اذا كانت الثوره في سوريا قامت بدافع مذهبي طائفي,فباي دافع قامت الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين؟

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 18:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اذا كانت الثوره في سوريا قامت بدافع مذهبي طائفي,فباي دافع قامت الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين؟
السلام عليكم ورحمة الله: يقال في العراقيه العاميه (خلي عندك ضمير وبخت قبل ماتحجي) ويقال بالشامي(خاصم خصمك ولكن اتقي الله فيما تقول) بمعنى من يريد ان يكون محللا او ناقدا في اي مجال سواء كان سياسيا اودينيا ان لايجعل العاطفه والميول والاهواء سواء كانت بتأثير سياسي او ديني اومذهبي اوعرقي تتحكم في اصدار احكامه او تحليلاته او نقده لقوله عز وجل
(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )وقوله ايضا(
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
ولقوله تعالى جل وعلا((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) (الأنعام 152)
فاذا ادعى البعض ان الثوره في سوريا قامت ضد نظام الاسد لااسباب مذهبيه طائفيه حصرا ولاتوجد اسباب اخرى غير الدافع المذهبي فعليه
1- يكون النظام الحاكم في سوريا نظام ديمقراطي تعددي وليس نظام الحزب الواحد
2- يكون النظام الحاكم في سوريا نظام يعمل بالتداول السلمي للسلطه وليس نظام الحاكم الواحد الابدي
3- لايوجد في نظام الحكم في سوريا التداول الوراثي للسلطه
4- نطام يؤمن بالحريات بالتعبير عن الاراء وحرية الصحافه وتشكيل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني
5- نظام الحكم في سوريا نظام لاقمعي ولا استبدادي ولاتسلطي ولادكتاتوري
6- نظام الحكم في سوريا ليس نظاما استخباراتي
فهل كان نظام الحكم في سوريا يتمتع بالمزايا اعلاه حتى نصف ثورة الشعب السوري بانها ماقامت الا بدافع مذهبي طائفي
اذا لماذا يحاول النظام في سوريا والمتعاطفين معه وصم الثوره في سوريا على انها ثوره قامت بدافع مذهبي طائفي حصرا
بداية هناك مراحل اعتمدها النظام الحاكم في سوريا في وصم ثورة الشعب السوري سعيا للتشبث بالسلطه لان الله اختاره حاكما لها لقوله تعالى( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) فيؤمن بان الله أتاه الملك ولن ينزعه منه الا الله) طبعا بالموت لاغيروله في ذالك اسوة تاريخيه حسنه وهو الخليفه الثالث عثمان بن عفان رضوان الله عنه الذي رفض التخلي عن السلطه بقوله(لن انزع قميصا البسنيه الله) ولكن الفرق ان عثمان لم يقاتل دون ملكه ولم يجيش الجيوش ولم يقتل احدا وكان حريصا على ان لا يراق اي دم مسلم ولكن الحاكم في سوريا لم يدخر سلاحا ما استخدمه دفاعا عن ملكه وعن قميصه الذي ألبسه أياه الله ولم يترك لابشر ولاحجر الاطاله سلاحه
فبدأ اولا ولكي يتشبث بالسلطه بوصم الشعب الثائر بالعماله الى الامبرياليه والصهيونيه العالميه واستخدم قميص عثمان عصرنا وهي القضيه الفلسطينيه لاثارة التعاطف القومي معه متهما ان الثوره ماقامت الا لحماية الكيان الصهيوني القابع على ارض فلسطين وما هدف الثوار الاتأمين اسرائيل من قلعة المقاومه وقلعة الممانعه نظام سوريا طبعا التي تحتظن المقاومه اللبنانيه المتمثله بحزب الله والفلسطينيه المتمثله بالجهاد وحماس وتقدم الدعم لها بكل انواعه للوقوف بوجه الاطماع التوسعيه الاسرائليه والسعي لتحرير الاراضي العربيه المحتله ولكن محاولاته تلك لم تفلح ثم بداء يهدد دول المنطقه بامتداد لهب الثوره الى بلادهم في حال سقوط نظامه واخيرا هدد اوروبا بان دعمهم للمعاضه السوريه سوف يطال بلادهم بالخراب ولم يفلح ذالك فلم تشتعل الدول المجاوره فاخذ يفكر ماهو السبيل لانتقال اثار الثوره في سوريا فلا سبيل الا نبش التاريخ الغابر واثارة الصراع المذهبي الطائفي المقيت بين المسلمن وكيف السبيل الى ذالك هووصم الثوره السوريه بأنها ماقامت الا بدافع مذهبي وكيف السبيل الى نقل الصراع المذهبي وخاصة الى الدول الاسلاميه التي فيها تنوع مذهبي وكيف السبيل الى ذالك وهو تحريك مشاعر وتأجيج عواطف الشيعه والسنه على السواء وعندها سيزداد الشحن المذهبي والطائفي في تلك البلدان ذات الفسيفساء المذهبي المتنوع وستتحرك العصبيه المقية للمذهب وتنشب حروب فيها بين الطائفتين وكان لدخول عناصر لحزب الله وعناصر البسيج من ايران ومشاركتها في الحرب ضد الثوار سيدفع بالتالى الى تجيش سني بالمقابل ودعوة لنصرة اهلهم السنه في سوريا وتحول الثوره من ثوره لااسقاط النظام الحاكم المستبد الدكتاتوري القمعي الفاشي نظام الحزب الواحد والقائد الاوحد ونظام الحكم الوراثي الى يوم يبعثون في سوريا الى حرب مذهبيه طائفيه وسينتقل أورها الى الدول الاسلاميه المجاوره وخاصة لبنان والعراق مع وصل جثامين من قتلوا في سوريا سواء من هذا الطرف اوذاك مما سيدفع ذويهم للسعي للثأر ممن من اقرب سني او شيعي لهم في مناطق سكناهم وسوف تتسع رقة الصراع وهذا مايسعى له النظام الحاكم في سوريا حتى يثبت ان ماحذر منه بسبب التحرش بنظامه ومحاولات زعزعته ولااعتقد انه سينجح في ذالك لانه يعلم الجميع ان الكل خاسر ولارابح وليعلم ان هناك روابط جمه بين الشيعه والسنه منها روابط العشيره والمصاهره والجوره بينهما طول الاعوام التي مضت وليعلم ان هناك الكثير من الحكماء والعقلاء والنبلاء والكثير ممن يرفضون اراقة الدماءسواء كانوا من السنة او الشيعه فلا اعتقد ان الدماء التي تراق في سوريا اليوم ومن كل الاطرف ومن كل الاديان ومن كل المذاهب فالقنبله والصاروخ والمدفعيه لاتفرق بين مسلم وغير مسلم بين عربي وغير عربي بين شيعي وبين سني وخاصة انهم متداخلون في ذات الاحياء فليست هي قذائف ذكيه ولم يردنا ان مخترعي الدمار والقتل توصلوا لانتاج صاروخ او قذيفه ضد السنه واخرى ضد الشيعه ولااخرى ضد المسلم ولااخرى ضد غير المسلم فلن تشفع له في بقائه على سدة الحكم كل هذه الدماء التي اريقت ولن يشفع له في البقاء على سدة الحكم ان وصم الثوره في سوريا انها ثوره بدافع طائفي او مذهبي فالنظام السوري زائل لامحاله سواء بالقو ه لو بالمره فخلي ياخذها من قاصرها ويحقن دماء شعبه ودماء اهله ورهطه ويحفظ ماتبقي في بلده لم يدمر بعد ويترك الحكم وليتعض ممن كان قبله

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات