محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 18:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يعامل موظفو غزة هذه المعاملة في رام الله
خطاب مفتوح موجه إلى الرئيس محمود عباس
منذ بداية الانقسام تغيرت معاملة الموظفين في الضفة لموظفي قطاع غزة،حيث تم قطع للرواتب بطريقة عشوائية ودون مبررات، مما أدى بالبعض إلى اللجوء للطرف الآخر من أجل لقمة العيش، ومع توالي الأيام ازدادت المشكلة تعقيدا، حيث أهملت معاملات غزة، وتركت أوراقهم ومعاملاتهم حبيسة الأدراج، وكأن هناك من يعمل من أجل تكريس الانقسام، فهل أصبح قطاع غزة عبئا على الأخوة في الضفة، وهل هناك من يود التخلص من قطاع غزة.
وأخيرا جاء قطع الرواتب بحجة التوكيلات أو استخدام الصراف الآلي، علما بأنه يمكن التأكد من وجود صاحب المعاش داخل قطاع غزة بأكثر من طريقة،كما يمكن معرفة الأشخاص الموجودين في الخارج والذين يصرفون رواتبهم في الوقت الذي يمارسون فيه عملا آخر في هناك، إن سياسة الارتجال في اتخاذ القرارات تسبب أضرارا لكل الأطرف هنا في غزة وهناك في رام الله، ألا يكفي سكان قطاع غزة ما يتعرضون له حتى نزيد آلامهم ومعاناتهم؟
أود أن أعطي بعض الأمثلة التي حدثت مع أشخاص أعرفهم عن قرب:
هناك طبيب من الخدمات الطبية العسكرية أرسل في بعثة لإكمال البورد العربي في تخصص مهم جدا لسكان قطاع غزة، ولما عاد تقدم بطلب نقل من الخدمات الطبية إلى وزارة الصحة، ولكن الوزير رفض الطلب، عندها سمح مسئول الخدمات الطبية للطبيب أن يعمل مدة يومين في المستشفى الأوروبي، ويومين في الهلال الأحمر بخان يونس، ويومين في مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر بغزة، وعلى أثر ضغوطات لا داعي للحديث عنها، نصحه البعض من الثقات بأن يعمل كل الوقت في الأوروبي لأن الناس في حاجة إلى تخصصه وأنهم سيقفون إلى جانبه، ولكنه فوجئ بترقين قيده من قبل مسئول الخدمات الطبية الجديد، وكأنه يخشى أن ينافسه الطبيب المذكور على مركزه، علما بأن الطبيب يتطلع إلى خدمة أبناء شعبه وتقليل عملية التحويل إلى الخارج والتي تشكل عبئا على ميزانية السلطة.
ومثال آخر: معلمة عملت، بعد عودتها من إجازة في الخارج، مدة عامين تقريبا دون أن تتقاضى راتبا، ولما تم صرف الراتب لها، قام مدير بنك القاهرة عمان فرع السرايا بإعادة المبلغ إلى خزينة وزارة المالية في رام الله بحجة أن حساب الموظفة مغلق وذلك قبل عيد الأضحى الماضي، وقد توجهت الموظفة إلى ممثل وزارة المالية مرات عديدة ووعدوها في رام الله أكثر من مرة بصرف هذه المستحقات، وحتى تاريخه لم يتم صرف هذه المستحقات دون مبرر، فلماذا التسويف والمماطلة، مع أن الخطأ ليس خطأ الموظفة، وإنما هو خطأ مدير البنك الذي رفض إعادة فتح حسابها وتفعيله، بل أخبرها أنه سيعيد المبلغ إلى خزينة وزارة المالية في رام الله، وقد فعل ذلك دون اعتبار لوجود الموظفة أمامه.
نتمنى أن يتم التعامل مع موظفي قطاع غزة على أنهم من أبناء فلسطين ومن موظفي السلطة الوطنية بدلا من تأخير معاملاتهم وتعطيلها.
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟