الاحتفال بيوم النصر على الفاشية مهمة كفاحية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحتاج البشرية اليوم للاحتفال بيوم النصر العالمي على الفاشية اكثر من أي وقت مضى، وهي تواجه الفاشية الجديدة المتمثلة بالهيمنة الامريكية على العالم اقتصاديا وعسكريا في عصر تطور فيه المجتمع الانساني بفضل التطور العلمي والتكنولوجي وبات اقرب من أي وقت مضى لتحقيق احلام البشر بمجتمع الرخاء والتقدم للجميع . فلم تجد الراسمالية الامريكية في سعيها لكبح مسيرة التاريخ والاحتفاظ بالسيادة على البشر الا اللجوء الى الفاشية وفي استراتيجيتها العسكرية الى الترسانة الاستراتيجية العسكرية الهتلرية القائمة على مبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا" ومبدأ "الضربة الوقائية" و..الخ و تحديها للمنظمات والقوانين الدولية وتفردها باتخاذ قرارات الحرب وفرض العقوبات. واستخدام اسلحتها الايديولوجية وفي مقدمتها سلاح الرعب بأثارة الحروب العدوانية ضد الشعوب التي لا ترضخ لهيمنتها واستخدام افضع اسلحة ابادة البشر من قنابل عنقودية وقنابل اليورانيوم المنضب وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا لتقديمها مثلا لكافة شعوب العالم دون استثناء. ولا يقل فعالية سلاح اسدال ستار النسيان على تاريخ البشرية لحرمانها من تجاربها واستخلاص الدروس منها وافقادها الثقة بقدراتها.
فهل هناك اسطع يوما في تاريخ البشرية من يوم النصر على الفاشية؟!!
وهل هناك تجربة مرت بها البشرية اغنى من معركتها ضد الفاشية ؟!
وهل هناك شاهد اصدق على المصير الذي يؤل اليه اعداء البشرية؟!!
انه يوم يشهد على قدرة البشرية على دحر الفاشية مهما طغت وتجبرت لاسيما وانها اليوم اكثر قدرة واعمق وعيا واغزر تجربة. ففئات متزايدة من البشر اخذت تدرك اليوم ضرورة انهاء علاقات الانتاج الراسمالية التي تحتم اعادة انتاج الفاشية عند احتدام ازماتها الناجمة عن قوانينها الاساسية . وتنخرط اليوم الملايين في عولمة انسانية جبارة لمواجهة عولمة الراسمال التي تمزقها الصراعات بين اقطابها بفعل قوانين وجودها الاساسية:التنافس والتطور غير المتناظر والحروب. انه يوم جدير بالاحتفال لانه يعزز ثقة الانسانية بقدراتها على صنع النصر وبناء المستقبل الزاهر هذه الثقة التي تجهد الماكنة الاعلامية الجبارة للفاشية القديمة والجديدة على سحقها.
ان من اهم دروس النصر على الفاشية التي يجب ان لاتنسى، تجنب اخطائها التي مكنت الفاشية من تكبيد البشرية كل تلك التضحيات. وفي مقدمتها التردد في توحيد القوى المناهضة للفاشية وعدم اعتبار الفاشية العدو الرئيس لكل البشرية ومحاولة بعض الدول استخدامها للقضاء على ما اعتبروه العدو الرئيس: الشيوعية والمجسدة آنذاك بالاتحاد السوفيتي . فخمسين مليون قتيل واضعافهم من المعوقين فضلا عن منجزات اجيال هي ثمن باهض لمثل هذا التردد والذي سيكون ثمنه افضع في عصرنا . وقد يكون فناء البشر في عصر اسلحة الدمار الشامل . الامر الذي يفرض الى جانب توحيد وتعبئة كل قوى البشرية الخيرة ضد الفاشية الجديدة هو العمل على نزع اسلحتها وفي مقدمتها اسلحة الدمار الشامل . وهذه المهمة التاريخية تقع على عاتق شغيلة اليد والفكر لانهم هم المخترعون لها والمصممون والمنفذون والمستخدمون لكل منجزات البشرية بما فيها اسلحة الدمار الشامل وهم القادرون باسناد كل البشرية على رفض تطويرها وانتاجها واستخدامها وعلى تحويلها الى وسائل سلمية تخدم البشرية او اتلافها وبذلك ينزعون اسلحة الراسمالية ويحمون المنجزات الحضارية ويمكنون البشرية من التمتع بها وتطويرها.
نعم ستكون تجربتنا الحالية اغنى ويوم نصرنا اشرق لاننا نمتلك وعيا اعمق وتجارب اغزر وامكانيات مادية جبارة. وسيكون يوم نصرنا اسطع لانه سيكون فجر عصر جديد عصر التقدم والرفاه والسلام للجميع.
سعاد خيري
9/5/2005

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات