أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - مغلق للصلاة














المزيد.....

مغلق للصلاة


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه صورة يومية من مصير أمة يتحكم بها رجال الجهل.

ينادى المؤذن للصلاة فيغلق البلد إغلاقا شبه كامل. كل الأماكن مقفلة. حتى أكثر المراكز حيوية وحساسية. الصيدليات. الأسواق التجارية. البقالات. المخابز. المطاعم... الجميع يرفع يافطة مكتوبا عليها/مغلق للصلاة. يبادر موظفو الجهات الحكومية والخاصة وأقسام الشرطة بترك مكاتبهم وتعطيل أعمال مراجعيهم عند دخول الصلاة، وقد يتوقف كثير من طلبة المدرسة عن متابعة جدولهم اليومى ريثما تؤدى الفريضة. أى جهة تخطر ببالكم مغلقة لحين انتهاء الصلاة. يتكرر تطبيق هذا النظام خمس مرات فى اليوم والليلة. حالة جادة من انتهاك الخصوصيات والحريات. وتعطيل كامل للمصالح والاقتصاد والحياة.

قانون يبعث على الكسل ويشارك بتردى الحالة المادية المتهالكة فى دولة بترولية ضخمة. حتى اليوم ليس هناك أى مبرر وجيه يفسر إيقاف الحياة وقت الصلاة، غير أنه رضوخ مطلق لمؤسسة دينية تبتعد كثيرا عن الدين الحقيقى. ثم يصادفك رجال جهل يطوفون فى الشوارع والأسواق، منادين بأنه قد آن أوان الصلاة فأغلقوا كل شىء وارموا ما بأيديكم وتوجهوا صوب القبلة، أما من يخالف الحظر فعقوبته وخيمة. إجبار على ممارسة الشعائر لا تقبله أى سماء.

فى أحلك اللحظات الطارئة تتوقف على عجالة لتعبئة سيارتك فتفاجأ بأن وقت صلاة الظهر قد دخل وعليك انتظار قرابة ثلاثة أرباع الساعة حتى تفتح محطة البنزين. وأياً كانت الضرورة الملحة التى استدعت وقوفك هناك فلن يتزحزح النظام.

كأن الرابط مع الله يتطلب إشرافا ورقابة وعقوبة سلفية، وكأن من شروط الجنة تعطيل الحياة.

الطريف أن العدد الضخم من القوى العاملة الموجودة ينتمى لديانات مختلفة غير الديانة الإسلامية. وهؤلاء لا يجدون حلا غير التسكع حتى نهاية حالة الطوارئ المعتادة.

الصلاة تحولت لعادة، تحولت لقانون، لنظام. والروحانيات روتين جماعى يومياً.

هناك جموع صابرة وصامتة. وهناك قطعان سعيدة وراضية.

مصير محبط تتجه له بقية الشعوب لأن امتدادات الجهل تحكم المنطقة. حتى فى أكثر أماكنها انفتاحا وحرية. رجل بلحية كثيفة مقرفة تصل لخاصرته يظهر على الشاشة وبيده سلاح يحارب به المجهول، معرفتك بتاريخ أولئك الهمج تدفعك للاعتقاد بأنه حين يتحدث سيتكلم الأفغانية أو لهجة عربية من اللهجات التى تسود تنظيم القاعدة فتفاجئك لهجته اللبنانية. من خطر بباله أن يأتى يوم يظهر به ذلك المحارب الطالبانى فى لبنان. من خطر بباله أن يوضع النقاب والحجاب فى لبنان.

الثوار يريدون إحياء عهد السلف، الثوار يطمحون بحياة طالبانية جديدة. لكن فكرة طالبان تتنافى مع فكرة أى ثورة. كان على الجميع أخذ الحيطة. فمنذ متى يؤمن الإسلامى بالثورة غير تلك التى يضمن بها الحكم لا صالح الوطن؟ منذ متى يؤمن الجاهل بأحقية الخروج على طاعة ولى الأمر؟

كلنا نترقب ما سيحدث بمصر يوم 30 يونيو كى نعرف مصير الربيع، وكى يتضح مسمى محدد للثورات. فإما أن يعنونها التاريخ بثورة إرهابية مدمرة وإما ثورة حرية كبرى.

كلنا ننتظر ما سيحدث بمصر «وانتظر إنا منتظرون»



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آنجى
- حب بشروط النظام
- الآثار عدوة الظلام (فى هدم القبة الخضراء)
- المنسي من التاريخ الإسلامي
- داعية منتصف الليل
- مصر.. يا أهل مصر
- المولد النبوى: شرك أصغر أم أكبر؟
- إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء
- نجاة.. لا تموتي
- الشرفاء كلهم خونة
- رسالة إلى حماس.. انتبهوا
- عيون المباحث
- انسوه واغفروا
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - مغلق للصلاة