أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا














المزيد.....

الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 10:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شكسبير ،والذي حاول القذافي ذات لحظة جنون ان يضمه الى الامة العربية ،بدعوى ان اسمه محرف عن اسمه الاصلي العربي "الشيخ زبير "،شكسبير هذا كتب العديد من الاعمال والمسرحيات التي ما زالت ورغم مرور مئات السنين على كتابتها ،ما زالت تصلح لزماننا هذا ،لانها عالجت المشاعر والدوافع الانسانية والتي في جوهرها ثابتة الا انها تلبس لبوسا مختلفا في كل عصر وعصر .وتاجر البندقية لشكسبير تتحدث عن تاجر يرابي بالأموال وكضمانة لسداد دين المقترضين ،فانه يطلب اقتطاع جزء من ابدانهم بدلا عن النقود التي اقترضوها .وتم اعتبار شايلوك وهو التاجر في المسرحية كرمز للجشع الانساني ،ولانعدام الرحمة.
لكن وخلافا للنظرة السائدة لعلم الاقتصاد عند المشتغلين به والمنظرين له ، والتي صورته كمجموعة من القوانين الموضوعية ، تتحكم بالاقتصاد وتقوده بشكل ميكانيكي ، بعيدا بل ومنزها عن السلوك البشري ، يؤثر به ولا يتأثر به ، تلقت صفعة قوية عند انهيار سوق الاوراق المالية نتيجة التلاعب ، الاحتيال والجشع الانساني ، والتي هي سلوكيات انسانية في الاساس مبعثها النفس البشرية بكل تناقضاتها ، مخاوفها وطمعها . ولن ننسى في هذا السياق حالة الهلع التي تصيب المستثمرين في سوق المال لمجرد شائعة !!!
وتتحدث وسائل الاعلام المتخصصة في الشؤون الاقتصادية ،والتي افتخرت بنخبة محلليها المختصين بالاقتصاد وسوق المال ،وسحرت الباب القراء بالرسوم البيانية والجداول المبهمة ،تتحدث ويتحدث من خلالها المختصون عن الجشع كعامل اساسي في الازمة الاقتصادية العالمية وفي سوق المال .لقد وصل الامر بدولة كاليونان الى تزييف تقاريرها المالية ،لكي تثبت للعالم وللمستثمرين ،وهم في العادة الناس البسطاء الذين استثمروا اموالهم التي هي ضمانة شيخوختهم في مراهنات قامت بها شركات مالية ،لا تنتج الا جداول ورسوم بيانية ،ويتقاضى مدراءها الملايين مقابل" عملهم " في المراهنة في سوق القمار العالمية .
لا نأتي بجديد في كلامنا هذا ،فالدارس للتاريخ الانساني ،ولا يهم تاريخ من ،هو ما نقوم بدراسته ، فالتاريخ الانساني مليء بقصص "الجشع " الانساني ،فللوصول الى السلطة والسيطرة على مقدرات الناس البشرية والمالية ،ارتكبت ابشع الجرائم ،ولم يرعو المتنافسون على "التملك " ،عن ارتكاب المذابح وتجويع الملايين لكي يملأوا بطونهم ،بينما الملايين ينامون على الطوى .
وفي الاونة الاخيرة بدأت تتعالى صرخات "الجياع " الذين يصب ناتج جهدهم في حسابات مصرفية ،يشعر معها صاحبها بأنه ملك الكون . ومن هذه الصرخات ،كانت الصرخة المدوية التي اطلقها محمد بو عزيزي التونسي ،قد اعلنت انطلاق ثورة الجياع وليس في العالم العربي فقط ،بل في كل ارجاء المعمورة . وامثلة الجشع كثيرة نراها منتصبة امام اعيننا ،فاصحاب الجلالة والسيادة والسمو ،قاموا ويقومون بسرقة ما تنتجه الارض والسواعد العربية من خيرات ،ويجمدونها في بنوك متنازلين عن الفوائد البنكية ،لكي يضمنوا دنياهم واخرتهم ،يعاونهم على ذلك ،فقهاء يأكلون من خبز السلطان ويضربون بسيفه .
ولم يسلم رمز الرأسمالية "الخنزيرية"، وحسب وصف شمعون بيرس ، شارع وول ستريت من متظاهرين ينادون بأحتلال وول ستريت ،وتغيير موازين القوى لصالح الذين يعملون وينتجون ، وهذا هو حال موسكو وبكين ،والعواصم الكبرى الاخرى ،لندن وباريس ،اثينا ومدريد الخ .......
وتشير تقارير المنظمات الاممية والتي تعنى بالغذاء وتبحث الفقر واثاره على البشرية ،تشير هذه التقارير الى ان ما يزيد على المليار انسان في العالم هم من الجياع ،والذي يعني ببساطة انهم ينامون دون ان يتناولوا وجبة غذائية واحدة ،بينما تتم سرقة المليارات ،ويتم صرفها على البذخ .
فالنظام الاقتصادي العالمي بما فيه سوق المال بحاجة الى هيكلة من جديد ،لضمان عدم سيطرة الجشعين على مقدرات البشرية ،عن طريق جهاز مراقبة فعال .ولتحقيق العدالة الانسانية والقضاء على الفقر والجوع ،الذي هو في الغالب نصيب الدول النامية ودول العالم الثالث ،وتغيير انظمة الحكم في هذه البلدان والتي في غالبيتها يسود نظام حكم شمولي ،دكتاتوري ،قبلي وعشائري على غرار انظمة الحكم في عالمنا العربي .
فالشعوب لا تريد منة من اصحاب الجلالة ،الذين لم ينتجوا في حياتهم سوى القمع والاذلال ، ولا تريد من "الغول" الرأسمالي وعدا بعدم التهامها في وجبته الصباحية ، بل تريد السيطرة على ارادتها ،مقدراتها وبالاساس ثرواتها ، ليتم توزيعها بالعدل ولكي يصل لكل "مجتهد " منها نصيب .




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ؟؟!!
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...
- بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي
- الاقنعة المتكسرة
- ساعات معدودات -تحت نير الاحتلال -...
- القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
- ورددت الجبال الصدى ....خالد حسيني وروايته الجديدة
- هل يمكن تعديل قانون الاحوال الشخصية ؟؟
- تعلموا من العبرية -تداعيات على طرح الاستاذ العفيف الاخضر
- عرب اسرائيل وطاقية الاخفاء
- جدلية اللغة واهلها
- التسعيرة ..
- خط احمر
- الحوار ، متمدن أم متدين ؟!
- ضحايا الجشع أو عولمة الرأسمالية
- حرب مؤسسة الكهنوت من أجل السيطرة
- تعقيب على مقال الاستاذ جمشيد- العنصرية هي الحل
- الصحة تاج على رؤوس الاغنياء
- المطلوب منظومة قيمية .. -لا صهيونية ولا سلفية -


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا