أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد بشارة - قبل وصول اليورو إلى الجيوب















المزيد.....

قبل وصول اليورو إلى الجيوب


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 292 - 2002 / 10 / 30 - 03:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


 باريس

 

في نهاية عام 1998، عشية ولادة اليورو، كان الحماس في ذروته. كان بمقدور العملة الموحدة الجديدة، حسب اعتقاد المتفائلين، منافسة الهيمنة العالمية للدولار الأميركي. وكان من المفترض أن تعبر عن تسارع ازدياد صلابة الاندماج الأوروبي في قارة تسير على طريق الوحدة منذ انهيار حائط برلين.

بعد الولادة بثلاث سنوات، تصل العملة الموحدة بشكل نهائية إلى الجيوب، ولكنها خرجت خلال السنوات الثلاثة هذه من مجال الأوهام . تشرف عليه من فرانكفورت مؤسسة مازالت تبحث عن الشرعية ( البنك المركزي الأوروبي الذي تم تأسيسه في منتصف سنة 1998 ) ، وجد اليورو صعوبة في فرض نفسه على الساحة العالمية: في مواجهة الدولار ، خسر 25 % من قيمته منذ الأول من يناير 1999 . خلال العام الماضي، اعتقد الكثيرون أن اليورو يشكو من ضعف مزمن قبل أن يتمالك نفسه ويستقر أو يصعد بعض الشيء في عام 2001. وحتى في مناخ الغموض الاقتصادي والسياسي الأميركي الذي من  المفترض أن يؤثر سلياً على الدولار ، تجد العملة  الأوروبية الموحدة / منذ الحادي عشر من سبتمبر / أيلول، صعوبة في الصعود إلى المستوى الذي تطمح إليه .

ومع ذلك، فإن منطقة اليورو ذات الثلاثمائة وأربعة ملايين مواطن تشكل ثاني قطب اقتصادي في العالم، بعيداً أمام الين الياباني الذي يشكل القطب  الثالث. بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن الناتج الداخلي الخام فيها أقل، ولكن نسبة التجارة العالمية فيه أعلى. مثلت منطقة اليورو في عام 2000 ما يعادل 17،7 % من الصادرات العالمية، مقابل 14،7 % للولايات المتحدة الأميركية. ويجمع الاتحاد الأوروبي أثنتي عشرة دولة من بين الدول الأكثر تطوراً في العالم.

وإضافة إلى الدول الأعضاء، يمتلك الاتحاد الأوروبي منطقة نفوذ هامة تشمل آسيا الوسطى، وأفريقيا الغربية ، ووسط أفريقيا، وحوض المتوسط . تعتمد ما يقارب المائة دولة على " نصف الكرة الأوروبي " . وتوجد علاقات  مالية وتجارية وثيقة بين " اقتصاداتها " ومجمل دول الاتحاد الاقتصادي والمالي الأوروبي. يعتقد الألمان على سبيل المثال أن 30 % إلى 40 % من كمية المارك المتداول تتواجد خارج الحدود ، شرقي القارة.

ونظراً لآفاق توسيع الاتحاد الأوروبي، فإن منطقة اليورو ستكتسب أهمية إضافية. وفيما يتعلق بكونه عملة احتياط، فإن العملة الأوروبية الموحدة تمتلك قدرات كامنة، قد تبرز بعد بداية ضعيفة: بناءاً على تقرير نشره صندوق النقد الدولي في نهاية عام 2000 ، تمثل العملة الأوروبية 13 % من احتياطي البنوك المركزية، مقابل 68 % للدولار. وما زالت بعض البنوك المركزية ، على وجه الخصوص في آسيا، في حالة انتظار وترقب قبل أن تحتاط بالعملة الفتية . ذلك لأن اليورو يمثل عملة استثنائية في العالم: " شيئاً غريباً " حسب تعبير أحد مديري البنوك المركزية .

كل عملة تنتمي من حيث المبدأ إلى دولة. ومنذ قرون ، ترتبط السيادة الوطنية بالسيادة المالية ارتباطاً وثيقاً. والحال هذا ، فإن العملة الموحدة الأوروبية تأتي بشيء جديد: فللمرة  الأولى في تاريخ الدول وعلى هذا المستوى ، تشرف على العملة مؤسسة فيدرالية ( أي البنك المركزي الأوروبي ) لايواجهها ولا يوازيها أي ثقل سياسي مباشر.

لا تمتلك حكومات منطقة اليورو ، ولا تمتلك المفوضية الأوروبية أدنى قدر من السلطة على البنك المركزي الأوروبي الذي منحته معاهدة ماستريشت الاستقلال التام. تعتبر لجنة حكام البنك ( وتتكون من ستة أعضاء يمثلون دائرة الإصدار مضافاً إليهم الإثني عشر حاكماً للبنوك المركزية الوطنية )  الجهاز الوحيد الذي يحدد السياسة المالية لأوروبا .

يركز البنك المركزي الأوروبي جهوده على الهدف الرئيسي الذي حددته معاهدة ماستريشت : إستقرار الأسعار في منطقة اليورو، يعني ألاّ تزيد نسبة التضخم عن 2 %  وهو الخط الأحمر الذي حدده الحراس الماليون.وبعكس نظيره في الولايات المتحدة الأميركية ( البنك المركزي الفيدرالي ) الذي يكافح للحد من التضخم ومساندة النمو الاقتصادي في آن واحد ، فإن البنك المركزي الأوروبي لا يساند النمو ( عن طريق تخفيض نسبة الفائدة ) إلاّ بشرط أن لا يؤثر ذلك سلبياً على استقرار الأسعار. وهي مهمة تثير الكثير من الجدل في مناخ التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي.

تؤدي تعقيدات تركيبة العملة الموحدة وتعقيدات تنظيمها وعملها إلى كبح ازدهارها على الساحة العالمية. ضغوط سياسية ، تعليقات متناقضة ، تصريحات غير متجانسة ولا متناسقة للزعماء الماليين: ما زال الهرج يعم صفوف الاتحاد المالي الأوروبي .   



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ماله وماعليه - الجزء الاول
- النظام القانوني لمشروعات البوت B.O.T. البناء ـ التشغيل ـ نقل ...
- مقابلة مع الدكتور إسماعيل قمندار - كتاب اللهجات الكردية الجن ...
- مقابلة مع القاص العراقي جبار ياسين
- قصة سطوع وأفول نجم في سماء باريس السياسية فضيحة ابن الرئيس ...
- محرك الحرب الأمريكية ضد النظام العراقي
- هل هناك حقاً إتصالات بين بن لادن والنظام العراقي؟
- وقفة مع شاعر السينما الراحل اندريه تاركوفسكي
- مقابلة مع مؤلفي كتاب : - 11 أيلول/سبتمبر: لماذا تركوهم ينفذو ...
- الإتحاد الأوروبي وإشكالية التضامن مع الولايات المتحدة الأمير ...
- فرنسا ومعضلة التواد الإسلامي على أراضيها بعد أحداث 11 أيلول ...
- تقرير عن النفوذ الفرنسي في أفريقيا
- الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 لماذا سمحوا لقراصنة الجو ...
- " إختيار كبش الفداء " أضواء جديدة على كتاب "بروتوكولات حكم ...
- مشاريع التسلح العراقية: واقعها ومخاطرها
- د. نصر حامد أبو زيد ومسألة التأويل وفلسفته
- أبعاد الحملة الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية
- العراق: لعبة القط والفار في تهريب النفط العراقي
- حقيقة الحوار بين الأديان
- حرب المخابرات لن تقع؟


المزيد.....




- منظمات مناصرة للفلسطينيين تسعى لوقف صادرات الأسلحة الهولندية ...
- بعد نمو ضعيف هذا الصيف - توقعات بشتاء قاسٍ للاقتصاد الألماني ...
- مشاركة فعالة لشركات روسية في معرض إفريقيا للأغذية في الدار ا ...
- كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل مستقبل التجارة الدولية؟
- أبرز 7 دول و7 شركات عربية تصنع الدواء وتصدره للعالم
- في يوم استقلال لبنان: حضرت الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، ...
- دعوى في هولندا لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- هنغاريا: العقوبات على -غازبروم بنك- ستخلق صعوبات لدول أوروبا ...
- أردوغان: نجحنا بنسبة كبيرة في التخلص من التبعية الخارجية في ...
- بلومبيرغ: تعليق الطيران العالمي يترك إسرائيل في عزلة تجارية ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد بشارة - قبل وصول اليورو إلى الجيوب