أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - الجونوسايد في مصر














المزيد.....


الجونوسايد في مصر


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُعرّف الجونوسايد بأنه محاولة ابادة ألأقلية , سواء كانت عرقية او دينية او مذهبية . من قبل سلطة الدولة او من قبل الأكثرية في مجتمع ما . ما حدث اليوم في زاوية ( ابو مسلم ) القريبة من القاهرة يدخل في باب الجونوسايد غير المعلن ضد شيعة مصر. لقد تمت مذبحة بشعة من قبل رعاع متسلحين بكل انواع الهراوات والسلاح الأبيض . كان البيت لأقارب الشيخ حسن شحاتة في الزاوية المذكورة . وقد اتى الشيخ الى معارفه ومريديه لأداء طقوس ليلة شعبانية .لم يكن في نيتهم الأساءة الى احد او تهديد احد . وفجأة تقدمت جموع كبيرة الى زقاق الزاوية لأجبار الشيخ وابنائه على الخروج . تم ذالك بالقاء زجاجات حارقة- وفق شهود عيان- ثم بعد ذالك بدأ الهجوم امام اعين الكاميرات يصاحبه جنون وصراخ . كان الرعاع يضربون الشيخ وابناءه بالهراوات والعصي والحجر على رؤوسهم واجسادهم . وكان الضحايا يحمون الشيخ باجسادهم التي تنزف دما . وحينما تهاوت الأجساد سحبت على الأرض يصاحبها مزيد من الركل والرفس والسباب , حتى تمرغت اجساد الضحايا بالدم والغبار . هل كانت تلك الصولة الهمجية القذرة مباركة من من رب السماوات والأرض ؟ حاشا له ان يكون هؤلاء الرعاع القتلة من عباده . انهم لاينتمون لهذا العصر .. انهم قادمون من الزوايا المعتمة في الماضي السحيق . انهم لاينتمون الى انساننا الذي يخاف ربه ويطمح بمغفرته من خلال المحبة والعطف والعدل والتكاتف بين بني البشر . نحن نخجل منهم .انهم ينتمون الى عالم البغض والكراهية . هم لاينتمون الى اي دين ومذهب . المذاهب الأسلامية بريئة منهم . وكذالك القيم والمبادئ الأنسانية .
اذا كان الشيخ حسن شحاتة يخالفهم في الرأي . فالأختلاف في الرأي ليس ببدعة وتأريخ الأسلام يروي لنا الكثير من الخلافات التي انتجت مذاهب وفرق وجماعات . كما ان الشيخ الضحية لايختلف عنهم في كونه يتلو الشهادتين ويؤدي مثلهم صلواته وصيامه وزكاته .ولكنهم كفروه واعتدوا على حرماته . ومارسوا ضده ما لايمارسه الضواري ضد فريستها .
يرى الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه سايكولوجية الجماهير " إنّ الجماهير لاتعقل , وما يقوله الزعماء يغزو عقولها سريعا .. إنّها لاتعرف غير العنف الحاد , وتعاطفها يصبح عبادة " . وضمن هذا التوصيف , فإنّ اصابع الأتهام في القتل ستوجه الى شيوخ التحريض وخطباء المساجد الذين أفتوا بهدر دم الشيخ شحاته من خلال الترويج الى كونه يسب الصحابة , وغيرها من اتهامات .. وعلى هذا الأساس فان القتلة الذين لوثوا وجه مصر في هذه المذبحة الوحشية هم:
اولا : الجموع التي قامت بالجريمة مباشرة . واعتقد ان القبض عليهم مسأله هيّنة لأن صور الضرب والسحل والذبح قد صورت ونشرت على الفيس بك .
ثانيا : المشايخ الذين أفتوا باهدار الدم وإثارة هذه الجموع . والتسجيلات وصور الفيديو حافلة بالكثير منها.وهؤلاء يجب ان يعاملهم القضاء على انهم شركاء في الجريمة .
ثالثا : الشرطة التي لم تتدخل لمنع الجريمة . فوفق تسجيلات الفيديو استغرق الهجوم والقتل اكثر من ساعة .ولم تحرك الشرطة ساكنا .وكان لديها الوقت الكافي للتدخل وحماية مواطنيها .هل كانت خائفة او كانت متواطئة ؟ القانون هو الذي له الكلمة الفصل . اذا كان القضاء عادلا .
لقد آن الأوان للمراجع الدينيةوالزعامات المذهبية وعلماء الدين , ليس في مصر وحسب وانما في كل العالم , لتطويق هذه الجرائم ورفضها علنا واصدار فتوى موحدة بتحريم القتل وتحريم التحريض عليه , والتأكيد على الأخوّة بين الشيعة والسنة واصدار ميثاق شرف يمنع اعمال العنف واشاعة الكراهية . كما آن الأوان لعلماء الدين الأسلامي في اصدار فتوى موحدة ضد الأساءة للرموز الدينية ,الأسلامية منها وغير الأسلامية , وما من شأنه ان يحدث الفرقة والخلاف .
كما اتمنى من الجميع , سنة وشيعة , ان يعتبروا ان العصابات الهمجية التي ارتكبت جريمة القتل لاينتمون الى اية عقيدة . واخوتنا السنة بريئون منهم كما اتمنى ان لاتحدث اعمال ثأر مماثلة , يذهب ضحيتها اناس لاعلاقة لهم بالقتلة " ولا تزر وازرة وزر أخرى "
اوتاوة / كندا



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (كوميديا الحب الألهي) والذاكرة المعطوبة
- الرحيل ..وحزن اوتار العود
- علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح
- قف بالمعرة ..
- وأد الأطفال ..في بلاد النفط
- أحمد القبانجي .. سجينا
- بغداد عاصمة ..لأية ثقافة
- الوطن بعيون مهاجرة ( الأمن السياحي )
- شكري بلعيد .. وداعا
- لاشيء فوق العراق
- بهاء الأعرجي والمصباح السحري
- مباراة العراق في كأس الخليج
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين
- الفتنة
- جذوع ملّت من الوقوف
- قصة قصيرة اوراق من يوميات حوذي
- هوامش على اقوال ممثل السيد السيستاني
- قسوة الظمأ في مجموعة جذور الفجر
- دراما الموت والحياة
- عفيفة اسكندر والموت الحزين


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - الجونوسايد في مصر