دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 13:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قراءة من جهة اليسار لحكومة كُتبت من جهة اليمين
انها ليست قراءة معكوسة لتشكيل اول حكومة ديموقراطية منتخبة ولخطابه السياسي الذي كُتب بشكله المنطقي وفق قواعد اللغة ومجريات الاحداث السياسية بكل مؤثراتها( المحلية والاقليمية و الدولية ) بمقدار ماهي محاولات لالغاء علامات التعجب والاستفهام والذي عبرعنه اغلب زملاءنا وشعورهم بالصدمة وخيبة الامل رغم اقرار الجميع بأهمية الانجاز.
فهل كان تشكيل الحكومة العراقية باعتبارها انجازا مهما في المسيرة الديموقراطية خارج سياق تطور الاحداث؟ ام انها كانت الامتداد الطبيعي للتشوه الذي رافق العملية السياسية نتيجة لغياب الحياة الديموقراطية في كل مفاصل مجتمعنا العراقي نتيجةا لقهر الطبقي والقومي والقمع السياسي والاجتماعي؟.
ان قراءةً للخطاب السياسي للاحزاب العراقية بعد سقوط الصنم يؤكد بما لايقبل الشك على عدة امور كانت من اهم العوامل التي افرزت طبيعة وشكل الحكومة المنتخبة وهي :-
1- رغبةالاحزاب و القوى السياسية الفاعلة في عملية خلق المركز واعادة انتاجها وفق مفاهيم مشاركة كل الطيف العراقي من وجهة نظرها والمحاصصة القومية والطائفية والمذهبية من وجهة نظر اعداء النظام الجديد . ويمكن اعتبار التهميش السياسي الذي تعرض له الشيعة والكورد ومحاولة رفع الظلم الذي اصابهما احد العوامل التي تحكمت بمسار ووجهة تطورالاحداث اضافة الى تخندق ايتام البعث والقوى السلفية والوهابية في خندق المذهبية.
فازاحة الخطاب السياسي في عملية تشكيل النظام الجديد كان احد ابرز ملامح المرحلة الراهنة ان لم نقل اخطرها، فبدل العمل على مشاركة كل الطيف السياسي العراقي( وهي تمثل بالتأكيد الواقع الطبقي والقومي والطائفي في العراق ) لجأت الاحزاب العراقية الى خلق مفهوم مشاركة كل الطيف القومي والطائفي والديني بعد ان تخندقت الاحزاب في جذورها القومية والطائفية والمذهبية وهذا لم يؤثرعلى شكل الحكومة وجوهرها فحسب، بل انها ستحدد لاحقا مسارات التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق .
2- معارضة اغلب احزاب الاسلام السياسي وبقايا دعاة القومية العروبية لاي شكل من اشكال الفيدرالية كصيغة سياسية وحيدة يمكن من خلالها احتواء المسارات المختلفة بل والمتناحرة احيانا في الخارطة السياسية العراقية والذي تعمق مع سقوط الصنم . فوجود فيدراليات كانت ستؤدي الى مشاركة جماهيرية من القاعدة والاطراف في سبيل خلق المركز.
ان خلق اقاليم فيدرالية ومن ثم ادراة الصراع السياسي من خلال تلك الفيدراليات كان سيؤسس للنظام السياسي وبالذات البرلماني من الاطراف ومن ثم جعل المركز مَصبا يصب فيها وعبر القنوات الفيدرالية المشاركة الفعلية والكاملة لكل الاطراف والاحزاب السياسية التي تعبر عن طموحات الطبقات الاجتماعية والتركيبة القومية والدينية والمذهبية في عراق لايمكن له الاستمرار ومواصلة دوره التأريخي الامن خلال النظام الديموقراطي والفيدرالي .
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟