|
من مسائل برنامج الانقاذ الوطني في تونس
احمد حرشاني
الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 11:34
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
من مسائل برنامج الإنقاذ الوطني في تونس
المسالة الأولى :مبادرة الإنقاذ : لا يكفي الإعلان" يجب العمل فورا" ---------------------------------------------- مبادرة انقاذ "الثورة" ، انقاذ المعارضة ، انقاذ "السلطة " الحاكمة انقاذ الاسلاميين المعتدلين ، انقاذ القومية والعروبة ، إنقاذ تونس في سياق تحولات كبيرة تحدث في المنطقة العربية تستوجب من الجميع توحيد الرؤى لمواجهة خطر الفتن و تقسيم المقسم ولعبة الاختراقات للدول والشعوب وسناريوهات استنزاف الجيوش العربية ومحاولة تدميرها لخلق حالة من الانفلاتات والصراعات العربية – عربية ، والاسلامية – اسلامية ، والاسلامية – علمانية ، والعرقية والقبلية والدينية والطائفية الخ من الصراعات اللانهانية الممنهجة والمبرمجة خاصة وان هناك قابلية كبيرة للاشتعال اجتماعيا ودينيا وعرقيا وثقافيا نتيجة بؤس الوعي العربي واستغراقه في السذاجة ، فهو وعي قبل علمي وقبل فلسفي لا يزال في مرحلة الاسطورة والخرافة في زمن الثورة المعلوماتية . فهذا المشروع الشرق-اوسطي الذي يتخفى تحت مسمى الربيع العربي والثورات العربية موجه للجميع ولا يستثني احدا وهو مشروع استراتيجي ومبرمج ومعد له سلفا وله منهج واضح يتكرر في كامل المنطقة العربية بنفس الشعارات والعناصر والاهداف والوقائع. فما هي بنيته ؟ ما هي مكوناته ؟ بنية " الثورات العربية " ________________ نذكر بأن Descartes يعتبر العالم مكوّنا من فكر (الحركة) ومادّة (الإمتداد) ومن ثمة مقولته الشّهيرة " أعطني حركة وامتدادا أصنع لك العالم",. بداية يقول واطسون مؤسس المدرسة السلوكية: ونذكر ايضا ان عالم النفس الامريكي السلوكي والموضوعي و الطبيعي والحتمي يقول: أعطوني خمسة أطفال أصحاء أسوياء التكوين فسأختار أحدهم جزافا, ثم أدربه , فأصنع منه ما أريد طبيباً أو فنانا أو عالماً أو تاجراً أو لصاً..... بغض النظر عن ميوله وسلالة أسلافه ما يّقال في علوم الطبيعة انسحب على علم النفس ويمكن ان ينسحب على صناعة الثورات وهو ما يجعل من هذا الربيع العربي المزعوم او الثورات العربية لها بنية موضوعية لابد من محاولة الكشف عن بنيتها لتيسير فهمها . الثورة قد تكون لها ارضية ومبررات على صعيد الواقع وقد تصنع ارضيتها ومبرراتها على اسس علمية موضوعية نتيجة دراسات استراتيجية تتعلق بكل شئ اللهجات الاولياء الصالحين المفكرين رجال الدين الفكر التعليم ( مع العلم ان البرامج في المدة السابقة هي صناعات او املاءات غربية نتيجة الاقتراض وما يقتضيه ن التزامات على صعيد بناء نموذج للانسان المستقبلي ) بناء على برامج صنعت في الغرب بناء عليها تصنع الثورات العربية التي تراهن على نتائج اقتصادية ومجتمعية فالغرب الاستعماري لا يريد افناء الاخر لانه مصدر ثروات ويد عاملة وسوق استهلاكية أي انه سيقدم له كم من ثروته يكفي لتجديد قوة العمل و فرض وسيفرض عليه القيم المتغيرة والتاريخية والمتحولة ( نفس القيمة تتحول من سلبية الى ايجابية بناء على وظيفتها وفي مكان محدد وزمان محدد مثال المجاهد الذي يقاتل النظام السوري هو قيمة ايجابية وثائر ويدعم من كل المنظمات العالمية والدول الكبرى ويحتفل به في وسائل الاعلام ويكرم ويمجد لكن نفس الشخص اذا نظر الى اسرائيل بطرفة عين فهو ارهابي أي ان الاسلامي هو في نفس الوقت ارهابي ومجاهد بناء على مدى استجابته لاستراتيجيا الامبراطورية العالمية ( انظر مثلا بيان ما يسمى بعلماء المسلمين يميز بين صنفين من الاسلاميين بناء على التطور الاخير من الموقف الامريكي ازاء الاحداث في سوريا ) ثمة لوجسيال للثورات العربية وهو لوجسيال يتطور ويتحسن ليلاءم الواقع اكثر بناء على تطورات الواقع او التحسينات الذاتية او الداخلية له . هذا اللوجسيال الثوري الناتوي له ممهدات تاريخية منها البرامج التي فرضها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي .فنحن لم نكن ، كما اعتقد البعض في السابق ، فئران تجارب لبرامج ستطبق في العالم الغربي مثل استعمال الحقنة بمقابل مادي لتجريب نجاعة دواء ما قبل استعماله ، وانما نحن كنا بناءات واقعية لابنية نظرية تمهيدا لهذا الخراب الذي نعيشه اليوم بمعنى ان الخراب له ارضية تاريخية مبرمجة سلفا عبر رؤى علمية موجهة للعرب والمسلمين تحضيرا لهذه المرحلة التي نعيشها . هذا لا يعني انه لولا اكتشافات اليوم الربيعية والناتوية لما كان بالامكان الحديث عن الامس بهذه الطريقة بل هو شكل من مراجعة المعنى بناء على حقائق اصبحت واضحة للعيان منها الاحتلال عبر كذبة الربيع العربي . ومن امثلة استراتيجيات القتل الممنهج لكل اسباب الحياة في هذا الامة التضخيم من فكرة "الحداثة" سياسيا في الزمن السابق بمعنى لم يكن هناك ارساء حقيقي للحداثة بعلم الغرب وبدعمه وتواطئه وهذا الارساء لحداثة زائفة في جوهرها استفزازية اقترن بضرب ما يسمى بالاسلاميين بتمويللات غربية وهو ما سيجعل من النتيجة الحتمية لهذه الممارسات التناسبية : حداثة زائف ومحاربة الاسلاميين هي رد فعل هذه الحركات الدينية والتعاطف الشعبي معها اليوم ( وهو تعاطف نسبي يختلف في الزمان والمكان وبدا يتراجع نسبيا اليوم خاصة بعد انكشاف كذبة الربيع العربي في سوريا ) من اجل التجنيد الشامل العقائدي والطائفي ضد كل اشكال الممانعة التي تعرقل مشروع الشرق الاوسط الجديد . هذه الدائرة الجهنمية للعالم العربي والاسلامي صُنعت ضد حقيقته او جوهره وهي التعايش والانفتاح و التعدد بما هي قيم تاريخية وشرعية وفلسفية . وما يحدث اليوم على ارض الواقع هو ممارسات مخابراتية لزرع بذور الفتن والحروب وقطع الرؤوس واكل لحوم البشرالمتبادل بين الاديان والاعراق والطوائف والاحزاب والتوجهات الفكرية أي محاولات جرذانية لتحطيم هذه الحقيقة الجوهرية التاريخية والشرعية والفلسفية.
المسالة الثانية : ما العمل؟ وما هي الأسس النظرية والواقعيّة للتحالف بين كل القوى التي تراهن على "الخصوصية التونسية"؟ الصراع ليس ضد الإسلام ولا ضد الاسلاموية المعتدلة و لا السلفية العلمية بل ضد كل اشكال التطرف من اليسار الى اليمين فتونس ليست امارة اسلامية ولا مقاطعة شيوعية تونس لها شخصيتها التي تتجلى في كل افكار وممارسات التونسيين عبر التاريخ فالفلاحة الفقيرة بما هي نواة من نواتات المجتمع في اي نقطة من النقاط النائية في الجمهورية التونسية وفي اي قرية مهمشة من القرى التونسية وفي اي مدينة محرومة من المن التونسية ساهمت في بناء تونس وفي الدفاع عن دينها يوم جاهدت ضد الجهل والفقر . لقد استجابت لنداء الاسلام الذي هو نداء تونس ، نداء التقدم والتطور والعلم والمعرفة والعلم .لذلك ،لا يمكن لليسار او اليمين ان يعيش الا في اطار اتحاد يعبر عن الشخصية التونسية التي قاومت الاستعمار و تشبعت بإسلام التحرير والتنوير وتشكلت عبر آلاف السنين. هذا يستوجب قاوعد منهجية في العمل الميداني من خلال خلق تنسيقيات ذات حركة عمودية وافقية حسب متطلبات الفعل في لحظة ما . هذه التنسيقيات تكون على طريقة المجموعات التي قاومت الاحتلال( منهم واليهم )والتي ساهمت في بناء تونس مثلا " فلان الفلاني " في دوار " كذا " من قرية كذا في ولاية كذا هو من حيث البنية المكونة لانيته المركبة والمتفاعلة "قادة وقواعد" في ذات الوقت . وهو يعبر عن ارث تونسي تمثل في مقاومة الاستعمار وتاسيس الدولة والحفاظ على كياناها على مر تاريخه العمري. ضرورة اعادة الاعتبار لكل من ساهم في بناء تونس منذ الاحتلال الفرنسي لتونس اي تكريمه وتعويضه على كل ما ساهم به ولو بكلمة في خدمة تونس . هذا الاعتبار يجب ان يكون ماديا وروحيا لان هؤلاء كانوا جيش تونس الشعبي وسيبقون كذلك في مقاومة كل أشكال الاحتلال ثم هو تحصين لتونس من كل عمليات الاختراق في حالة وجود من يحاول بث الفتنة وزرع الحروب الأهلية كما حدث في الجزائر و يحدث الآن في سوريا بمعنى اي حدس نوع من الطريقة الاستباقية من الدفاع والجاهزية قبل حدوث الاختراقات الممنهجة مثلما يحدث في العديد من البلدان التي صُنعت في ها الثورات بشكل قبلي عبر الاشتغال على الاحتجاجات وتاجيج نارها وتحريف مسارها تجنبا لاي طارئ قد يحدث بما ان المنطقة اصبحت مفتوحة على مشاريع غامضة المصدر . فالدفاع يجب ان يكون شعبيا او لا يكون عبر حشد أكثر ما يمكن من الوطنيين مهما كانت مشاربهم وهو مقتضى تحصين الذات التونسية من كل اختراق يعتمد المال و الدين والسلاح كما يحدث في منطقتنا العربية الآن . فما هي شروط هذا المشروع الوطني للانقاذ؟ شرطان اساسين وهما : التحصين الديني-الوطني والتحصين المادي-التنموي هذان الشرطان يحب ان يكونا رسميان وتنظيميان في شكل تنسيقيات مفتوحة وذات حركة عمودية وافقية لانها ليست حركة دغماية/ وثوقية منغلقة بُنيت على التعصب التيولوجي ( الاسلاموي) او الشيوعي . الشخصية التونسية لها مقتضياتها النظرية والعملية التي يجب احترامها في انشاء التنسيقيات . هذه الشروط يجب ان تترجم الى افعال في الواقع وهي افعل استراتيجية وليست آنية ، ليست ردود أفعال غايتها الكرسي او السلطة ، وانما افعال استرتتيجية لا يمكنها الا ان تنتصر مهما طال الزمن . خذ مثلا ليبيا فسقوط القذافي خلق فراغا كبيرا على مستوى التنسيقية الشعبية التي تتحرك دفاعا عن الوطن بعيدا عن كل انتماء حزبي او تاييد لحاكم ما فاللجان الثورية كانت مرتبطة بالشخص وليس بالوطن مع العلم انه يمكن توظيف اشخاصها في الكفاح ضد هذا الغزو والاحتلال للارض والانسان . على العكس من ذلك ،في تونس التنسيقية هي التي خلقت الشخص بالمعنى الرمزي لا التنظيمي وليس الشخص بمعنى ان الفكرة قبلية والحزب او الشخص يمكن ان ينظمها ويحولها الى كيان قائم الذات ... هنا لابد ان نسال الا يمكن للتوجهات الاسلاموية ان تشتغل على هذه التنسيقيات بالقوة وتحولها الى تنسيقيات بالفعل كي تأتمر بأوامرها وتتحكم فيها و توجهها توجه شرق-اوسطيا وهو المطلوب منها في كامل المنطقة العربية لان هذه التنظيمات الاسلامية لها قوة عقائدية كبيرة في حشد الجماهير ؟ يمكن ذلك... ولكن بشكل جزئي وبالتحديد من خلال توظيف الشرط المادي وهو نقطة ضعف ( نسبيا ) الشخصية التونسية ، لكن روحيا من سابع المستحيلات ان ينجحوا في ذلك لان مشروعهم الروحي لا يلتقي مع روح شخوص التنسيقيات المتحولة والديناميكية والمتغيرة من قرية الى قرية من" دُوّار "الى "دوّار" من ولاية الى ولاية بينما الحركات الاسلاموية هي حركات عقائدية لا يمكن لروح التونسي ان تستجيب لها اي ان الاستجابة ممكنة لكنها محدودة في المكان والزمان و ليست استجابة حقيقية واستراتيجية والحجة على ذلك انفعال الشعب ازاء هذه الحركات عند ظهرورها الى السطح من خلال الممارسة الانتخابية لكن هناك تراجع سريع في شعبيتها في فترة وجيزة بشكل ملفت ، فهذا يدل على الوجدان الديناميكي للشعب وان هذه الحركات لم تلبي نداءات وحاجاته الروحية والرمزية ...انهم غرباء عنه وما اعجاب بعض من افراد الشعب بهم في لحظة ما الا لانه انفعل ضد نظام قاسى منه واراد ان يرد الفعل بالارتماء في اي احضان اخرى بعيدا عن النظام السابق بما فيه من فساد وعائلية وجهوية وبعض الانحرافات في المسائل القومية والاسلامية . في تلك اللحظة التاريخية كل شئ يمكن ان ينجح الا النظام السابق بمعنى ان نجاح الاسلامويين لا يعود الى قوتهم الذاتية وانما الى نقمة الشعب على جملة من الممارسات " الطرابلسية " مع الملاحظ ان الشعب لم ينقم على دولته ومؤسساته وقوانينه وحقوقه وانما عل فئة ما مزقت الكيان التونسي تحت مسميات عدة والدليل على ذلك ان الشعب خرج للدفاع عن دولته ومؤسساته تضامنا مع الجيش . الشعب لم يكن يريد تغيير الدستور او مجلس تاسيسي كما لم يكن يطالب بالشريعة (لانه بكل بساطة مسلم وهو شئ بديهي فليس له الوقت للتفكير في اسلامه لانه يحياه في كل تفاصيل حياته وبطريقته الخاصة ) بل خرج لطرد عائلة عاثت في الارض فسادا . لقد كانت أولويات الشعب هي التنمية إلى درجة ان روحه العظيمة مستعدة لمسامحة اي كان شريطة ان تُعاد له حقوقه المهضومة او على الاقل ان تكون هناك مساواة بين الافراد في المجتمع وبين الجهات في الدولة . ولقد عبّر قيس سعيد عن هذه الفكرة الخلاّقة التي لا يمكن تنبع الا من وجدان وعقل تونسي اصيل لا هم لها الا مصلحة الوطن والمصلحة العامة والتقدم المستمر بناء على التوظيف الجيد لاخطاء الامس توظيفيا ايجابيا يخدم المصلحة العليا . ومفاد هذه الفكرة تكفل رجال الاعمال التي جمدت أموالهم بتنمية جهة مخصوصة بناء على تصور عادل أساسه التمييز الايجابي . من المبادئ السامية للشعب الذي دفع الغالي والنفيس بدءا بانتفاضته وصولا إلى كل مراحل الكفاح المعاصر ضد الوهابية مرورا بوقوفه التاريخي مع الشعب الليبي وضحايا الفيضانات في الشمال التونسي الشعب ، من هذه المبادئ االثابتة التي لا تتزعزع مهما كانت صروف الدهر أنّ الامور لا تتغير سريعا وان ذلك يتطلب وقتا والمهم بالنسبة اليه هو ضمان حقوقه الطبيعية والسياسية . لكن عندما طلب منه رئيس الجمهورية الصبر في شكل هدنة وقد صبر واستجاب لكنه اكتشف انها ما هي الا خدعة لابعاده عن مشاكله الحقيقية و هو ما أدى الى رد فعل عنيف في سيدي بوزيد ضد الرئيس ، وفي سليانة ضد الوالي . فعندما عادت حليمة الى ممارساتها القديمة عبر أشكال قديمة- جديدة ( من تهميش حليق الى تهميش ملتحي) عاد الشعب الى عاداته الاحتجاجية وهي عادات لها تاريخ طويل في تونس لا علاقة لها بالمتاسلمين وتجار الدين .( يبدو ان لهؤلاء عادات وتقاليد اخرى غير عادات الشعب واسلامه المعيش (من مبادئ الاسلام المعيش ربي مقالش هكة ، ماقلش بيه ربي وهي مبادئ مارس بها الشعب احتجاجاته، فحماية المؤسسات ورفض التخريب هو استجابة لنداء طبيعي ديني تونسي مع العلم ان الحرق قام بها مجرمون للسرقة او لتصفية حسابات مع اشخاص محددة وليس الحرق طريقة نضالية في عادات الشعب التونسي على العكس من ذلك هناك في شق اخر غريب كل الغرابة عن الشعب التونسي من زرع الالغام واطلق الرصاص في بئر علي بن خليفة والروحية واحرق البلاد وقتل العباد الخ من البربرية والوحشية والهمجية المنظمة والممنهجة ) لذلك لابد من التمييز بين عادات وتقاليد الشعب في الاحتجاج وبين عادات وتقاليد المتاسلمين وتجار الدين الفرق بينمهما شاسع وكبير . كما انه من الضروري ايضا التمييز بين اسلام الشعب وهو اسلام معيش و بين اسلام المتاسلمين وهو اسلام وهابي يدعي السلفية والسلفية منه براء ... الدرس الأخير الذي بدأت بعض ملامحه تتجسد في هذا التحالف بين القوى الديمقراطية التونسية التي تراجع نفسها باستمرار بناء على الرجة الأخيرة لظاهرة "الربيع العربي " هو أنّ العاطفة سواء كانت دينية او اجتماعية او عائلية او شخصية لا يمكن ان تبني دولة تضمن مستقبل الجميع و لا يتمثل شرطا للعيش المشترك ولفلسفة الإنقاذ الوطني . الدولة والمدنية والعيش المشترك لا اساس له الا العقل الذي يحسب ويموضع ويجرد بحثا عن حد ادنى من الحقوق الذي هو افضل من حالات الانفلات . روسو تحدث عن حالة طبيعية تسبق بناء الدولة بما هو بناء عقلاني بينما في وطننا العربي هناك حالات انفالات وهي التي تشرع بناء الدولة قبل الموت القادم للجميع من خلال حرب الكل ضد الكل لان الانسان اصبح ذئبا للانسان بفعل فتاوي شيوخ الناتو التي تحلل ذبح المسلم لاخيه المسلم وذبح كل من يقف ضد مشروع الشرق-اوسط الجديد او ما يسمى بالبربيع العربي ...ان حالات الانفالات هي وضعيات مصطنعة اساسها الوجدان والقواعد القبلية والجهوية والعائلية وهي قواعد قبل-مدنية وهو ما تمظهر في الانتخابات السابقة التي كانت العصبية محركها الاساسي وليس العقل لذلك انتجت بناء مشوها لا يشبه لاحد لان كل واحد منا انطلق من عواطف محددة على العكس من ذلك ، ان الاعتماد على العقل سينشا بالضرورة انتاجا يشبه الجميع او قل سيصنع عقدا اجتماعيا يساوي بين كل الناس بمعزل عن تصوراتهم الدينية والثقافية وأعراقهم وقبائلهم وهذا الاتفاق او العهد العقلاني( صحيفة/ دستور/ عهد المدينة) هو سفينة النجاة للمجتمع اولا والمنطقة العربية ثانيا وللاسلام ثالثا . وبالتالي ان العقد الاجتماعي الذي يعبر عن وحدة الكل المختلف والمتنوع ( وما تحالف الانقاذ الا وجه من وجوهه ) هو الطريقة العقلانية والارقى في مواجهة كذبة الربيع العربي وتطهير الاحتجاجات العربية المشروعة من ادران شيوخ الناتو ومطامح الصهيونية وسمسرة روسيا وبربرية الاقتصاد الامريكي المتوحش.
#احمد_حرشاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|