كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 12:04
المحور:
الادب والفن
أقول لها متذكرة أوجاع من اغترب مني:- عندك حق، تصوري أن "عزيز" ابن "درة" منذ أن هاجروا به إلى هناك و عمره 4 سنوات و هو يرفض أن يُكلّم "الزهرة" بالهاتف، يقول لأمه: أريد أن ألمسها بيدي!
- و ذاك الذي لا تقوله "درّة" المسكينة، المجبرة على الهجرة من أجل ظروف تعليم و حياة أفضل !
قلت مستسلمة للأقدار كعادتي في حالات اليأس و العجز البيّن- و ماذا نفعل مع "الخبزة"، إنه المكتوب!.
- بل قولي ماذا نفعل مع هذا الوطن الذي يعاقبنا على حبنا له، فان بقينا فيه عذّبتنا عقولنا، و إن هجرناه أشقتنا قلوبنا!
- و لم لا تقولي أنه وطن شقي برهط من أبناءه. ألا ترين ما يفعلون به ؟
- كلهم يحبون تونس، و كلهم يتصرفون بأنانية العشاق.
- إذا العشق هكذا، فهو العشق الذي سيقتل المعشوقة.
- لا تصدقي أن تونسيا واحدا يكره تونس و خاصة من خرج منها سواء أخرج منفيا أو حتى طوعيا.
- هل هؤلاء الذين ينهبونها و يعيثون فيها فسادا، يحبّونها؟
- طبعا، و يريدون أن يستمتعوا بها لوحدهم لأنهم يعتبرون أنفسهم الأفضل! أليست هي التي فضّلتهم على بقية أبنائها و أهدتهم حكمها.
- و ماذا نفعل نحن أبناءها، إن لم تفضلنا مثلهم إن قليلا أو كثيرا؟
- سنستمر نحبها في صمت. إنه قدرنا!
- و أي قدر أسوأ من قبر الحب في ظلمة صدورنا إلى ما لا نهاية.
- تفاءلي! ألست تحبين النظر إلى أنصاف الكؤوس المملوءة!
- شكرا على تذكيري بوصفاتي‼-;-
- قولي مثلا أن المستحيل ليس تونسيا و أنه قد يأتي يوم و فيه نحكم مثلهم.
- نحن نكون من أهل الحكم‼-;- نحن لسنا أبدا أهلا للحكم‼-;-
- و لماذا أنت جازمة إلى هذا الحد؟
- لأنه يجب أن نكون دكتاتوريون لنحكم!
- تأكدي أنك لو تحكمين فستتصرفين مثلهم!
- مستحيل!
- ما دمت لم تجلسي على الكرسي فقولي ما شئت.
(يتبع)
تونس في سبتمبر2010
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟