|
نحو - كتلة تاريخية - للتحشيد لقانون إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب
جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 12:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" الواحد للكل والكل للواحد " الكساندر دوما رواية الفرسان الثلاثة
من بديهيات الأمور إن إرتباط الشريحة المثقفة والناشطين المدنيين بمجتمعاتهم والاشكالات التي يعاني منها هذا المجتمع وتفاعلهم معه امر طبيعي ويدل على صحة الارتباط العضوي بينهما واليوم يثار في الوسط الاجتماعي العراقي منذ فترة حراك فكري واجتماعي يتمحور حول قضية هامة جدا تتمثل في هدف هذه الشريحة والناشطين المدنيين في توعية وتحشيد الرأي العام العراقي في هذه المرحلة من اجل حصول حملة ضغط شعبي لتشريع قانون إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب العراقي فالجميع يعلم ان هذه الرواتب التقاعدية لهؤلاء الاعضاء تمثل هدراً كبيراً جداً في ميزانية الدولة العراقية والطبقات الفقيرة وعبئا على الاقتصاد العراقي على المستوى القريب والبعيد ان استمرت هذه الظاهرة لذلك ان مطالبة الشخصيات والقوى المدنية وذوي الاتجاهات الاخرى في العراق في هذه المرحلة بتشريع قانون " إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب" هو مطلب وطني مشروع بل وهام وضروري لان اغلب الأزمات السياسية التي مر بها العراق بعد عام 2003 بسبب بطئ وتدني أداء مجلس النواب العراقي في شقيه التشريعي والرقابي وانعكس ذلك سلبا على الشعب وكون ان اي حكومة ترى ضعفا في اداء المجلس النواب في جانبيه التشريعي والرقابي تفعل مايحلو لها وتحصل سلبيات في اداء الحكومة وهذا كان سببا اساسيا في رؤيتي الشخصية في تشخيصي للازمات التي مر بها العراق بعد عام 2003 وعلى اختلاف في رؤية بعض الاصدقاء الذين كانوا يركزون فقط على سوء اداء الحكومة السلبي فقط وقد نبهتهم صادقا على ذلك وبتصوري وتقديري المتواضع ان هذه المهمة الآنية والسامية المتمثلة بالضغط الشعبي لتشريع قانون إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب تتطلب انبثاق فكرة " الكتلة التاريخية " والتي تعود اصولها للمفكر الماركسي انطونيو غرامشي والتي تؤمن وتعمل ومن خلال المثقف العضوي الذي يعبر بصدق عما يدور في مجتمعه ويشترك في الاحتجاجات السياسية والاجتماعية ويعمل على تحقيق الحريات والعدالة الاجتماعية لجميع الطبقات والشرائح الاجتماعية وفي مقدمتها الطبقات الفقيرة لانها تعاني قبل غيرها من فاقة الفقر وتداعياته تكون من خلال تقارب وتعاضد جميع القوى الفكرية والسياسية والاجتماعية التي تؤمن بتشريع هذا القانون ان وجود هذه الكتلة التاريخية في واقع العراق المعاصر ضرورة تتطلبها الظروف السلبية والظواهر غير السليمة التي توجد في الواقع العراقي وجربنا في الفترة الماضية وجود العديد من القوى السياسية التي تعترض عن طرق المظاهرات على وقائع او ظواهر سلبية في المجتمع ولمن لكون تبعثر جهود هذه القوى وعدم توحدها تحت برنامج سياسي متفق عليه تلاشت تاثيرات هذه القوى وبسبب ان هذه القوى عندما شخصت سلبيات في سلوك بعض القوى السلطوية تصرفت بشكل خاطئ عندما تحالفت مع شخصيات وقوى معارضة للسلطة ليست الحالية فقط بل كل السلطات التي تبوأت السلطة بعد عام 2003 لاتقل عن هذه الشخصيات وقوى السلطة سوءاً في تركيبتها الهرمية الحزبية او السلوك السياسي المتدني وهي تشاطر السلطة في كثير من أمراضها البنيوية السلبية مما جعل اعتراضاتها غير ذي جدوى لذلك وبما ان هناك الكثير من الشخصيات الناشطة في المجتمع المدني والقوى السياسية والاجتماعية الصادقة في مسعاها في هذه المرحلة الراهنة تعمل على هدف موحد عبر الاحتجاج المطلبي هو الدعوة لتشريع قانون إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب يجب عليهم وعبر فكرة الكتلة التاريخية التي نوهنا عنها في هذه المقالة الابتعاد عن القوى السياسية التي ليست مخلصة والمريبة في سلوكها وتوجهها في هذا المطلب الشعبي الهام والتي ترغب بإستغلال واستثمار هذه الاحتجاجات لصالحها الحزبي الضيق وفرز هذه القوى وتنحيتها جانبا وبشجاعة وعدم المجاملة في ذلك وليس بدافع الاقصاء بل بدافع جمع القوى المخلصة الحقيقية في هذا المطلب وليس لديها هدف الاستفادة الذاتية منها وهذا بتقديري امر هام جدا لذلك على الشخصيات الناشطة مدنياً والقوى السياسية التي تعمل لتحويل مقترح إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب الى حقيقة ملموسة تحقيق مايلي : 1. توحيد وبالسرعة الممكنة جهود جميع القوى والشخصيات الناشطة المدنية في إطار " الكتلة التاريخية " وعبر برنامج احتجاج مقر من قبل جميع القوى المنضوية تحت عنوان " الكتلة التاريخية " وعدم الخرؤوج او الانحراف عنه وتنظيمها وفق هذا المفهوم . 2. استثمار جميع المنافذ الافتراضية في الانترنيت المتاحة اليوم كالفيس بوك وتويتر واليوتيوب لنشر تفاصيل حراكهم الفكري والاجتماعي. 3. الابتعاد عن الاختلافات الجانبية التي ربما قد تنشأ بين القوى التي تعمل على تحقيق هذا الهدف وتسوية اختلافاتها فيما بينها وباقي القوى بالشكل المقبول والملتزم المسؤول والتركيز على الاساسي لاننا راينا ظهور وفي هذه المرحلى الجنينية لهذا الحراك ظهور بوادر اختلاف غير سليمة ومتشنجة بين بعض القوى المشاركة في هذا الحراك كون كل واحدة من هذه القوى تصر على ان منهجها هو السليم وهذا امر لايخدم الحراك ابدا. 4. التمتع بروح مسؤولة وإيثارية في هذا الحراك وعدم التركيز على شكليات من يتزعم هذا الحراك لانه يسيئ ويؤدي الى تراجع تاثير وقيمة هذا الحراك . 5. الاستمرار في حملة جمع تواقيع لتاييد هذا المطلب الشعبي وعدم اقتصار هذا الجمع على الانترنيت فقط بل النزول الى الشارع الى حيث المواطنون 6. استثمار الانفتاح الاعلامي الكبير في العراق اليوم لتفعيل وشرح ابعاد هذه الحملة الانسانية. 7. عقد ندوات توعية مستمرة من قبل منظمات المجتمع المدني المؤمنة بهذه الحملة بشكل متواصل لتوضيح ابعاد الحملة للموطنين .
ان اي حراك فكري ولاجتماعي هو علامة دلالة على وعي الشعوب وتمدنها وإرتقاؤها ويمثل تصاعد وعي الشعب وانبثاق علامات الحداثة السياسية والفكرية والاجتماعية وهو مؤشر ايجابي وان حضور فضاءات التضامن الانساني بين تشكيلات وقوى الشعب يمثل تفاعل هذه التشكيلات والقوى المدنية وتفاعل الهم الاجتماعي الفردي مع الهم الاجتماعي الجمعي وهو يمثل قمة التضامن الانساني والوطني .
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منتدى - فضاءات فلسفية - الإفتراضي نافذة اخرى للرابطة العربية
...
-
ثورات الربيع العربي بحاجة لمشاريع فكرية مدنية لبناء الوطن وا
...
-
قوى اليسار والديمقراطية العربية واللحظة الراهنة الإلتزامات و
...
-
مازن لطيف: اعمل بمفردي كمؤسسة إعلامية متكاملة في صناعة الكتا
...
-
عرض لكتاب الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق
-
حوار مع الدكتور عبد الخالق حسين
-
ميثم الجنابي ورؤية عن -هادي العلوي المثقف المتمرد-
-
إستجواب الوزراء بين الحق الدستوري ومزاج الكتل السياسية
-
بعد مرحلة حروب الانظمة الديكتاتورية بالنيابة مرحلة تيارات ال
...
-
عسكرة المجتمع في العهود الاستبدادية ودوره في تغذية العنف وال
...
-
معالجة معوقات بناء دولة المؤسسات
-
هلامية الأحزاب في الساحة السياسية العراقية المعاصرة وأثر تدا
...
-
الارهاب السياسي في تفجيرات بغدادالاخيرة سيبقى الى الأبد وسيل
...
-
الأصلاح السياسي معيار التجربة الديمقراطية الصادقة
-
الثقافة العراقية بعد التاسع من نيسان 2003 الواقع والممكنات
-
سعدي يوسف .. حوارات ومقالات له وعنه
-
حكومة الوحدة الوطنية والسعي نحو ترسيخ أسس ووحدة الدولة الديم
...
-
تعزيز السلام والألفة الاجتماعية بين كافة المكونات الاجتماعية
...
-
العراق والخيار الديمقراطي في الاندماج الاجتماعي وتعزيز مسيرة
...
-
اِلأنقلاب العسكري في موريتانيا ومرة اخرى اغتيال تجربة ديمقرا
...
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|