|
سيناريوهات 30 يونيو .. ومستقبل الاسلام السياسي
عبدالعزيز غنيم
الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 12:59
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اوضحت في مقال سابق ان روافد 30 يونيو متنوعه والمشاركون من خلفيات متعدده ودوافع مختلفه مما يعطي فرصه اكبر للحشد والنجاح فيما اسميته "هدم القائم دون الاتفاق على ملامح القادم"
مما يعطي فرصه لالتفاف الاسلام السياسي والعوده مره اخرى للدوران في نفس الدائره المغلقه ... لكن لا بأس بتصور الاحتماليات المختلفه لما بعد اليوم المشهود لو مرت الاحداث دون ان تؤدي لاسقاط مرسي واخوانه من السلطه فلست ارى كالكثيرين ان ذلك سيؤدي الى تمكن الاخوان من السيطره على الدوله مطلقا لان اسباب الغضب لازالت موجوده
كما ان الغضب والترقب الذي يشاهده اي انسان مصري يعيش في مصر الآن ولوكان منتميا الى الاسلام السياسي يجعله يدرك تماما ان 30 يونيو يوم غضب حاشد لا محاله حتى وان لم يستطع اسقاط المرسي
مما يجعل المرسي واخوانه على حذر دائما من اعادة اشعال هذا الغضب الذي سيصبح حينها ممزوج باحباط لامحاله يدفع الى عنف لا قبل لهم به
حسنا ما هي الاحتمالات الاخرى النجاح والنجاح هنا ليس احتمال واحد بل عدة احتمالات تشترك كلها في ابعاد المرسي عن السلطه كحد ادنى وكخطوه اولى ثم تتفرق الرؤى والمواقف
مما يسبب الارتباك بين الصفوف وتشويش الرؤيه حتى لكاتب هذا المقال الذي يحاول ان يتخيل ما بعد مرسي
ان اي بديل لمرسي سيكون المجلس العسكري والسيسي حاضرين بقوه في المشهد بل ينبغي ان يكون هذا هو اللبنه الاولى في المشهد لماذا؟ لسببين : * الجيش يحظى بثقة قطاع عريض من روافد 30 يونيو * وجود المجلس العسكري كلبنه اساسيه يعتبر ورقة ردع لمن تسول له نفسه ان يجر البلاد الى مسلسل لا ينتهي من العنف
تلك بذره اولى للخلاف لانه من روافد 30 يونيو يوجد من يناصب العسكر العداء تخوفا من انقلاب العسكر والى ركون البلاد الى حكم يشبه حكم مبارك مره اخرى
لكن لو فكروا قليلا سيعلموا ان هذا احتمال مستبعد للغايه ولا يمكن ان تسمح الظروف به لان حلا كهذا يستلزم امرين * وجود جبهة تمثل اغلبية الشعب المصري تؤيد هذا الاتجاه تماما بشكل صريح وواضح لتدفع المؤسسه العسكريه للمراهنه عليه وتخاطر بمكاسبها * الامر التاني وجود موافقه امريكيه او على الاقل عدم ممانعه.. الامر الذي استبعد ان تتبناه امريكا لانه غير مضمون العواقب في مرحله حساسه كالتي تمر بها المنطقه كلها
باستبعاد احتمال بقاء العسكر بصفه دائمه لايكون هناك مجال او مبرر لرفض ان يكون المجلس العسكري هو لبنة البناء الاولى
اللبنه الثانيه: خطه محدده يضعها المجلس العسكري باليوم والساعه والدقيقه ان امكن لدستور جديد وخطه لتسليم السلطه .. (يطرح البعض امكانية انتخابات رئاسيه مبكره وهذا اعاده لنفس سيناريو مابعد يناير ومخاطر وجود رئيس بلا دستور ويزيد من مشاكله حكومة قنديل التي ستكون بحاجه الى تغيير لضمان النزاهه)
(يطرح البعض المجلس الرئاسي المدني وهو ممكن لكن مستبعد مالم تجتمع المعارضه بروافدها الاساسيه "شفيق –جبهة الانقاذ _تمرد " وتتفق على اسماء اعضاء المجلس قبل 30 يونيو وهو امر مستبعد )
اللبنه الثالثه وهي: اختيار المجلس العسكري لقياده ترضي جماهير 30 يونيو لرئاسة الوزراء وتخليه عن السلطه التنفيذيه لهذه القياده بحيث لا يكون في حالة توتر وقلق دائم من اتخاذه قرارات يستخدمها البعض لتأليب الشارع عليه اقتراحي ان تكون هذه الشخصيه ممن تحظى بقبول لدى روافد يناير المشاركه بــ30يونيو فترشيحها من جانب العسكر سيعد بمثابة اثبات حسن نوايا وسيؤدي الى رضى شعبي وارتياح عام نسبي
المرور عبر هذه المراحل لن يكون خبرا سارا للاسلام السياسي لانه ان فطن لها ستكون نهايته
لان وضع دستور علماني _" او على الاقل وضع نصوص قاطعه ضامنة لبعض الحقوق والحريات" _
يجعل منافسته في اي انتخابات بالنسبه الى جمهوره عبثيه فهو لن يتمكن من ما يسميه تطبيق الشريعه وسيكون متنافس كغيره لا يمتلك افضليه الا افضليته التنظيميه
وفي حالة اي نجاح نسبي لحكومه مدنيه قادمه وهو الامر الذي اتوقعه وعلى خلفية اخطاء وسوء ادارة المرسي سيؤدي ذلك الى تآكل شعبية الاسلام السياسي تدريجيا لدى المتعاطفين معه
كما ان الحاله الثقافيه التي تجتاح الوسط الشبابي ستؤدي الى وجود وعي افضل نسبيا سيؤدي الى تآكل روافد الاسلام السياسي على المدى البعيد
هناك تصور آخر يطرحه البعض وهو تصور اراه غير عقلاني ومستبعد الا انه لا بأس من القاء الضوء عليه
يرى بأن 30 يونيو سيفضي الى استئصال الاخوان واعادتهم الى المعتقلات ... الخ
وهو امر لو تصورنا امكانية حدوثه ربما سيؤدي بنا الى دوامات لا تنتهي من العنف الا انه لو حدث وفرض ان الجموع اصرت على المحاسبه واتخذ الامر شكل الثوره من جديد فينبغي هنا التعامل بحكمه والاكتفاء باعتقال عدة قيادات كبرى من الاخوان وحدهم من معسكر الاسلام السياسي دون اللجوء الى امور أخرى ابعد من ذلك كعدم السماح للاسلاميين بتكوين الاحزاب لكي لاترسخ لدى جماهيرهم الاحساس بانهم على حافة الهاويه فيدفهم ذلك الى الانفجار في المجتمع وتبني العنف كخيار امثل
ختاما: هذه هي السيناريوهات المقترحه هنا والتي أرى اسوأها بالنسبه لمصر من وجهة نظري ليس فشل 30 يونيو في ازاحة مرسي وانما ازاحته والدعوه لانتخابات مبكره تحت هذا الدستور ....
#عبدالعزيز_غنيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
25 يناير و 30 يونيو .. والدوران في دوائر مغلقه
-
المسلم الكلاسيكي .. تجريف العقل وسذاجة التصور
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|