|
عوربة الاقتتال
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 03:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
ما الذي يجري في لبنان ؟ ما الذي يجري في مصر ؟ العراق حالة تكاد تترسخ ، وسوريا أصبحت نارها تكتسب مزيدا من الحطب ، وليبيا كما قال وزير الدفاع محمد البرغثي المستقيل ؛ في هذا البلد أصبحت العصابات المسلحة هي من تفرض أجنداتها وتحدد سياسات الدولة . الحروب البينية بدأت تتمدد ، انها النار التي تهدد بالانتشار في أي مكان تختاره وفي أي زمان تشاؤه . واذا ما تصفحنا لعبة تفكيك العالم العربي وتدميره ، فان الدور لامحالة في انتظار بلد ما من البلدان العربية ، على ضوء الهشاشة التي تعيشها هذه الدول على جميع المستويات . من هو أحمد الأسير؟ كيف ظهر ؟ وكيف استطاع في هذا الظرف الزمني القصير ان يحشد كل تلك الحشود ويقف فجأة في وجه الدولة ويحارب الجيش وقوى الأمن وجزء من المواطنين ؟ . من هؤلاء الذين قتلوا أربعة شيعة مصريين ؟ وعلى أي أساس ؟ ما هي مرجعياتهم والأهداف المتوخاة من ذلك ؟ . ان احمد الأسير يعتبر من الفريق السني ، وقتلة الشيعة المصريين أيضا من الفريق السني ، ولا ننسى اضافة تيكيت الاخوان او السلفية . انها الحروب المذهبية والطائفية وقد تم تعميمها في هذه الدول التي تشهد هذ التوترات الاجتماعية والسياسية . مما يفرض علينا ان نستعد . فماكينة تمزيق العالم العربي تشتغل بمعدلات قياسية . انها تذكر بموجة الانقلابات العسكرية بعد انقلاب الضباط الأحرار المصريين اواسط الخمسينيات من القرن الماضي ، اذ تبعتها موجة من الانقلابات في جميع ربوع الأقطار العربية أو أكثرها ، كما شهدت موجة محاولات انقلابية في أقطار أخرى . وهذا دليل واضح على هشاشة الدول العربية منذ نشأتها الحديثة ، وقابليتها للانفجار في كل لحظة تاريخية حاسمة . وهشاشة بنياتها الاجتماعية تظل القش القابل للاشتعال في أي لحظة . ولعل أهم اسباب هذه الهشاشة هو تفشي الجهل والفقر والأمية ، وانحصار المعرفة لدى طبقة أصبحت تتاجر بالمعلومات وبالأفكار وبكل ما يشكل القاعدة الصلبة لتماسك المجتمعات وبناءاتها الفوقية من سياسة واقتصاد وثقافة . لاحصانة لدينا اذن نحن العرب ضد انفجارات تحصد الخضر واليابس ، وتتجاوز كل الضوابط والموانع ، ان سرعة انتقال الصراعات وتأجيجها أصبحت لا تعتمد الا على الضغط على زر الانفجار لينفجر الوضع هنا أو هناك . أصبحنا لعبة من لعب البلاي ستايشن المتحكم فيها تقنيا . بهذه الخفة اصبح العالم العربي خارج حسابات العقل ، ولعل هذا دليل كاف على زيف الادعاءات الحداثية ، وزيف الادعاءات الدينية . فلا بوصلة تتحكم فينا غير بوصلة التدمير والتحطيم . هل يمكن لبيان الأزهر أن يوقف هذا الانفجار الأعمى لقتل الذات ؟ ، على اعتبار أن المجتمعات العربية كلها مجتمعات فسيفسائية في أنظمتها العقدية والعرقية والطائفية ، وان بأشكال متفاوتة . وهل يمكن لتدخلات رجال الدين اللبنانيين أن يضعوا حدا لظاهرة احمد الأسير ، ولهذا التهور العظيم الذي أبان عنه في فترة وجيزة ؟ . أما بيانات المثقفين فهي أصبحت دون مستوى الحدث بفعل انطفاء جذوتهم وذواء مصداقيتهم . ان تشخيص الواقع العربي ومواجهته بكل حزم وصرامة ، هو وحده الكفيل بايجاد الحلول الكفيلة لانقاذ ورم الاحتراب والاقتتال العربي العربي . فمن السخافة والبلاهة ان يظل مصير المواطن العربي مرهونا بين ايدي مثقفين يابسين لا قطرة ماء تجري في نظرياتهم وكتاباتهم ، او بين أيدي ساسة هم عبارة عن تجار الأوطان ، أو بيد رجال دين يقذفون بالانسان الى النار باسم الرب . انه العبث الشامل . لم يعد خافيا أننا دخلنا مرحلة غير مسبوقة من الاقتتال البيني ، وأصبحت الحرب القذرة بين الطوائف حقائق يومية ، وهو ما ينذر بانتقالها الى حروب أخرى أكثر أوارا واشتعالا . فالمخططات الموضوعة في مطابخ الاستخبارات الغربية واضحة ، والدلائل عليها موجودة ، فهل فقد العالم العربي رجاله التنويريين والعقلانيين ، ولم يبق لديه حكيم واحد ؟
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب ومجتمع الزيف
-
واقع الشعر من واقع العرب
-
ايران ولعب الكبار
-
الصمت بين المعنى والوجود
-
لاتصدقي تجار الدين
-
تحريف الجهاد
-
الحداثة هدف مؤجل
-
البيان حلم والممارسة واقع
-
ثمة أغنية في الحنجرة
-
الانسان ذلك المنحرف -1-
-
القضاء المغربي ، فجوات بحجم العار
-
قصة الدمعة -قصة-
-
مؤتمر جنيف-2- الميت
-
ريق السحلية
-
البحث عن الغائب الحاضر -13- رواية
-
ردة الحقوق وسلامة المواطن في المغرب
-
عن أغنية - مالي ومال الشمعة -
-
قصة : لم أتعلم الندم
-
الى السيد عبد العالي حامي الدين*
-
تلبيس ابليس لباس القديس
المزيد.....
-
استفزه فضربه الآخر بكرسي.. مرشح لمنصب عمدة بالبرازيل يهاجم م
...
-
كاميرا ترصد لحظة القبض على المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب
...
-
ترامب يعلن أنه سيتفاهم مع روسيا والصين إن فاز بالانتخابات
-
جزر الكناري تستقبل 500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة خلال
...
-
إثيوبيا تصل قريبا للبحر الأحمر.. توتر جديد بالقرن الأفريقي؟
...
-
الصومال يوقع قانونا يلغي الاتفاقية بين إثيوبيا وجمهورية أرض
...
-
هل باتت الحرب بين إثيوبيا ومصر وشيكة؟
-
نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة..
...
-
الجيش الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيات بينهن زوجة القيادي الأسير
...
-
الدفاع الروسية تنشر فيديو لتطهير قرية حدودية من قوات كييف
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|