أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - سلام فضيل - حمام ابيض ورايات حمراء احتفالابعيد العمال














المزيد.....

حمام ابيض ورايات حمراء احتفالابعيد العمال


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 11:32
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
    


كان جهاد هو الابن الثالث من بين ثمانية ابناء اربعة بنات واربعة اولاد, هم اولاد الحاج جواد كاظم ,عامل مضخة مياه ,كان تمرده الاول على ابيه عامل الضخة ,عندما حاول اجبارهم الذهاب معه الى مدينة اخرى بعد قريبة من عمله , وبعد معركة غير متكافئة بينه وبين ابيه , انضمت اليه امه ومن ثصم اخوته حتى اجبر الاب على التراجع . بعد هذا عاش جهاد حياة مليئة بالاحداث اغلبها , نتيجة تمرده ورفضه كل ما يعتقد انه يسئ للانسان بصورة عامة وللفقراء خاصة , حتى اصبح معروف ومحبوب من قبل كل اهل الحي ومن ثم المدينة , . ابصح عضوا ناشطا في الحزب الشيوعي العراقي , وفي يوم عيد العمال العالمي نهاية السبعينات اتى هو ورفيق له اسمه صمدح وجمعنا نحن عدد من اطفال الحي لايتجاوز اكبرنا عمرا ثلاثة عشر عام ,واخذنا الى الاحتفال الذي يقام كل عام بمثل هذا اليوم واحد ايار عيد العمال العالمي ,وقسمنا كل ثلا ثة او اربعة في امكنة متباعدة قليلا , ولكن كلها مقابلة لواجهة بناية المحافظة التي يلقي من على شرفتها المحاف و بعض مسؤلي نظام البعث الحاكم كلماتهم , واعطى لكل منا كارتون فيها عدة ثقوب تسمح بدخول الهواء وبداخلها طيور حمام ابيض وقطع قماش حمراء خبئها في جيوبنا ,وقال عندما يبدء المحافظ بالقاء كلمته اطلقوا هذا الحمام ولوحوا بقطع القماش الحمراء, ومن ثم تسللوا بين الناس وعودوا الى بيوتكم , وما ان بدء المحافظ يصرخ بكلمات لانعرف ماذا تعني , والشرطة يتبخترون امام الجموع ويشيرون بهراواتهم على من لايصمت ,ووسط هذا الصمت اشار لنا جهاد الذي كان يقف بالقرب منا , فاطلقنا الحمام الابيض واخذ بعضنا يطلق الصفير من فمه ونلوح بقطع القماش الحمراء, وعندما رئت الناس الحمام الابيض يظهر من وسط الحشود ويطير عاليا , وصفير ورايات حمراء ليس التي نحملها نحن بل غيرهها المئات ,تلوح اخذت الحشود تصفق والمحافظ قطع كلمته ونحن هربنا بعد ان راءينا الشرطة تهاجم الالناس وبعد ايام سمعنا ان الشرطة قد القت القبض على صمدح احد اصديقاء جهاد الذين اصلونا مع الحمام , وبعد فترة سلم صمدح الى اهله جسد مزقه رصاص الوحوش الذي نفذو اعدامه ,ظل جهاد يتنقل من مدينة الى اخرى بعد ان اخذ النظام يطارد كل من له علاقة بالحزب الشيوعي الى ان جائت حرب احتلال الكويت عاد الى ذلك النشاط الذي كان يعرف به واخذ يعمل مع الكثير من الشبيبةالذين يعرفونه ويحبوه , فطلب من احد الذين اطلقوا الحمام قبل اكثر منثلاثة عشر عام في يوم عيد العمال ,وطلب منه ان يحول محل النجارة الذي اصبح يملكة هذا الشاب , الى مقهى ,لتكون مقرا لكل الشبليبة . وخلال ايام تحول محل النجارة الى مقهى , تعج بالشبيبة الهاربين من الجيش وناقمين على النظام , ويوما بعد يوم حولو اليل الى كابوس مرعب لازلام النظام , حتى انطلقت الانتفاظة بداية الشهر الثالث من عام 1991م ,انطلق جهاد مع الشبيبة لاقتحام مديرية الامن والاستخبارات , وبعد ان سيطر شباب الانتفاظة على كل المدينة افتتح جهاد وعدد من الشبيبةمقرا لهم وتحملوا مسؤلية الحفاظ على الامن ومطاردة ازلام النظام , الى ان استرد النظام انفاسه العفنة , وراح يهاجم المدن ويستعيد السيطرة عليها , ظل جهاد يقاتل وبعد ان انتهى كل شئ انسحب مع رفاقه وهو يشاهد السنة النار تتصاعد من بيته الذي احرقه ازلام النظام والجيش الذي استقبلوه ,انسحبوا الى مدينة لم يصلها الجيش بعد , ولكن القت لم يسعفهم حيث دخل الجيش الى كل المدن وفاجئتهم احدى الدوريات فاخذ رفاقه يقدموا اعذارا ليمروا لم يتحمل جهاد ان يرى النظام قد عاد فاخذ يصر ويشتم النظام والجنود, فسارعوا للانقضاض عليهم وانهالوا عليهم ضربا واخذوه مقيدا , ولم يعود جهاد عامل الحدادة الذي نظم عملية اطلاق الحمام الابيض بعيد العمال قبل سنين , عاد الى الاهل و لاهل المدينة الذين احبوه , مجرد هيكل عظمي عثر عليه وسط المقابر الجماعية بعد سقوط نظام حزب الدموي عام 2003 الذي كان يحلم برؤيته ينهار. ,ة



#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها صفعة مؤلمة لرفاق الامس ,
- اليس هذا الذي استشهد من اجله الحسين اي الحرية وليس الضرب بال ...
- وبعراقنا الجديد سوف لن يرغمنا الكذابون والمتزلفون على شكر جل ...
- فلندافع عن حريتنا الوليدة قبل ان يكبلوها بظلامهم الدامس
- فلكي سيدتي ورود الحب الحمراء
- بعد عبور النار المشتعلة
- هل سينتخب العراقيون العلمانية الديمقراطية ؟
- حلمنــــــــــه
- سيشير لهم التاريخ
- الشبيبة يشاركون في منظمات المجتمع المدني بقوة كي يسمع صوتهم
- اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي _اسباب ...
- هل هي ثقافة البعث النازيه ؟ ام ثقافتنا الاصيلة ؟
- البعثيون ينتصرون للنظام الساقط
- خميني وسب الريس
- مثلما عهدناكم
- احد مناضيلي التحرر والاشتراكية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار - سلام فضيل - حمام ابيض ورايات حمراء احتفالابعيد العمال