|
أول ايار ، يوم تضامن شغيلة العالم
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 12:07
المحور:
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار
تستقبل الشغيلة العالمية في أول ايار من كل سنة ، عيدها الأممي ، مخلدة ذكرى المأثرة التي اجترحها عمال شيكاغو عام 1886، عندما تظاهروا في حينه، من أجل جعل يوم العمل ثمانية ساعات فقط .في الوقت الذي يجسد هذا العيد، تظاهرة عالمية للتضامن والنضال الطبقي ، ورمزا للبطولة والتحدي ، نجد ان العالم ، قد دخل في مرحلة جديدة من الصراع والعنف ، على اثر انفراد الولأيات المتحدة الأمريكية ، كقوة سياسية ايدولوجية وحيدة القطب . تسيطر على عدد كبير من مرافق الحياة ، واحتكار التكنولوجيا والحقيقة . أستخدام القوة وتهميش الشرعية في العلأقات الدولية . تنسب لنفسها حق قيادة العالم . اشاعة الأوهام الفكرية حول فعالية النيوليبرالية، والسير قدما في العولمة الأقتصادية والعلأقات الأجتماعية والثقافية. تطرح هذه الحالة ،على الشغيلة العالمية ، مهمات وتحديات جديدة ، من أجل مواصلة الفعاليات وتوسعها ضد هذا النهج الهمجي للسياسة الأمريكية وحلفاءها . وفي مواجهة اليبرالية الجديدة وعموم خيارتها اللأانسانية ، التي تلأحق الجماهير الكادحة وشعوب البلدان النامية ، ومنها الطبقة العاملة العراقية ، بالمزيد من البطالة والفاقة والنهب . تحريم الفئات الأجتماعية الفقيرة من ثمرات التعليم والتقدم العلمي والتكنولوجي . تقليل الأعتمادات المالية في ميزانية الدولة لعدد من القطاعات الأساسية . الألتفاف على المنجزات الأجتماعية، التي حققتها هذه الشغيلة عبر نضالها الدؤب ضد الراسمالية . وان معركتها لأ تزال متواصلة من اجل العولمة الأجتماعية ، كبديل عن العولمة الراسمالية مر ابناء طبقتنا العاملة العراقية ولأيزال، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية بظروف شاقة وعصيبة قل نظيرها في العالم ، من التشريد والهجرة والسوق الى طاحونة الحروب المجنونة.الأرهاب والملأحقات وزج الألف منهم في السجون . تعرضهم للتعذيب والأعدامات والتصفيات الجسدية . تفاقم البطالة في صفوفهم والتي وصلت الى اكثر من 30% بالمئة ، حسب الأحصائيات الجديدة التي صدرت مؤخرا عن وزارة التخطيط والأنماء . اشاعة العنف والأرهاب ، وخاصة ضد الناشطين منهم في معركة النضال من اجل الأمن والأستقرار وضمان لقمة العيش لأفراد العائلة ، وتامين الصحي والأجتماعي والتعليمي والأمن الأقتصادي .ان الطبقة العاملة العراقية ، كانت لها مكانتها ودورها المتميز المشهود في النضال ضد الأستعمار، من أجل تحرير البلأد السياسي وألأقتصادي ، وتحولت الى قوة فاعلة في الحركة الوطنية العراقية . تطورت قدرتها التنظيمية والسياسية ، ونهضت بنضالها عبر تكوين منظماتها المهنية والنقابية، لتكون منبرا للدفاع عن حقوقها، وبالتعاون والعمل المشترك مع المنطمات العمالية ، والمجتمع المدني العالمية التقدمية.اصبحت اداة لتعبية وحشد وتوحيد صفوفها والقيام بالأضرابات والأعتصامات والتظاهرات الجماهرية ، منها اضرابات عمال الكهرباء والسكك والميناء والنفط والغزل والنسيج والسيكاير . كما وتظاهرت في سنة 1959 بمسيرة كبرى ، خرجت فيها حوالي مليون من ابناء الشعب العراقي ، ليحتفل بذكرى 1 ايارالمجيد ، ويعبر عن تضامنه مع الشعب العراقي ، في حماية ثورة 14 تموز الخالدة حينذاك . شاركت الطبقة العاملة العراقية في حينه مع بقية ابناء شعبنا المكافح في المواجهات البطولية مع ازلأم النظام الديكتاتوري المقبور في المدن الرئيسية من جنوب البلأد وكذلك اقليم كردستان ، وبشكل خاص مدينة البصرة الباسلة ، المدينة العمالية والثقافية المكافحة .كذلك تواصل اليوم نضالها في العراق الجديد مع باقي طبقات وفئات من ابناء الشعب العراقي ، من اجل بناء العراق الديمقراطي التعددي الفيدرالي الموحد ، يتحقق فيه المكاسب الأقتصادية والأجتماعية لهذه الطبقة ، وعموم الشعب العراقي بعد انهيار الأشتراكية ، وتفكك منظومتها الفكرية ، افرزت وحدانية تطور الراسمالية المعولمة ، كثير من الأشكاليات الفكرية والسياسية للأحزاب اليسارية والديمقراطية ، الراغبة في بناء مجتمع العدالة الأجتماعية والتقسيم الدولي المتوازن . اليوم اصبح الأمرمعروف لدى كثير من الماركسيين، بان شعار" يا عمال العالم اتحدوا " ، ليس بالضرورة ان يحقق في اقامة نظام الديكتاتورية البروليتارية ، الذي صاغه لينين في حينه . فعليه ان الأصرار والأعتماد فقط على الطبقة العاملة واسلوب العنف الثوري لأنجاز الثورة الأشتراكية ، لأتكفي وحدها لمواجهة الحالة الدولية الجديدة ، اذ لأبد لليسار الديمقراطي العراقي، واعني بذلك الأحزاب السياسية ، التي تتبع الأيدولوجية الماركسية ، كمنهج في اهدافها وبرامجها وعملها النضالي ، او تلك التي تأمن بها ، من التفكيرالجدي في اعادة صياغة المنظومة الفكرية الجديدة . الألتحاق بالمركز الحضاري العالمي المتقدم ، والخروج من حالة الركود والتواجد في الظل ، الذي بقى فيه خلأل الفترة الطويلة الماضية ، بحيث يكون قادرا لمواجهة تحديات الحالة الدولية الجديدة ، وما ينتج عنها من اصطفافات اجتماعية ، وبناء رؤية منهجية واضحة الملأمح لبناء مستقبل الأشتراكية ، من خلأل مواصلة البحث والتقيم المرحلة السابقة واستخلأص النتائج منها.الأستمرار في التجديد ، وصولأ الى تحديد وبناء . فعليه وجدت انه من الضرورى في المكان ، من خلأل هذه المناسبة الكبيرة ان طرح بعض الموضوعات على سبيل المثال و ليس الحصر للمناقشة ، ومنها
1- توسيع القاعدة الأجتماعية لليسارالديمقراطي ، من خلأل تعبية الجماهير ، ويصبح فعلأ اداة مدافعا عن مصالح الطبقات والشرائح الأجتماعية الواسعة ، المتضررة من نهج الجديد للراسمالية المعولمة . خلق اساليب جديدة قادرة على استثمار منجزات العلم والثقافة والتكنواوجية الحديثة ، والمساهمة الأبداعية ، من خلأل الدخول الواعي الى صلب المركز الحضاري ، وليس التحرك على حدوده.
2- أقرار مفهوم التعددية الطبقية ، والتداول السلمي للسلطة ، انطلأقا من مبداء، ان الصراعات الأجتماعية تشترط الوحدة والتعارض ، وتستبعد التناقضات التناحرية .
3- الدفاع عن المصالح الوطنية والسيادة .مناهضة كل اشكال التدخل الدولي الغير الشرعي، والمتضررعلى هذه المصالح . ازالت كل اثارالأحتلأل والتبعية السياسية والأقتصادية والعسكرية الأجنبية . احترام الشرعية والسيادة واستخدام لغة الحوار في فصل كل انواع من النزاعات الدولية. 4- توسيع الممارسات الديمقراطية في الحياة اليومية ، على صعيد الحزبي والجماهيري . تفعيل منظمات المجتمع المدني ، واعادة بناءها في صفوف الجماهير الواسعة ومنها الطبقة العاملة العراقية ، من خلأل ابتكار اليات عمل جديدة وفعالة بين اهداف ومنهجية الحزب ، ومصالح الجماهير والمجتمع والوطن .
5-على احزاب اليسار الديقراطي ، ان توحد خطابها السياسي والأيدولوجي ، على اساس فهم وتعامل المنهج العلمي والعملي للنظرية الماركسية . دراستها بعمق ، متابعة تطورها باستمرار . تطبيق احكامها على النطورات السريعة ، التي يشهدها العالم ، وخاصة في مجال التقدم التكنولوجي ، واثره على المجتمع ، وما يفرزه من الأصطفافات الطبقية الجديدة ، التي تحتاج الى خلق اليات ووسائل نضالية جديدة . ، لمواجهة التوسع الراسمالي المعولم . الدفاع عن مصالح الجماهير والوطن والمشاركة في السلطة التعددية .العمل من اجل عقد مؤتمر لليسار العراقي، بغية خروج بنتائج ، تمهد الطريق الى اقامة جبهة يسارية واسعة وحقيقية ، التي ستساهم في تعبية الجماهير الى مستوى النهوض بمهماتها المرحلية النضالية الجديدة ، في صياغة الرؤية بالدستور، وطبيعة السلطة السياسية، ونوع نموذج النظام الأقتصادي المزمع اقامتها في العراق الحديث ، وذلك من خلأل تنظيم حملة واسعة لتقنين دستور مدني علماني تقدمي ، والتحضير للأنتخابات المقبلة.
6- ان تغيرات الجارية على المنظومة الفكرية لليسار الديمقراطي، يجب ان ترافقها ايضا تغيرات في بنيته التنظيمية ، لكي تؤهله تطوير برامجه وفعالياته السياسية ، والنهوض الى مستوى مهمات التي تفرضها التغيرات السياسية الدولية.
7- ايجاد نوع من التوازن بين مبداء البرمجة واقتصاد السوق الحر في عملية التنمية ، وبناء الأقتصاد الوطني ، بغية ضمان العدالة الأجتماعية النسبية ، ومنع الأستغلأل الفاحش للمجتمع من خلأل راس المال الخاص المحلي والأجنبي او الحكومي.
8- تامين الضمانات الأجتماعية للشرائع الواسعة من طبقات و فيئات المجتمع ، بما يساعد على رفع مستوى حياة ومعيشة وظروف سكن المواطنين، وتوفير الخدمات الضرورية في مجال الصحة والتعليم والشيخوخة والمعوقين ومجالأت الأجتماعية الأخرى ، والنقل والمواصلأت والأتصالأت ، محافظة على البيئة ووقايتها، وتحديث الأقتصاد والمجتمع .
9- محاربة ظاهرة ارتفاع نسبة البطالة وبشكل مستمر في العالم ، وخاصة بين ابناء الطبقة العاملة والفئات الفقيرة في المجتمع . ان احدى الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة ، هي التوسع الراسمالي المعولم في مجال الأستثمارات التجارية المتمثلة في اتناج السلع والخدمات الأستهلأكية .كذلك توسيع رقعة المضاربات المالية والأسهم في البورصات . فرض سياسة البنك الدولي الخاضع لهيمنة الولأيات المتحدة الأمريكية ، وكذلك صندوق النقد الدولي، الخاضع لسيطرة اوربا على اقتصاديات الدول النامية في اتباع فقط مبداء اقتصاد السوق الحر، وانعكاس مساؤيه على الوضع المعاشي والأجتماعي والثقافي والصحي لفيئات واسعة من المجتمع ، ويشجع ايضا على تفشي ظاهرة الفساد الأقتصادي ، وذلك مقابل انخفاض ملحوظ في نسبة استثمارات في مجال السلع الأنتاجية ، التي تخلق التراكم الراسمالي، وتتميز على القدرة في امتصاص البطالة .
10- تامين رقابة شعبية فعالة وفق قواعد سليمة، للحد من ظاهرة تفشي الفساد الأداري والأقتصادي ، من خلأل مراقية ومحاسبة مسوؤلين في اجهرة الدولة وعلى كافة المستويات ، وكذلك على نشاطات المؤسسات والشركات المحلية والأجنبية.
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك ، وافاق تطورها المستقب
...
-
استمرارية ظاهرة الفساد الأقتصادي والأداري ، قبل وبعد سقوط ال
...
-
دورالمراة في العراق الحديث
-
على هامش انتخابات الجمعية الوطنية العراقية 2005
-
نتائج الأنتخابات البرلمانية 2005 في الدانمارك
-
فالنصوت لقائمة أتحاد الشعب ،لأنها الضمانة الأكيدة لمستقبل عر
...
-
باقة ورد روز حمراء عطرة، لصحيفة الحوار المتمدن
-
المركز الثقافي المسيحي في اقليم كردستان العراق
-
تفعيل مشروع الريفرندوم في المحافل الدولية
-
محنة أصحاب الكفاءات ، قبل وبعد الأطاحة بالديكتاتورية
-
نظام الحكم ، ومهمات اليسار في العراق
-
حساب الخسائر والأرباح للنظام العراقي ، قبل وبعد أسقاطه
-
ألأنتخابات الأمريكية والسياسة الأقتصادية المقبلة
-
ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي
-
مستقبل التطور الأقتصادي في ألأدارة الفيدرالية لكردستان العرا
...
-
على هامش الأنتخابات العامة في العراق
-
أسرار شبكة الأسلحة النووية والبالوجية
-
نحو عراق الأمل والسلأم
المزيد.....
-
الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي
...
-
إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
-
طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
-
صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
-
هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
-
وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما
...
-
حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر
...
-
صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق
...
-
يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا
...
المزيد.....
-
الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|