حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 23:04
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
في مدينة عراقيه جنوبيه , وفي السبعينيات من القرن الماضي كان الحاج محسن الطيب الوقور يسكن وعائلته المكونه من أم محمد ومحمد ويعقوب وفاطمه , ألأبن ألأكبر محمد عين معلما للاطفال في قرية قريبه من المدينه ولسبب لايعرفه الاب او اي من افراد العائله ارتبط بحزب البعث واصبح (نصير) وهي من الدرجات الحزبيه التي تمكنه من المشاركه في انشطه متعدده , أما يعقوب فقد أنظم للحزب الشيوعي وهو طالب في الثانويه وبدون علم الاب الذي يرفض الاحزاب ويتمنى على الناس ان يتوجهوا للبحث عن أرزاقهم بدلا من وجع الرأس ... لكن الريح جاءت بما لاتشتهيه سفينته وغزته الاحزاب في عقر داره , واصبح مجبر على قبول وجودها في بيته , طلب (الرفيق المسؤول) من محمد ان يضغط على شقيقه ليترك العمل في حزب الكفره وينتمي الى حزبهم وإلا....
رفض يعقوب عرض شقيقه الذي رافقته جملة مغريات وهو يصر على انه ليس له علاقه مع الشيوعيين , وشقيقه يقدم الدليل تلو الاخر على (ارتباطه مع الحزب الكافر) والأب يسمع ما يدور بينهما ويشعر بمراره بسبب (لعنة الاحزاب) وما تسببه من مشادات بين ولديه , وذات ليله عاد الشقيق الاكبر مخمورا ودخل الاستقبال حيث كان يعقوب يذاكر مع أحد زملاءه لأمتحان نهاية السنه الأخيره في الثانويه , وطلب منه قبول العرض الذي تقدم به سابقا مُعيدا نفس (التهم بالكفر والالحاد متعمدا رفع صوته ليُسمع الأب) , خرج الحاج من غرفته وتوجه لولديه تصحبه أمهما , وجد ابنه الاكبر على ماهو عليه من حالة السكر التي تكررت مرات عده , وطلب منه أن يترك يعقوب لدراسته وان يأوي هو لفراشه بدلا من الزعيق اللا مجدي فالمسؤل عن الابن هو ابوه وهو ما زال حي يرزق , لكن محمد لم يرعوِ وواصل اصراره على ان يعقوب كافر ووجوده يُدنس بيتهم , بيت الحاج محسن الصائم المصلي الذي يعرف الله فكيف يدخل مثل هذا الابن العاق لمثل هذا البيت الطاهر ... هنا رد الاب : أذا كنت تخشى على طهر الدار من الكفر فلماذا تشرب الخمر , يعقوب المتهم بالكفر لم يدخل الدار مخمورا , وانت الذي تتهمه تمارس ما لايُرضي الله , وان كان لابد من الدفاع عن نظافة بيتي من الشياطين وطرد من يرافقه ابليس فانت الذي تترك الدار ...
كم نحن بحاجه الى أمثالك يا حاج كي يقفوا بوجه اللصوص ليقولوا لهم ماقلته , فبينة معاقرة الخمره أقل كفرا من سرقة المال العام.
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟