أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد ميمون عتوتي - النزاع السوري في شمال إفريقيا















المزيد.....

النزاع السوري في شمال إفريقيا


محمد ميمون عتوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 01:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يستمر النزاع السوري لما يربو عن عامين ونيف و تستمر معه معانات و آلام الشعب السوري في وقت لا تلوح في الأفق أية إمكانية لوقف نزيف القتل و التدمير.فلا صوت يعلو على هدير الدبابات و أصوات الصواريخ و البنادق. و أنحصر البحث عن الحلول السياسية و الديبلوماسية بشكل كبير بحيث لم يعد أحد يتذكر مبادرة كوفي عنان أو شيء من هذا القبيل.
لقد تحول النزاع من ثورة شعبية تواقة للحرية و الديموقراطية و مجتمع المواطنة إلى حرب طائفية وقودها سوء تقدير التعدد الذي يعيشه النسيج الإجتماعي السوري في مستوياته الدينية.المذهبية.اللغوية و العرقية.هذا التعدد تعامل معه نظام البعث السوري بمنطق القمع و الإقصاء لعقود من الزمن.إضافة إلى الرهانات الإقليمية لبعض الدول التي تقارب المشكلة من زاوية طائفية (قطر.السعودية.إيران).دون إغفال حسابات القوى الدولية اللتي تتقاطع إلى حد كبير على الأرض السورية.
هذا ما يفسر مدى تشعب النزاع و يحيل موضوعيا على صعوبة إيجاد الحلول في المجال السوري حيث تتعارض المصالح بين أطراف داخلية و خارجية يتمسك أصحابها بشكل دوغمائي برهاناتهم و يصبح الشعب السوري وحقوقه آخر ما يمكن التفكير فيه أو تذكره.لكن لنعد إلى عنوان المقالة و نتسائل:
ما موقع شمال إفريقيا من هذا النزاع ؟ بمعنى آخر كيف ينظر الشمال إفريقيون ( الدول .الفاعلين السياسيين و الحقوقيين و المدنيين و حتى الدينيين ) للصراع السوري؟ و ما هي زوايا المقاربة التي من خلالها يتموقفون منه؟
بادئ ذي بدء يجب أن نشير إلى أن الإنقسام و الصراع اللذي يميز العلاقات بين دول الشمال الإفريقي يرخي بضلاله على مواقف هذه الدول من النزاع السوري بحيث نجد أن ليبيا دولة الثوارعلى نظام القذافي أكثر حماسة للإنخراط في المستنقع السوري من جهة دعم المعارضة بالرجال و المال و العتاد بل إن عدد كبيرا من هؤلاء الثوار الليبيون كانو أول من عبر الحدود التركية نحو سوريا بمجرد عسكرة الثورة فيها.و نذكر هنا عبد الحكيم بلحاج اللذي يتنقل بشكل دوري بين ليبيا و تركيا و سوريا. والموقف الليبي هنا مرتبط بمحورين أساسيين:
الأول.يتجلى في الدعم السياسي و العسكري من النظام السوري للعقيد القذافي إبان الثورة الليبية.
الثاني.الوصاية القطرية على قطاع واسع من مكونات المشهد السياسي و الإسلامي بليبيا و بخاصة المليشيات الإسلامية المسلحة.و تنظيمات الإخوان المسمين.
الموقف الرسمي الليبي ينطبق إجمالا على مختلف الفاعلين السياسيين بحيث يصعب معه إيجاد وجهة نظر مختلفة.
بالجزائر تختلف المقاربة بشكل جذري بحيث لا زالت الروابط قائمة و قوية بين نظام البعث السوري و نظام الجزائر العسكري القائم على العقيدة البومدينية العروبية و هذا ما يفسر المقاومة الشرسة التي أبانت عليها الجزائر ضد القرارات و المبادرات التي صدرت عن ما يسمى بجامعة الدولة العربية فيما يخص الملف السوري ما فتح أبواب المواجهة مع المحور السعودي المصري القطري.بينما الفاعلين السياسيين و المدنيين بالجزائر أبانو عن نوع من عدم الإهتمام بالمشكلة السورية مقابل التركيز على الشأن الداخلي و بالأساس مستقبل الجزائر في ظل المشاكل الصحية للرئيس الجزائري.
ينسجم الموقف الرسمي التونسي بالموقف القطري حد التماهي بحيث من الصعوبة بما كان الحديث عن تميز بينهما.و هذا مرده رد الجميل من طرف حركة النهضة التونسية لدولة قطر اللتي سخرت ذراعها الإعلامية للمساعدة على الإطاحة بنظام بنعلي و انضباطا تنظيميا و عقديا من الشيخ راشد الغنوشي للمرجع الأعلى للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي المتنقل بين الدوحة و القاهرة زيادة على التبعية المطلقة للسيد رئيس الجمهورية التونسية اليساري و العلماني لقطر و اللذي يفضل مخاطبة الشعب التونسي من خلال قناة الجزيرة.
إن ما يميز الموقف التونسي هو الإنخراط القوي للسلفيين في التعبئة للجهاد في سوريا بالرجال و النساء أيضا (جهاد النكاح) بحيث تتحدث التقارير عن بضعة آلاف من التونسيين تم تجنيدهم للقتال في صفوف جبهة النصرة .
في الجانب الآخر نجد مكونات المعارضة التونسية العلمانية تبدي معارضة شرسة للموقف الرسمي بحيث يشكل النزاع السوري مجالا حيويا لإنتقاد النظام هناك و محاولة إضعافه و إظهار تبعيته. بل وصل الأمر ببعض التيارات اليسارية لإعلان دعم و تضامن قوي مع نظام بشار الأسد إنسجاما مع مرجعيتها البعثية العروبية.
في تونس يبرز النزاع السوري في صدارة الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين كل حسب قرائته للمشهد السياسي داخليا و خارجيا.
أما الموقف الرسمي المغربي فإنه يتميز عن غيره من خلال إنسجامه التام بالموقف الفرنسي إلى حد كبير و الدليل عليه الإنخراط القوي للمغرب في آلية مؤتمر أصدقاء الشعب السوري اللذي كان فكرة لنيكولا ساركوزي واحتضنها الرئيس فرانسوا هولاند.و قد احتضن المغرب إحدى فعاليات هذا المؤتمر بمراكش. لكن اليوم مع هيمنة صوت البنادق يبقى الموقف المغربي يترنح بين فرنسا و المانحيين الخليجيين و بالأخص المملكة العربية السعودية و تجدر الإشارة هنا أن المغرب أوقف إجراءات طرد البعثة الدبلوماسية السورية بعدما إستشعر صعوبة أن يحسم مقاتلو المعارضة السورية الأمور عسكريا.
عل المستوى الغير الرسمي يلاحظ في الآونة الأخيرة نشاط مطرد لأنصار النظام السوري خصوص في صفوف اليسار و إمتداداته الحقوقية و المدنية حتى مستوى التظاهر دعما لنظام بشار الأسد و كرد فعل على موقف الحركات الإسلامية (السلفية.التوحيد و الإصلاح) الداعم للمعارضة في سوريا.الصور البشعة التي تصل من سوريا منحت هامشا مهما لأنصار بشار بالمغرب للهجوم على الإسلاميين الذين يبدو أنهم تورطو في المستنقع السوري بعد تزكيتهم لبيان القرضاوي و العريفي اللذي يدعو المسلمين صراحة للجهاد في سوريا ما يضع الحركة الإسلامية في موقع حرج مع النظام اللذي لا زال يعاني من مشكلة العائدين من أفغانستان و البوسنة و العراق.
تجدر الإشارة هنا إلى مواقف الحركة الأمازيغية اللتي تعتبر أن الشعب السوري يئن تحت وطأة نظام إستبدادي و معارضة مسلحة تكفيرية.
تحاول حركات الإسلام السياسي بشمال إفريقيا ربط شعوبها بالحرب الطائفية الدائرة بسوريا. فالهدف ليس تحرر إنعتاق الشعب هناك بل هو القضاء على الشيعة (الروافض) و لجم طموحات إيران .و التمكين للتحالف الإخواني الوهابي في وأد أي رغبة للشعوب نحو التحرر الحقيقي
كما تحاول الأنظمة الإستبدادية إطالة أمد الصراع و الترويج لصورة أن الإستقرار في حضنها أهم من ثورة تأتي على الأخظر و اليابس.






#محمد_ميمون_عتوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد ميمون عتوتي - النزاع السوري في شمال إفريقيا