عبد اللطيف العلو
الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 12:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نلسن مابديلا ...........لماذا احجم عن الانتقام من اعداءه ؟
معاناة مانديلا في سجون نظام جنوب افريقيا العنصري معلومه للاغلبية ,فقد امضي اكثر من 27 عاما في سجون ذلك النظام العنصري المتسلط الطاغي , الذي عذب مانديلا وحرمه زهرة شبابه ونكل بشعبه واذلهم ونهب خيراتهم , فلماذا يعفو عنهم عندما سنحت الفرصة ان يكون رئيسا للبلاد ويتسلم مقاليد الحكم وباراده شعبية صادقة ومؤازرة له ومؤيدة بنسبة عالية . هل لانه ضعيف ام انه كان يبحث عن شئ اخر , غير الذي تبحث عنه العقول الصغيرة القليلة الادراك والمغلقة على قشورها والتي لا تفكر الا بالانتقام من اول وهله؟
ماذا لو انتقم ؟
ماذا لو شارك اعداءه صفة القتل والاجرام التي تميزوا بها ؟
هل سيكتب له الخلود كما يحصل اليوم ؟
هل سيرتفع لهذه الدرجة التي وضعته في مصاف المرسلين بنظر شعبه وبنظر شعوب العالم ؟
كلا لقد كان يبحث عن شئ اثمن من اطفاء رغبة الانتقام الحيوانية !
كان يبحث عن البناء الحقيقي للنفس وللبلد والتي تقود حتما الى الخلود , انه بالحب الكبير الذي يعمر قلبه يعالج امراض اعداءه يشفيهم من اجرامهم , يحولهم الى ادواة بناء بدل ان يكونوا معدات دمار وهدم , النفوس الكبيرة وحدها هي التي تمنح الفرصة للاشرار لكي يعودوا الى صوابهم وان يستقيموا ويشاركوا في بناء الاوطان , وهكذا هم الرسل .....اذ يمنحوا حرية النفس من قيود الشر ليعيدوها الى اصلها الخيّر . لانه ما من نفس مجبولة على الشر . هل فهمنا هذا النموذج الحي الذي ما زال يتنفس الهواء الذي نتنفسه وليس مثالا قادما من عصورا قديمة نشك بها !!!!
انه مانديلا الذي يرقد الان في احد مستشفيات بلاده والذي من اعماق قلوبنا ندعو له بالشفاء والصحة والتي لا نعتقد بانها تهمه كثيرا فهو خالد بين ابناء البشر كافة وان غادرنا .
هل نفهم هذا المثال الطري ........الذي يقطر حبا ؟؟
عسانا نتعض.
.............................عبد اللطيف العلو
#عبد_اللطيف_العلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟