أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير توتنجي - بحثاً عن الرأسمال المالي الطفيلي!!














المزيد.....

بحثاً عن الرأسمال المالي الطفيلي!!


سمير توتنجي

الحوار المتمدن-العدد: 292 - 2002 / 10 / 30 - 03:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخبار الشرق - 29 تشرين الأول 2002

فجأة طلع علينا السيد يوسف الجندي بنظرية رائعة للصراع الطبقي: إن الرأسمال المالي الطفيلي ليس شأناً يتعلق بثروة رجال أعمال معروفين من عائلات الأسد ومخلوف وطلاس والقيادات الأمنية، كما أنه لا علاقة له بالأغنياء الجدد. هذا الرأسمال المالي الطفيلي ينمو في أقبية مخفية في زوايا المنفى لأسماء تظهر التقشف وتراكم المليارات سراً، مثل الشاعر السوري أحمد شاهين الذي لا يجد أحياناً ثمن هدية لابنته أو المفكر العربي هيثم مناع الذي يؤثر عنه شراء قطعة ملابس كل ثلاثة أعوام أو صبحي حديدي الذي لا يستطيع إكمال الشهر بوارده المتواضع كونه اختار نظافة اليد وصدق الالتزام أو ماجد حبو الذي أمضى 14 عاما في السجون لم يتفوه فيها حزب يوسف الجندي ببنت شفه للدفاع عنه.

وكون صاحبنا من المدرسة الستالينية التي تصر على الجمود والنفاق، فقد اعتاد مصطلحات البيروقراطية (ماركسي سابق، مرتد، خائن، مشبوه، عدو الطبقة العاملة، عميل الإمبريالية، برجوازي صغير، طفيلي ..). والجديد في الأمر هو إصباغ صفة الفاشية على أنصار المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، واتهام أنصار الوحدة الوطنية في وجه الصهيونية والخطر الأمريكي بأصحاب مبدأ التعاون الطبقي. هذا الخلط الذي يصل إلى درجة الهوس بالتعبيرات السلبية بمعنى وبغير معنى، يعطي فكرة عن انحطاط الخطاب السياسي للمشاركين في السلطة التسلطية والصامتين عن عملية اغتيال المجتمع السوري منذ ثلاثة عقود. من سوء حظ كاتب المقال، أن آخر مؤلف لأحمد شاهين عنوانه: "دفاع عن التجربة الكوبية"، ومنذ أشهر وصبحي الحديدي يخوض معركة صحفية جريئة ضد المخاطر الهدامة للسياسة الأمريكية. وقد نُشر آخر مقال لهيثم مناع حول الإدارة الأمريكية وحقوق الإنسان في ثماني صحف ودوريات من المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة.

الحقيقة، كنا جد سعداء بلقاء لندن. ولكن كون الإمبريالية الأمريكية بخيلة لا تعطي كثير النقود (أو أن مناع والبيانوني قد أخذوا حصتنا على رأي السيد الجندي!) لم أتمكن من الحضور أنا وغيري وأن نكون في حجم حدث بهذا الأهمية. فلم يحضر إلا من استطاع - أو تدين ليستطيع - من أبناء سورية من كل الطوائف والألوان السياسية، لأن سورية لجميع أبنائها وليست فقط للمنتفعين والطفيليين الجدد الذين يحملون شعار العمال والفلاحين ويمتصون دمائهم.

سورية القادرة على مواجهة الولايات المتحدة هي كل الطاقات الخيرة في المجتمع، من الإخوان المسلمين والإخوان المسيحيين والإخوان القوميين والإخوان الماركسيين. الرأسمالي الوطني والبرجوازي الصغير الوطني والعامل والفلاح والعاطل والموظف، كل واحد منهم معني بالجمهورية الديمقراطية الوطنية الحديثة التي توصل المجتمعون لوصف معالمها، والتي تتفق مع معالم الدولة التي دافع عنها رياض الترك والتجمع الوطني الديمقراطي وأنصار المجتمع المدني. هذا التناغم في الخطاب من أجل الإصلاح السياسي، سُررنا له وهنأنا الرفاق الذين شاركوا فيه وكانت سعادتنا كبيرة بأن يتقاسم الإخوان والعلمانيون هذه الرغبة الحقيقية في التعاون من أجل الوطن والمواطن والديمقراطية.

كما يعرف السيد الجندي، فإن الحزب الشيوعي السوفياتي طالب بوحدة كل طبقات الشعب ضد الفاشية الألمانية، واعتبر الحزب الشيوعي الفرنسي الجبهة الوطنية للمقاومة تحت زعامة "البرجوازي" شارل ديغول "الطريق الوحيد لتحرير فرنسا من الفاشية" (يمكننا تزويد صوت الشعب ببيان الحزب الشهير في الانضمام لقيادة المقاومة في لندن). ومشروع سورية الديمقراطية الوطنية اليوم يحتاج لكل الطاقات من أجل استعادة الجولان والوقوف مع انتفاضة الشعب الفلسطيني من أجل التحرير وحماية شعب العراق.

لا يوجد ثورة طبقية صرفة واحدة في التاريخ، ولا يوجد حركة تحرر وطني رفضت بشكل مسبق القوى السياسية التي تتبنى برنامجاً وطنياً واضحاً. لقد أدت الرؤية الطبقية الضيقة للخمير الحمر إلى قتل 40 في المائة من السكان في كمبوديا وحرب لم تتوقف إلا بدخول الجيش الفيتنامي. ولكن للأسف يتبدى لنا أن آخر أنصار بول بوت يعيشون في أحضان أجهزة الأمن، وكلاهما يحارب بصدق وأمانة الرأسمال المالي الطفيلي؟

__________

* كاتب سوري ماركسي يعيش في المنفى



#سمير_توتنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير توتنجي - بحثاً عن الرأسمال المالي الطفيلي!!