أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الحلبي - لكل أمة طباع














المزيد.....

لكل أمة طباع


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما لا شك فيه أن لكل شعب مواصفاته، ولكل أمة صفاتها التي تميزها عن باقي الأمم،،، هي مظاهر معينة من السلوك البشري تطبع ملامح الجماعات والشعوب، منها ما هو طيب حسن، ومنها ما هو سيء خشن. من الشعوب من اعتاد أفراده حسن الإصغاء والاستماع، ومنها من إذا اجتمع منه خمسة في حضرة، سمعت أصواتهم كأنها تصدر في وقت واحد عن عشرة،،، منها من يعطي فسحة للرأي الآخر، بقوله - متمثلاً قول الشافعي - :(رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيك صواب يحتمل الخطأ)، ومنها من اعتاد تخطيئك بلا دليل، يغلظ الأيمان ويقسم بالطلاق على أمر لا يعلم عنه شيئاً،،، بعضها من اشتهر بالجود والكرم، والبعض الآخر باليد المغلولة،،، هي طبائع وأخلاق صاغتها ظروف سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية، فتوضعت في السلوكيات، ثم ترسبت في الجينات، لكي يرثها الآباء عن الأجداد، ثم بعد ذلك عن الآباء يرثها الأحفاد.
أما الطبع موضع النقاش، فهو أن البعض منا يعتقد أنه أبو العريف، أحاط بالعلوم كلها، فلا تخفى عليه شاردة ولا واردة، فهو إن كان يحمل الثانوية العامة، ناقش فاروق الباز في موضوع طبقات الأرض، وإن كان خريج كلية الشريعة، خطَّأ أحمد زويل في علوم النانو، ولو كان مدرساً للموسيقى، شرح لك معنى (سبحان الله) باجتهاد لا يمت بصلة إلى ما قاله سيد قطب، وإن كان سائق شاحنة، انتقد لوحات الفنان عبد الهادي شلا، أما إن كان تاجر مواد غذائية، فهو محلل سياسي باقتدار، ومنظر عقائدي لا يشق له غبار. إذاً لا أحد يلتزم بمعلوماته، ولا فرد يتصرف حسب قدراته وإمكانياته.
والذي أحوجني إلى هذه المقدمة المملة، قراءتي موضوعاً يهاجم فيه كاتبه الشيخ يوسف القرضاوي، ويصفه بأوصاف لا تليق بمثقف أن يخطها، ولا حتى بنصف مثقف أن يعدها، والغريب أن جل ما يبني عليه الكاتب الكريم موضوعه، هو تغير مواقف الشيخ من بعض الأنظمة العربية، ومع أن كل إنسان يمكن أن يدافع عن نفسه، ولا أحد يحامي عن أحد، لكنني أحسب أن الكاتب يريد من الناس أن تبقى جدراً مسندة، تؤمن برأي وتبقى عليه إلى يوم الدين،،، تخشى من تغيير مواقفها حتى لا توصف بأنها متقلبة، ناسياً أن الجدران وحدها هي التي لا تغير مواقفها، كما هي الأوطان التي لا تغير مواقعها، متجاهلاً أن احترام الشخص لذاته يكتمل عندما يدرك أنه قد أخطأ، فيتراجع عن خطئه، وأنه قد ضُلِّل، فيتراجع عن ضلاله، فتراجع الشيخ يوسف القرضاوي عن مواقفه من أنظمة مصر وسوريا وإيران وحزب الله، ليس عيباً يُلام عليه، إنما هو فضل ينسب إليه، بل هو احترام للذات ربما يفتقده البعض الكثير منا هذه الأيام، وهو تراجع يؤيد القرضاوي فيه الملايين، من العرب والمسلمين، الذين اكتشفوا – لخيبتهم – أن إيران وحزب الله قد تاجرا بقضية المقاومة وتحرير فلسطين، ردحاً من السنين، إلى درجة اهترأت معها هذه القضية، واتضح للعيان، أن إيران، بعد احتلالها بغداد، زأذلت البلاد والعباد، لا تزود النظام السوري بالأسلحة لتحرير القدس والجولان، بل لتدمير دمشق وحمص وحلب وحوران، وأن نصر الله – بعد أن أصيب بعمى الاتجاهات – قد يمم شطر الشمال إلى القصير، بشكل عجيب، بدل أن يتجه جنوباً، إلى القدس وما بعد تل أبيب!، فهل يريد البعض منا أن نبقى على عمانا؟، وهل من الرجولة أن نستمر في غينا وهوانا، بعد أن تكشفت النوايا، وعمت البلايا والرزايا؟، وواحدة أخرى: أن الكاتب الكريم ربما كان قد نسي أنه في سن أحفاد الشيخ الجليل، وليس في ذلك عيب، إنما العيب – في عرف مجتمعنا على الأقل – التطاول على من هو، ليس أكبر منا سناً فحسب، بل من هو أكثر منا علماً أيضاً، وفي هذا، أنا لا أسبغ التقديس على كل ما يقوله الشيخ، وحتى الشيخ نفسه لا يفعل ذلك، إنما أجنح، كما فعل الإمام الشافعي، إلى إعطاء فرصة للرأي الآخر، كي لا يأتي على المرء حين من الدهر يبدي فيه أسفه وندمه، على ما دبجه يراعه وخطه قلمه.
هو طبع لا ألوم الكاتب الكريم عليه، لأنه سلوك عام في حياتنا نجنح إليه، ورثناه كابراً عن كابر، فانغرس في العقول والضمائر، لكن السعيد منا من تراجع عن غيه، ومن احترم رأي الآخرين، حتى يُقنِعَ الآخرين برأيه.



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية جميلة
- الرقدة الأخيرة
- عندما تمنيت أن يأكلني الدب القطبي
- عمى الاتجاهات
- خدعونا ورب الكعبة
- آيات الذكر الحكيم بين التفسير والتنبؤ
- هل هي عبقريتهم؟، أم هي سذاجتنا؟
- سيناء، وعصمة الزعيم
- (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
- هل نحن مقبلون على كارثة أخلاقية؟
- يتلاعبون حتى في أحكام الله


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد الحلبي - لكل أمة طباع