أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي















المزيد.....

الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 22:23
المحور: حقوق الانسان
    


لقد قرات مراراً وتكراراً وبحث كثيراً في تاريخ كل الانبياء والمرسلين عليهم السلام الذين ارسلهم الله تبارك وتعالى والبالغ عدد (124) الف ،وهم المصلحين والمخلصين الذين يحققوا العدل والوئام بين سائر البشر ،وفتشت بسيرهم ونهجهم فلم اجد فيهم من دعا الى حكومة دينية تغيب وتقصي باقي الاقليات في المجتمع او الامة الذين ارسلوا اليها ،فجلهم لم يحملوا منهج الاقصاء والتهميش واستبعاد الآخرين من العيش بحرية ،بل كانت رسالتهم تؤكد على البناء الانساني والروحي للانسان والسمو بنفسه وبذاته وعلوها فوق الكثيرمن المسميات ولذلك نجد الباري تعامل مع الانسان ليس بشكله ونوعه ودينه ومعتقده ،وانما تعامل معه بنفسه ،فهنالك النفس الامارة بالسوء وهي التي يغلب عليها هوا الشيطان وتكون منقادة لافعاله وتنفذ مايريدها منها من اثام وشرور وهي موطن الفساد،وهنالك النفس اللوامة والتي تعيش حالة الصراع بين عمل الخير والشر،وعندما تقدم على فعل الشر فان الضمير هو من يحاسبها ويؤنبها على مارتكبت ،والنفس الراضية والمطمئنة هي تلك التي تصل لمستوى الرقي وتكون معصومة من الانحراف والسلوك غير الحسن وتختص هذه بالرسل والأنبياء والأولياء .
ان بناء الدولة المدنية هي من صنع الانسان وقوانينها من وحي المجتمع الذي تعيشه كل أمة روالدين والصلاة والصوم هي علاقة روحية بين الانسان والباري ،فالرسول الاكرم سنته كلها رحمة وعدلاً واخلاقاً انها امتداد لرسالة السماء السمحاء ، ولكن الله اوجب الوفاء بالعهد وحرم الغدر،وقول الباري (وأوفو بالعهد ان العهد كان مسؤولا) وقول الرسول (ص) (اد الامانة لمن ائتنمك ، ولاتخن من خانك ) وقوله (الا أخبركم بخياركم ؟ خياركم الموفون بعهدهم ) وفي وصيته للامام علي (ع) (اياك والغدر بعهد الله والاخفار بذمته ،فان الله جعل عهده وذمته امانا امضاه بين العباد برحمته ،والصبرعلى ضيق ترجو انفراجه ،غير من غدر تخاف أوزاره وتبعاته سوء عاقبته ) فأن اول خطوة قام بها الرسول (ص) بعد ان دخل المدينة المنورة هي اصدار وثيقة المدينة والتي تعتبر اول وثيقة لحقوق الانسان في العالم وكان هدفها لتنظيم العلاقات بين المهاجرين والانصار وفق منهج الاسلام الذي يؤمن بالدولة المدنية التي تكفل لرعايها من مسلمين وغير مسلمين التمتع بكل الحريات الاساسية ،وبجميع الحقوق الانسانية التي تحفظ للمواطن إنسانيته وكرامته ،وكحقه في لحياة،وحريته في التفكير والاجتماع والتدين والضمير وممارسة الشعائر والطقوس التي يمارسها كل تجمع او امة ، فقد واعد بالوثيقة اليهود وعاهدهم فيها ،واقرهم على دينهم واموالهم ،وشرط لهم،واشترط عليهم ،فهي توضيح لطبيعة السلطة السياسية التي يرجع لها عند الاختلاف ، فقد جاء بالوثيقة في التعامل مع اليهود (اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ،وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم ،وللمسلمين دينهم ،مواليهم وانفسهم ،الامن ظلم وأثم ،فانه لايوتغ (يهلك) الانفسه واهل بيته ) هذا الجزء يعطي دلالة على ان الرسول حمل برسالته ثقافة الحب والتسامح ولم يصدر اي فتوى بقتل الاقيات واو طردهم من المدينة ،فاحترام العهد جزء اساسي من بناء الدولة ،وقول الرسول (ص) (من قتل معاهداً ،لم يرح رائحة الجنة ) وجاء في عهد النبي لأهل نجران انه قال (لايؤخذ منهم رجل بظلم آخر) وقوله (من اذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة ) ان موطني دولة الاسلام يمكن ان يكونوا غير مسلمين اذا تعهدوا بالخضوع لقوانينها والتزاماتها وينخرطوا في صفوفها وبالتالي هم موطنين من الدرجة الاولى وبعكس ما يفرضه الطغاة والمستبدين بتصنيف المجتمع لعدة طبقات والوان ودرجات وعندها يصبح المجتمع تسدوه ثقافة الاحقاد والكراهية وان تلك الطائفة اوالمكون افضل من غيره ،هذه الفوضى الطبقية هي من مقومات الدولة الدموية التي تنتهج طريق المحرقة وقتل اولاد الوطن وتحت اوجه ومسميات مختلفة ،ولقد تجلت اروع الحكومات المدنية بعد الرسول هي في حكومة الامام علي (ع) وذلك عمن برهان وشواهد ومنها في وصيته لمالك الاشتر عندما ارسله لمصر فقد جاء في باب الرعية (، وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ ، واللُّطْفَ بِهِمْ . ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً ، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ،وأما نظير لك في الخلق) وحادثة اخرى وهي قصة درع الامام والتي مفادها ان الامام كان ماراً بالسوق فراى نصرانياً يبيع ادرعا فكان من ضمنهم درعاً له فقال الامام هذا درعي وبيني وبينك قاضي المسلمين (شريحاً) فقال شريح ما تقول يانصراني ؟فقال النصراني :ما اكذب امير المؤمنين الدرع درعي .فقال شريخ مارى ان تخرج من يده فهل من بينة ؟فقال الامام صدق شريح .فقال النصراني :أما انا فاشهد ان هذه احكام الانبياء وامير المؤنين يجيء الى قاضيه وقاضيه يقضي عليه ،هي والله درعك ياامير المؤمنين .اتبعتك وزالة عن جملك الاورق فأخذتها .فاني اشهد ان لااله الاالله وان محمداً رسول الله .
ان قضية الدرع وباب الرعية يقدمان في مضمونهما رسالة واضحة المعاني والدلالة ،ان الامام كان يحكم باسم العدل ليضمن الحقوق كل اطياف المجتمع والوانه ،وان سلطة القضاء عندما تكون مستقلة عن السلطات الاخرى يتحقق لافراد المجتمع الامان والاستقرار وانهم يشعرون انهم متساوون جميعاً امام القانون ،فهو اب وراعي والضمان لهم في اوقات الرخاء والشدة ، ثم حادثة اخرى عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن ابيه عن جده قال (اتت علياً أمراتان تسألانه عربية مولى لها ،فامرلكل واحدة منها بكر من الطعام واربعين درهماً ،فاخت المولاة الذي اعطيت وذهبت ،وقالت العربية يأمير المؤمنين تعطيني مثل الذي اعطيت هذه وانا عربيه وهي مولاة ؟ فقال لها علي :اني نظرت في كتاب الله عزوجل فلم أرفيه فضلاً لود اسماعيل على ولد اسحاق عليهما الصلاة والسلام) هذا يعني ان خراج الدولة هوليس للمسلين دون غيرهم ،اوالسملين لايحصلون على المال اكثر من غيرهم ، فالتساوي بالمال بما ياخذ علي وياخذ غيره اي كان دينه يعطي انطباعاً باحترام الدولة ،وان خطها هو الخط المدني ،فالتمرد على قوانين الدولة والدستور وتشريع قوانين لفئة معينة من المجتمع كان تكون سياسية او جماعات الضغط للحصول على بعض الامتيازات سواء اراضي اورواتب ضخمة ودورسكن فارهة (فيلات) وسيارات مصفحة تستبدل كل وقت وحين ،وغض النظر عمن يسرق من المسؤلين اوالمتنفذين في صنع القرار بالحكومة ليوصل رسالة الى كل افراد المجتمع بالاستخفاف بهيئبة الدولة ورموزها وحرق الاخضر واليابس معاً ،هكذا تدار الدولة التي تحملنا اوجاع الطغاة وحيثهم وظلمهم لاكثر من (4)عقود ،مالفائدة من إصدار وتشريح قوانين جديدة وتعليمات تتماشى مع طبيعة المرحلة ؟ لغرض انصاف المواطنين والموظفين الذين ينقضي راتبهم عند بداية كل شهر،وهنالك من يتسلط على تنفيذ القرارهو غير مؤتمن وغيرمؤهل لان يكون في هذا المنصب وغيره لانه ينظر بعين الاستخفاف والاستحقار للمجتمع ويعتبر المنصب غنيمة او منجم من الذهب يدرعليه الاموال دون النظر انها خدمة انسانية ووطنية واجتماعية ،لقد قال غاندي محرر الهند قولاً ضل يهز صدى التاريخ عن دولة الرسول بقوله (لقد اقتنعت أكثر من أي وقت مضى بحقيقة أن السيف لم يكن هو من فاز بالمكانة للإسلام في تلك الأيام في برنامج الحياة، بل كانت البساطة الصارمة، والمحو الذاتي التام للنبي، والاحترام الدقيق للعهود، والتكريس العظيم تجاه أصدقائه وأتباعه، وجراءته، وقلة خوفه، وثقته التامة بالله وبرسالته. هذه الأمور وليس السيف وسخرت كافة العقبات أمامهم) لقد احترم الرسول كل المواثيق التي قطعها مع الناس لانه يطمح ان يعيش الجميع في حياة تنعم في ظلها كل المكونات ، لقدم تحمل الالام المشركين وعذابهم ولم يستبد برأيه ويصادر أراء الاخرين ،اليوم هنالك من يدعي انه على خطى الرسول كلاماً ولكن فعلاً هم اكثر شراسة من الذئاب المفترسة ففتواهم تباع وتشترى لكل من يدفع اكثرمالاً وسلطة ،وتزهق من خلالها ارواح الابرياء هل اوصى الرسول يتكفير الاخرين وقتلهم لانهم ينتمون لطائفة أخرى وهم مسلمون ؟ هل المدنية تعني ان نبيح اعراض الناس ونسنتبيح اموالهم وانفسهم لأننا نختلف معهم في الراي والمعتقد ؟ فسلاما على المدنية يوم ولدت ويوم قتلت ويوم تبعث حيا.



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي