|
معوقات العمل الشيوعي
فؤاد النمري
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 18:00
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
معوقات العمل الشيوعي
قبل التطرق إلى معوقات العمل الشيوعي المعاصرة، يتوجب تعريف العمل الشيوعي لجهالة واستغراب عامة الذين يتنطحون للعمل السياسي وللنقد السياسي وللشيوعيين من طراز الذين أصدروا بيان أمس يهاجم الشعب السوري ويشككون في انتفاضته البطولية . العمل الشيوعي إنما هو بالتحليل الأخير المرافقة السياسية الكثيبة واللصيقة لتطور قوى الإنتاج والعمل على تمهيد الطريق واسعة لتطور هذه القوى وإبعاد مختلف العوائق عن طريق تطورها، وهو العمل الذي لا يحرر الإنسان العامل على أدوات الإنتاج فقط بل ويحرر الإنسانية جمعاء أيضاً، وهو الذي وحده عملياً يجسد كل معاني الحرية حيث تطوير قوى الإنتاج المتعاظمة فقط هو ما يؤمن للإنسان كل متطلبات الحياة فلا يعود ينقصه أي شيء ولا يعود يطالب بالحرية . التحليل العلمي لمفهوم الحرية، وهو ما يقتضيه السياق، يخلص إلى أنه الحاجة لكل ما يوفر تحقيق الذات الإنسانية، ولذا فإن الشيوعية هي التجسيد الكامل للحرية، وأن الشيوعيين هم المقاتلون الطليعيون لتحقيق الحرية بكل فحواها ومندرجاتها حتى لا يعود الإنسان في المجتمع الشيوعي بحاجة إلى أي معنى من معاني الحرية . ولما كان فعل الأنسنة لا يتحقق إلا من خلال عملية الإنتاج، وكان العمل الشيوعي بعد كل شيء هو المسّهل (Facilitator) لعملية الإنتاج فليس بوسع المرء سوى اعتبار فعل الأنسنة والعمل الشيوعي تعبيرين لنفس الفعل . ومن زاوية ضيقة لهذا المفهوم يحتل الرأسماليون المرتبة الثانية بعد الشيوعيين في العمل على تحقيق الشيوعية كما الحرية وفعل الأنسنة حيث هم من ظلوا الطليعيين حتى القرن العشرين في تطوير قوى الإنتاج وفي تحويل الجماهير العريضة إلى بروليتاريا تنتج إنتاجاً كثيفاً معمماً شيوعي الجوهر . لم يعِ الرأسماليون أنهم فيما هم يجندون العمال عبيداً للآلة، لأدوات الإنتاج، لاستخلاص فائض القيمة أو الربح، فإنما هم بذات الوقت يضعون الأساس المادي والأبدي الذي لا يتزعزع لكل عمارات الحرية الشاهقة حتى السماء .
بعد انهيار المشروع اللينيني في الاشتراكية السوفياتية على يد البورجوازية الوضيعة السوفياتية وهو ما تسبب في انهيار الرأسمالية العالمية في مراكز الرأسمالية لغير صالح البروليتاريا بل لصالح البورجوازية الوضيعة أيضاً، بعد انهيار المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي ووقوع كامل السلطة في شتى أصقاع الأرض خلافاً لمنطوق التاريخ بيد البورجوازية الوضيعة، وهي أحط طبقة ظهرت في التاريخ على الصعيدين المادي والمعنوي، بدا للعالم ومنه حتى قادة المعسكر الاشتراكي في أواخر أيامه مثل بوريس يلتسن وميخائيل غورباتشوف، بدا أن الشيوعية إنما هي وهم نجح البلاشفة الروس بمخادعة الشعب الروسي لتصديقه وهو ما أدّى إلى تحقيق كبرى مآثر الشيوعية الستالينية ؛ ذلك ما كتبه غورباتشوف في مقدمة كتابه " البريسترويكا " المعادي للإشتراكية . دعاوى انهيار النظام الإشتراكي بإدعاء هزيمة الاشتراكية أمام الرأسمالية، تلك الدعاوى التي جرت على ألسنة العامة، ودُبِّجت المقالات حولها في الصحافة العالمية، ودارت الحوارات عنها في أقنية الإعلام، تلك الدعاوى فسرها سليمو الطويّة على أنها دعاوى غبيّة فيما هي في الحقيقة العكس تماماً، إنها دعاوى في غاية الخبث حيث تنجح غالباً في إخفاء المجرم الحقيقي ؛ مثل دعاوى حسن نصرالله على أن إسرائيل هي من اغتال الرئيس رفيق الحريري بينما هو يعلم تمام العلم أن زبانيته هم من اغتال الحريري . إن تذاكي حسن نصرالله ليس مثل تغابي البورجوازية الوضيعة التي تأخذ بالزعم الذي يقول أن الرأسمالية هي التي تغلبت على الاشتراكية وطردتها بالتالي من المسرح العالمي، فحسن نصرالله كان أكثر نجاحاً في تضليل التحقيق حيث هناك بيّنات مادية على قيام البورجوازية الوضيعة باغتيال الاشتراكية وهي التي أعلنت على لسان قائدها الغبي نيكيتا خروشتشوف وقف الصراع الطبقي وإلغاء دكتاتورية البروليتاريا في العام 1961 وهما عنوانان قمينان بإلغاء الاشتراكية في جوهرها . وقائع التاريخ الحديث تقول العكس تماماً لمزاعم البورجوازية الوضيعة، تقول أن الاشتراكية السوفياتية التي حطمت النازية بعد تفكيك النازية لأكبر امبراطوريتين رأسماليتين استعماريتين ظهرتا في التاريخ، بريطانيا وفرنسا، وخروج الاتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض مما تسبب بانفجار ثورة التحرر الوطني في العالم كله والتي انتهت بانهيار النظام الرأسمالي العالمي في السبعينيات بينما الاشتراكية السوفياتية ظلت تلفظ أنفاسها حتى التسعينيات ـ بل كان العالم (البورجوازي) قد وصف الانهيار بالزلزال الأعظم دلالة على أنه لم يكن متوقعاً ـ الوقائع تقول أن الإشتراكية هي التي حطمت الرأسمالية حتى وبعد أن بدأت تعتريها التصدعات منذ الخمسينيات وليس العكس . تلكم هي الوقائع التي لا تحتمل النقاش .
عندما كانت جيوش النازية على أبواب موسكو ولينينغراد خطب ستالين في ذكرى الثورة الرابعة والعشرين في الساحة الحمراء في 7 نوفبر 1941 يذكر السوفياتيين بحال الدولة السوفياتية في العام 1918 حين كانت جيوش أربع عشرة دولة رأسمالية امبريالية تحيط بالبلاشفة في بقعة صغيرة حول موسكو وحين لم يكن لدى البلاشفة الجيش الأحمر، ولا أدوات الحرب المناسبة ولا حتى الغذاء الكافي ورغم كل تلك الظروف السيئة انتصر البلاشفة وطهروا البلاد السوفياتية من رجس الأعداء . أكد ستالين أن روح لينين العظيم ستلهم القوى السوفياتية كما كانت قد ألهمتها قيل 23 عاماً تحطيم قطعان النازية وهي تمتلك كل الوسائل الكافية لذلك. كان وزير الحربية البريطاني ونستون تشيرتشل في عامي 1918 و 19 قد رفع شعار "يجب خنق البولشفية في مهدها " وأرسل جيوشاً أرهقت المالية البريطانية مما تسبب بصيحات الإحتجاج في مجلس العموم، لكنه لم يحصد إلا الخيبة . وعاد هتلر في العام 1941 في عملية (بربروسا) يحطم المارد السوفياتي وقد وصفه له تروتسكي بساقين من طين فكان أن انتهى هتلر إلى رماد في وكره وارتفع علم المطرقة والمنجل على الرايخستاغ في قلب برلين . ما لم يعد بحاجة إلى برهان بعد أن أثبتته وقائع التاريخ بصورة قاطعة هو أن المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية كان أقوى من كل التناقضات الخارجية إذ قاومته الرأسمالية العالمية دون توقف منذ قيامه في العام 1917 وحتى انهيارها في السبعينيات ولم تنل منه سوى الخيبة والهزيمة . بل ما يتسق تماماً مع قوانين الديالكتيك هو الإفتراض أن احتدام التناقض الخارجي وخاصة مع الإدارة الأميركية، التي ورثت كل التركة الإمبريالية بعد الحرب، هذا الإحتدام قد عمل على تأخير تطور التناقض الداخلي فلم يتم انهيار الاتحاد السوفياتي إلا في التسعينيات بدل السبعينيات أو الثمانينيات . ما نراه اليوم هو أن الولايات المتحدة كانت قد استنفذت نفسها في مقاومة الشيوعية فانهارت هي أولاً ولم تنجز غير تأخير انهيار الشيوعية المتمثلة بالمشروع اللينيني . ما نخلص إليه في استعادة هذه الوقائع هو أن الرأسمالية العالمية لم تكن قادرة في يوم من الأيام على هزيمة الاشتراكية المتمثلة بالمشروع اللينيني . طبعاً البورجوازية الوضيعة تنكر كل هذا من باب تضليل التحقيق عن المجرم الحقيقي الذي هو هي نفسها . كان ستالين قد خبر خلال الحرب القوى الحقيقية للدول الرأسمالية مجتمعة وأنها لا تستطيع بحال من الأحوال مواجهة معسكر الاشتراكية مواجهة حربية فما بالك في مواجهة سلمية !؟ مع انتهاء الحرب بمثل ما انتهت إليه كان بوسع ستالين أن يرسم الخطوط العريضة لخارطة طريق انتصار الثورة الاشتراكية على صعيد العالم بكل أصقاعه . كانت شعوب العالم قد أدهشتها قوة النظام الاشتراكي وشجاعة الجنود السوفيات وقد قدّت قلوبهم من فولاذ كما وصفها ملك بريطانيا جورج السادس وونستون تشيرتشل والرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت الذي شهد أن " حقاً قلوبهم قدت من الفولاذ "، فكان أن مالت كل شعوب العالم إلى تحبيذ الاشتراكية وهو ما شكا منه ونستون تشيرتشل إلى ستالين في مؤتمر يالطا في فبراير 1945، إذ اعترف أن شعوب بريطانيا أخذت تميل إلى اليسار ولذلك لن تجدد له الولاية في انتخابات صيف ذلك العام بالرغم من وقوفه الحازم في وجه النازية . ليس بعد وقت طويل من اعتراف الملك جورج السادس وونستون تشيرتشل بفضل الجيوش السوفياتية في الحفاظ على حرية شعوب بريطانيا التي ستظل بتأكيدهما مدينة لها مدى الحياة، حتى سافر تشيرتشل إلى مدينة فولتون في ولاية ميسوري الأميركية وألقى خطابه الشهير أمام الرئيس الأميركي اليميني هاري ترومان في 5 مارس 1946 عن " الستار الحديدي " (Iron Curtain) ودعا فيه إلى قيام تحالف بين الشعوب الناطقة باللغة الإنجليزية ضد الشيوعية وهو ما أدى إلى قيام حلف شمال الأطلسي في ابريل 1949 . كان رد ستالين على ذلك النشاط المعادي هو نداؤه الشهير للسلم العالمي وأكد فيه .. " سيصان السلام في العالم ويُعزز إذا ما أخذته الشعوب بأيديها وذادت عنه حتى النهاية " . لقد أسس ذلك النداء الشهير لتحالف الشعوب من أجل تعزيز السلام في العالم فكان أن أصدر مجلس السلم العالمي في ستوكهولم في العام 1950 نداءه الشهير المتضمن نداء ستالين والذي وقع عليه أكثر من 400 مليون إنسان . كانت طريق الاشتراكية السلمية التي أرساها ستالين في الخطة الخمسية الخامسة 1951 ـ 1955 تقول بانتصار الاشتراكية على الرأسمالية عن طريق المنافسة السلمية التي لن تستغرق أكثر من عشر سنوات حيث كانت إحدى الأطروحات أمام المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي في أكتوبر 1952 تقول .. " نهاية الامبريالية في وقت قريب " ـ الشيوعيون المفلسون يتجاهلون هذه الأطروحة ـ عصابة خروشتشوف ألغت مقررات ذلك المؤتمر جملة وتفصيلا وفسرت المنافسة السلمية مع الإمبريالية بهدف تفكيكها باللقاء مع الامبريالية في منتصف الطريق كما استعطف تلميذه بريجينيف دهاقنة الإمبريالية في مؤتر هلسنكي 1975 وهو ما يعني أن الإتحاد السوفياتي كان قد كفَّ عن مواجهة الإمبريالية الأمر الذي سبق لعبد الناصر أن شجبه بقوة في اجتماع مغلق مع بريجينيف في فيراير 1970ـ ثمة شكوك متواترة تفيد أن ذلك الشجب القوي والغاضب، عين عبد الناصر قاهر الإمبريالية بعين بريجينيف خطيب ودّ الإمبريالية، عجل بانهاء حياة عبد الناصر بعد سبعة شهور فقط مقتولاً بالسم تماماً كما كانت قد انهيت حياة ستالين مسموماً . كانت الخطة الخمسية الخامسة الملغاة تقرر رفع مستوى حياة الشعوب السوفياتية خلال خمس سنوات إلى مستويات لم تعرف البشرية مثيلاً لها عبر التاريخ . لذلك لنا أن نرى أن المجتعات بمختلف تشكيلاتها في العالم كانت ستتحول إلى الاشتراكية بعد انتهاء الخطة الخمسية السادسة 1956 ـ 1960 حين يقف المجتمع السوفياتي على عتبة الشيوعية ويحرر الإنسان السوفياتي من قيد الإنتاج الصدئ ويلغي التاريخ . كان مركز الثورة الإشتراكية العالمية، الإتحاد السوفياتي، سيكون مؤهلاً لمساعدة المجتمعات بمختلف تشكيلاتها ودرجات تطورها في عبور الاشتراكية .
لا يمكن للشيوعيين أن يدركوا معوقات العمل الشيوعي فيما بعد انهيار المشروع اللينيني قبل الإحاطة التامة بالأسباب الحقيقية لانهيار المعسكر الاشتراكي كما لانهيار النظام الرأسمالي العالمي وتداعياته . النظام الرأسمالي العالمي انهار في السبعينيات ولم يعد يعمل ضد الشيوعية ـ وهنا يمكن الإدعاء إن انهيارالرأسمالية عمل بمعنى من المعاني ضد الشيوعية حيث الرأسمالية تلد في كل يوم بحكم طبيعتها قوى شيوعية جديدة وإنتاجاً ذا فحوى شيوعية . ماتت الرأسمالية في السبعينيات ولم تعد تلد قوى شيوعية جديدة . التناقض الملازم للنظام الرأسمالي هو القوى الإشتراكية المتجسدة بالبروليتاريا . لو أن النظام الرأسمالي ما زال حيّاً يحكم العالم كما يتزاعم كتبة البورجوازية الوضيعة والشيوعيون المهزومون وأيتام خروشتشوف، لو ما زال حيّاً لرأينا شبح الشيوعية يحوم في سماء العالم حتى وبعد انهيار المشروع اللينيني كما كان قد رآه كارل ماركس وفردريك إنجلز في العام 1847. أرهاط من الجهلة وأنصاف الماركسيين يقولون أن النظام الرأسمالي نجح في الاستغناء عن قوى العمل البروليتارية والتعويض عنها بالتقنيات الرفيعة ؛ لكن ماركس وقبل أكثر من قرن ونصف القرن رأى أن التقنيات الرفيعة، التي يتحدث عنها هؤلاء الجهلة وأنصاف الماركسيين، هي مقبرة النظام الرأسمالي . إن كل من ما زال يدعي بقطب رأسمالي إمبريالي وحيد يستقطب العالم وهو الولايات المتحدة الأميركية إنما هو ناشط في جبهة البورجوازية الوضيعة الأكثر عداءً للإشتراكية وللإنسانية جمعاء مهما تقوّل أقوالاً منافية .
البورجوازية الوضيعة فقط، وهي السائدة اليوم في كل أرجاء المعمورة بما في ذلك روسيا وأمريكا، هي وحدها التي تسد الطريق سداً منيعاً أمام الإنسانية لتحول دون انتقالها إلى الإشتراكية كما كانت قد نجحت في ذلك أيما نجاح في الاتحاد السوفياتي في العام 1953 وحرفت بذلك العالم كله إلى مسار منحدر لا يؤدي إلا إلى التهلكة . البورجوازية الوضيعة تحارب القوى الشيوعية بكتائب ترفع رايات متنوعة التالية منها ..
• العائق الأكبر للعمل الشيوعي يتمثل ببقايا الأحزاب "الشيوعية" في طور الإنحلال مثل الأحزاب التي أصدرت بيان الأمس . هذه الأحزاب وبعد أن أسهمت في تقويض المشروع اللينيني تتنازل اليوم عن نظرية البروليتاريا ألا وهي الماركسية بكل مفاصلها لتتبنى بدلاً عنها مبادئ البورجوازية الوضيعة الزائفة حقاً وهي الديموقراطية والتعددية وتداول السلطة والعدالة الاجتاعية . هذه الأحزاب وبكل وقاحة البورجوازية الوضيعة تدعو العامة بما في ذلك الشيوعيين إلى نبذ الماركسية لتبني أفكاراً غريبة عليها بل ومعادية لها . المبادئ التي ينادي بها الحزب الشيوعي العراقي مثلاً هي نفس المبادئ التي يتبناها المتأسلمون من مختلف الألوان والأحزاب المعادية للشيوعية في العراق ؛ والحزب الشيوعي اللبناني وبعد أن رأى أن مبادئ البورجوازية الوضيعة لا تجتذب الشعب اللبناني استعار استراتيجية حزب الله المتمثلة بمقاومة ما يسمى " المشروع الأميركي الصهيوني " الذي ليس هو إلا الراية الزائفة للهلال الشيعي ؛ أما الحزب الشيوعي العربي في إسرائيل فاستراتيجيته الوحيدة هي السلام والمساواة، أي مساواة العرب باليهود كشركاء أمناء بالنظام الرأسمالي أو شبه الرأسمالي في اسرائيل . هذه الأحزاب تغتال العمل الشيوعي صبحاً ومساءً وهي أسوأ بكثير من الشيوعيين الذين أعلنوا إفلاسهم ونبذوا السياسة وانزووا في بيوتهم . هؤلاء قد غدوا شركاء حقيقيين لأعداء الشيوعية . • الحرس الطبقي للبورجوازية الوضيعة يملأ الدنيا صراخاً وزعيقاً منددا بالاشتراكية السوفياتية باعتبارها نظاماً ستالينياً دكتاتورياً استند إلى قمع الحريات وتصفية الأعداء . يمكننا المصادقة على جميع هذه التهم المنسوبة إلى الاشتراكية السوفياتية، إلا أن موضوعها يقتصر على أعداء الإشتراكية وأعداء الحرية . نعم يمكن وصف الاشتراكية السوفياتية بالنظام الستاليني لكن لا يمكن فهم ستالين على غير حقيقته وهي أنه التلميذ النجيب للينين، كما أحب أن يصف نفسه دائماً، وأنه الحارس اليقظ للماركسية اللينينية . ولا يمكن وصف النظام السوفياتي بغير الدكتاتورية لكنها دكتاتورية البروليتاريا وليست دكتاتورية فردية . ستالين بكل ما عرف عنه من حزم وانضباطية في العمل إنما كان ينفذ أوامر تأتيه من تحت . في كل خمس سنوات يجتمع مندوبو الحزب من كل أصقاع الاتحاد السوفياتي ليقرروا برنامج عمل الدولة لخمس سنوات قادمة، برنامجاً يشمل كل التفاصيل الدقيقة في السياسة وفي الاقتصاد وفي الثقافة . قيادة الحزب وعلى رأسها ستالين مطالبة بتطبيق البرنامج بالتفصيل تحت رقابة لجنة يعينها المؤتمر . حتى البرنامج الذي يقدم للمؤتمر لتبنيه هو أساساً تقرره الهيئات العاملة في حقول الإنتاج المختلفة وليس قيادة الحزب . لم يسبق أن عُرف أن ستالين خالف قوانين الدولة وأنظمتها حتى عندما تعلق الأمر بإنقاذ ابنه البكر يعقوب من الأسر فشرح على أوراق المبادلة المتفق عليها مع الغزاة النازيين .. " لسنا حمقى لنبادل رائداً بجنرال " ، ورفض المبادلة للمرة الثانية وقد أعادتها قيادة الجيش لأنها تخص ابن ستالين وشرح على الأوراق " كلهم أبنائي " ؛ رفض مخالفة نظام مبادلة الأسرى ما هو غريب في هذا السياق أن هذا الحرس البورجوازي يقصر تنديده على اشتراكية ستالين التي أدهشت العالم بمآثرها دون الإشارة ولو لمرة خجولة واحدة إلى "اشتراكية" خروشتشوف التي كانت بجوهرها الرجوع عن الاشتراكية .
• كتائب ترفع العلم الشيوعي وتنادي بالنضال ضد الرأسمالية الإمبريالية . ليس وراء هذه الحملة الكاذبة غير إخفاء العدو الحقيقي والوحيد للعمل الشيوعي وهو البورجوازية الوضيعة . تبلغ القحة بهؤلاء لأن ينددوا بحروب أميركا الاستعمارية في العراق وفي أفغانستان بالرغم من أن علامة استعمارية واحدة لا تتواجد في هاتين الحربين . يعجز قادة هذه الكتائب عن ذكر علامة استعمارية واحدة في هاتين الحربين ومع ذلك يصرون على أن ثمة رأسمالية إمبريالية وراء الباب !! عندما يفلس السياسي يعود إلى الدفاتر القديمة والدفاتر القديمة تعود للتاريخ المنقضي ؛ ليس من هو أكثر رجعية من هؤلاء القوم . يجهد هؤلاء لصرف العمل الشيوعي في غير معركته . نذكّر هذه الكتائب الرجعية إلى أن جورج بوش الإبن وهو الجمهوري اليميني وقف في القاعدة العسكرية ويست بوينت (West Point) في الولايات المتحدة يخطب أثناء احتلال العراق شاجباً بقوة التاريخ الإمبريالي للولايات المتحدة . كما نذكرها بزيارة نائب الرئيس دك تشيني (Dick Cheney) إلى السعودية بعد احتلال العراق بشهور قليلة مستعطفاً الملك عبدالله لزيادة الإنتاج وتخفيض أسعار النفط لأن الشعب الأميركي أخذ يكفر بقيادته بسبب شح الوقود وزيادة أسعاره . مع كل ذلك لا تتوقف هذه الكتائب "الشيوعية" عن الإعتقاد أن ثمة إمبريالية وراء الباب !!
• كتائب أخرى تنادي بالإشتراكية بادعاء أن الاشتراكية نظام اجتماعي يقيم العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية . هؤلاء القوم الأغبياء تعلموا الاشتراكية في المضافات الشعبية، اشتراكية الأوهام والأحلام . الاشتراكية العلمية والحقيقية ليست نظاماً اجتماعياً مستقراً بل هي فترة محدودة وقصيرة نسبياً يحتدم فيها الصراع الطبقي إلى مستويات عليا لم تعهدها المجتمعات القديمة حيث تقوم خلالها البروليتاريا بتصفية كل الطبقات الأخرى توطئة للإنتقال إلى الشسوعية . ليست الإشتراكية إلا حرباً طبقية لا تنتهي إلا " بمحو الطبقات " كما عرفها لينين . الحديث عن المساواة والعدالة الإجتماعية لا يتواءم أبداً مع ميّزة الاشتراكية الأولى وهي احتدام الصراع الطبقي ؛ خلّيك عن أن مثل هذه المفردات لا ترد في قاموس الشيوعية .
• أيتام خروشتشوف يرفضون مبدأ دكتاتورية البروليتاريا ليتهموا الشيوعيين الحقيقيين بالتسلّط وبالعداء للديموقراطية ؛ تقليداً لعرّابهم خروشتشوف يستبدلون دولة دكتاتورية البروليتاريا ب "دولة الشعب كله" . يقولون " الشعب كله " تزويراً لطمس هوية دولتهم العتيدة وهي البورجوازية الوضيعة . خصيصة دولة البورجوازية الوضيعة الأولى هي أنها تقود مجتمعها إلى الخلف عكس ما تفعل الدولة الرأسمالية أو الدولة البروليتارية والشاهد على ذلك هو حال أمريكا اليوم مقارنة بحالها في الخمسينيات عندما كانت تفيض إنتاجاً وذهباً، والفرق بين حال روسيا اليوم وحالها في الخمسينيات . يدعي البعض أن روسيا انحرفت إلى النظام الرأسمالي ؛ لو كان ذلك صحيحاً لما تأخرت روسيا كما هي اليوم إذ تعتمد أساساً على تصدير المواد الخام مثلها مثل بلدان العالم الثالث . النظام الرأسمالي لا يصدر المواد الخام، والنظام الاشتراكي يحرّم تصديرها .
• اليساريون وهم جميعاً دون استثناء أعداء للعمل الشيوعي كما صنفهم واضع أسس العمل الشيوعي، فلاديمير لينين، حينما أكد في العام 1921 أن الشيوعي الذي يميل إلى اليمين أو إلى اليسار لا يعود شيوعياً بل يصطف مع أعداء الشيوعية . هؤلاء اليساريون يعتقدون أن أخطاء جسيمة كانت قد وقعت في تطبيق الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي . السطحية الفاضحة لا تساعد هؤلاء القوم اليساريين على التحقق من أسباب انهيار المشروع اللينيني فيعزونها إلى أخطاء في التطبيق ولكأن ماركس كتب وصفة للتطبيق الاشتراكي وفاتهم بكل بساطة الصراع الطبقي الذي ليس غيره ما تسبب بالانهيار حيث من الطبيعي أن يبلغ الصراع الطبقي أعنف تجلياته أثناء العبور الاشتراكي .
• نفر من الإقتصاديين تجندهم البورجوازية الوضيعة للدفاع عنها فيدعي هؤلاء الإقتصادويون أن العولمة (Globalization) الناجمة عن نزوح الشركات الرأسمالية الكبرى من المراكز إلى الأطراف بحثاً عن العمل الرخيص أسست لانبعاث فينيق الرأسمالية من الرماد ودخول الرأسمالية في مرحلة جديدة لم تكن منظورة فيما بعد الإمبريالية خلافاً لنظرية لينين القائلة أن " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية " . مثل هذا التنظير البائس لا يفوت على من له سهم في علم الإقتصاد . أجور عمال الأطراف في الخمسينيات كانت أقل بكثير منها في السبعينيات ومع ذلك لم ينزح إليها الرأسماليون آنذاك . علّة النزوح علة أخرى تحرص البورجوازية الوضيعة على ألا تعترف بها . إثر انهيار النظام الامبريالي بفعل ثورة التحرر الوطني في العالم 1946 ـ 1972 ، وكانت البروليتاريا قد خسرت السلطة في المعسكر الاشتراكي، تمكنت البورجولزية الوضيعة من اقتناص السلطة في مراكز الرأسمالية الكلاسيكية وأقامت في تلك المراكز دولة الرفاه (Welfare State) عوضاً عن دولة الكفاف، الدولة الرأسمالية . كي توفر الرفاه لجأت دولة الرفاه إلى مشاركة الرأسماليين في فائض القيمة . ومع زيادة نسبة المشاركة وفرض أتاوات متزايدة على الشركات الرأسمالية لتوفير المزيد من الرفاه انكمش الانتاج الرأسمالي وراح الرأسماليون يبحثون عن توظيف أموالهم في أعمال غير رأسمالية، غير إنتاجية . صحيح أن الرأسمالية في مراكزها لم تعد قادرة على الاستمرار بسبب فقدانها لمحيطاتها لكن نزوحها من مراكزها كان بسبب الأتاوات التي فرضتها عليها دولة الرفاه خاصة وأن نزوحها إلى المحيط لا يعيد المحيط إلى وظيفته المحيطية . وبعد أن لم تعد الأتاوات كافية لتحقيق الرفاه المنشود راحت دولة الرفاه تستدين من العالم حتى غرقت في ديون لا تقوى على حملها طالما أن طبقة البورجوازية الوضيعة لا تنتج قطميراً . ليس أمام العولميين سوى مواجهة الحقيقة والاعتراف بأن العولمة إنما هي
• الجنود الطلائعيون من بين الإقتصادويين الذين جندتهم البورجوازية الوضيعة لحماية مملكتها الكرتونية هم أولئك الذين خرجوا على علوم الإقثصاد بدعاوى جديدة لم يعلم بها مؤسسو علم الإقتصاد من قريب أو بعيد . يواجه هؤلاء الإقتصادويون التناقض الفاضح المتمثل بقصور البورجوازية الوضيعة البنيوي في الإنتاج واعتلائها مع ذلك سدة السلطة في كافة بلدان العالم، يواجهون مثل هذا التناقض المخالف لسنن التطور بدعوى عنوانها " إقتصاد المعرفة " وتقول أن المعرفة باتت هي المعامل الحدي في قيمة السلعة وليس العمل . وعليه فقد غدا من الطبيعي أن تتقدم البورجوازية الوضيعة وهي المنتج الوحيد للمعرفة على العمال منتجي قوة العمل وعلى الرأسماليين المتاجرين بقوة العمل .
دعاوى هؤلاء المجندين لا تكتسب أية شرعية إلا إذا اعتبرنا أن كل الإنتاج السابق لسبعينيات القرن المنصرم أو لولاية البورجوازية الوضيعة على السلطة ومنذ بدء التاريخ قد تم إنتاجه بدون أية معارف، علماً بأن اكتشاف العجلة كان وما زال أهم اكتشاف في تاريخ البشرية ومع ذلك تباع مختلف الدوالايب دون أدنى مقابل لاكتشاف العجلة . المعارف التي تدعي البورجوازية الوضيعة اكتشافها إنما هي أصلاً مستلبة من العلاقة الديالكتيكية بين العمال وأدوات الإنتاج التي لا شأن للبورجوازية الوضيعة فيها، استلبتها البورجوازية الوضيعة دون مقابل، وتعلمها المعرفيّون منها نقلاً عن العلماء الأسبقين دون مقابل . لماذا تستولي البورجوازية الوضيعة على المعارف دون مقابل ولها أن تبيعها بمقابل مجزٍ !؟ المعارف حتى وبعد أن تحملها السلع المادية في السوق لا قيمة تبادلية لها، فما بالك قبل استخدامها في الانتاج !؟
• ثمة جماعات سياسية ذات أغراض وطنية وقومية رأت في المبادئ العامة للماركسية ما يعينها على تحقيق استراتيجيتها غير العمالية فأعلنت تبنيها للماركسية حتى تحقيق الاشتراكية ! مثل حركة القوميين العرب بشقيها، الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية، وفرق أخرى كثيرة في العالم مثل شين بيت الإيرلندية وإيتا الاسبنيولية والماويين في نيبال وفرق أخر مشابهة في أمريكا اللاتينية. في الحقيقة أن مثل هذه الفرق والجماعات تبغي استخدام الماركسية في تحقيق أغراضها الوطنية وليست العمالية . لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا شيوعيين حقيقيين فمشاعرهم الوطنية والقومية الغالبة تحول دون تمكينهم من هضم الماركسية العسيرة كما هو معروف على الهضم . العمل الشيوعي يستهدف قبل كل شيء آخر تفكيك النظام الرأسالي وهو الهدف الغائب دائماً عن أجندات الحركات الوطنية والقومية والإنفصالية المشبوهة عامة بالإرهاب .
نحن هنا في هذا المقام نبحث عن الجهات التي تعيق العمل الشيوعي وليس التي تعادي العمل الشيوعي من مثل عصابات البورجوازية الوضيعة السوفياتية وقادتها الرؤساء خروشتشوف وبريجينيف وغورباتشوف ويلتسن وبوتين وهم جيعاً الذين عينتهم المخابرات التي لم تعد سوفياتية الكي جي بي (KGB) ، وخلعت من تمرّد عليها منهم كخروشتشوف 1964، وأساء خدمتها كغورباتشوف 1991 ويلتسن 2000 . المخابرات التي لم تعد سوفياتية هي التي تحارب اليوم الشعب السوري باسم الأسد وقتلت منه حتى اليوم ما يزيد على مائة ألف مواطن سوري، وكانت قد قتلت في الجزائر مئات الألوف، ويخشى ألا يتم التعرف مرة أخرى على المجرم الحقيقي . بعد كل هذا لا يجوز أن نختتم تعرضنا إلى مختلف الحركات التي تعيق العمل الشيوعي دون أن نفرك أذن كل من يدعي انتهاء العمل الشيوعي على الإطلاق طالما أن مرافقة تطور قوى الإنتاج لا يمكن أن تنتهي قبل أن تبيد البشرية .
www.fuadnimri.yolasite.com
#فؤاد_النمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا عن يسار أميركا اللاتينية ؟
-
تلكم هي الشيوعية فليخرس أعداؤها
-
لماذا البطالة في العالم العربي وغير العالم العربي !؟
-
ما زالوا يجادلون في انهيار النظام الرأسمالي !!
-
المؤتمر الأخير للشيوعيين
-
مجرد تعليق محجوب
-
ما بين اتحاد الشيوعيين ووحدة اليسار
-
طلائعيو البورجوازية الوضيعة في الأردن يعلنون اتحاداً شيوعياً
...
-
الشيوعيون القدامى ودورهم
-
في العمل غير المنتج (رد على الدكتور حسين علوان حسين)
-
الإنتقال - السلمي - إلى الإشتراكية (2/2)
-
الإنتقال - السلمي - إلى الإشتراكية 1/2
-
تعليقاً على رأسمالية الصين
-
الصين وروسيا لن يعودا إلى النظام الرأسمالي
-
إلى السموأل راجي والمنظمات المنتدية في تونس
-
الإشكال الرئيس في الماركسية (2/2)
-
الإشكال الرئيس في الماركسية (1/2)
-
كَذَبَ خروشتشوف (Khrushchev Lied)
-
دولة دكتاتورية البروليتاريا هي أعظم دولة في تاريخ الإنسانية
-
رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا ا
...
المزيد.....
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|