علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 09:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*من زمن السومريين والفراعنة إلى حضارة إرهاب العولمة*
انتهت الفترة الاشتراكية بسقوط دول المنظومة الاشتراكية و الاتحاد السوفيتي, و بعد مشروع العهر السياسي للبيرسترويكا و الغلاسنوفا لميخائيل كرباتشوف الذي صفق له الغرب وأمريكا, فصدق القزم بأنه عملاق ذو فكر و قيم, وهكذا اختفى من الساحة, لكن توجه التاريخ بقرني( داؤود اللمبجي التاريخي) ليكون القواد الشرعي لبوريس يلسنين الرجل السكير الذي أعلن سقوط الاشتراكية, معتمدا على المافيا و العراب الذي بنا دول الغرب و أمريكا الرأسمالية.
وتماما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي جرت الكثير من المساومات و النذالات السياسية, فتخلى ميخائيل كرباتشوف و بوريس يلسين عن الدول الجارة و الصديقة من اجل حفنة مال, أو سكوتا من اجل أن تجري الفضائح بسكون ليل يبشر بجرائم بربرية. فهكذا لم يحرك الدب الروسي أي ساكن و جرائم آل طالبان تجري على الحدود الروسية بقيادة بن لادن والقوات الأمريكية, وتم إسقاط الدولة الشيوعية فيها و إقامة دولة إسلامية بربرية حليفة لأمريكا. بعدها جاء الدور الأمريكي للهجوم على يوغسلافيا الدولة الجارة و رفيق الدرب أيام الحرب على الهتلرية, وبهذا قسمت يوغسلافيا و صارت أمريكا بطلة التحرير للشعوب في العالم.
هجم عميل أمريكا صدام حسين على إيران, في 80 نينات القرن الماضي, فتخبط السوفيت فقاموا بدعم صدام حسين بالسلاح, و كذلك كل من الغرب وخاصة, المانيا بالكيمياوي و فرنسا بالميراج و السويد بأجهزة ايركسون للإنصات و بعجلات سكانية و الألغام الشخصية و حتى أمريكا و إسرائيل التي عرفت بفضيحة طهران غيت على وزن فضيحة وتر غيت أيام الملعون ريتشارد نيكسون.
تخلت أمريكا سريعا عن عميلها بن لادن بعد أن أسقط الدولة الشيوعية, لأن بن لادن رجل وحش مخجل, مينطلع بهِ, وبهذا تخلصت أمريكا منه كي لا تنكشف أدوارها القذرة المشتركة مع السعودية و الباكستان. وهكذا كان جورج الابن في زيارة لمدرسة ابتدائية, حين ضربت طائرات برجي التجارة. فجاء إلى جورج بوش الابن رجل حماية عريض المنكعين, ليهمسُ في إذنيه أن العملية المفبركة قد نجحت, وكأن جورج لا يعرف بالتوقيت و الدليل آلولو, عفوا الدليل انه في هذا اليوم التاريخي الحساس كان جورج بوش نائم على أذنه اليمين, و كذلك ال * سي آي آ*. و ليفاجأ الرئيس,حرام, وهو في زيارة مدرسة أطفال ابتدائية! لا علم و لا حيص بيص. هو أيه دولة عظمى! أم أن أمريكا هي دولة من قبائل الأمازون العارية و كما خلقتني ربي!
هجم صدام حسين الأزعر على الكويت, فصرخ جورج بوش الأب لا يا أبني, إذ بوش كان في إجازة صيفية و كأنه لا يعلم بما يدور على الحدود العراقية الكويتية, فهمس رجل عريض المنكعين في أذن الأب, أن صدام دخل الكويت. فصرح جورج الأب دعني أتسلى اليوم بكرة الكًولف. فاليوم خمرُ و غداً أمرُ!
وبعد 4 أشهر طل جورج بوش على العالم بوقار وهو يفرك أصابعه, ليقول لقد قمنا بطرد المعتدي النذل صدام حسين فحررنا الكويت. وهكذا دخلت أمريكا التاريخ, و في أذهان البسطاء و من خلال بعض العقول الوسخة المأجورة المطبلة للزمن الأمريكي, بوجه جديد و بقوة و شكل جديد إلى المنطقة العربية كقوة استعمار جداً حديث دُعي زمن التحرير الديمقراطي للعراق بدل الغزو و العولمة الاستعمارية الأمريكية للنهب و التدمير, فنقلت القوة العسكرية الموجودة بالقواعد في ألمانيا إلى السعودية و الكويت لانتهاء معاهدة الحرب العالمية الثانية.
وهكذا جاءت الدبابة الأمريكية لجورج بوش الابن تفتش عن أسلحة الدمار الشامل و مستخدمة قوات القاعدة الوهابيين العرب, إذ أنهم عرب يعرفون كيف يفكر صدام حسين و أين سيختفي, وبهذا اكتشفوا صدام العميل الأمريكي في حفرة لكن بلحية شيطان, وهم أولاد القح.., القاعدة يستطيعوا أن يضعوا أنفسهم مكان صدام حسين و يفكروا! أين سيخفي السلاح المدمر الشامل الجبار الكامل؟
قبل أن يسقط نظام صدام حسين العميل الداعر المتمرد الأصيل, و قد عرف بالتجربة كأي عميل أن المأزق الذي و ضعه فيه جورج بوش الأب فخٌ كبير, و أن الخلاف سيستمر و قد عرف من التاريخ وعبره! كيف تخلت و لفظت أمريكا عملائها من سيموزا, النميري, السادات و الشاه الإيراني.
فجاءت ردود فعل صدام حسين قوية طائشة هستيرية سواء في التصريح أو التهديد أو الأفعال. فهكذا صار الهجوم الإعلامي على دول الخليج و السعودية الأشقاء حلفاء الأمس في حربه على إيران, ليعلن بعد 30 عام من التعاون معهم بأنهم خونة الأمة العربية. و بعد أن رأى السوفيت المترنح بميخائيل كرباتشوف, لا يحل و لا يربط!
صرخ نظام صدام حسين بان الروس باعوا العراق ب 4 مليارد دولار. ثم نفذ تهديده و ضرب إسرائيل بصواريخ تحمل إسمنت عوضا عن المواد المتفجرة و طالب الشعوب العربية بالتمرد على الدكتاتور و العملاء أجمعين!!, و الهجوم على إسرائيل. وبهذا صار صدام حسين بطل التحرير القومي المضروب على قفاه في إيران و الكويت, زعيم كارتوني في زمن الهجوم الامبريالي الأمريكي لغزو الشعوب بسياسة العولمة الحديثة, بعد عولمة أودولف هتلر التي حاولت استعباد العالم!
هكذا التقت السفالتين الحضاريتين لصدام حسين العراق و جورج بوش أمريكا!
أن العولمة الامبريالية الأمريكية, عولمة حديثة درست التاريخ و عرفت أخطاء هتلر. هتلر عمل على محور عنصري لإقامة أوربا المتحدة بقوة السلاح من اجل احتلال العالم ( آسيا و أفريقيا ) وجعلهم عبيد للجنس الأوربي الأبيض. لكن العولمة الأمريكية وعت أن الغرب دول قومية برجوازية عريقة تعتز بدولها و شعوبها, لذا دعمتها و عززتها في حلف الناتو لتكون شريك في نهب الشعوب, فتقاسموا العالم بسايكس_بيكو و أنتجوا إسرائيل القاعدة العنصرية في الشرق الأوسط. وهكذا العولمة الأمريكية للنهب تحترم الغرب الأوربي المسيحي و الدولة اللقيطة العنصرية في إسرائيل.
من هذا التاريخ البشري الحديث جدا, وبعد تحرير الشعوب في الحرب العالمية الثانية و القضاء على هتلر النذل العنصري و إقامة الدول الديمقراطية الغربية, وبمساعدة دولة نصب الحرية أمريكا. كان يجري زمن آخر في العهر السياسي الدامي, إذ كان بلا ر قبة أو رأساً ينطق أو يصرخ. هكذا جرت أبشع جرائم الحرب في آسيا و أفريقيا, بعد سايكس _ بيكو, فمات الكثير من البشر تحت دبابات الغزو الفرنسي و الانكليزي وخاصة في العراق و الجزائر, ثم ليأتي الدور الأمريكي في فيتنام ب 20 عام من قصف النابالم, بعد القصف الذري في هيروشيما و ناكازاكي.
جاء باراك حسين أوباما الأسود العنصري إلى البيت الأبيض و صرح بأن أمريكا يجب أن تطور بلدها و اقتصادها وأنه سيعمل على سحب القوات من العراق, كلام جميل ينطلي على الأغبياء و يروج له المطبلين لعهد العولمة و النهب (التحرير الأمريكي للشعوب العربية). لنقر حقيقة ثابتة أن الدولة الأمريكية هي دولة امبريالية بربرية ضد شعوب و خاصة العربية و الفارسية, كي نستطيع فهم سياسة ( البرغي ) الأسود باراك اوباما في ماكنة الدولة الأمريكية.
أن السنوات التي تواجد اوباما الأسود العنصري, تفضح حقيقة واحدة أن السفلة لا يميزهم الجنس أو اللون بل يميزهم أنهم رجال دولة امبريالية عدوانية, و أن البيت الأبيض هو المقرر الوحيد للسفالة السياسية! الرئيس يناور بالتصريحات فقط, و أن القزم اوباما الأسود أشد رقاعة من الأبيض جورج بوش الأب و الابن, إذ أن عقدة النقص لازالت تلاحق الأسود في دولة أمريكا العنصرية الجذور. و الدليل أن مايكل جاكسون القريب إلى عمر السيد اوباما, كان قد بدل دمه ليتحول إلى ابيض, هكذا هي العنصرية السلبية الكلبية لباراك حسين اوباما في إمبراطورية الغزو الأمريكية للشعوب السمراء في العراق و مصر و ليبيا و سوريا!
جاءت هاليري كلنتون الشمطاء عفوا الشقراء لتعرب عن دعمها لدولة أخوان المسلمين كما دعمها باراك أوباما الأسود وهنا ينزاح الستار للعهر السياسي و ليتجرد عن الجنس و اللون, فمصالح أمريكا تحتاج إلى ساسة سفلة. فقد تجسد ذلك في نكيسون و حربه على الفيتنام ثم برونالد ريغان صاحب مشروع حرب النجوم و حربه على دولة تشيلي ثم بصدام حسين وحربه على ايران, ثم بجورجين سافلين أب و ابن و حربهم و غزوهم لأفغانستان و العراق.
الدول الدكتاتورية كانت مثال للسفالة السياسية و يجسد انحطاط الحضارة الأمريكية المتعاملة مع الدكتاتور العربي, ممثل البرجوازية الطفيلية و مع كل أولا القحبة من المحيط إلى الخليج, فقد اعترف نظام البعث بأنهم جاء بالقطار الأمريكي و بمجزرة إسقاط رئيس الجمهورية الوطنية الفتية في العراق في عام 63 من القرن الماضي مع ممارسات بشعة بحق الشعب العراقي, أضعاف ما جرى في التشيلي من سفالات. لا أريد الإطالة حول جرائم الدكتاتور العربي في مصر وليبيا وغيرها في العالم من هيلا سيلاسي وجنوب أفريقيا و شاه إيران و سوموزا. لكن طبول الإعلام الغربية جدا قوية ضد حكومة كورية الشمالية و إيران وسوريا في زيف دعم الديمقراطية, و بكل جدارة تميط اللثام عن دولة قطر و السعودية قروسطية بربرية!
لقد دخلت القوات البريطانية والأمريكية غازيةً للعراق و صرخوا في الزمن العصري الحديث نحن نحب القهوة عفوا نحب الشعب العراقي الطيب, هذي كلمات جورج بوش الابن و هو وسط جنده الغازي. وسط فرح الشعب العراقي المحطم الجريح, آملا بانتهاء الفاشية الصدامية, بكل سطحيته و هراءه. تم تدمير كل البنى التحتية و شبكات الكهرباء و الماء وسرقة المتاحف العراقية و البنوك, و تحت أرنبة الجنرال الأمريكي!
أن هذا يذكر بجرائم الهاجانا الصهاينة و الانكليز في فرهود مال اليهود في العراق, وعمليات إسقاط الجنسية في زمن سلطة الملك الانكليزي و رئيس وزرائه نوري السعيد لتهجير اليهود العراقيين من اجل توفير شعب لإسرائيل, والإيغال في تحطيم الاقتصاد العراقي, الذي كان يديره اليهود في العراق أضف إلى ارتباط يهود العراق بالحركة الثورية الشيوعية والنضال ضد الاستعمار و الصهيونية العنصرية.
هنا أحب أن أحشر مداخلة تحكي قصة العقلية الامبريالية الغربية و الأمريكية في الحقد على شعوب الحضارات القديمة واحتقار شعوب العالم و هي تمثل الزائد الدودية التي يحملها الامبريالي الغربي والأمريكي والصهيوني, هذه الزائدة الدودية هي بقايا أمعاء العنصرية الهتلرية المتأصلة في الدولة الرأسمالية البرجوازية القومية التي كان هتلر الوجه الكالح لها. اليوم باراك اوباما هو الوجه المُظلل سواداً, باستغلال بشرته السوداء و ببراغماتية قذرة لتغطية العنصرية الحديثة جدا للامبريالية الأمريكية في العراق و مصر و سوريا وكل الشرق الأوسط!
يكتب سليم مطر في مقال شيق هذه السطور* ان هذه القوى الجبارة منذ خلق الارض قد اختارت بعض المناطق لتكون مقرات ثابتة لها. يبدوا انها قد اختارت الشرق الاوسط ليكون موطنها وارض نشاطها وابداعها التاريخي والحضاري. وقد اختارت عاصمتين لها: (العراق) ليكون مركز الابداع الناري الفعال والاجتياحي والتوسعي. و(مصر) لتكون مركز الابداع المائي الانكفائي والمستقر. ليس صدفة ابدا انهما كانا مقرا لاولى واعظم حضارات البشرية، لأن تلك الحضارات كانت من صنع تلك القوى الجبارة المجهولة.* انتهى الإقتباس!
ما يجري اليوم و في زمن الرقيع باراك حسين اوباما هو تحطيم الدول والشعوب العربية وانتفاضها الرائع في تونس , مصر و سوريا! أن هذا الأوباما الأسود يتحالف اليوم مع الأخوان كما تحالف جورج بوش الأب مع الأخ بن لادن, وبالمناسبة أن الشمطاء هليري كلنتون صرحت سابقا,أن التحالف كان ضروري مع طالبان و بن لادن من اجل المصالح الأمريكية, اليوم و أنا أرى الهجوم على بن لا دن فهو الآخر ضروري من اجل مصالح أمريكا! صرحت بذلك وهي تجلس أمام التلفاز ومع الرئيس الأسود اوباما, وفي الوقت الذي جرت فيه عملية الهجوم لاغتيال بن لادن وتقطيعه و رميه في البحر. هذا المشهد أو الحادث يذكر بكيف كان يتمتع النساء بحفل تقطيع و جز رقاب البشر زمن القياصرة!
هكذا جرت أبشع عمليات القتل في العراق بعد أن ساهمت أمريكا بإدخال رجال القاعدة في بلد بلا أجهزة أمنية و لا جيش و حاولت أمريكا أن تظهر بدور الرجل الوقور و الناصح في كيف بناء البلد و الديمقراطية و خنجرها( القاعدة ) مغروس في ظهر الشعب. و لليوم من اجل مشرعها بتدمير البلد و الشعب في العراق بكل مكوناته ونسيجه القومي والأثيني, فهكذا دمُر المسحيين كأضعف قومية مسالمة فهربوا من البلد ثم جاء دور الصابئة الشرفاء الأحرار المرتبطين باليسار الشيوعي وهكذا الأكراد اللأيزيدية.
أما أمر الأكراد كقيادة كردية فمصيبة, فبعد أن قسم الانكليز كردستان إلى أربع أجزاء, وتركهم الغرب وأمريكا لنظام صدام حسين, ليزني بالقضية القومية الكردية و بمعية الأحزاب العشائرية الكردية. فهكذا كان القادة الأكراد مرة في أحضان الشاه وأخرى في أحضان الخميني و أخرى في أحضان الأسد و بمفاوضات سرية دائمة مع نظام صدام حسين و تجسدت في قبلت, جلال الطالباني لصدام حسين التي دخلت التاريخ. فاليوم يلهيها الأمريكان بشبح الدولة الكردية من المحيط,عفوا الدولة الكردية بقيادة طالبان و بارزان العراق. وهكذا صارت الحركة الكردية اليوم في أحضان أمريكا وإسرائيل. و هكذا لتقع القوة الكردية في تركيا في أحضان دولة رجب اوردكان, في زمن تمرد الشعب ضد الدولة الإسلامية!
أن اختيار أمريكا للعراق لكي يكون البداية الفاتحة لعهد العولمة و زمن عصر الإمبراطورية الأمريكية, يحدد درجة العنف و البربرية الأمريكية و خبث مشروعها في نشر الحروب الطائفية. لقد بدأ بمقتل عشرات الألوف من البشر و على يد عملائها من السعودية والخليج و بالوضيع حمد آل ثاني, المنسق لترتيبات الزمن الأمريكي, في ضخ قوى القاعدة من السعودية إلى العراق و مصر و سوريا. أمريكا ومشروعها بدا من يوم سقوط الدكتاتور صدام حسين, حيث بدأ الحديث عن سلطة صدام السنية. هكذا و كأن أمريكا بعد 30 عام مع البعث, اكتشفت أن سلطة صدام سلطة سنية!!
بهذا عملت أمريكا على تأجيج الطائفية المدروسة في العراق, وهي خارطة الطريق الجديدة القديمة و التي نَظَرَ لها موشي دايان, إذ أوضح أن تدمير العراق يمر عبر الحرب القومية والأثينية فهو بلد متنوع الأعراق و الأديان و الطوائف. وهكذا باشرت أمريكا بمشروع الطائفية تحت جناح أكذوبة تشيد الديمقراطية. و من اليوم الأول لإسقاط نظام صدام حسين عبر الدبابة الأمريكية و بدخول جحافل القاعدة الوهابية. وهكذا يتجلى اليوم زيف الإدعاء لجورج بوش بإسقاط نظام صدام وإقامة الديمقراطية, و بعدها جاء باراك اوباما ليقول سوف نسحب القوات الأمريكية.
أي ترك البلد بيد شيطان القاعدة و دول الجوار لتنهش في العراق, بعد أن بنت أمريكا أكبر سفارة (قاعدة أمريكية مجهزة بمحطات كهرباء و أجهزة تحليت الماء و بما تشتهي الأنفس) و أمنت أمريكا أنابيب النفط ليتدفق لها و أمنت استمرار الموت الأسود في العراق, وبعد أن ترك العراق ما ينف عن 4 ملايين إنسان و مشردون داخل الوطن (السجن و راء الجدران العازلة).
هكذا برر ويبرر عشاق الحرية وأمريكا من الليبراليين و الخونة. أن للديمقراطية ثمن ومن العار اتهام أمريكا بكل ما حدث و يحدث من جرائم, إذ هذا ليس من شيم العراقي بنكران جميل جنود جورج لتحرير العراق. أن المشكلة بالشعب العراقي والقيادة السياسية. بالله عليكم ومن طلب من أمريكا بالهجوم على العراق و بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل و العلاقة مع القاعدة, و بوعود الديمقراطية المثلى لكل الشعوب في المنطقة. الغزو تم بلا رضا الأمم المتحدة, أي بربرية ضربت الشرعية الدولية و وسط تظاهرات مليونية للشعوب تدين الغزو الامبريالي الأمريكي بمعية ملك السعودية و حسني مبارك!
هكذا نرى اليوم , ألا على الذين على عيونهم غشاوة أو خونة الشعب الذين يتطيرون من خرافة العراقيين في المؤامرة الأمريكية لنهب العراق وتدميره, و أبعاد تدمير العراق كبداية تحطيم كل المنطقة برمتها. وهكذا الحال بعد قصف ليبيا وإسقاط القذافي و إسقاط حسني مبارك, فتعجلت القيادة الأمريكية بنشر السياسة الجديدة للمنطقة, في محاولة لنشر الحرب الدينية الطائفية وصولا إلى مرادها الكبير في التدمير البربري للشعوب وباسم النصر للديمقراطية, ديمقراطية بريمر المزيفة. ديمقراطية الفوضى الخلاقة الغير مبنية على فهم الماركسي التطور الاقتصادي والاجتماعي والحضاري للشعوب, ديمقراطية صناديق الاقتراع المزيفة مع فقدان قانون الأحزاب.
وهكذا يتضح اليوم أين تقف أمريكا و بشكل جلي, فأمريكا بدون أي رتوش أو مكياج تقف مع حمد آل ثاني في قطر و جند القاعدة, الخميرة المجرب في ذبح البشر في جبال التورا بورا في أحضان طالبان أفغانستان, و دولة آل سعود دولة القرون الوسطى في قمع الحرية و سحق الإنسان. أن البربرية الأمريكية تتعشق مع بربرية الأخوان والسلفية في أروع تشكيلة وتطور حضاري للإمبراطورية الأمريكية.
و لتتجلى المجازر في الحرب الدائرة في سوريا, التي كان أو بدا للقوى الرجعية السلفية الوهابية, بعد هرب زين العابدين و حسني مبارك و مقتل القذافي , هي البروفا للهجوم على سوريا! أن سوريا لم تكن لقمة سائغة تقدمها السعودية لزعيمة العالم أمريكا, من اجل إطباق الخناق على الشعوب لتمكين السعودية الوهابي السلفية بإلغاء كل القوميات والطوائف من مسيح, أقباط, صابئة, يزيدية,علويين, دروز, وشيعة لا في العراق و حسب بل في كل البلدان العربية و إقامة دولة السلف الصالح, دولة دفع الجزية للملك الوهابي و بالرجوع إلى العهد القهقري, فهذه الدولة البربرية, لا محال ستكون مدعومة من البربرية الامبريالية الأمريكية.
السحر أحيانا ينقلب على الساحر. فهل ظهور الحراك في تركيا ضد دولة ر. اوردغان حليفة أمريكا وشريكة السعودية بالحلم الشرير في الدولة العثمانية, والذي يترافق اليوم مع إصرار الكفاح الشعبي في مصر الذي سيكون له موعدا داميا مع القدر في30/يوليو,لازالت دولة الأخوان. أن سقوط الأخوان يعني هزة للتدابير القذرة للبيت الأبيض المظلل بالنحس اوباما ومع إخفاقات جند القاعدة و جبهة النصرة في سوريا, المجهزين بالأسلحة الناتو وفتيات للمتعة الجنسية.
لقد جاء مع الجيش الأمريكي و الانكليزي ضابطات للترفيه الجنسي في حرب العراق! هكذا شاركت المجندات الشقراوات الحضاريات في فضائح سجن أبو غريب في العراق, و هن يصورن السجناء وهم عراة. أن هذا هو شكل التلاقي بين التطور الحضاري الأمريكي الغربي, و السقوط الحضاري للدولة البرجوازية الطفيلية العربية والسلفية الوهابية في السعودية, و بفتوى القرضاوي بإباحة النساء المحجبات لجند النصرة في سوريا و فتوى قطع الرؤوس المستوحاة من خزين جرائم قطع رؤوس شعب الفيتنام على يد الجندي الأمريكي. فكلاهما يجيد لعبة الزيف والقتل والتآمر والتمتع الجنسي في زمن الحرب وعذابات الإنسان ونزيف دماء البشر.
كتبتُ , و كُتب الكثير عن أمر غزو العراق, بعد أن انتهيت من الكتابة وجدت مقال عن أسباب غزو أمريكا للعراق, أنصح بقراءة هذا المقال, لا من اجل الدعاية بل أحاول أن أدعم و أعضد ما أكتب من خلال رؤى الآخرين و لكي لا اتهم من أني الوحيد من المولعين بنظرية المؤامرة!
الرابط حول تدمير العراق!
FW: WG: اكثر من هذه الصراحة ماكو
&zwsp;سليم مطر/جنيف
&zwsp;كانون الاول 2010
انتهى! على الخير و السلام ألقاكم!
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟