أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم محمد السيد - الكاريزما الثقافيه














المزيد.....

الكاريزما الثقافيه


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 21:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكاريزما الثقافية
ذهب ذلك الزمن الذي كان يميز فيه المثقف من غيره بين شرائح المجتمع من خلال مظهره الخارجي والكاريزما الظاهرية والهيئة, اذ ابرزت طبيعة المجتمع العراقي في فترة نشوء الدولة العراقية او ما قبلها (مرحلة الحكم العثماني) بشريحة من المتعلمين كانوا يسمون بـ(الافندية) وأغلبهم من الطلبة الذين تلقوا التعليم في بلدان اوروبا ليعودوا الى العراق متلبسين بطابع الغرب الذي يطغى علية اقتناء اللباس الاوروبي المتمثل بالبنطال والجاكيت والحذاء اللماع وتسريحة الشعر وحلق اللحى وتهذيب الشوارب فضلا عن الطرابيش او القبعات شأنهم شأن طبقة الافندية التي راجت في مصر وغيرها من الدول العربية في النصف الاول من القرن العشرين في قبال المشهد الاجتماعي الذي كان يطغى عليه الملبس الديني والزي الشعبي المتمثل بالثوب الطويل واليشماغ العربي بعقاله او ما دون ذلك.
هذا الزمن الذي مثّل مرحلة احتكاك الشباب العربي بالثقافات الغربية من خلال طريقة الكلام والبحث عن التشكيك في الموروثات والانفتاح على افكار عصري التنوير والنهضة الاوربية جعل البعض منهم يتكلم بلغة تحيد عن لغة الجمهور (آنذاك) والذي كان ينظر لهذا اللون بحذر شديد لان اغلبهم كانوا منخرطين بالوظائف العامة للدولة ويختزلون الطيف الثقافي وقتئذ من خلال الادب ومختلف الفنون في وقت كانت فيه مخالفات الامية العثمانية هي ابرز نتاجات تلك المرحلة, فكانت مرحلة استعلاء الافندية والمتعلمين طاغية وبادية للعيان من خلال انتقاء العبارات والمجالس الخاصة بهم والاهتمامات الفكرية والعلمية المواكبة في العالم الخارجي, حتى ان شيوخ العشائر حين كانوا يقدمون الى العاصمة يحاولون قدر الامكان تقليد تلك الطبقة المتحررة نسبيا من قيود الدين والاعراف.
هذا المشهد الذي ضلّ مسيطرا لفترة ليست بالقليلة على الصورة النمطية للمثقف بدأت تنكسر حواجزه بعد انشاء المدارس والجامعات ودخول الاحزاب والحركات في الحياة الاجتماعية حتى بدأت مرحلة تهشيم (مظهر) المثقف بصورة تدريجية ومسايرة طبيعة وذوق المجتمع.
بعد ذلك وفي اعقاب توالي الحكومات واحداث تغييرات أنثروبولوجية على الواقع بدا التداخل فيما بين المثقف ومجتمعة واصبح المثقف يمثل لونا من طبقة تساوي مختلف الطبقات العاملة والبسطاء حتى انهم شاركوهم ضنك العيش والملبس وبدت تلك الصورة تهتز وتنثر ذرات اطرافها وبات من الصعوبة تمييز المثقف وغيرة من خلال المظهر الخارجي وطريقة المأكل والملبس كما كان سائدا, وبالتالي اصبح تمييز المثقف يقتصر على نتاجه الابداعي (كمعيار) دون غيره خصوصا مراحل القمع والسجون التي جمعت بين مختلف الالوان فجعلت المثقف وغيرة في زنزانة واحده, هذا ما جعله بعد التغيير يبدو طبيعيا اجتماعيا واقعيا بدرجة كبيرة لا يميزه عن اي مواطن الا في حفنة الكتب التي يحملها ربما خصوصا بعد ان اختلط مفهوم المثقف بالمتعلم وصار اي حامل لشهادة يدعي الثقافة كتحصيل طبيعي للشهادة التي نالها من جامعة او معهد.
ولكي لا يطول الحديث ويصبح مملا اود ان اشير الى هناك محاولات المسها من الواقع تبدو فيها الرغبة واضحة بعزل المثقف وتمييزه عن غيره من خلال وضعه بكيفية معينة كالاعتياد لشارع المتنبي مثلا او حضور المحافل الثقافية والاصرار على انتقاء ملبس مختلف والاحتكاك بين الجمهور والمثقف من خلال التقنيات الحديثة المتمثلة بالأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حتى بدت تطفو الى سطح الكيان الاجتماعي وان المثقف مختلف تماما (ظاهريا) عن اي فرد عادي فيما الحقيقة ان المثقف انغمس بتلك الظاهرات وبات لا يختلف عن الاخرين الا فيما يفكر ويفعل من قول او سلوك.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادلجه الفكرية للمثقف
- صراع المعتقد في دائرة الاقناع البشري
- القاصد والقصيده الاعلاميه
- اين المفكر؟
- رفقا ببغداد
- التطاول على المقدس ظاهره مُدانه
- التفاؤل يدحض الخوف من الاتي
- في عيد المرأه
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم محمد السيد - الكاريزما الثقافيه