الجهل بين النقيضين الالحاد والتدين

حسام العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الجهل وكما هو معلوم ليس امية الكتابة والقراءة انما هو عدم القدرة على تحكيم المنطق في القياس والتصرف ، وذلك نابع من قلة الاطلاع على ثقافة مجمتع الجاهل والمجتمعات الاجنبية، ولربما تكون امية الكتابة والقراءة عامل من عوامل الجهل ولكنها ليست المسبب الرئيسي ، فكثيرا ما لحظت من خريجي الجامعات وحتى منهم من تخرج من الطب والهندسة ثابت الاعتقاد على مجموعة خزعبلات وتخاريف من جيل الاجداد وهنا انا لا المز الدين ،لان حتى من تلك الخزعبلات التي يؤمن بها الجهال لا تتماشى مع قوانين الدين الثابتة التي يعتقد به الجاهل.
واني لاعتقد بان الجاهل المتدين افضل للمجتمع من الجاهل الملحد وذلك لو قرنا الجاهل المتدين مع الملحد لوجدنا ان في باطن الجاهل المتدين انسان يبحث عن الفضيلة او انه يخاف من جهنم لذلك تجده يتجنب ما يصطلح عليه المعاصي، ولذلك نجد هذا الجاهل يفكر في افعاله وتصرفاته وحتى كلامه ويتجه الى عاهة المجتمع رجل الدين لكي يساله هل هذا حلال ام حرام؟ فان ارتكب هذا الجاهل اي شذوذ فاني متاكد انه قد استفتى به قبل فعله وان رجل الدين هو من حظه على هذا الشذوذ ، اي ان هذا الجاهل دائما لديه الرادع.
بينما نجد على الجانب النقيض الجاهل الملحد هو مخلوق منافق وامعه ، لا يعرف لما هو ملحد وليست لديه اي قناعة فكرية انما هو يقلد هذا وذاك لكي يتجنب الانصياع لقوانين الدين ، وبما انه مخلوق منافق قد كذب على نفسه لتحقيق غاية كمعاقرة الخمور وغيرها . فانه مستعد لتحقيق اي مصحلة ذاتية مقابل التنازل عن اي مبدأ ، فلا يوجد لديه اي رادع ولا يوجد في داخله ذلك الانسان الباحث عن الفضيلة او الخائف من النار، وهؤلاء هم من يجلبون لنا العار وهم من يعكر صفو الفكرة اللادينية ولكن في الحقيقة هؤلاء ليسوا الا مخلوقات مبتذلة ابعد ان ترقى بذاتها الى وصف ملحد ، وتجدهم عندما يتقدم به العمر يتبون الى الله ويرجع كل منهم الى دينه، لا وبل حتى قبلها عندما ينوي الزواج فانه يتزوج حسب شروط دينه ويعمد بنيه بنفس الدين.
وليس دفاعاً عن فكرة اللادين فان الادينيين الحقيقيون لا يدعون الى الفجور وشيوع الجنس واستباحة المسكرات كما يشيع علينا المتدينون انما هؤلاء الذين يصفونهم هم من فشل المتدينون اصلاً في احتوائهم ترهيباً او ترغيباً في جحور وقوانين فكرهم الديني لذلك طفقوا يبحثون عن الخلاص من تلك القيود ، فهم من مهملاتكم سادتي المتدينين عليكم السلام، اما نحن فلا نكفر حباً في الكفر انما نكفر فيما نجده تصحيحا لاعوج او دعوة لفضيلة واذا كان تصحيح العوج والدعوة الى الفضيلة يرضي الهتكم فما كفرنا الا ابتغاء مرضاة الله، واقول كما قال صديق ملحد " الكفرة في محلها عبادة" .

حسام العبيدي
22/06/2013

#حسام_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات