أزمة البكالوريا بثانويتي سيدي عيسى و الأمير الحسن بسوق أربعاء الغرب

العلواني ميلود

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 10:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تعرف المنظومة التربوية التعليمية تقهقرا عاما بعد عام ، و يمكن إرجاع ذلك إلى عدة عوامل تتداخل فيما بينها ، منها الموضوعية و الذاتية ، بدءا من البرامج المقترحة من طرف الوزارة الوصية على قطاع التربية و التكوين بالمملكة المغربية، مرورا بمعضلة ضعف التكوين لذا الأطر المختصة في تربية و تكوين التلاميذ ،و ضآلة أطر التوجيه ،ثم الغياب الشبه الكلي لدور الأباء،هذا من جانب ، ومن جانب آخر، اللامبالات التي تصدر من فئات كثيرة من التلاميذ، نتيجة لمجموعة من العوامل أبرزها سن المراهقة و عدم مبالاة من أوكلت لهم مهمة تأطيرهم و توجيههم إلى سبل النجاح و التفوق ، إذن ما تأثيرات كل هذه العوامل و غيرها على مردودية التلاميذ و خاصة المعوزين منهم ،و هل ثمة ميكانيزمات فعالة لمواجهة التردي الذي شهدته المنظومة التربوية التعليمية بالمملكة؟
أعلنت وزارة التربية الوطنية في بلاغ لها تحت عنوان نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة البكالوريا 2013 أن ما يقارب 147000
ناجحا و ناجحة في الدورة العادية، و ما يفوق 176000 مرشحا و مرشحة سيجتازون الدورة الاستدراكية ،و نجد في ذات البلاغ أن عدد المرشحين و المرشحات بلغ 484780 ،حضر منهم 387721(314729 ممدرسين و 72992 أحرار)،بلغ عدد الناجحين منهم 146979(%51 من الانات)، أما نسبة النجاح العامة فقد بلغت 37.91%(43.6% بالنسبة للمدرسين و 13.39% بالنسبة للأحرار).
كما وجدنا في نفس البلاغ أن نسبة النجاح موزعة على الشكل التالي :
لقد نالت الشعب العلمية و التقنية على نسبة 45.91% . أما الشعب الأدبية فكان نصيبها 27.82% . علاوة على ذلك فقد حدد عدد المترشحات و المترشحين الذين سيجتازون الدورة الاستدراكية في 175904(يمثلون 45.37% من الحاضرين في الدورة العادية).
إذن يبدو للعيان، أن نسبة النجاح العامة متدنية جدا مقارنة بعدد المترشحين و المترشحات على الصعيد الوطني ، و لعل هذا التردي الملموس لاحق جميع المؤسسات بالتراب المغربي ، و من ضمنها مؤسستي مدينة الزهور سابقا (سوق أربعاء الغرب )، ثانوية سيدي عيسى ، وثانوية الحسن، إذ و صل عدد الناجحين الممدرسين بشعب الآداب ما يقارب 80 و ما يعادلها بالنسبة للشعب العلمية و التقنية ، أما بالنسبة للناجحين الأحرار فقد قاربت 25 لكلا التخصصين ، وما لفت انتباهنا هو نجاح مترشح واحد في مسلك العلوم الإنسانية و لا أحد سواه ، بميزة "مستحسن" أما بقية الناجحين في مسلك الآداب و الشعب العلمية، الذين لم يتجاوز عددهم 24 ناجحا فتراوحت ميزاتهم بين "مقبول" و "مستحسن" ، و قليلا ما وجدنا ميزة "حسن" ، و هذا ما خلق جوا من السخط و عدم الرضا من طرف التلاميذ و ذويهم ، سواء بين صفوف الأحرار أو الممدرسين ، و قد أسفرت الأسئلة التي وجهتها لمجموعة من التلاميذ ، عن إرجاعهم عدم نجاحهم في الامتحان إلى روزنامة من العوامل ، الاجتماعية منها و الاقتصادية ، و النفسية ، و كذا السياسية ، و المتمثلة في "عسكرة" المؤسسة التعليمية أيام الامتحان ، أي تضييق الخناق عليهم ،وإخضاعهم للتفتيش البوليسي ، هذا المتغير الذي أثر على مجموعة من التلاميذ حسب الروايات التي صرحوا لنا بها ، وهناك من أرجع عدم نجاحه إلى ثقل الدروس و طول المقرر،و كذا تعتر الأساتذة و احتكارهم المعلومة أو عدم امتلاكها ، و المحزن في الأمر هو التذمر الذي أعرب عنه عديد كبير من التلاميذ غير الناجحين ،إذ قال أحدهم :" اكرهت القرايا أكل مايجي من وراها..."، وهذا من بين التلاميذ المجدين و المثابرين على الحضور،و يسمى برضوان .ع ،و قال آخر و هو يتحسر: "الباك ماشي هو اللي غي داخلنا الجنة... ".
إذن نلاحظ أن هذا الأخير انتقل من الفيزيقي إلى الميتافيزيقي ، و ذلك عن طريق اللاشعور الذي أوحى له أن الخير في السماء و ليس في الأرض، إذن يأيتها الوزارة المكلفة بالشؤون التربوية التعليمية ،عليك بالاهتمام بهذه الموارد البشرية التي سيصير منها الوزير ، و النائب و المفتش ، و المدير و الأستاذ، حاولي أن تجنبيها الأعطاب الاجتماعية، لأنها سوف تغرق هذا الوطن الجريح، في الاعطاب الاجتماعية، الاقتصادية و السياسية ،و هلم جرا...
و إلى غاية الاستجابة لهذا المطلب الإنساني الملح و الحساس ، نتساءل هل للقوى الفاعلة في المشهد السياسي المغربي استعداد كاف و إرادة حرة لانقاد أبناء الجماهير الشعبية من الذل و المهانة المفتعلة عسافا في كثير من الأحيان؟.

#العلواني_ميلود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات