|
هكذا احب الله العالم اغنية اهديها الي كل عمال العالم
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 05:59
المحور:
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
لم تشد بها أم كلثوم علي ضفاف النيل .. و لم تصدح بها فيروز علي جبل لبنان .. لم يغنّها عبد الوهاب .. و لم يُغرّدها وديع الصافي .. لم ينظمها شوقي ولا حافظ و لا أبي القاسم الشابي .. إنها أغنية الحقيقة و ليست مجرد العواطف الرقيقة .. فهناك علي رُبي فلسطين نشأ و تربي العامل الشاب النجّار يسوع .. الذي وُلد في بيت لحم .. و تربيي في الناصرة .. و عال أمه و إخوته هناك .. بصنعته بأزميله و مطرقته .. و فوق الكل بعرقه و تعبه .. لم يكن غنيا في يوم من الايام ولا كدّس مالا من مهنته و لم يكن له أصدقاء من الطبقة البرجوازية و لا من الطبقة الحاكمة الغنية .. لقد عايش الفقر و خالط البسطاء و لم يكن له من دنياه الا واحدا و هو الله الذي كان يعشقه و يهواه لانه كان أباه .. و ما أكثر ما رأي من المدلّسين من رجال الدين يبيعون باسم الله .. و يتاجرون باسم الله .. و يغتصبون و يسرقون و ينهبون .. لقد جالت عيناه في كل الطبقات البشرية من حوله و رأي الكل في الالم و في التعب .. في الغني و في الفقر .. و في القوة و في الضعف .. و الناس كل الناس احتاروا في أمر أنفسهم ماذا ياتري السبب .. فالبعض زهد الحياة و تصومع .. و البعض تمرد و عصي وراح يضرب في الدنيا طولا و عرضا يقهر إخوته من بني البشر .. و البعض غمر نفسه في ملذات يروي بها ظمأه و ما ارتوي .. شباب ضائعون .. و أطفال تائهون .. نساء مقهورات .. و رجال أذلاء سواء كانوا عبيدا أو سادة عُتَقاء .. و هو الوحيد الذي كان يعرف الداء و أيضا يعرف الدواء .. كان يقينه في ذاته أنه لغرض أوجده الله أبوه في هذا العالم إنه ليس لاجل نفسه بل لاجل كل هؤلاء .. الاذلاء منهم و المستكبرين .. الاصحاء منهم و المرضي .. الضعفاء منهم و الاقوياء .. الحزاني منهم و الفرحين .. الكل يعاني من الداء .. و بين هرج الحياة و اندفاع الايام و شدة الآلآم نسي الجميع ماقاله واحد من أعظم ملوك البشر "الرب من السماء أشرف علي بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله الكل قد زاغوا معا فسدوا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" نعم لقد كان التمرد علي الله هو السبب في فساد الكل .. و ترك يسوع هذا دكّان نجارته و طرح جانبا إزميله و مطرقته و جال في الا رض .. يحكي للكل عن الله الحقيقي الذي يُشارك البشر جميع هموم حياتهم حتي و لو لم يدروا به .. و أعطاه الله قُدرَة خاصة لكي يُظهر بها اهتمام الله بالبشر .. فشفي بها أمراضا كثيرة عاني منها أصحابها طويلا بعضها كان و ما زال يعجز عنه علم الانسان كالعمي و الصمم و البَكم و الكُساح و البرَص و حتي الموت .. نعم لقد دعا بعض الموتي و أعادهم للحياة .. واحدة من علي فراش الموت .. و آخر في أكفان لحده .. و آخر بعد ان أُسجي أربعة أيام في قبره .. صادق الفقراء و أتي إليه التعابي و المساكين .. فحرر الزانية من زناها .. و المجنون ردّه الي صوابه .. و جامع الاموال أعتقه من صنم أمواله .. فظنوه ملكا و أتوا ليتوجوه عليهم .. و رغم أنه كان وارثا شرعيا للمُلكِ في أيامه فلم يطُلبه و زهده لانه كان يعرف أن حاجة البشرية هي الي أعظم من مُلك أرضي مهما عَظُم مقداره لان التاريخ قد أثبت أن العلّة الحقيقية هي مرض القلب البشري المسمي بالخطية التي هي زيغان قلب الإنسان و تمرده علي الله و إنحصاره في أنانيته لذاته .. و عبادته لنفسه .. فلا شفاء له .. و لا حتي بموته .. لقد صارت الخطية في قلب الانسان فاصلا بينه و بين الله فاعتقد الانسان إن الله تركه و لم يعد يهتم به .. فعميت عيناه عن رؤية طريق الله .. و صُمَّت أُذناه عن سماع صوت الله .. و ماتت نفسه عن الحياة مع الله .. و لما جاء اخر انبياء الله يوحنا بن زكريا و هو يصرخ في البرية أعدوا طريق الله .. أيقن يسوع أن ساعته قد جاءت لانه من أجل هذه الساعة قد جاء .. إنها ساعة المحبة التي لا تُغنّيها أصوات الطرب .. و لاتعزفها ألحان علي اوتار النغم .. و لا تُنظَم كاشعار علي ورق بقلم .. إنها الساعة التي تجمّعت فيها ضد الله كل كراهية البشر و جنونهم .. و هي الساعة التي حشد الله فيها كل محبته لهم و حنانه .. لقد قرر البشر في جهلهم و عماهم أن يقتلوا الله الي الابد و لم يجدوا من يمثله لهم الا يسوع النجار الذي من الناصرة ذلك العامل الشاب صانع الخير للجميع فأخذوا إزميله و منشاره و مطرقته .. و قطعوا بها شجرة و صنعوا له منها صليبا .. و جروه في شورارع أُوروشليم و في حواريها .. إلي خارج أسوارها .. إلي تلّه كئيبة .. شكلها كشكل جمجمة عظيمة .. و أخذوا مطرقته و مساميره التي طالما بني بهامنازلهم و أثّث بها مساكنهم .. و مددوه علي ذلك الصليب الذي صنعوه مذبحا لاله جنونهم و أداة لإ نتقامهم من الله .. و أتت ساعة محبة الله التي جاء يسوع من أجلها فخرجت من أعماق قلبه صلاة الحب عميقة هادئة إغفر لهم يا أبتاه لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون .. و ثَبتَ كلام يسوع النجّار الذي علّمه لواحد من أعظم معلمي شعبه "لانه هكذا احب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" و لم يردد هذه الاغنية فنانون و لا موسيقيون و لا أدباء و لا شعراء .. لانها صارت ترنيمة قلوب البسطاء .. الذين عرفوا مِن يسوع نجّار الناصرة العامل البسيط إن الله يحبهم و يريد أن يحيا فيهم كما كان في يسوع الذي مات هناك علي رابية الجمجمة في أُوروشليم ليبّلغ لنا و يعلّمنا أُنشودة المحبة التي أنشدها هناك بروحه التي قدمها لله و لنا نحن البشر الذين ظننا إن الله يكرهنا و لا يمد يده إلا ليضربنا و يعاقبنا .. و اليوم يقف بيننا يسوع ذاته و يداه التي ثقبناها ممدودة و هو يقول لي و لك و للعالم و لكل عمال العالم .. تعالوا الي .. فان قلبك لا يحتاج سوي الحب الذي غفر به الله كل خطاياك .. و مصدره الله الذي يُحب كل العالم .. و كل عمال العالم .. كما اخبرنا به يسوع الذي اقامه الله من الاموات ليكون هو أعظم عمال العالم.
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
-
زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص
...
-
إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد
...
-
تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
-
لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
-
الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
-
لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال
...
-
سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
-
مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م
...
-
فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ
...
المزيد.....
-
الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|