هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 00:36
المحور: القضية الكردية
    

هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)

عندما إستمعت، البارحة 18 حزيران، إلى خطاب ( نوشيروان مصطفى) أمام مؤتمر مندوبى حركة التغيير في الأماكن المستقطعة، شعرت بان الزمن الكوردى يبدو كأنه يدور فى حلقة مغلقة تماما، وان السياسين الكورد يُغَيرون المواقع والمناورات حسب نظرية: الهجوم خير وسيلة للدفاع.
إن إشكالية الكورد و عمق مأزقهم يظهر، حسب فهمى، للقاصى والدانى، حالما يبدأ أحدهم بقلب أوراق الماضي القريب كأنه كان صفر بعد الفارزة، من أمثالنا، أو كان مكتوف الأيدي عندما حلّت كل هذه النكبات والكوارث على شعب (أصبحت نعال دواب أعداءه من الذهب)* إلى جانب تجارة المدعين بالدفاع عنه بحقوقه وأحلامه، لعقود مأساوية طويلة من الزمن الذى مضى والذي سيأتي إذا إستمر هذا الشعب منقسماً على ذاته.
يوعز نوشيروان، فى هذا الخطاب، فشل القيادة السياسية الكوردية في تحقيق مسألتين هامتين و استراتيجيتين، حسب وصفه وهي: إعادة المناطق المستقطعة و سن دستور للإقليم. يوجه فيه أصابع الإتهام، صراحة، الى كل من جلال الطالباني ومسعود البارزاني في عدم تحقيق الهدف الاستراتيجي الأول؛ وهو إعادة المناطق المستقطعة: لكى يضمن الاول كرسى رئاسة الجمهورية لنفسه والثاني كرسى رئاسة الاقليم. وإن الفشل الثاني، عدم سن دستور، حصل نتيجة تلكوء الحزب الديمقراطى الكوردستانى عن قصد، لكى لا يزعل صدام حسين منهم، حيث أضاع هذا الحزب فرصة اختيار دستور من المسودات الثلاث، التي كانت معروضة أمام الدورة الأولى للبرلمان الكوردستاني، وإقراره، وكانت رئاسة البرلمان من حصته و إهمال مقترح المشرف الفرنسي على إجتماعات الحزبين الكورديين المتحاربين، المسيو دوران المستشار الدبلوماس للرئيس متران، باستعداه لتكليف مجموعة من أحسن الخبراء من الفرنسيين المتخصصين في القانون الدستورى لإعداد وثيقة لتصبح دستوراً للكورد، ليُنَظموا علاقاتهم على ضوئه.
لا أدرى إن كان السيد نوشيروان مقتنع بأنه قرأ الواقع قراءة صحيحة ووضع يده على مواضع الخلل الأساسية في المجتمع الكوردي، ونقاط ضعف الحركة السياسية الكوردية، وإن بنود الدستور الذي ينشده كفيل بتجاوز هذا الواقع المحبط والمتخلف، ولا يعمق من انقساماته، نتيجة غياب المنطق والعدالة و كل هذه التحشيدات المتخومة من التشكيلات العسكرية والأمنية الحزبية الولاء والعقيدة. وان تحالفة مع الإسلام السياسي يشكل بديلاً أميناً يمكن الأعتماد عليه لإحداث التغيير المنشود و لا يؤدى إلى إستقواء وهيمنة قوى أخرى أظهرت التجارب في كل من إيران، مصر، ليبيا، تونس، سوريا، أفغانستان، العراق... خطورتها وولعها بالحكم أيضاً.

19حزيران 2013
( يتبع )

*عبارة ذكرها حميد عثمان في رسالة شخصية موجهة إلى ملا مصطفى البارزاني نقله محمدأمين شمديني ضمن محاولته لإقناع البارزاني لقبول التفاوض مع البعثيين بعد عودتهم إلى الحكم.

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات