وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 22:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
المبحث الثاني
( الحلقة الأولى )
منذ أن اطلعت على كتاب عزيز سباهي الذي يؤرخ لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي أقدم الأحزاب السياسية العاملة على الساحة السياسية , سواء كانت داخل أو خارج العملية السياسية , و الرحم الذي خرجت منه كل الأحزاب اليسارية الموجودة حاليا , جذب انتباهي أحد المصادر التي اعتمد عليها – كتاب ( العراق ) لحنا بطاطو و الذي وجدته مصدراً علميا رصيناً , ما دفعني إلى نشر بعض ما جاء به كي يطلع الجيل الجديد على تاريخ أكثر الأحزاب تضحيةً 0
نجح فهد ( يوسف سلمان يوسف ) حيث فشل كثيرون . فمنذ تأسيس الحزب سنة 1934 وحتى سنة 1941 سقطت جهود الشيوعيين تكراراً في فخ الفردية والخلافات و الافتقار إلى عمود فقري مركزي . وعلى العموم , فقد حول فهد الحزب بين 1941 و 1947 إلى قوة سياسية فعالة و متماسكة وبنى له قاعدة جماهيرية من الدعم و الإيمان .
ولابد من أن نضيف فوراً أن قيادة فهد لم تكن في الأربعينيات شيئاً غريباً على الحركة الشيوعية , أو اضافة ميكانيكية إليها , بل على العكس من ذلك , فقد كان فهد من نتاجها إلى حد كبير .
ولكن ما هي الملامح الفردية المميزة التي كان يحملها فهد ؟ كما يمكن أن يكون متوقعاً , فإن شخصيته تبقى محاطة بآراء متناقضة , حيث يسبغ عليه أتباعه فضائل خيالية , ويعزوا إليه خصومه عيوباً خيالية .
ومع ذلك , فإن هناك دلائل كافية – ككتاباته وأفعاله و تصريحاته أمام الشرطة و المحاكم القضائية وانطباعات أكثر من يمكن الاعتماد عليهم من معاصريه وشهاداتهم – لتمكيننا من تشكيل فكرة , و إن لم تكن كافية .
لم يكن هنالك ما هو غير مألوف حول فهد . كان الرجل ميالاً إلى اعطاء الانطباع – للوهلة الأولى – بعدم الأهمية . وكان يميل خلال الاجتماعات القليلة غير الشيوعية التي عرف بأنه حضرها إلى البقاء منغلقاً على نفسه , وكان يتحدث باختصار شديد , إذا ما تحدث . وحتى عندما يخلو إلى أتباعه كان يجلس ساعات دون أن ينبس ببنت شفة . وكان - ببساطة – يزدري المناقشات الطويلة التي لا شكل لها . ولكن مريديه أو السياسيين اللبراليين الذين تحدثوا إليه وجهاً لوجه يقولون أنه عندما كان الأمر يتعلق بشرح إحدى نقاط العقيدة , أو توضيح خط سياسي فإن كان أقل بخلاً بالكلمات . وكان على بهجت العطية , رئيس الشرطة السياسية , أن يقاطع فهداً ذات مرة – بعد اعتقاله سنة 1947 – محتجاً بأنه ليس مهتماً باعتناق الشيوعية . وفي وقت لاحق قال بهجت العطية عن فهد : (( كانت لدى فهد حجج اقناع قوية , وله موهبة تفسير الأمور بطريقة واضحة و بسيطة ))
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟