحة الخاصة و تنضوي تحت سياسة مازالت متسلطة ، و لكن هل أن علاقة المثقف الفنان بالسياسة تنحدر ضمن عدم الإقرار به و عدم مساندته و نتساءل هل أن برجوع رضا الباهي الى القضاء سينصفه مادامت وزارة الثقافة قد تجاهلته. من هنا ومن هذه النقطة يمكننا استنتاج بان الثقافة في تونس أو المؤسسات الثقافية تخفي نظاما او لعبة قذرة تسيرها السلطة المشرفة فيتقيد الفنان تحت هذه السلطة.
إن الثقافة تمثل مبدأ الفكر الخلاق على صعيد الفرد و كافة الفئات الاجتماعية لكونها تغذي الجانب الروحاني في الإنسان و ترسخ فيه القدرة على التواصل و التفكير في عديد القضايا، لكن الحضارة بوحدتها تميل إلى جعله يتصل بالمادة، فنلاحظ هنا أن الجدل قائم بين الإنسان بوصفه مصدر القيم و القيم المضادة و خير دليل عن ذلك المجتمع التونسي الذي يعيش مخاض ثقافي متدهور، ولكن على عكس هذا كله نجد المؤسسات الثقافية في العالم المتقدم تنشط من خلال دعم المثقف و الفنان. وقد خاض عديد الفلاسفة و المنظرين في مفهوم الثقافة و علاقته بالمجتمع فمثلا نذكر راموند وليماز بكتابه " الثقافة و المجتمع" الذي صدر سنة 1956. كما يمكننا التطرق إلي أن الثقافة مرتبطة بعديد المجالات الاخرى كالسياسة، الاقتصاد، الحضارة، الدين ... و في هذا الأخير تكون الثقافة تتماشي حسب التعمق في التأويل الديني و الفقه الشريعي، فالمثقف يكون منسجما متوافقا مع الأفكار الدينية وفي هذا الشأن ذهب "بيجوفيتش" بان الحديث عن الثقافة هو الانتصاب إلى الدين من خلال مفهوم الثقافة. كما ذهب في نظريته إلى إبراز العلاقة القائمة بين الثقافة و الحضارة في كتابه "الإسلام بين الشرق و الغرب"
فمن خلال إدراج الحقوق الثقافية ضمن المنظومة الدستورية تتحقق المساواة بين كافة فئات المجتمع المدني. لذلك فان الثقافة الفعالة هي الركيزة الرئيسية لبناء مجتمع ديمقراطي حديث، الذي نادت به ثورة 14 جانفي. و بالتالي فان سياسة إدراج الفن في القانون التونسي تمكن الفنان المثقف من التمتع بحرية الإبداع مهما كانت نوعيتها، لكن ما يمكن أن نكتشفه اليوم هو مراجعة العلاقة القائمة بين الثقافة و السلطة. إذ يجب أن تكون حرية المثقف مطلقة و غير خاضعة للخطابات السياسية و أن تجعل المؤسسات و المنضمات حيزا تعتبر فيه الثقافة بجميع أنواعها الفنية، الأدبية، العلمية و المعرفية من أهم النقاط التي ترجع اليها و تنضر فيها. كما يمكننا الحديث على وجوب حضور الجانب النقدي بالنسبة للمبدع لأنه يمثل أهمية كبري في منح حرية التعبير وهو الجانب الذي يعطينا القدرة على فهم الواقع سواء الخفايا السياسية أو الأوضاع الاجتماعية.
يبقى الجانب النقدي للمثقف عنصر أساسي في المجال الحياتي و نذكر هذه المقولة للدكتورة يمنى العيد "والنقد صورة لمعاني الحرية و لقيم الحضارة التي تتجلي في مختلف أشكال التعبير و السلوكيات الاجتماعية، بهذا المعني أصبو من خلال عملي لان يكون كل قارئ ناقدا يشارك دورة الإنتاج الثقافي، وفي صياغة قيمنا الجمالية "
يمكننا القول أن حرية التعبير تنزوي تحت حرية المثقف الذي شهد تحول مرموقا من التعسف السياسي من قبل السلطة خاصة لما شهده العالم العربي من ثورات و لما تطرقت إليه الفئات الاجتماعية المثقفة من التعبير بكل حرية في كافات المجالات. كما يمكننا الإقرار بان للمثقف دور رئيسي في تحديد المجال السياسي و خاصة بان يكون الحاكم مرتبط بالثقافة و بالمثقف في حد ذاته يمكننا اخذ هذه المقولة د.إدريس الواغيش "أن كل حاكم يحتاج إلى مقومات بقائه ومن بينها المثقف، لأنه الأقرب إلى الخطيئة ، فيعمل جاهدا على احتوائه بكل الوسائل، لذلك وجد البعض أنفسهم في هذه المرحلة الجديدة تائهين أمام مساحات شاسعة من بياض المراهنات، وظهرت عينة أخرى منهم مستعدة للمرحلة الملتحية، مؤمنة بأنه ليس بالضرورة أن يكون المثقف "ة" خمارا أو يساريا أو حتى صعلوكا ". و يضيف شاكر لعيبي في نفس المقال حول المثقف " على المثقف أن يكون منطقياً ومتسقاً مع البديهيات الأولى: أن لا يرفض الشرط الديمقراطي الذي دفع بصعود هذه الحركات إلى سدة الحكم. هنا يبدو بعض المثقفين العرب وكأنهم معادون للديمقراطية. إنهم يفضّلون فحسب تلك الديمقراطية التي لا خصوم فيها أو لا صعودَ لهم، عبر الشروط المعروفة للانتخاب، إلى مراكز القرار. وهنا سوف يتشبثون فجأة، بضرورة مشاركة الجميع بالسلطة وعدم استفراد المنتخَبِين بها. هذه مفارقة عايشتها في تونس، واليوم أراقبها في مصر. " من هنا يمكننا الخلاص بان المثقف يجب إن يكون دائما مواكبا للأحداث المتحولة سواء على الساحة الميدانية في كافة المجالات وذلك من خلال مساهمته الفعالة في النمو بالمجتمع و محاولة تحرره من القيود المحاطة به ليكتسب حرية التعبير و إبداء الرأي.
المراجع
-;---;-----;--- بشير المؤدب ،فلسفة الثقافة، مطبعة الخدمات السريعة قابس ،ص ،55.
-;---;-----;--- التونسية جريدة الكترونية اخبارية جامعة، نوان فيما وزارة الثقافة التونسية، تتجاهله اليوم الخميس 06 ديسمبر 2012 . الموقع http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=88&a=74171
-;---;-----;--- الدكتورة يمني العيد ،في مفاهيم النقد و حركة الثقافة العربية، إعداد و تقديم محمد دكروب ،دار الفارابي، بيروت لبنان ،2000 ،ص ،319.
-;---;-----;--- موقع الكتروني العرب اونلاين تحت عنوان رجل الدين يتسيّد المشهد والمثقف يتبعه بتاريخ: 1-10-2012 15:37:23 http://www.alarab.co.uk/index.asp?fname=-2012-10-10-01-440.htm
-;---;-----;--- نفس المصدر



#إبراهيم_بن_نبهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم بن نبهان - الثقافة و حرية التعبير