|
قراءة في كتاب إريك رولو... في كواليس الشرق الأدنى: مذكرات صحافي دبلوماسي (1952-2012)
داود تلحمي
الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 23:53
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
إريك رولو اسم معروف في عالم السياسة والصحافة في أوساط المتابعين للشأن العربي والشرق أوسطي. فهو عمل منذ أواسط خمسينيات القرن الماضي في صحيفة "لوموند" الفرنسية النافذة ولم يلبث أن تولى مسؤولية المنطقة الشرق متوسطية فيها. وتغطياته الصحافية لمختلف أوضاع المنطقة العربية ومحيطها كانت تلقى اهتماماً كبيراً ومتابعة في مناطق واسعة من العالم، وبالطبع في منطقتنا. وهو انتقل منذ أواسط الثمانينيات الماضية من العمل الصحافي الى دور دبلوماسي، حين عيّنه الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران سفيراً لفرنسا في تونس أولاً، وهي العاصمة التي كانت قد تحولت الى مقر مؤقت لجامعة الدول العربية بعد تجميد عضوية مصر إثر الإتفاقية المصرية- الإسرائيلية في العام 1979، ثم الى مقر للمركز القيادي الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد خروج قيادات المنظمة من بيروت في العام 1982. وتولى بعد ذلك موقع السفير الفرنسي في تركيا، قبل أن يعود عند انتهاء مهمته الدبلوماسية الى الكتابة والمتابعات الصحافية. وهو صاحب الحوار الشهير مع القائد الفلسطيني الراحل صلاح خلف (أبو إياد) الذي نُشر في كتاب صدر في أواخر السبعينيات الماضية تحت عنوان "فلسطيني بلا هوية"، وترجم الى عدة لغات. وكما يوضح كاتب المقدمة الصحافي والكاتب ألان غريش، وكذلك صاحب الكتاب نفسه في الصفحات الأولى، فهو، أي رولو، من مواليد مصر في العام 1926 وسليل عائلة مصرية من الطائفة اليهودية، واسمه كان إيلي رفّول. وهو انتقل الى فرنسا في كانون الأول/ديسمبر 1951، عندما خيّرت السلطات الملكية المصرية هذا الشاب المشارك في نشاطات الأوساط الطلابية والعمالية اليسارية بين دخول السجن والمغادرة النهائية للبلد. وكان قيام الدولة الصهيونية في فلسطين والحرب العربية – الإسرائيلية الأولى في العام 1948، كما ومساعي الحركة الصهيونية للعمل على استمالة عناصر من الطوائف اليهودية في البلدان العربية للهجرة إليها أو العمل لحسابها في البلد المعني، كلها أحدثت شرخاً بين هذه الطوائف وبقية مكونات المجتمعات العربية. كما أتاحت المجال للسلطات الحاكمة في بعض هذه البلدان العربية لتخلط في قمعها للمعارضة اليسارية داخلها بين الخيارات السياسية والفكرية لأعضاء هذه المعارضة والهوية اليهودية للبعض منهم. حيث أصبح كل مواطن يهودي الإنتماء الديني في الدول العربية معرّضاً للإتهام باحتمال صلته أو ولائه للحركة الصهيونية ودولتها الجديدة، التي صادرت أراضي وحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وواجهت عدداً من الدول العربية عسكرياً. وهكذا غادر الشاب إيلي رفول بلد نشأته المصري قبل استيلاء الضباط الأحرار على السلطة في صيف العام 1952 بأشهر قليلة. وتابع الشاب المهاجر من فرنسا، وطنه الجديد، أحداث مصر والمنطقة العربية والشرق أوسطية، في وكالة الصحافة الفرنسية أولاً، ثم في صحيفة "لوموند"، التي لم يلبث مؤسسها ورئيس تحريرها الأول، أوبير بوف ميري، أن عرض عليه أن يتولى مسؤولية منطقة الشرقين الأدنى والأوسط في صحيفته، التي كانت آنذاك قريبة من الأوساط الديغولية (نسبة الى قائد المقاومة الفرنسية ضد الإحتلال الألماني النازي والرئيس لاحقا، شارل ديغول). واختار المهاجر الجديد اسما جديدا له في كتاباته، هو إريك رولو، الذي سيصبح سريعا إسما معروفاً في سماء الصحافة العالمية المتابعة للشأن العربي والشرق أوسطي، بما في ذلك طبعاً وخاصةً شأن الصراع العربي- الإسرائيلي. ويقول رولو انه استغرب بعض الشيء اختيار مؤسس "لوموند" لصحافي من أصل يهودي ليغطي منطقة باتت غالبيتها لا تسمح، بعد قيام الدولة الصهيونية، بمجيء مواطنين من الطوائف اليهودية اليها. لكن المنعطف الكبير في مهنة ومصير الصحافي الصاعد جاء في العام 1963 عندما وصلته دعوة من رئيس تحرير "الأهرام" آنذاك، محمد حسنين هيكل، عبر أحد معاونيه الكاتب الصحافي لطفي الخولي، لزيارة مصر في صيف ذلك العام، بمبادرة تبيّن لاحقا أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يكن بعيداً عنها. وقد أصرّ الصحافي، وفقا لقواعد صحيفته المستقلة، بأن تكون تكاليف الرحلة والإقامة فيها على حساب الصحيفة الفرنسية وليس على حساب الصحيفة أو الدولة الداعية. وقد أتاحت له هذه الدعوة العودة الى مناطق نشأته وشبابه المبكر، كما أتاحت له التعرف على القيادات المصرية وبعض الشخصيات العربية المقيمة أو اللاجئة سياسياً الى مصر في ذلك الحين، وتطوير شبكة علاقاته ومعارفه، التي ستخدمه لاحقاً في رحلاته التالية التي شملت العديد من الدول العربية وغير العربية في المنطقة. ويشير الكاتب الى ان من بين العوامل التي كانت وراء دعوة السلطات المصرية له تلك التغطيات الميدانية التي قام بها لأحداث دولة الكونغو في مطلع الستينيات، حين استقل هذا البلد الإفريقي الكبير والغني بالموارد المنجمية عن الدولة المستعمرة بلجيكا، وواجه جملة من التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية على النفوذ. وهي الصراعات التي نجم عنها، فيما نجم، تصفية أحد أبرز شخصيات مرحلة الإستقلال في الكونغو وفي إفريقيا في تلك الحقبة، رئيس الوزراء الأول للكونغو المستقلة باتريس لومومبا، الذي تآمرت على الإطاحة به الدولة المستعمِرة السابقة، بلجيكا، والدولة الصاعدة عالمياً بعد الحرب العالمية الثانية والطامحة الى وراثة نفوذ الدول الإستعمارية القديمة، الولايات المتحدة الأميركية. ويقول رولو في كتابه ان تغطياته لما جرى في الكونغو بدت للمسؤولين المصريين قريبة من مواقفهم التي كانت متعاطفة وداعمة لحركة الإستقلال الإفريقية. ولكن سبباً آخر، وفق الكاتب، كان على الأغلب وراء الدعوة المصرية له، وهو الرغبة لدى عبد الناصر في الإنفتاح على فرنسا الديغولية بعد انتهاء حرب التحرير الجزائرية وبدايات توجه الرئيس الفرنسي، الذي تولى السلطة في العام 1958 ولعب دوراً هاماً في إنهاء الحرب الإستعمارية في الجزائر، لإحداث شيء من التوازن في علاقات فرنسا الشرق أوسطية. ومعروف أن سياسة فرنسا في الخمسينيات كانت منحازة لإسرائيل ومعادية لحركة التحرر العربية. وبما ان المناخ الشعبي العربي كان متعاطفاً على نطاق واسع مع الشعب الجزائري المناضل من أجل حريته واستقلاله، وهو تعاطف اتخذ من قبل النظام الناصري في مصر طابعاً إسنادياً عملياً، فقد فاقم ذلك من عداء فرنسا للمنطقة العربية، ومن عداء الرأي العام العربي، بالمقابل، لفرنسا وسياساتها الإستعمارية. خاصةً وان حالة العداء هذه وصلت الى حد مجابهة عسكرية دموية، عندما رتّب حكام فرنسا في أواخر العام 1956 مع المسؤولين في بريطانيا وإسرائيل لشن عملية حربية كبيرة ضد مصر الناصرية، التي كانت قد ارتكبت "جريمة" استعادة السيادة المصرية على شركة قناة السويس. وكانت قناة السويس وإدارتها حتى ذلك الحين تحت السيطرة البريطانية- الفرنسية. ومعروف ان الحرب الثلاثية فشلت في تحقيق أهدافها في نهاية المطاف، بما في ذلك هدف الإطاحة بنظام عبد الناصر، وعززت لذلك شعبية عبد الناصر في مصر والعالم العربي، وزادت من رصيده في "العالم الثالث".
اللقاء الأول مع جمال عبد الناصر
ويتحدث رولو عن لقائه الأول بعبد الناصر والمقابلة التي أجراها معه والتي لقيت اهتماماً عالمياً واسعاً بعد نشرها. ويشير الى انه كان قد اشترط في حديثه التمهيدي مع مضيفه محمد حسنين هيكل قبل المقابلة أن تكون لديه الحرية لطرح أية أسئلة بدون قيود، بما في ذلك حول المعتقلين السياسيين في مصر. وبعد ان وجد استجابة من قبل الجانب المصري، وقام بطرح السؤال على الرئيس المصري، فاجأه الأخير بإبلاغه نيته الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل نهاية العام. ومعروف أن المعتقلين كانوا آنذاك في غالبيتهم من اليساريين، شيوعيين وماركسيين خاصةً، ومن الإخوان المسلمين. وبسبب بعض الإشتراطات التي وضعت على المعتقلين لإطلاق سراحهم، والتي رفضها بعضهم، تأخر الإفراج عن المعتقلين اليساريين حتى عشية وصول الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف الى ميناء الإسكندرية في شهر ايار/مايو من العام 1964 للمشاركة في افتتاح السد العالي في أسوان، والذي تم بناؤه بمساعدة مالية وفنية من الإتحاد السوفييتي. وهي المساعدة التي جاءت تحديداً بعد رفض الولايات المتحدة والبنك الدولي تقديم القروض لتمويل بنائه، مما دفع عبد الناصر في حينه الى اتخاذ قرار تأميم قناة السويس، الذي أعلنه في خطابه الشهير في الإسكندرية في 26/7/1956، لتوفر له عائدات الملاحة في القناة بعض المداخيل التي تساهم في تمويل بناء السد. ويشير رولو الى أنه لمس أثناء حديثه مع عبد الناصر إعجاباً من قبله بالرئيس الفرنسي شارل ديغول، وهو إعجاب تبيّن له لاحقاً انه متبادل، أي ان الرئيس الفرنسي كان يكنّ مشاعر مشابهة للرئيس المصري. ومعروف ان العلاقات الفرنسية- العربية التي كانت سيئة في الخمسينيات، تحولت شيئاً فشيئاً منذ ما بعد استقلال الجزائر، حيث بدأت العلاقة الخاصة الفرنسية – الإسرائيلية تفتر شيئاً فشيئاً، وهو فتور وصل ذروته بقرار ديغول حظر الأسلحة الفرنسية عن أطراف الصراع أبان الحرب الإسرائيلية على الدول العربية المحيطة التي اندلعت في 5 حزيران/يونيو 1967، وهو حظر كانت عملياً إسرائيل هي المستهدف الرئيسي به. ومعروف أن ديغول كان قد حذّر الإسرائيليين سلفاً من أنه سيدين الطرف الذي يبدأ الحرب، وهو ما فعله بعد الحرب. وشهدت مرحلة ما بعد هذه الحرب تحسناً مضطرداً في علاقات فرنسا مع العالم العربي في مختلف المجالات، بما في ذلك في المجال الإقتصادي. ويروي الكاتب أن ديغول قال لمسؤولي ألمانيا الغربية بعد شهر من حرب 1967 بأن هزيمة مصر الناصرية تخدم بالدرجة الأولى مصالح الولايات المتحدة، التي اتهمها ديغول أمامهم بتطلعات للهيمنة على الشرق الأوسط (صفحة 160). ومعروف أن ديغول كان، منذ توليه الرئاسة في العام 1958، يسعى الى اتباع سياسة استقلالية نسبية تجاه الولايات المتحدة، مما دفعه الى إخراج فرنسا من النطاق العسكري لحلف شمال الأطلسي، وكذلك للإعتراف المبكر بجمهورية الصين الشعبية. وكانت الولايات المتحدة حتى مطلع السبعينيات تصرّ على اعتبار نظام تشانغ كاي تشيك في جزيرة تايوان ممثلاً للصين كلها، بحيث بقي يحتل مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي حتى بعد لجوئه الى هذه الجزيرة الصغيرة نسبياً في العام 1949، إثر انتصار ماوتسي تونغ ورفاقه وإعلانهم قيام جمهورية الصين الشعبية. ويروي رولو أجواء الأيام التي سبقت حرب 1967 حين كان هو نفسه في القاهرة، وكاد يتشكل لديه الإنطباع، بعد عدة أيام من الإنتظار، بأن الحرب لن تقع أو انها مؤجلة. وينقل عن لقاء له مع تشارلز يوست، مبعوث الرئيس الأميركي ليندون جونسون لمعالجة الأزمة الناجمة عن إغلاق مصر لمضائق تيران أمام السفن الإسرائيلية في شهر أيار/مايو من العام ذاته، قوله ان عبد الناصر قال لروبرت أندرسون، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، انه يريد تفادي المواجهة المسلحة، وانه يقترح إرسال نائبه زكريا محي الدين الى واشنطن في 7 حزيران/يونيو، لإيجاد صيغة عملية للتعايش، مشيراً الى إمكانية التساهل مع مرور بضائع إسرائيلية غير استراتيجية عبر المضائق (الصفحتان 142-143). وينقل الكاتب ان جونسون طلب من عبد الناصر عدم المبادرة لشن الحرب، بينما أعطى عملياً الموافقة لإسرائيل على بدء الهجوم على مصر (صفحة 143). وعلى أرضية المعلومات المتوفرة حالياً، يتبين ان ضباط الجيش الإسرائيلي مارسوا ضغطاً مكثفاً على الحكومة الإسرائيلية من أجل القيام بالهجوم على مصر والمحيط العربي. وكان في مقدمة هؤلاء الضباط رئيس أركان الجيش في ذلك الحين، الجنرال إسحق رابين، ورئيس الأركان أبان حرب السويس عام 1956، الجنرال موشيه دايان، والذي تم إدخاله الى الحكومة في اليوم الأول من حزيران/يونيو 1967 كوزير للدفاع بضغط من كبار ضباط الجيش. ويقول الكاتب ان الجنرال آريئيل شارون ذهب الى حد مفاتحة اسحق رابين في أواخر أيار/مايو 1967 بضرورة تنظيم انقلاب على الحكومة وتشكيل حكومة عسكرية بقيادة رابين نفسه (صفحة 162). وينقل الكاتب عن الجنرال اسحق رابين، أثناء مقابلة أجراها معه في شباط/فبراير 1968، أي بعد أقل من عام على الحرب، قوله : "لا أعتقد أن عبد الناصر أراد الحرب. والفرقتان اللتان أرسلهما الى سيناء في 14/5/1967 لم تكونا لتكفيا لبدء هجوم ضد إسرائيل. هو كان يعلم ذلك، ونحن نعلمه... هو كان يراوغ" - استخدم الكاتب تعبير "بلاف" الإنكليزي، والذي يتم استخدامه أحياناً بشيء من التصرف في اللغة العربية، فيقال انه كان "يبلف"- (صفحة 158). ويضيف الكاتب ان إسرائيل رفضت عرضاً مصرياً شبه رسمي قبل الحرب بسحب القوات المصرية التي أدخلت الى سيناء، وإعادة فعلية للحركة في المضائق مقابل التزام إسرائيل بعدم مهاجمة سوريا. ولكن العسكريين في إسرائيل رفضوا العرض (صفحة 159). وينقل الكاتب عن الرئيس المصري عبد الناصر في مقابلة أخرى له معه في كانون الثاني/يناير 1970 بأنه كان مقتنعاً بأن "الأميركيين يسعون الى قلب النظام المصري منذ العام 1965"، وان هدفهم الإستراتيجي هو الإطاحة بكل الأنظمة التقدمية العربية، وخاصة بعد "ثورتي" السودان وليبيا في العام السابق، أي العام 1969 (صفحة 270). كما ينقل الكاتب عن السفير الأميركي الأسبق ريتشارد باركر ان رابين، الذي غادر الجيش بعد الحرب بأشهر قليلة وعُيّن سفيراً لإسرائيل في واشنطن، بعث في أيلول/سبتمبر 1969 الى رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك، غولدا مئير، برسالة داخلية يبلغها فيها ان الولايات المتحدة تدعم العمليات الإسرائيلية ضد مصر أثناء حرب الإستنزاف... وانها تحبذ، كما إسرائيل، سقوط النظام الناصري (صفحة 272). كما ينسب الى رابين قوله بعد حرب 1967 بفترة وجيزة: "ان الشعوب المهزومة لا خيار لها إلا أن تطيع" (صفحة 222). وهو ما يعزز الصورة "الصقرية" التي كان يتسم بها رابين في تلك الفترة. كما ينقل الكاتب عن شمعون بيريس، المقرّب آنذاك من رئيس الحكومة الأول لإسرائيل دافيد بن غوريون، قوله للكاتب ان الفروقات بين "الحمائم" و"الصقور" لم تكن أساسية (صفحة 219). في حين كان الوزير النافذ يغال ألون يطلق على "الحمائم" تعبير "العصافير الغبية". ويقول الكاتب انه، بعد ان عاد الى باريس إثر حضوره للقمة العربية في الخرطوم، التي انعقدت بين 28 آب/أغسطس و2 أيلول/سبتمبر 1967، اتصل به سفير الأردن في باريس، عبد الله صلاح، وطلب منه إيصال رسالة الى سفارة إسرائيل تبلغها بأن الأردن مستعد للسلام مع إسرائيل إذا أعيدت الضفة الغربية والقدس الشرقية (صفحة 187)، مع إمكانية القبول ببعض التعديلات على الحدود، ولكن دون تنازل عن الأماكن الإسلامية في القدس. ويروي الكاتب ان الرد الإسرائيلي جاء بعد أيام، وأكد ان "لا تخلي عن القدس، التي تشكل جزء لا يتجزأ من عاصمة الدولة اليهودية". وينقل الكاتب قبل ذلك عن عبد الناصر قوله أثناء قمة الخرطوم ان الوقت يعمل لصالح إسرائيل وان "علينا العمل بسرعة للحؤول على الأقل دون الإستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية" (صفحة 186)، وهو ما يفسر تشجيعه للتحرك الأردني بهذا الإتجاه في ذلك الحين. والكاتب، الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس عبد الناصر، مع انه في مقابلات أجرتها معه شبكة "روسيا اليوم" التلفزيونية، بعد صدور كتابه، لم يخفِ انتقاداته لـ"أخطاء" الرئيس المصري الأول، يتناول بعد ذلك شخصية خلفه أنور السادات بأوصاف هي في مجملها سلبية. ففي حديثه عن تاريخ السادات في الأربعينيات الماضية قبل حركة يوليو 1952، يشير الى علاقة له بالأجهزة الألمانية النازية أبان الحرب العالمية، كما بعلاقة له بـ"الحرس الحديدي" التابع للملك فاروق. كما يكتب ان السادات، بعد وصول الضباط الأحرار الى السلطة في مصر، كان يتلقى لعدة سنوات مبالغ منتظمة من مسؤول المخابرات السعودية (صفحة 324). ويتناول الكاتب التحول الذي طرأ على سلوك السادات بعد وفاة عبد الناصر، بعد أن كان يُظهر طوال حياة عبد الناصر ولاءً مطلقاً وبدون تحفظ لقائد حركة الضباط الأحرار. حيث سارع السادات، بعد أن أصبح رئيساً، ومنذ بدايات تسلمه السلطة، الى الإنقلاب على مجمل تراث سلفه السياسي والإجتماعي. فقد سارع السادات، بعد توليه السلطة، الى إعادة الأراضي المصادرة في عهد سلفه الى كبار الملاك السابقين، والى فتح المجال أمام تنامي شرائح الأثرياء القدماء والجدد. كما سارع الى نقل رسائل الى الإدارة الأميركية حول نواياه الودية تجاهها، وهي رسائل تلاحقت الى أن وصلت في صيف العام 1972 الى حد تقديم هدية مجانية تمثلت بطرد الخبراء والفنيين السوفييت من مصر بطريقة مهينة. كما يورد الكاتب كيفية تعامل السادات مع مرحلة ما بعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، والتي شهدت عملياً تسليمه بالمطالب الأميركية، التي كانت في مجملها تصبّ لصالح الجانب الإسرائيلي. ويروي الكاتب ان وزير الخارجية الفرنسي في تلك الفترة، ميشيل جوبير، استخلص "ان المنتصرين الحقيقيين في حرب أكتوبر ليسوا الإسرائيليين ولا العرب، وإنما الولايات المتحدة" (صفحة 359). ويورد الكاتب على لسان عيزر فايتسمان، الذي كان ناطقاً باسم حزب الليكود في الحملة الإنتخابية التي سبقت انتخابات ربيع العام 1977، قوله له، قبل يومين من الإنتخابات التي فاز فيها الليكود وأصبح بعدها فايتسمان وزيراً للدفاع، ان حكومة برئاسة مناحيم بيغن ستعيد سيناء لمصر مقابل السلام (صفحة 363). في حين كان الكاتب، بالمقابل، قد سمع من زعيم حزب العمل آنذاك شمعون بيريس، قبل أسابيع قليلة من الإنتخابات ذاتها، وأثناء غداء عمل جمعهما في باريس، ان إسرائيل لن تعيد أبداً لمصر النصف المتاخم لها من سيناء، لأسباب أمنية (صفحة 364). ويورد الكاتب ان السادات كان يكرّر قبل العام 1977 ان المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ستؤدي الى الإستسلام نظراً لموازين القوى... ولكن عندما قال له جيمي كارتر، الذي بدأ ولايته الرئاسية في مطلع العام 1977، بأن حرية حركته محدودة بسبب معارضة الكونغرس والطائفة اليهودية الأميركية، استخلص السادات أن عليه أن يخاطب الإسرائيليين مباشرة، فغيّر مساره وقرر زيارة إسرائيل (صفحة 368). وفي سياق محاولة تفسير إقدام السادات على زيارة القدس هذه وإلقاء خطابه في الكنيست في أواخر العام ذاته، يقول الكاتب ان السادات ربما كان يعتقد، وفق التقاليد السائدة في الريف المصري، بأن المصالحة مع الخصم تتم من خلال الزيارة المباشرة، التي تقود عادةً الى إنهاء الخصومة (صفحة 370). وفيما حاول السادات أن يصوّر اتفاقات كامب ديفيد الموقّعة في العام التالي باعتبارها إنجازاً كبيراً سمح باستعادة الأرض المصرية المحتلة، فإن الرأي العام المصري الذي كانت لدى بعض قطاعاته بعض الآمال المعلقة على نتائج زيارته لإسرائيل في العام السابق، كان قد فقد أوهامه، حسب الكاتب، وتحول الى موقف مشكك ومعارض لسياسة السادات. وحتى الرئيس الأميركي جيمي كارتر، الذي لعب دوراً كبيراً في هندسة اتفاقات كامب ديفيد، وحاول أن يوظفها في حينه في حملته الإنتخابية لتجديد ولايته في العام 1980 (وهو تجديد فشل في تحقيقه، كما هو معروف)، فينقل عنه الكاتب قوله في مقابلة مع المذيع التلفزيوني الأميركي الشهير تشارلي روز في أيلول/سبتمبر 2010 بأن اتفاقات كامب ديفيد كانت بالنسبة له "هزيمة سياسية" (صفحة 380).
لقاءات مع القادة الفلسطينيين منذ العام 1969
وإذا كان جزء كبير من كتاب رولو قد تناول الأحداث المرتبطة بمصر باعتبارها البلد العربي الأكبر والمركزي في أحداث المنطقة والصراع العربي- الإسرائيلي، فإن الكاتب تناول أيضاً بعض جوانب الوضع الفلسطيني. فتحدث عن لقاءاته مع القادة الفلسطينيين، وخاصة القائدين الراحلين لحركة "فتح" ياسر عرفات وصلاح خلف (أبو إياد)، اللذين التقاهما للمرة الأولى في القاهرة عشية انعقاد دورة المجلس الوطني في مطلع العام 1969، وهي الدورة التي شهدت تولي ياسر عرفات للمرة الأولى رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وجرى هذا اللقاء في إطار عشاء رتبه سفير الجزائر في القاهرة آنذاك، الأخضر الإبراهيمي، الذي يرسم عنه الكاتب صورة إيجابية، بحضور سفراء عرب آخرين. ويروي الكاتب ان مداخلات ابو إياد أثناء العشاء تركت لديه انطباعاً أقوى من مداخلات عرفات. وعندما حاول لاحقاً إقناع الرئيس الفلسطيني بإعداد كتاب عنه عبر حوارات معه، وُوجه بالرفض، فحوّل مشروعه الى الرجل الذي كان يُعتبر الثاني بعده، أي ابو إياد، الذي تمكن معه من إعداد كتابه الشهير "فلسطيني بلا هوية"، الذي صدر في أواخر السبعينيات. وينقل الكاتب عن ابو إياد روايته للقاء الذي جرى بين عبد الناصر وكل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأبو إياد نفسه، وذلك في آب/أغسطس 1970، بعد موافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز لوقف النار على قناة السويس، حيث قال عبد الناصر مخاطباً إياهما بشيء من العتاب على الحملة التي شُنّت في بعض الأوساط والمنابر الفلسطينية ضده لقبوله بالمبادرة الأميركية: "حسب رأيكم، كم سنة تحتاجون لتدمير الدولة الصهيونية وإقامة دولة موحدة وديمقراطية في كل فلسطين المحررة مكانها؟!"، مضيفاً: "من الأفضل لكم قبول دولة صغيرة في الضفة الغربية وغزة، وذلك سيكون أفضل من لا شيء" (صفحة 285). فيما حاول عبد الناصر تفسير قبوله بمبادرة روجرز بحاجته الى الوقت لإعادة بناء الجيش، باعتبار ان مواجهة عسكرية جديدة مرجحة، برأيه. وفي سياق توضيحه لخلفية حركة الفدائيين الفلسطينيين والجماعة التي أطلقتها بشكل خاص، أي حركة "فتح"، ينقل عن يهوشفاط هركابي، الرئيس الأسبق للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، انه قرأ كل ما كتب في مجلة "فلسطيننا"، المنبر الأول لحركة "فتح"، منذ صدورها عام 1959 وحتى توقفها عام 1964، ولم يجد أي تعبير معاد لليهود (للسامية) فيها (صفحة 238). وفي ما يبدو الكاتب متحفظاً تجاه اتفاق أوسلو، ينقل عن المفاوض الإسرائيلي الرئيسي في أوسلو، أوري سافير، قوله له، على الأغلب بعد سنوات من الإتفاق: "لقد أنْسَنْنا عرفات بعد أن شيطناه، ولكنه تبين انه مخيب للآمال" (صفحة 409). وفي إشارة الى النهاية المأساوية للزعيم الفلسطيني، ينقل عن كتاب للإسرائيلي أوري دان حول حياة الجنرال إريئيل شارون كلاماً يرجح تعرض عرفات لعملية اغتيال، ويشير الى كون شارون قد "حصل في محادثة هاتفية على الموافقة الضمنية للرئيس بوش" (صفحة 414).
وآراء في بعض القيادات الصهيونية واليهودية
ومن الإشارات الملفتة للإنتباه في الكتاب، وهي إشارات معبّرة عن تناقضات المشروع الصهيوني، تصويره لموقف بن غوريون السلبي من دعوات إقامة دولة علمانية في إسرائيل، حيث ذهب رئيس الحكومة الأول للدولة الصهيونية الى حد الإشتباك مع "الفيلسوف الأبرز" في إسرائيل، يشيعياهو ليبوفيتس. فقد كان ليبوفيتس يدعو الى العلمانية بالرغم من كونه شخصياً متديناً جداً. وكان رأي بن غوريون بأن "الدولة ينبغي أن تمسك الدين بقوة بيديها" (صفحة 101). فبن غوريون، غير المتدين، يدرك تماماً أهمية الدين لتدعيم الرواية الصهيونية ومشروعها للسيطرة على أرض فلسطين. ويكرّس الكاتب صفحات أخيرة لشخصية برزت باعتدالها في الحركة الصهيونية هو ناحوم غولدمان، الذي عرفه الكاتب جيدا، والذي شغل لفترة من الزمن موقع رئيس المؤتمر اليهودي العالمي. ويذكر ان عبد الناصر كان قد وجّه لغولدمان دعوة لزيارة مصر ومقابلته، لكن رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك غولدا مئير رفضت إعطاء الموافقة عليها وعطّلتها. ويقول الكاتب ان غولدمان كان قد عارض الإستعجال في إعلان دولة إسرائيل في أيار/مايو من العام 1948 ودعا الى التريث حتى تتوفر أجواء عربية أكثر إيجابية أو قبولاً، كما اعترض على حرب العام 1967، وعارض الصفقة المنفردة بين مصر الساداتية وإسرائيل، داعياً الى حل شامل يقوم على الإنسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي المحتلة عام 1967، باستثناء القدس، مع بعض الترتيبات الخاصة بالأماكن الإسلامية المقدسة. وبين ملاحظات قليلة وثانوية على بعض ما جاء في الكتاب، يمكن الإشارة الى الكلام الوارد فيه عن كون الرئيس الأميركي كلينتون، الذي استضاف احتفال 13/9/1993 في حديقة البيت الأبيض لتوقيع اتفاق أوسلو، كان يجهل "حتى وجود هذه المفاوضات الثنائية التي دارت في العاصمة النرويجية" (صفحة 407). بينما، في الواقع، كانت الإدارة الأميركية على علم دائم بما يجري في هذه القناة السرية منذ بدايتها، سواء من خلال المسؤولين النرويجيين أنفسهم الذين رعوا القناة، أو من خلال الإسرائيليين الذين كانوا يبلغون الأميركيين أيضاً. لكن من الصحيح القول ان الأميركيين فوجئوا بنجاح هذه القناة التي لم يكونوا يعتقدون بأنها ستقود الى نتيجة بهذه السرعة. وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي آنذاك وارين كريستوفر، حين جاء وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريس لزيارته في كاليفورنيا في أواخر شهر آب/أغسطس 1993 لإبلاغه بالإتفاق، الذي كان قد تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قبل ذلك بأيام في أوسلو. *** يبقى أن نقول ان صحافياً وكاتبا سياسياً بوزن إريك رولو تثير دائماً كتاباته الإهتمام نظراُ لمعلوماته الواسعة وخبرته الطويلة ومعرفته الجيدة بأوضاع منطقتنا العربية ومحيطها. ولكن يمكن القول أن القارئ المتابع والمهتم ربما كان يتوقع أن يجد في الكتاب قدراً أكبر من المعلومات الجديدة استناداً الى ما راكمه الكاتب خلال عمله الطويل في مجالي الصحافة والدبلوماسية، وبقي خارج مجال النشر (أوف ذي ريكورد، كما يقال بالإنكليزية). ولذلك من المشروع أن نأمل أن نرى في المستقبل القريب كتاباً آخر يلقي فيه الكاتب أضواءً إضافية على أحداث منطقتنا ومحيطها. خاصة وانه، على سبيل المثال، كان قد كشف في مقال نشره في شهرية "لوموند ديبلوماتيك"، في عدد شباط/فبراير 2011، عن معلومات مثيرة بشأن القنوات الأميركية للرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، الذي كان قد خرج للتو من السلطة إثر انتصار الثورة التونسية. *** # صدر الكتاب عن دار فايار في باريس في أواخر العام 2012. وهذه المراجعة له تنشر في عدد صيف 2013 لمجلة الدراسات الفلسطينية الفصلية التي تصدر في بيروت ورام الله.
#داود_تلحمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؟
-
رحل تشافيس... ولكن تطلعاته الإنسانية الطموحة انغرست في عمق ب
...
-
هل استسلمت اليابان بسبب القنابل النووية الأميركية، أم إعلان
...
-
سمات خاصة لليسار في بلدان -العالم الثالث-
-
ما بعد الحرب على غزة... ما بعد التصويت في الأمم المتحدة
-
هل التحول نحو الإشتراكية طريق باتجاه واحد؟
-
الحروب على غزة تلخّص كل تاريخ الصراع في المنطقة
-
بشأن التحول نحو الإشتراكية في العصر الراهن
-
فنزويلا: تحديات ما بعد إنتصار تشافيس الجديد
-
بصمات قوية تركها المؤرخ الماركسي الموسوعي إريك هوبسباوم
-
اليسار الجذري... واليسار الإصلاحي، أو يسار الوسط
-
آفاق إنعكاسات الثورة الشعبية المصرية على المنطقة العربية وال
...
-
اليسار... كيف نشأ التعبير، وكيف يتم التعامل معه راهنا
-
اليسار الفلسطيني: توحيد قواه... أم تفعيل دوره وحضوره؟
-
الفلاسفة المعاصرون و-عودة- ماركس
-
هل نحن أمام مرحلة تحولات كبيرة في بلدان المركز الرأسمالي؟
-
عودة الى خلفيات تغيّر موقف الإتحاد السوفييتي من المشروع الصه
...
-
الدعوات الصائبة للتوافق على مرشح يساري (وتقدمي) مشترك للرئاس
...
-
الصعود المثير لمرشح -جبهة اليسار- للرئاسة في فرنسا: هل هي بد
...
-
هل تفتح الحركات المناهضة ل-وول ستريت- آفاقاً لتشكّل قوة يسار
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|