أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - نبيل فياض يهجر















المزيد.....

نبيل فياض يهجر


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1183 - 2005 / 4 / 30 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في أحد الأيام قال لي أحد الأصدقاء الأعزاء : منذ عدة أيام اتصلت بك لنذهب إلى لقاء السيد نبيل فياض ، ولكنك كنت خارج المحافظة، فقلت له : لو كنت موجوداً لاعتذرت فالرجل أعرف كتاباته ، أو بعضها ، ولم أشعر يوماً بأي فضول لمعرفته ، لا حباً ولا كرهاً ، لكني باختصار كونت فكرة مصدرها كتاباته ، ألخصها بأنه شخص لا يحترم مواد بحثه ، كما أنه ينبش في مقابر لا تعنيني اليوم، على الأقل ، فكتابه عن السقيفة وجمل أم المؤمنين عائشة ، كمثال فقط ، عبارة عن شذرات انتقائية ، وراءها فكر نافق أو بائس على الأقل.
لم يرتح صديقي لنظرتي إلى كتابات المذكور ، لكنه أكمل حديثه قائلاً : أن اللقاء اهتم بالحاضر وليس بالماضي و تمخض عنه اتفاق مبدئي يرمي إلى تشكيل تجمع ليبرالي في سوريا ، فضحكت وقلت : ماذا تقول؟ وما علاقة نبيل فياض بالليبرالية أولاً؟ وهل يمكن تشكيل هكذا تجمع بقرار إرادوي؟ وما هي المقومات المادية والثقافية لوجود هكذا تجمع ؟ واختلفنا كثيراً وقد استاء صديقي من سخريتي اللاذعة ، واتفقنا أخيراً على أن تكون صفحات النت مكان سجالنا ، لأن القضية لا تتعلق بأشخاص فقط ،وإنما بما يطرحونه أساساً ، ومن كان مهتماً بتلك القضية ، لا بد أنه قرأ مقالاتي بخصوص ذلك التجمع في ذلك الوقت.

الحقيقة لم يخطر في بالي يوماً أن أكتب شيئاً عن كتابات كثيرين قرأتهم منهم السيد نبيل فياض ، رغم أن الأخير استفز مشاعري في أكثر من نقطة ، وفي أكثر من مطبوعة له ،هو وغيره يسمونها كتاباً ، ومن تلك المطبوعات مراثي اللات والعزى ، ومع ذلك وجدت الأمر أقل من أن يكتب فيه ، ومن تلك النقاط كلامه عن الفنانين المبدعين يوسف شاهين ومحسن محيي الدين ، حيث يزعم أنهما يرتبطان بعلاقة مثلية ، وهذا ما جعل المخرج الكبير يعطي أدواراً نجومية للفنان الذي يفتقر إلى الموهبة حسب زعم السيد فياض ، وهذا مثال فقط على عدم احترام السيد فياض "لأبحاثه" ، فمن لديه أبسط المعلومات عن الفنانين سيبتسم من هذا الهراء والكلام غير المسؤول ، فيوسف شاهين معروف أنه يحترم فنه أكثر من حياته ، ومحسن محيي الدين كان أثبت موهبته بل حتى عبقريته في التمثيل مع مخرجين كبار ، وأمام عمالقة كالسيدة فاتن حمامة وغيرها ، ويكفي أن نذكر الفيلم الذي أخرجه المخرج الكبير بركات من بطولتهما :" ليلة القبض على فاطمة " أما أفلامه الرائعة الأخرى في ثلاثية يوسف شاهين ، وفي غيرها كوقوفه أمام الممثلة الكبيرة الراحلة داليدا ، وغيرها فمعروفة ، ولا أدري لماذا هذا التجني على تينك الموهبتين؟
وهذا المثال الذي ورد في مراثي اللات والعزى ، والذي يجد أمثاله الكثيرة في كتب أخرى ، يظهر عدم احترام نبيل ليس للمادة المعرفية فقط، وإنما لذاته أيضاً ، حيث تكلم نبيل عن العلاقة المثلية المفترضة بين الفنانين بكثير من التجني والاشمئزاز ، وهذا لا يحق له هو بالذات ، لماذا؟ الجواب معروف : لأنه ليبرالي بل قائد ليبرالي كما يدعي ، وهذا على الأقل ، وما دمنا في اللات والعزى ، فإن قصيدته الوجدانية الجميلة بالفعل لحاخامه ألبير الذي هجره ، حيث يتلوع نبيل ويبكي هذا الهجر ، فرغم كراهية نبيل لأفكار حبيبه الحاخامية هو شديد التعلق بصاحبها، الحقيقة أني لم أقرأ قصيدة بجمالها في موضوعها ، لقد أثارت إعجابي حقاً ، ولعلها المقطوعة الوحيدة في ذلك الكراس ،الجديرة بالقراءة.

ذلك الصديق الذي تحدثت عنه في بداية مقالتي ، ليس جهاد نصرة ولا الياس حلياني ، وهما الوحيدان اللذان استثناهما السيد نبيل فياض من العمالة للأمن في التجمع الليبرالي ، إذن هو عميل للأمن وفق السيد نبيل ، وهذا في الحقيقة ما جعلني أكتب ما لم أتوقع في حياتي أن أكتب عنه ، ولكن لأنني أعرف معرفة اليقين أن صديقي ليس كذلك أساساً ، وأعرف معرفة اليقين أن هذه هي طريقة نبيل فياض في التعامل مع المعرفة ، في عدم التحقق وعدم المسؤولية (يا لبؤس الليبرالية) ، فإني أرثي لمن برأهما من العمالة وليس لمن اتهمهم.

قرأت ذلك في مقابلة مع نبيل فياض ، نشرتها " مرآة سوريا" وهذه المقابلة ككتاباته المفككة والفسيفسائية( يمكن للقارئ على مسؤوليتي أن يشتق من هذه الكلمة أي اشتقاق ويكون الناتج صحيحاً وعلى مسؤوليتي أيضاً ، يمكن أن يكتفي بقراءة أي منشور لنبيل وكأنه قرأ كل مطبوعاته) حيث بين جملة وأخرى ، نجد النقض المتبادل للفكرتين ، هذا إذا كان هناك فكرة ، ولهذا اعتبرته يهجر ، وكأمثلة فقط ، لأنه من ثقل الدم أن أزعج نفسي وبالحري القارئ بمناقشة تلك الهلوسة ، لكن وكمثال فقط ، كي لا يكون كلامي اتهاماً ، فنبيل سيهجر سوريا ، لأنه أخذ خطأ عن القوميين السوريين أن سوريا بلد الحرف، ولكنه بعد تصحيح ما أخذه وجدها بلد الحفر والمافيا والخراب ...الخ ، أصبح القوميون علماء الآثار وأول من اكتشف جبيل وأوغاريت ورأس شمرا ، ولكن هذا مثال نموذجي لمصادره الثقافية والمعرفية وطرق بحثه ، ومن يقرأ تقميشاته االاسلاموية ، سيجد أمثلة أبلغ وأنصع ، وليس هنا الجوهري في هذا الهراء ، لكن الأهم هو أنه لا يستطيع أن يفهم أن سوريا هذه هي بلد الحرف فعلا وبلد الحفر أيضاً ، وهذه هي الجغرافيا والتاريخ والاجتماع ، وليهجر سوريا هو وأمثاله ، فهي لن تخسر بذلك كما أنها لم تكن رابحة بوجوده ، فالأمران سيان.

كنت بودي أن أقرأ شيئاً عن الحضارية والرقي اللذين تعامل بهما الأمن السياسي معه ، غير الحليب (على ذمة أحد معارفه أنه مغرم جداً بالحليب وهذا طبيعي) والفريز أي ما هي العلاقات الإنسانية الحميمة التي دغدغه بها الأمن ، وطالما الأمن بهذه الحمامة( الحميميمة من الأخطاء الشائعة والصحيح الحمامة لذلك استخدمتها فلا يظنن أحد شيئاً آخر) والحضارة ، وهم أرقى من السياسيين ، والدولة المتخلفة ، فلماذا يجيب السيد نبيل في مقابلته :" بأن مواجهة المشروع الأصولي محكومة بالفشل ، لأنها مواجهة أمنية" .

في تلك المقابلة التي هي عبارة عن بانوراما من الهلوسة أفضل رحمة بنفسي وبالقارئ التوقف هنا، مع أن هناك الكثير مما يغري المختصين في التحليل النفسي بالوقوف عنده وأيضاً هواة المضحك المبكي ......كم أنت غنية يا سوريا ....كم أنت بائسة.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاصمة الظهر
- شادي سلامتك ... ويا سيادة الرئيس
- كون آخر
- العلاقة بالآخر مرآة الذات
- النهر الهادر أصم
- الفأس والرأس
- الولايات المتحدة ليست فوق التاريخ
- انتظري
- أشتهي... بعد
- اصح يا نايم .....كفاية
- اللعبة الغامضة
- أهرامات الحماقة
- نقي العظام
- ليت رذائلنا كرذائلهم وفضائلنا كفضائلهم
- كهدوء يتفجر بياضاً له قرون
- وماذا بعد الانسحاب أيها الأحباب؟
- كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟
- الفضل لله طبعاً ...لكن
- عقلاء يحترسون ....غوغائيون يجزمون
- البلاد الحقيقية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - نبيل فياض يهجر