عصام عابدين
الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 08:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من خلال تامل تاريخ البشريه نلاحظ انه من بدايه العصر العبودي حتي الان . والبشريه فى صراعات وحروب مستمره . مما ساعد على غرس فى عقول البعض اعتقاد بان الحروب طبيعه بشريه تدخل كعامل اساسي فى التكوين البشري . لكن بالاستناد الى استنباطات التحليل النفسي وتطبيقه على القضيه , نتوصل الي ان الحروب تدخل تحت اطار غريزه الثاناتوس ( التدمير - الموت ) كمحاولة للتنفيس على الكبت التي تُعاني منُه الغريزه نظير قمعها من العقل الاجتماعي ( الانا الاعلى ) حتي يتمكن الفرد من مواصله وجوده ك احد اعضاء المجتمع . بيدا لنا ان الحروب ليست غريزه انسانيه وانما الثاناتوس ( غريزه الموت ) هي الغريزه الانسانيه . وهي طبيعه البشر وكل الكائنات تقريبا . و بهذه الطريقه نضع حد فاصل بين محورين التفكير لتمٍيز بين الحرب كمحاوله لممارسه لذة الغريزه و الغريزه نفسها كمنبع للشُحنات النفسيه هدميه . وكما سلفنا القول فى السطور السابقه ان ظاهره الحروب بدات بالظهور مع بدايه العصر العبودي بل ان صح القول ان العصر العبودي بدا ببدايه ظهورها , فالعُبوديه نتيجه للحروب والغارات التي قامة بها بعض القبائل البشريه القديمه على جيرانها ( قبائل اخري ) . لاغراض اقتصاديه . اذ اَنَ بعض القبائل كانت تُعاني من نقص فى الموارد الاقتصاديه التي تدعم استمرار وجودهم . والبعض الاخر كان يملك وفره فى الموارد الماديه . نتيجة خروجهم للصيد بكثره بجوار عدة عوامل ثانويه اخري ( كالعامل الجغرافي ) مما ادي الى قيام الاخيره بـ تخزين فائض الانتاج فى مخازن او اشباه مخازن حتي يتجنبو الخروج فى جولات عمل (رحلات صيد ) اخري لعده ايام قادمه وتوفير اكبر قدر من الراحه والرخاء لابناء القبيله .
على الجانب الاخر كانت القبائل الاخري تُفكر بشكل وحشي ( بدائي ) للحصول على نفس الراحه والتنعُم التي حصل عليها جيرانهم من القبائل . وكنتاج لهزه النقص , بدات عُقدة النقص بالعمل كعامل حافز لبلوغ الرغبه التي تولدت عن نقصهم عن القبيله الاخري , ولهذا قامو بتكريث مجموعه افكار وصياغتها للوصل لتلك الرغبه , ونتاج تلك الافكار نتج فعل عشوائي غايه فى الهمجيه , اقصد سرقه مخزون القبائل الاخري , بدلاَ من الخروج للصيد وتجنُباَ لاتعابه وخسائر الماديه . لكن هذه كانت فكره مبدائيه فقط وتطورت فيما بعد لتظهر علي هيئه غزوات وحروب على القبائل المجاوره لسرقه المخزون علَنياَ بدل من السرقه فى الخفاء . من ما منح الامور بعض الشرعيه فى عقول الاناسيٍ وكانها تختلف عن السرقه . وعادة الفكره مره اخره للتطور لتصبح سرقه المخزون وأخذ رجال القبيله (المنهوبه ) اسري يعملون بدل منهم فى الصيد والحرف الاخر ويكون المنتوج من نصيب السيد ويحصل العبد على ما يكفيه للعيش فقط حتي يسطتيع تجديد الانتاج مره اخر فى نهار اليوم التالى , اما نساء القبيله فكانت سبايا وجواري للقبيله الاخري , فكانت العبوديه بديل لقتلهم ( كما كان يحدث فى طورتاريخي اخر ادني فى التطور ) . ومن هنا كانت بدايه العصر العبوديه و الحروب معاُ .
بيدا لنا من ما سبق انه مع بدأ العصر العبودي بدات شحُنه الطاقه النفسيه الهدامه بالتوجه الى نفس افراد النوع ولاول مره فى تاريخ كل الكائنات الحيه , لانه لم يحُدث لاي فصيل من الكائنات ان وجهه طاقات غريزه الموت تجاه نفسه ( اي قتل افراد نوعه ) . فجميع الكائنات تقريبا مُنذ بدايه ظهور الاحياء من حوالى 600 مليون سنه تقريبا حتي العصر العبودي كانت تتألف مع بعضها البعض لحمايه النوع من الانقراض . ورغم فشل حوالى 99.9 (تقريبا ) من الكائنات في مواصلة الوجود وانقرضها الا انها ظلت لاخر فرد منها تُحارب الانواع الاخري لتحصل على مكان فى هذا الكوكب .
ابتعدنا قليلا عن المحور الرئيسي للحديث , اعني غريزه الثاناتوس ( التدمير ) التي بدات فى تغير مسارها الطبيعي التي كانت تسير عليه فى العصر المشاعي البدائي , وتحولت الى الجنس البشري بدلاَ من التفريغ الخارجي , لتظهر على هيئه حروب و صراعات داخلية وزادت فى الانحراف حتي تغلغلت الي داخل نقاط تاثير غريزه الايروس ( الحب ) كي تظهر لنا في علاقات اساس لذتها الحب , كـ العلاقات الجنسيه التي أُصُيبه بعله غريزه الثاناتوس لتتحول الى علاقه مريضه - مُنحرفه , تظهر فيها شُحنات الهدم واضحه . لتتحول لـ مرض نفسي ( عن الساديه الجنسيه اتحدث ) لكنها فى حقيقه الامر نتيجه حتميه لكبت الشُحنات النفسيه للغريزه فى اللاشعور لفترات زمينه طويلة وتركها دون اي ثُقب لتنفيسها , اكتر منها مرض نفسي عابر .
او تظهر على هيئه ساديه اجتماعيه تتضح لنا بالتامل السطحي للعلاقات الاجتماعيه بين افراد المجتمع فى غلاظة وفظاظة ردود الافعال والانفعالات والسلوك الجمعي للافراد .
يظهر لنا فى محاوله استغلال كل فرد للاخر ( ياتي الاستغلال تحت اطار غريز الثاناتوس ) فتُشاهد الراسمالي يتعامل بفظُظيه وساديه مع العمال ( عبيد الزمن الحالى ) اثناء استثماره ( اي الاستغلال قبل تسامي اللفظ ) لُهُم وحصوله على فائض القيمه منهم بشكل شرعي , اي بالقوه كما كان يعتقد الانسان القديم فى الشرعيه . ايضا العمال بعد استقبالهم لتلك الشُحنات التدميريه سيحاولو هم الاخرين التنفيس عنها ( حتميه ) , فيحاولو كبت قدر المُستطاع من تلك الشُحنات . لكنها تظل مُحتفظه بطاقتها النفسيه فى اللاشعور اي ان الشخص حصل على مرض العُصاب ( مرض نفسي ) بشكل حتمي بعد تطبيقه لشروط الوقايه من المرض بشكل عكسي . او تطبيقه لشروط الاصابه بالمرض . فتبدا اعراض المرض (العُصاب ) فى الظهور كمحاولة لتنفيس الشُحنات المكبوته بكامل طاقتها التدميريه . فمنها من يظهر علي هيئه عيلل عضويه تُصيب الجهاز العصبي او اجهزه عضويه اخري . ومنها من يظهر على هيئه طرح ( على حد تعبير فرويد ) اي يظهر فى انفعالات المواطنين فى سلوكهم اليومي العادي , التي تدرج من استياء الى كراهيه الى تدمير وقتل الخ . وهذه الاخيره كانت الحاله الثانيه . التي توثر على المجتع ككل .
من ما سبق اود ان اقول ان الراسماليه ( العبوديه الحديثه ) تحمل فى تكوينها الجينيي المرض . اساس عله البشريه . وان الحروب ليست هي نتيجه حتميه لوجود غريزه الموت . بعكس ما يعتقد البعض وعلى راسهم مؤسس مدرسه التحليل النفسي "سجمُند فرويد" فى رساله كتابيه اوردها لٍفيزيائي البرت اينشتَين ليوضح نظرته عن الحروب وعن حتميه وجودها ما دامة البشريه موجوده على نفس الهيئه الغريزيه اي لم تتخلي عن غريزه الثاناتوس .
#عصام_عابدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟