أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - النائب مها الدوري والاعتداء على الله















المزيد.....


النائب مها الدوري والاعتداء على الله


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 19:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النائب مها الدوري والاعتداء على الله

لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى



اعتاد مشاهدي برنامج ستوديو التاسعة على القناة الفضائية ـ البغدادية الاستماع بلهفة لمداخلات النائب مها الدوري وهي تكشف ملفات الفساد الشنيعة، الاداريه منها والماليه، لمسئولين حكوميين وقيادات حزبية من الصف الاول، ولائاتهم لكيانات ولكتل ولاحزاب ولحركات سياسية ودينية مساهمة في تشكيلة مجلس النواب ومجلس الوزراء والحكومة وليس من خارجها . السيدة مها الدوري تبذل جهود مضنية ومثمرة للحصول على الوثائق الرسمية الدامغة التي تدين المتورطين بها، وتقوم بواجبها النيابي في رفع الملفات الى الجهات العليا المعنية بالامر. تتحلى النائب مها الدوري بجرأة معتبرة في كشف الوثائق واسماء المتورطين بالفساد علنا من على شاشة البغدادية باسلوب سلس واحيانا بحماس مبالغ فيه، وهي لا تكتفي بمطالبة القضاء باتخاذ الاجراءات اللازمة بحق الفاسدين بل وتمنح المتهمين حق الرد وتبرئة ذممهم من وثائق الادانة بل وتتطالبهم ( بما فيه السيد رئيس مجلس الوزراء) بالاستقالة اذا كان عاجزا على اداء مهامه بشكل سليم.

ان الاطلالة الاخيرة للنائب مها الدوري على شاشة البغدادية يوم الاحد المصادف تسعة حزيران، وهي ضيفة على برنامج ستوديو التاسعة، قادتني شخصيا الى اعادة بناء كينونتها في ذاكرتي. لقد تناولت الدكتورة مها الدوري بنبرة وبانفعال وحماس، نادرا ما يجد المرء نظيرا لها في المقابلات التلفزيونية، وبتعابير واوصاف حملت في احشاءها مزيج من الضغينة الغيرالمبررة تجاه بعض الاديان والمذاهب، تجلت باهانتها للمخلوقات البشرية قاطني كوكبنا الجميل. لقد ثبت من حديثها بان معلوماتها العامة عن الامور السياسية التي تمس صميم حياة شعوب المنطقة العربية سطحية جدا، ولا يتناسب اطلاقا مع ثقافة موقع نائب في البرلمان، ولو الصومالي. ان ظهور السيدة مها الدوري يوم الاحد الماضي كشف عن غياب مفهوم المواطنة لديها وعجزها في استيعاب وهضم اطروحة المواطنة. المصيبة، نعم المصيبة انها تجهل الكثير عن تاريخ الحضارة الاسلامية وتحديدا ما يخص الفن المعماري الاسلامي، مثلما هو جهلها لعلم اللاهوت رغم انها تمثل كيان نيابي لتيار ديني مذهبي!. ان مداخلتها الاخيرة حملت عنوان... مها الدوري تكشف ملف خطير لاول مرة تتضمن... الكشف عن وجود النجمة السداسية وكذلك الصليب على جدران بعض المعالم الاسلامية المقدسة من جوامع ومراقد شيعية والقرآن الكريم.

ادناه، وتيمنا بمقولة السيد انور الحمداني المحترم، مناقشة هادئة لا تنقصها الصراحة مع بعض ما جاء على لسان الدكتورة مها الدوري في اطلالتها الاخيرة. بداية اقول، مثلما اعتادت الدكتورة مها الدوري مطالبة المتورطين بالفساد من تبرئة ذممهم من التهم امام جمهور المشاهدين، كان من المفترض ان تقوم هي ايضا بالرد على الاتهامات الموجهة اليها مؤخرا والمتضمنة قيام النائب مها الدوري بتزوير وتغيير وثائق جامعية، وكذلك خرقها القوانين المتعلقة بمواصلتها (كنائب) للدراسات العليا لغرض الحصول على لقب الدكتوراة...الخ. انها دعوة نزيهة من كاتب هذه الاسطر الى السيدة مها الدوري لتبيان حقيقة هذه الامور المتعلقة بدراستها للدكتوراة، لوضع النقاط على الحروف وغلق هذا الملف. والان عودة الى حوارنا الذي يتناول محورين

المحور الاول

اعلنت النائب مها الجبوري... انها اكتشفت "وجود عشرات الزخارف على جدران الجوامع وقبب بعض المراقد الاسلامية المقدسة وعلى غلاف القرآن الكريم للنجمة السداسية لليهود، النجمة السداسية الاسرائيلية نجمة الصهيونية والماسونية..." وما الى ذلك، وخلطت بذلك السيدة مها جملة من الامور مع بعضها اثبتت على اثرها بانها تجهل الف باء الحقائق التاريخية لنشؤ المجتمع البشري والاديان السماوية التوحيدية على سطح الارض !، وبانها عاجزة في التمييز بين الدين والقومية، عاجزة في التمييز بين انسان معتنق لدين سماوي ما والمواطنة. ان نفوس اسرائيل حاليا،على سبيل المثال، لم تتحدد حصريا بعدد اليهود وانما بالعدد الاجمالي لمواطني دولة اسرائيل، بمن فيهم العرب المسلمين، والاكراد المسلمين، وكذلك المسيحيين من جميع الاقوام والطوائف... وبما فيهم يهود يمتلكون رسميا جنسيات البلدان التي هاجروا منها من روسيا واذربيجان وتركيا شرقا الى مراكش غربا ونزولا الى الحبشة واليمن.

بودنا ان نوضح للسيدة الدكتورة مها الدوري من ان تسمية النجمة، التي قامت بتصويرها شخصيا وعرضتها من على شاشة التلفزيون، بالسداسية، هي تسمية عامة باللغة العربية غير دقيقة وليست صحيحة، لان تسمية نجمة بالسداسية تصلح لاي شكل هندسي ذو ستة زوايا، النجمة السداسية لا تمتلك وصفا متكاملا لاتها تضم ما لانهاية من الاشكال حسب مقدار الزاوية الراسية لكل مثلت مشارك في تشكيلة نجمة سداسية، وتعتمد ايضا على مقدار زاوية التقاء مثلثين متجاورين في تشكيلة اية نجمة سداسية، واخيرا تعتمد مقدار درجة تقاطع كل مثلث منها مع المحور العمودي الذي يمر من مركز النجمة. ان الاسم الصحيح للنجمة المقصودة هو نجمة داود نسبة الى الملك داود وهي تختلف جملة وتفصيلا من تلك النجمة السداسية التي اشارت اليها الدكتورة مها الدوري. ان نجمة داود زرقاء اللون ومساحتها الداخلية بيضاء اللون، تتالف من مثلثين متساوي الاضلاع متداخلين مع بعضهما بشكل معكوس حيث ينتج عن هذا التداخل شكل هندسي ذو ستة روؤس ذات زوايا متساوية تشير الى ايام العمل الست التي اوصى بها الله عباده، اما الفراغ الوسطي الكبير الناتج من تقاطع المثلثين المتقاطعين فيشير الى اليوم السابع ـ وهو يوم الراحة. ان تقاطع المثلثين اللذين يشكلان نجمة داود يخضع لوضعية هندسية تشترط وجود قمتا زاويتين حادتين باتجاهين متضادين وعلى محور عمودي واحد يمر من مركز تقاطع المثلثين. قمة الزاوية الحادة السفلى تشير الى الحياة على الدنيا ،اما قمة الزاوية الحادة المتجهة نحو الاعلى فتشير الى رب السموات والى عودة الانسان الى منبعه ـ السماء. يستوجب التذكير هنا من ان الديانة اليهودية كانت الديانة السماوية الوحيدة التي كانت سائدة آنئذاك والتي اعتنقها اجدادنا القدماء ــ من البدو الرحل قاطني شبه الجزيرة العربية وفلسطين وبلاد الشام والميسوبوتيميا (العراق) ومصر وبلدان المغرب العربي، وكذلك شعوب القارة الاوربية فيما بعد، ويصف القرآن الكريم في احدى آلايات الكريمة اليهود بانهم... "خير امة اخرجت للناس" .

ان تاريخ نجمة داود يعود الى قرون طوال ما قبل ميلاد المسيح، والاساطير الاغريقية تنسب مرجعيتها الى بلاد ما بين النهرين وتحديدا الى بابل ونينوى، ولم تجمع النجمة آنذاك اي جامع مع اليهود ولم تحمل اية صبغة دينية حيث كان الجميع يؤمنون بها على انها "نجمة داود" طلسم يجلب الحظ وليس الا!. ارتبطت هذه النجمة في القرن السابع قبل ميلاد المسيح بالشعب اليهودي وجرى تسميتها بنجمة داود نسبة الى الملك داود، وكان هذا الارتباط ارتباطا مجردا ولم يحمل اية دلالات اخرى . في القرن السابع عشرالميلادي، ولاول مرة في التاريخ، اكتسبت النجمة صفة دينية واصبحت تمثل هوية الديانة اليهودية. ففي القرن الثامن عشر وعلى اثر تشكيل دول في اوربا على اساس قومي اعترفت الكنائس المسيحية الاوربية ولاول مرة بالديانة اليهودية واقرت رسميا على انها دين كتابي توحيدي. ان هذا القرار استوجب البحث عن شكل يرمز الى الديانة اليهودية، كما هو الحال مع الصليب المسيحي والهلال الاسلامي، وقد وقع الاختيار في التهاية على نجمة داود . و منذ ذلك العهد(القرن الثامن عشر) اصبحت نجمة داود ذات اللون الازرق تمثل الهوية الدينية للشعب اليهودي في اوربا بعد ان اقرار الكنائس المسيحية الاوربية من ان الديانة اليهودية هي ديانة كتابية وتوحيدية، شانها في ذلك شان الديانتين السماويتين الاخريتين... المسيحية والاسلام.

ان السيدة مها الدوري ربطت وبتخبط نجمة داود بالصهيونية وباسرائيل ايضا، متناسية او جاهلة من ان المسيحيين والعرب المسلمين هم في عداد قاطني اسرائيل تاريخيا ومنذ الازل ، والفاجعة الكبيرة كانت نعتها لنجمة داود ايضا بالماسونية، وهي بذلك تجاوزت وانتهكت الكثير من الحقائق التاريخية والفكرية والسياسية. ان نشاة الحركة الصهيونية كانت بالاساس مسيحية (اواخر القرن التاسع عشر) تقودها الكنائس المسيحية في اوربا، وفي الطليعة منها الكنيسة الايفانكيلية الانكليزية. الحركة آنذاك كانت تسمى بالصهيونية المسيحية وجاء الاعلان عنها في كونفرنس عام 1896 في فيينا من قبل القس الايفانكيلي وليام هيكلرـ قس السفارة الانكليزية في فيينا . كانت الكنيسة الايفانكيلية الانكليزية تضغط على الدوام على جميع الكنائس المسيحية الاوربية بوجوب الاعتراف بحق الشعب اليهودي في امتلاك ارض في فلسطين، باعتباره حق شرعي سماوي مثبت بنصوص في الانجيل حسب تفسير الايفانكيليين. ان مسعى الكنيسة الايفانكيلية الانكليزية في هذا السياق كان واقع الحال مؤازرة ودعم لجهود اليهودي ثيودور هرتزل في تحقيق حلم اليهود في امتلاك فلسطين وطنا لهم. بعد عام من كونفرنس فيينا تولى ثيودور هرتزل اليهودي قيادة هذه الحركة الصهيونية المسيحية من فيينا (عاصمة النمسا حاليا). الحركة الصهيونية المسيحية والمدعومة من الانكليز مارست نشاطات كبيرة في اوربا في النصف الاول من القرن العشرين، وكانت انكلترا آنذاك اكبر مرتع للصهيونية المسيحية. فيما بعد تغيرت الهوية الدينية للحركة شيئا فشيا الى ان اصبحت حركة صيونية يهودية بعد الاعلان عن تاسيس دولة اسرائيل يوم 18 ايار 1948 .

رئيس اول دولة اسرائيلية في التاريخ ـ بن غوريون، اعلن رسميا عن تاسيس دولة اسرائيل وهو واقف تحت لوحة تعلو الجدار الذي خلفه، اللوحه كانت تحمل صورة ثيودور هرتزل، وكانت هذه اشارة واضحة منه على اعترافه الرسمي بالحركة الصهيونية اليهودية. منذ ذاك اليوم اصبحت نجمة داود، التي اقرتها الكنائس المسيحية الاوربية في القرن الثامن عشر على انها الهوية الدينية للشعب اليهودي،اصبحت هوية دولة اسرائيل بعد ان تقلدت النجمة علم الدولة الاسرائيلية .

بعد الاعلان عن تشكبل دولة اسرائيل نمت الحركة الصهيونية اليهودية بوتائر سريعة افقيا وعموديا وتعززت مواقعها في العالم واصبحت امريكا البؤرة المركزية لتجمع الصف الاول من جنرالات المنظمة، اصحاب القرار السياسي على الصعيد العالمي. لم تعد الحركة الصهيونية اليهودية مقتصرة في عضويتها على المواطنة الاسرائلية وانما فتحت باب الانتماء امام اليهود من مواطني الدول التي ولدوا وترعرعوا فيها كدول المغرب العربي وتركيا واثيوبيا و في دول تمتد من اقاصي روسيا الى دول قارة امريكا بشمالها وجنوبها، وهكذا تحولت تدريجيا الى حركة دولية للصهيونية اليهودية يغطي مساحة نشاطها في مجال السياسات الستراتيجية المالية والتصنيع العسكري والتجسسي كامل المساحة الجغرافية للكون بدء من مياه البحار والمحيطات واليابسة ومرورا بالجو وانتهاء بالفضاء الخارجي .

يتضح من هذا العرض البسيط من ان نجمة داود لا تمت بصلة بالصهيونية التي تضم في صفوفها يهود مواطني امريكا وايران، تونس وفرنسا واليمن، وكذلك مواطني المغرب والحبشة وايطاليا وروسيا الخ.
ان العديد من سفراء ووزراء ونواب وقادة الاجهزة الامنية بل وحتى بعض رجالات الدين المتنفذين لجمهورية العراق اليوم هم مواطني دول اخرى ويحملون جنسيات وجوازات تلك الدول ايضا، ننطلق من هذه الحقيقة الساطعة لنسال... هل بامكان النائب مها الدوري او غيرها في مجلس النواب العراقي او مجلس الوزراء او الحكومة من الجزم من ان البعثة الدبلوماسية لامريكا وروسيا وانكلترا وفرنسا وغيرها من الدول لا تضم في صفوفها يهود؟، وربما ينحدرون من اصول عربية بل وحتى عراقية؟.

وفي سياق ذكر اليهود من اصول عراقية... نعيد الى الاذهان من ان الحكومة الملكية العراقية ساهمت في مخطط دعم وتعزيز دولة اسرائيل الفتية باسلوب خبيث عبرانتهاكها لابسط قواعد حقوق الانسان وحقوق المواطنة، إذ اسقطت الحكومة الملكية الجنسية العراقية عن اليهود، واجبرتهم على مغادرة العراق، واضطر اليهود المهجرون قسرا الى التوجه، في هذه الحالة الحرجة، نحو اسرائيل. ولقد ساهمت الحكومة العراقية بهذا الاجراء بوعي وادراك ممنهج في تنفيذ مخطط زيادة عديد اليهود القاطنين في اسرائيل مقابل عدد الفلسطينيين اصحاب الارض، علما ان جل المهجرين كانوا كوادر علمية متخصصة وايدي عاملة بارعة، حيث كانت اسرائيل بامس الحاجة لامثالهم في بداية تاسيسها.

واخيرا سيدتي الفاضلة مها الدوري انا عاجز عن وصف استغرابي ودهشتي لما جاء في كلامك من ان النجمة السداسية هي ماسونية!. ان الماسونية سيدتي العزيزة هي رابطة اخاء (اخوية - اخوان) تجمع ذوي عواطف تركيبية بالفطرة، روحية ـ وجدانية، غريبة الاطوار. ترجع اصول الماسونية الى العصور الوسطى لهم كلمات سرية ويستعملون اشارات سرية للتواصل، وهو تنظيم في غاية من السرية تجمع بين بشر من كل الاجناس والاقوام و من معتنقي جميع الاديان التوحيدية والاديان الغير السماوية. في النصف الثاني من القرن العشرين تبين، ولاول مرة، من ان للماسونية خيوط مع تنظيمات دولية سياسية متطرفة. نجيز كلامنا هنا قائلين من ان مفاهيم نجمة داود ـ السداسية، واليهودية،والصهيونية ودولة اسرائيل في واد، والماسونية في واد آخر!.

ارى من الضروري في هذا السياق ان استرعي انتباه الدكتورة مها الدوري من ان افتخارها واعتزازها بقوميتها ودينها لا يمنحها حق التكابر على اليهود او غيرهم، فاليهود هم " خير امة اخرجت للناس "، وان اليهود وقاطني سيبيريا الروسية وآلآسكا الامريكية في القطب الشمالي وكذلك السيخ والبوذيين والهندوس وكل شعوب العالم، شانهم شان المسيحيين وكل العرب والمسلمين من النجف الاشرف في العراق مرورا بمدينة القم المقدسة الايرانية والى جزر اندونيسنا والميامار والبدون في البحرين والقطر والكويت والغجر سواء في البصرة او في رومانيا كلهم من خلق الله وليس سواه. وعلى مها الدوري ان تعلم بان الاستصغار والاستهتار والاستهزاء بخلق الله هو ليس فقط جريمة واعتداء على الله... انها خطيئة تدخل في عداد الافكار الرافضة للتوحيد... "إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم قبائلا وشعوبا لتتعارفوا فيما بينكم ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ". على النائب مها الدوري ان لا تنسى( فيما لو كانت على علم بذلك) من ان الديانة اليهودية هي اولى الديانات السماوية الثلاث، وكتابهم المقدس ( التوراة ) سبق الانجيل والقرآن

من حقي تذكير النائب مها الدوري من ان توصيفها لوجود زخرفة يشبه الصليب على واجهة احدى الجوامع على انه اعتداء على الله، واعلانها بهذا الخصوص عن وجود نجمة سداسية اسرائيلية ـ يهودية ـ صهيونية ـ ماسونية! والصليب على جدران المعالم الدينية الاسلامية المقدسة ومنها الشيعية وتتصدرغلاف القرآن الكريم بانه جريمة واعتداء على الله، اقول من حقي تذكيرها بان تعليقاتها المهينة على زخارف نجزم سداسية الشكل والصليب المقدس هي بحد ذاتها اعتداء على الله من خلال الاستصغار والاستهانة بخلق الله من اتباع الاديان السماوية الاخرى يهودا كانوا ام مسيحيين!. .

المحور الثاني

ننتقل الان الى الوجه الاخر لتجاوز النائب مها الدوري الخط الاحمر لقدسية الاديان. إذ ذكرت، وهي تستشهد بصور التقطتها شخصيا، بان اشكالا شبيه بالصليب موجودة على واجهة مدخل احد الجوامع وكذلك في العديد من المعالم الاسلامية المقدسة واعتبرتها، مثلما هو الحال مع النجمة السداسية، بانها جريمة واعتداء على الله، وكأن الصليب هو رمز الدونية والفسق.
بودنا ان نعلم السيدة مها الدوري من ان الصليب هو رمز الديانة المسيحية، وهي ثاني ديانة سماوية وهب بها الله البشرية ، عبر رسوله اليسوع المسيح عليه السلام. بعد الرسالة السماوية بستمائة سنه وهب الله البشرية مجددا الديانة السماوية الثالثة، الدين الاسلامي، عبر خاتم الرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد اكتسب الصليب صفته القدسية لاول مرة في التاريخ بعد قيام جنود قيصر الرومان باعدام المسيح فوق تركيبة من لوحتين خشبيتين احدهما طويلة عمودية تقاطعها افقيا لوحة خشبية اخرى قصيرة بزاوية قائمة عند الثلث الاعلى من اللوحة العمودية مشكلة بذلك شكل حمل اسم ـ صليب. مع مر الزمن تكاثر اعداد اتباع رسول الله ـ المسيح عليه السلام، وتوسعت المساحة الجغرافية للاقوام والشعوب الني اعتنقت الديانة المسيحية وظهرت مدارس وطوائف مسيحية متعددة ومتميزة عن بعضها حتى من حيث شكل الصليب . إذ لم يعد شكل الصليب يقتصرعلى تقاطع مسطح مجرد، وانما اضيفت اليه زخرفة عند الزوايا الاربعة من الصليب، ثم تعددت اشكال وابعاد هذه الزخارف وتطور الموقف من شكله واستقر في نهاية الامر على انتساب شكل ما محدد للصليب المزخرف لكل كنيسة (طائفة) مسيحية محددة في العالم، وخير مثال على ذلك هو التمايز الواضح تاريخيا، والى يومنا هذا، لصليب الكنيسة الارمنية عن صليب الكنيسة اليهودية !.
نسترعي انتباه السيدة مها الدوري الى معلومة قد تستفيد منها لاستدراك موقفها المشين من هدى الله ـ من صليب الديانة المسيحية السماوية، مفاد المعلومة هو... اكتشفت مديرية الاثار العراقية في السنة الماضية (عام 2012) اثار كنيسة مسيحية في مدينة النجف الاشرف يرجع تاريخها الى فترة بدايات التقويم الميلادي.
مسك ختام هذه الفقرة هو العنوان الذي حملته الجرائد والصحف العراقية المطبوعة منها والالكترونية، عنوان تناقلته اجهزة الاعلام العراقية المسموعة منها والمرئية وتداوله الشارع العراقي بمودة، عنوان جاء على لسان العديد من رجال الدين الشيعة وائمة المساجد في خطبهم وهم يعلنون بافتخار واعتزاز ... "مساهمة المسيحيين في مواكب عزاء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في العديد من المحافظات".

الخلاصة

ان الشعب العراقي في عهد ما بعد دكتاتورية صدام الدموية، بامس الحاجة الى وضع حد لحمامات الدم، وبحاجة ملحة لالغاء سجل الايتام والارامل ومعوقي الانفجارات التي تحمل في الغالب هوية مذهبية الى جانب الاثتية والدينية. من واجب السياسيين اللذين يتناولون اويتطرقون الى امور دينية بلغة الموعظة ان يدعون مستمعيهم الى اتباع الهدى والالتزام يالسراط المستقيم وان ينشروا في لقائاتهم التلفزيونية روح المحبة والسلام والتسامح، واحترام الاصول القومية والاعتناقات الدينية ومرجعياتها المذهبية، وكذلك احترام المعتقدات الفكرية والدينية الاخرى. اتسائل من خول النائب مها الدوري او غيرها في الدفاع عن المقدسات الشيعية وتقييم خلق الله والدفاع عن الله من شر النجمة اليهودية والصليب المسيحي؟!. ان الحديث الاخير للنائب مها الدوري تضمن نهجا مبطنا من شانه إذكاء لهيب النعرات المذهبية وفتح الباب على مصراعيه امام الاقتتال.... لذا ارى من المناسب بل والضروري ان تعتذر السيدة مها الدوري من الجمهور وتستدرك اخطائها ولكي تكسب رضى اللذين جرحت مشاعرهم، وان تصبح قدوة للاخرين من خلال توعية وتثقيف مستمعيها بالحديث النبوي الشريف" كلكم سواسية كاسنان المشط".

يفترض على النائب الدكتورة مها الدوري احترام وعي، والمنزلة الثقافية والفكرية والاكاديمية لمتتبعي برنامج الاستاذ انور الحمداني. ان ما جاء في "اطروحتها" من وجود النجمة السداسية والصليب على الاضرحة الشيعية والقرآن الكريم، واستغرابها لسكوت المرجعيات وعدم انتباههم لهذه الجريمة الخ ... ونبرة كلامها واسلوب حديثها واللكنة التي ظهرت بها يوم الاحد 9 حزيران 2013 وهي تتحدث من منصة العليم والمجاهد السامي هو استخفاف بالمستوى المعرفي للمشاهدين واستهانة واستفزاز لمعارف ومدارك ومشاعر الجمهور الواعي المثقف لاستوديو التاسعة، واستفزاز لتطعانهم . ان اهتمام جمهور مشاهدي برنامج ستوديو التاسعة نابع من شغفهم في الاطلاع على كشفها لملفات الفساد وبنزاهة لا يشوبها الانحياز، ورصدهم لمدى جدية مساعيها في متابعة نتائج التحقيقات الخ، باعتبارها مكلفة بالرقابة لخدمة العراق والعراقيين جميعا دون استثناء او انحياز، وهذه هي من صلب واجباتها ... انها ليست مكرمة منها وانما وظيفة مدفوعة الاجر وذات امتيازات خرافية.


بدون تعليق
انهت الشهيدة الصحفية اطوار بهجت آخر ريبورتاج لها، دقائق قبل قيام صقور الطائفية بقتلها ذبحا، بالقول

لا فرق بين عراقي وعراقي الا بقدر الخوف على مستقبل العراق

انتهى


تم ارسال نسخة من هذا المقال الى

السيدة الدكتورة النائب مها الدوري المحترمة
ستوديو التاسعة في فضائية البغدادية الموقرة
الى بعض المواقع الالكترونية العراقية الموقرة من ضمنها... الحوار المتمدن



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط الغاز الطاقة ومقولة سحب الثقة
- المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السرا ...
- 8 اذار عيد صامت لكيان مكبل
- المؤتمر الوطني مقامرة سياسية اوراقها مستوردة
- انسحبت الدبابات الامريكية وتركت لنا ركابها
- آفاق براعم الربيع العربي
- المالكي يبرء ذمة آل الاسد من الجرائم الانسانية
- نعم بثينة الشعبان انها بداية النهاية... ولكن نهاية من؟
- الزعيم عبد الكريم قاسم الخبيرطارق حرب الشمس عند الكسوف لا ت ...
- الضجيج حول انسحاب القوات الامريكية مهرجان سياسي بائس في الوق ...
- السيد المالكي يغتال حقوق مواطني الاقليات بسلاح المذهبية الدي ...
- افاق الديمقراطية في العراق بعد 8 سنوات من سقوط النظام الشمول ...
- اللواء قاسم عطا كاريزما ربانية بنبوة فريدة في الملف الامني
- وثائق ويكيليكس اول الغيث قطر... والقادم ربما ابشع وافضع
- قراءة الوجه المخفي لازمة الكهرباء
- مديرة مركز النمسا للمفوضية فسادها الاداري والمالي انطلق من ...
- احتلال بئر نفط عراقي هل هو غزو ام فتح اسلامي
- الحوار المتمدن فضاء اوسع واعمق من عبارة حوار
- لا للاستغلال المشترك للحقول النفطية المشتركة بين العراق والك ...
- ماراثون المالكي الى المحكمة الدولية هروب الى الامام


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - النائب مها الدوري والاعتداء على الله