|
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - السؤال الثالث عشر: لماذا يسكت العرب عن قيام دول من الغرب بتغيير الأنظمة في دول العرب؟
ميشيل حنا الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 23:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - السؤال الثالث عشر: لماذا يسكت العرب عن قيام دول من الغرب بتغيير الأنظمة في دول العرب؟
يتوقف المواطن العربي مندهشا ، عندما يلاحظ أن بعض دول الغرب ، تقوم بتغيير بعض الأنظمة العربية مستخدمة القوة، ومع ذلك لا تتخذ أي من الدول العربية موقفا واضحا يدين هذا التدخل السافر الذي يقلب الأنظمة في تلك الدول، بل تقف متفرجة وكأن الأمرلا يعنيها ولا يشكل صفعة للكرامة العربية وللإباء العربي. ولعل أبرز عمليات تغيير الأنظمة العربية حديثة الوقوع، كانت غزو الولايات المتحدة للعراق . إذ جاءت بطائراتها ودباباتها لتغزو العراق في آذار من عام 2003 . وكان الهدف الواضح ، وربما المعلن لعملية الغزو تلك ، هي الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين .
وبعد إلحاق الدمار في مدن عراقية عديدة خلال مراحل تقدمها نحو بغداد ، رغم مقاومة عراقية باسلة ، استطاعت القوات الغازية الوصول فعلا إلى العاصمة العراقية ، كما استطاعت بعد فترة من الملاحقة ، اعتقال الرئيس العراقي الذي عرضته على محكمة أجرت له أمام الكاميرات ما إعتبرته الولايات المتحدة محاكمة عادلة التي أصدرت عليه بالتالي حكما بالإعدام . ونفذ حكم الإعدام فعلا بالرئيس صدام حسين ، فكان الرئيس العربي الأول الذي ينفذ فيه حكم كهذا دون أن يجرؤ أي من الحكام العرب على رفع صوته معترضا أو محتجا على تدخل دولة أجنبية في شأن عربي لا يعنيها. ولست في معرض الدفاع عن نظام صدام حسين رغم ما كان له من حسنات وسيئات . ولعل أبرز سيئاته ، كانت ما تعرضت له حلبجة خلال حربه ضد الأكراد ، إضافة إلى دخوله الحرب ضد إيران دون وجود مصلحة عربية تبرر القيام بهذه الحرب ضد دولة جارة للعراق . ومن أبرز أخطائه أيضا قيامه بغزو الكويت نتيجة وقوعه فريسة شرك حفرته له السفيرة الأميركية جلاسبي ، التي أوحت له بأن الولايات المتحدة غير معنية بمشاكله الحدودية مع الكويت . ومع ذلك كانت لصدام حسنات كثيرة ، إذ استطاع بناء العراق الحديث محققا الرخاء لشعبه . فقد حفر النهر الثالث في العراق ، وطور الزراعة والصناعة ، وبنى الجسور والطرق الحديثة ، إضافة إلى تطويره أبحاث العراق العلمية لدرجة أثارت الرعب لدى الغرب ، كما وقف صامدا في وجه الولايات المتحدة التي لم تنجح في احتوائه . كما أطلق ، رغم انشغاله بمقاومة الغزو الثلاثيني للعراق في شهر كانون الثاني عام 1991 ، تسعة وأربعين صاروخا على إسرائيل، سقط بعضها في قلب المدن الإسرائيلية مثيرة الرعب، للمرة الأولى، في قلوب الإسرائيليين ولكن رغم كل سيئات الرئيس العراقي ، حتى لو كانت تتفوق على حسناته، لم يكن من حق الولايات المتحدة وحلفائها ، التدخل في الشأن العراقي، وأن يبلغ تدخلهم السافر، حد غزو العراق واحتلاله وتغيير النظام فيه بقوة الغزو. فحق تغيير النظام في بلد ما ، هو من حق شعب ذلك البلد الذي له أن يختار النظام الذي يحكمه، وأن يقرر إذا كان راضيا عن رئيسه أو غير راض عنه . أما أن يأتي التغيير على يد دولة غازية ، كان لها مصالحها الخاصة في معاقبة ذاك الرئيس، الذي رفض الانصياع لرغباتها ولمخططاتها في تحقيق مطامعها الخبيثة في العراق ، فهذا أمر مرفوض مهما كانت سيئات الرئيس الذي تم قلب نظام حكمه . والأمر الآخر المرفوض أيضا ، أن تقف الدول العربية صامتة متفرجة على عملية ممجوجة كهذه. أما الغزو الثاني لدولة عربية ، فكان ضد ليبيا في عام 2011 . وكان غزوا من نوع آخر . إذ لم تستخدم فيه الجيوش، بل استخدمت فيه الطائرات ، طائرات حلف الأطلسي وخاصة الطائرات البريطانية والفرنسية، التي أمطرت ليبيا بوابل قنابلها بحجة مساندة الشعب الليبي في مسعاه للتخلص من حكم العقيد معمر القذافي . وبطبيعة الحال ، كان من حق الشعب الليبي أن يحاول التخلص من حكم العقيد قذافي ، لكونه قد تمسك بكرسي الزعامة لسنوات طويلة تجاوزت الأربعين عاما، دون أن يحاول تطوير نظام حكمه ،كأن يمنح الحرية والديمقراطية لشعبه الذي رزح طويلا تحت حكم معمر الغاشم، دون أن يترك فرصة لذاك الشعب بأن يتنفس صعداء الحرية، أو أن ينعم برخاء الثروة النفطية التي حبي بها القطر الليبي .
ولكن سيئات معمر القذافي لم تتوقف على ما ألحقه من أذى بشعبه ، إذ أنه قد الحق الأذى أيضا بشعب آخر هو الشعب السوداني . ففي السبعينات، قام عدد من صغار ضباط الجيش السوداني المنتمين للحزب الشيوعي السوداني، بانقلاب عسكري أطاح بحكم النميري رئيس السودان آنئذ. ونجح أولئك الضباط في اعتقال النميري وفي السيطرة على الإذاعة السودانية، وعلى عدد من ثكنات الجيش بما فيها القيادة العامة للجيش السوداني. وبدأ الشعب السوداني يرحب بهذا الانقلاب الذي قام به ضباط وطنيون . ولكن إزاء فقدان النميري المعتقل فعلا ، للقدرة على مقاومة الانقلابيين الثوار، تكرم معمر القذافي بارسال جنوده خلسة إلى السودان ، فقاموا بتحرير النميري من معتقله ، كما قاموا – مستغلين عنصر المفاجأة – باعتقال أبطال الانقلاب الذي أخذ نهج الثورة، كما قاموا بتنفيذ حكم الإعدام فيهم ، فقضى هاشم عطا ، قائد الإنقلاب ،ورفاقه من صغار الضباط، نحبهم نتيجة التدخل الغاشم لمعمر القذافي في الشأن السوداني . وهكذا نفذ حكم الإعدام دون محاكمة عادلة ، في هؤلاء الضباط الأحرار الذين حاولوا إنقاذ بلدهم من حكم ديكتاتوري آخر. كما أدى تدخله ذاك ،أي تدخل معمر القذافي، إلى إبقاء الشعب السوداني رازحا تحت حكم زعيم لم يكن الشعب راغبا فيه لسنوات أخرى طويلة . وهناك حادثة أخرى وقعت لي شخصيا وتكشف عن سخف ذاك النظام وسؤ إدارته لشوؤن ليبيا . ووقع ذلك في عام 1994 عندما تقرر أن تعقد اللجان الشعبية الليبية، التي إعتبرها معمر القذافي ممثلة للشعب الليبي، مؤتمرها العام في سرت، المدينة الليبية المحببة للعقيد القذافي . ونظرا لرغبة القذافي في عرض نهجه اليمقراطي الممثل بتلك اللجان الشعبية على العالم كله ، فقد وجه الدعوة لعدد من الإعلاميين لحضور ذاك المؤتمر. وكنت واحدا من الإعلاميين الذين تلقوا دعوة للحضور. وكانت الدعوة تنص على وجوب الحضور قبل تاريخ معين هو اليوم السابق على موعد اجتماع تلك اللجان . وترددت في الذهاب لحضور اجتماع كهذا . لكن مدير الأخبار في وكالة الأخبار التليفزيونية التي أعمل بها ، أصر على ذهابي لا لحضور مؤتمر اللجان فحسب ، بل للإطلاع أيضا على الوضع في ليبيا، ولإقامة علاقات مع المؤسسات الإعلامية فيها .
وفي اليوم الأخير السابق على موعد المؤتمر، ركبت الطائرة في طريقي إلى تونس ، حيث كان هناك حظر جوي على الطيران مباشرة إلى ليبيا . ومن مطار تونس العاصمة ، ركبت طيارة أخرى إلى جزيرة جربا التي انطلقت منها بسيارة شاركني فيها صحفي أردني من جريدة الدستور، وصحفية يابانية تمثل تلفزيون أن أتش كيه ، إذ كنا جميعا مدعوين لحضور ذاك المؤتمر. وتصادف أن ليبيا في ذلك اليوم بالذات، قد قدمت توقيتها بساعة واحدة هو التوقيت الصيفي المعتمد عادة في عدة دول أخرى .
ووصلنا إلى الحدود الليبية في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بالتوقيت الجديد. وألقى الضابط الليبي الموكل بالتعامل مع القادمين، وكان برتبة عقيد ، النظر على رقاع الدعوة التي نحملها ، ولاحظ فيها أن المطلوب هو الوصول في اليوم السابق لموعد المؤتمر كموعد أخير. وبما أن الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وبالتالي فقد دخلنا في يوم جديد ، حسب فهم الضابط العتيد ، فقد اعتبر بأننا لم نراع الشرط الواضح بالحضور قبل مضي اليوم الأخير السابق على موعد المؤتمر، إذ وصلنا في تاريخ لاحق لذاك التاريخ ، وبالتالي باتت تلك الدعوات لاغية ويترتب علينا العودة من حيث أتينا ، أي إلى تونس . وعبثا حاولنا أن نشرح للضابط العبقري بأننا لم نتأخر، وأن التأخير الذي وقع هو تأخير شكلي ناجم عن استبدال التوقيت الشتوي بتوقيت صيفي بدأ للتو، أي في ذلك اليوم بالذات. لكن الضابط الذكور تمسك بموقفه طالبا منا مغادرة منطقة الحدود الليبية والعودة إلى تونس.
وعدنا إلى الحدود التونسية بغية العودة إلى جربا . ولكن ضباط الأمن التونسيون، رفضوا إدخالي وإدخال زميلي من جريدة الدستور ، لكوننا لا نحمل تأشيرة دخول إلى تونس . وفي نفس الوقت سمحوا لزميلتنا اليابانية بالدخول، لكون رعايا اليابان لا يحتاجون لتأشيرة دخول إلى تونس خلافا للرعايا العرب. وعبثا حاولنا أن نشرح لهم بأننا نحمل تأشيرة دخول إلى تونس، وبأننا قد عبرنا الحدود التونسية قبل دقائق قليلة ، وأنه بوسعهم أن يشطبوا خروجنا من تونس، ويسمحوا لنا بالعودة إلى جربا التي أتينا منها. ولكن الإخوة التونسيون رفضوا قبول هذا المنطق قائلين بأننا قد استنفذنا تلك التأشيرة بعبورنا للحدود ، وبالتالي بتنا بحاجة إلى تأشيرة جديدة غير متوفرة معنا . وطلبوا منا مغادرة الحدود والعودة إلى الحدود الليبية ، مع السماح للزميلة اليابانية بالدخول، ووعد منهم بأن يرسلوا للمسوؤلين طلبا بإصدار تأشيرات تونسية جديدة لنا . ولكن الزميلة اليابانية أعلنت تضامنها معنا مقررة عدم استخدام حقها في العبور بدون مرافقتنا. وهكذا وجدنا أنفسنا مضطرين للعودة إلى المنطقة الحرام بين الحدودين التونسية والليبية .
وتصادف أن ذلك اليوم ، كان يوم الوقفة السابق لعطلة تدوم ثلاثة أيام هي عطلة عيد الأضحى المبارك. وهذا عنى، على أرض الواقع، تأخير طويل في وصول التأشيرة العتيدة خصوصا أني وزميلي كنا من أصل فلسطيني ، وكانت الترتيبات بين الحكومة التونسية ومنظمة التحرير الفلسطينية المتواجدة في تونس بعد خروجها الشهير من لبنان إلى تونس في عام 1982 ،تقتضي أن تستشير وزارة الداخلية التونسية منظمة التحرير، قبل إصدارها موافقة على منح تأشيرة لمن هم فلسطينيو الأصل مما عقد الأمر أكثر فأكثر. وتحت نير الشمس الحارقة وصقيع برودة الليل ، أمضينا اليوم الأول ، تماما كما قضى غوار وقته ، في فيلمه الشهير ، على حدود ما اعتبر أنه الحدود السورية اللبنانية . لكن في هذه الحالة، كان الأمر على الحدود الليبية والتونسية ، الشقيقتان العزيزتان . وفي اليوم الثاني لاحت لي فكرة للخلاص . فحيث أننا لم نكن نملك وسيلة للاتصال ، وحيث أن الهاتف المحمول لم يكن قد وصلنا بعد ، طلبنا من زميلتنا اليابانية أن تستخدم السيارة التي كانت ما تزال تنتظرنا بناء على طلبنا، أن تذهب بها إلى جربا لتتصل من هناك بزميلة لي في عمان لها صلات وثيقة بمنظمة التحرير، لتتصل هذه بمنظمة التحرير في تونس وتبلغهم بواقع الأمر ، وبأن مواطنين عربيين ينتظران على الحدود التونسية الليبية . وفعلا ذهبت الزميلة اليابانية واتصلت بزميلتنا في عمان التي قامت على الفور بإبلاغ المنظمة بوجودنا على الحدود ، وبوجوب عمل شيء سريع لايصال التأشيرات لنا رغم عطلة العيد. ومع اقتراب اليوم الثاني من الغروب ، تكرم الإخوة التونسيون العاملون في أمن الحدود، بإبلاغنا أن التأشيرة قد وصلت . وهكذا ركبنا السيارة التي أعيدت إلينا، وعدنا بها إلى جربا بعد أن أمضينا قرابة اربعين ساعة في العراء نعاني من حرارة الشمس وبرودة الليل. ولما وصلت إلى جربا ونظرت إلى المرآة ، لاحظت أن جسمي قد اكتسى باللون الأحمر، بينما أصابتني قشعريرة شديدة نتيجة لحرارة جسدي الذي احترق بلهيب الشمس .
وبعد ليلة مشهودة في جربا قضيتها، أخيرا، في فراش وثير، فاجأتني طرقات على باب غرفتي في الفندق . وتبين بأن الطارق هو مندوب من وزارة الخارجية الليبية جاء ليعتذر عما حصل قائلا بأنه نتيجة سوء فهم خاطىء ، والوزارة تأمل أن نوافق على العودة إلى ليبيا وأن سيارة ليموزين تابعة لوزارة الخارجية بانتظاري . وبعد تردد طويل من جانبي، وإلحاح من مندوب وزارة الخارجية ، وافقت على الذهاب إلى طرابلس، بينما قرر زميلي الأردني عدم رغبته في حضور المؤتمر بعد ذاك العناء الذي واجهناه.
وهكذا يتبين أنه بقيام معمر القذافي بإحباط الانقلاب الثوري في السودان، وتسببه بإعدام نخبة من خيرة الضباط السودانيين، إضافة إلى مساوئه بحرمان شعبه من الحرية وكل مقتضيات الديمقراطية، بات السعي لإسقاط هذا الزعيم العربي أمرا ضروريا . كل ما في الأمر أن عملية كهذه، كان ينبغي أن تترك للشعب الليبي وحده، فلا يجوز أن تقوم طائرات حلف الأطلسي، وخصوصا الطائرات الفرنسية والبريطانية التي فاخر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قبل أيام فقط بمشاركة طائراته في إسقاط نظام معمر. وبطبيعة الحال حصد البريطانيون وخصوصا الفرنسيون ، مزايا إسقاط القذافي، من خلال حصولهم على مزايا إعادة بناء ليبيا التي دمرتها طائراتهم ، إضافة إلى إمتيازات كبرى في الاستثمارات البترولية. فتدخلهم إذن ، لم يكن حبا في مساعدة الشعب الليبي على إسقاط نظام معمر، الذي أسقط فعلا دون اعتراض أي من الدول العربية على هذا التدخل الفاحش في الشأن الليبي، بل كان للحصول على تلك الامتيازات الكبرى التي حصلوا عليها فعلا .
أما التدخل الثالث في الشأن العربي فكان في سوريا، حيث قامت بعض دول الغرب بتدريب العديد من رعايا الدول العربية، لا من أبناء سوريا فحسب، على استخدام السلاح ، ومكنوهم من الدخول إلى سوريا عبر الحدود التركية وغيرها من مواقع العبور، ليقوم هؤلاء بإشعال ثورة تسببت في دمار كبير لحق بالدولة السورية وبشعبها . ولم تحاول الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إخفاء تعاطفها مع ربائبهم من المسلحين المدربين بمعرفتهم ، بل هددوا مرارا باستخدام أسلوب الحل الذي مورس في ليبيا ، أي بالاشتراك الفعلي في القتال ضد الرئيس بشار الأسد المنتخب من قبل شعبه . وفي مرات أخرى، هددوا علنا بفرض حظر جوي عل الأجواء السورية، لإبقاء الطائرات السورية الحربية والتي تشكل عنصر التفوق السوري على مجموعات المعارضة المسلحة، مرابطة في مطاراتها . كما لوحوا بتزويد المعارضة السورية بأسلحة حديثة ومنها الأسلحة المضادة للطائرات، بغية إيجاد التوازن ، وربما التفوق لدى المعارضة في مواجهة القوات السورية . ولولا خشية الولايات المتحدة من تفوق حزبي النصرة القاعدي الانتماء ، وكتلة التوحيد ذات الميول الاخوانية، إضافة إلى موقف روسيا الحاسم والمتصلب في دعمه للنظام السوري، لقامت تلك الدول بتنفيذ تهديداتها تلك، خصوصا أن بريطانيا وفرنسا، كانتا أكثر الدول حماسا لتقديم الدعم والسلاح للمعارضة السورية رغم اعتراض عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم ألمانيا التي ما كانت ستجني شيئا من تدخل الدول الغربية في سوريا ، خلافا لفرنسا التي كانت تتوقع، بصفتها دولة انتداب سابقة على سوريا في الفترة بين العامين 1915 و1945، أن تحظى بنصيب الأسد في إعادة بناء سوريا المدمرة ، وذلك بعد إسقاط نظام بشار الأسد الذي كان يقف في مواجهة ضمان أمن دولة اسرائيل.
وهكذا بات تدخل الدول الغربية في شوؤن الدول العربية أمرا واضحا لا يخفي على أحد. وإذا كانت الدول العربية في حالة التدخلات السابقة، كما حدث بالنسبة للتدخل في الشأن العراقي ثم في الشأن الليبي، قد احتفظت بصمتها ، ولم تفه بكلمة اعتراض على هذا التدخل ، فإنها في هذه المرة ، بخصوص الشأن السوري، قد تفوهت وعبرت كثيرا عن مواقفها التي لم تكن معترضة، بل كانت مشجعة لهذا التدخل . ولعل الدولة العربية الوحيدة التي شجبت تدخلا كهذا وشجعت على سلوك درب الحل السلمي، كانت الأردن التي خشيت من عواقب انتصار المعارضة السورية ، وخصوصا جناحها القاعدي المتمثل بمجموعة النصرة القاعدية ، على مستقبل الأردن وعلى بقاء حالة الاستقرار فيه . فمتى تصحو دول العرب، وتتنبه إلى مخاطر التدخلات الأجنبية على مستقبل هذه الأمة العربية البائسة التي ابتليت بأنظمة لا يعلم إلا الله من وضع حكامها في سدة حكمها.
#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤ
...
-
أين ديمقراطية أثينا بين ديمقراطيات العالم العربي وخصوصا في م
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|