أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - مذبحة الشيعة المصريين













المزيد.....

مذبحة الشيعة المصريين


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود.
في ليلة أضاء فيها بدر النصف من شعبان شوارع المدينة وقلوب البشر، وانهمك فيها المؤمنون كل على مذهبه بمناجاة ربهم والتقرب إليه بالصلوات والتسابيح والأدعية، كان فريق من الخوارج يخطط لصبغ هذه الليلة المباركة بلون الدم، وتعكير نسماتها العليلة برائحة الموت.
قام مشايخ الإخوان والسلفيين بتحريض السفهاء من أهالي قرية زاوية أبو مسلم بمحافظة الجيزة على الفتك بمجموعة من المواطنين المصريين، من جيرانهم، اختاروا أن يعبدوا ربهم على مذهب الشيعة الإثنى عشرية، فتربصوا بهم، واقتحموا منزلهم، وأمسكوا بخمسة من المصلين الرجال وانهالوا عليهم ضربا وتعذيبا بالشوم والعصي والأسلحة البيضاء، كسروا عظامهم، حطموا جماجمهم، سحلوهم في الشوارع حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وأفضوا إلى بارئهم شهداء قضوا غيلة بيد التكفير والغدر والحقد والكراهية.
نحن لم نستمع من قبل إلى الداعية الشيعي المغدور "حسن شحاتة" أو أي من رفاقه، ولا يعنينا إن كان التشيع حق أو باطل، فتلك قضايا يبحثها ويتنافس فيها المشايخ انتصارا لمذهب على آخر، إن الضحايا عندنا مواطنون مصريون من حقهم أن يتعبدوا الله على أي دين أو مذهب يختارون، وإن صدرت منهم إساءات بحق أتباع المذاهب الأخرى يكون الاحتكام للقضاء وليس الإغتيال والسحل والتنكيل.
بل إننا نرنوا إلى اليوم الذي تمتلئ فيه بلادنا بدعاة لكل الأديان والمذاهب والنظريات الفكرية والفلسفية دليل على حرية مجتمعنا، وحيويته، وتسامحه، وتعدد الروافد التي تشكل ثقافته، والتي تخلق الإنسان الحر القادر على المفاضلة والإختيار والإبداع والتطور.
لم تكن هذه المذبحة تصرفا فرديا أو عفويا من عامة الناس، وإنما وقعت عن سبق تخطيط وتحريض وترصد تقوم به بشكل منهجي ومنذ شهور طويلة قيادات الدعوة السلفية ضد المذهب الشيعي بصفة عامة، والشيعة المصريين بصفة خاصة، بلغ ذروته مؤخرا في حضرة رئيس الجمهورية الإخواني محمد مرسي بل وبمشاركته شخصيا، فاكتسب هذا المخطط صبغة دينية ورسمية سهلت مهمة الإخوان والسلفيين في حشد العوام لارتكاب جريمتهم الشنعاء.
ففي مؤتمر «نصرة سوريا» الذي عقد في الصالة المغطاة في استاد القاهرة، ونظمته حركات سلفية وجماعات اسلامية، وحضره الرئيس مرسي، تبارى مشايخ الفتنة من السلفيين وقيادات في جماعات الاسلام السياسي ومعهم مشايخ البترودولار محمد حسان والعريفي والقرضاوي في التحريض ضد الشيعة وتكفيرهم ووصفهم بالإنجاس وأنهم أشد خطرا على الأمة من اليهود، وطالبوا بالتصدي لهم وقتالهم، وشارك الرئيس الطائفي في عملية التحريض هذه ووصف الشيعة في معرض هجومه على النظام السوري وحزب الله بـالروافض، في سابقة لا تصدر عن رئيس جمهورية مسئول عن احترام مشاعر الأقليات الدينية من مواطنيه فضلا عن حماية أرواحهم.
هكذا يدعو الإخوان والسلفيون شعبنا إلى الله، بالتكفير والقتل والسحل والتعذيب، هذا هو دينهم، وهذا ما تعلموه من أسلافهم الحنابلة وأشياخهم الوهابية الذين أرهقوا أهلهم وعشيرتهم في الجزيرة العربية إجراما وتنكيلا واستحلوا دماءهم في سبيل إقامة دولتهم، وهذا ما يفعله أتباعهم في مصر اليوم.
إن هذه الجرائم المنكرة لا تصدر إلا مرضى نفسيون، وعقيدة شاذة منحرفة، وفكر إرهابي يزدري الإنسان، ويحط من قدره، ويستهين بحياته. فكر القطيع الذي لا يؤمن بحرية الإنسان ولا يعترف بحقه في الإختلاف والتميز والذي يريد الإخوان والسلفيون فرضه علينا.
لقد عاشت الأقليات الدينية في مصر من يهود ومسيحيين وشيعة وبهائيين وغيرهم بين إخوانهم من الأغلبية السنية في سلام وأمان وحسن جوار حتى ابتلانا الله بمن أطفأت شهوتهم إلى السلطة نور الإيمان في قلوبهم، فاستحلوا دماءنا، وهتكوا أعراضنا دون وازع من دين أو ضمير.
إن لم يسقط هؤلاء ويعودوا إلى الجحور التي خرجوا منها فسوف يسقطون مصر كلها في مستنقع من الدماء ليس له قرار.
أسقطوهم يرحمنا ويرحمكم الله.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد العريان من الإمارات ؟
- الكوميدية الإثيوبية
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - مذبحة الشيعة المصريين