أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الاستاذ منير القاضي ..حقوقيا ومجمعيا وعميدا ووزيرا















المزيد.....

الاستاذ منير القاضي ..حقوقيا ومجمعيا وعميدا ووزيرا


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 13:16
المحور: سيرة ذاتية
    


الاستاذ منير القاضي ..حقوقيا ومجمعيا وعميدا ووزيرا
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
الاستاذ منير القاضي 1892-1969 ، من بٌناة العراق الحديث ..شَغل أكثر من موقع وترك بصمة واضحة فيه ..منذ زمن وأنا أريد ان اكتب عنه .. فأنا معجب بشخصيته ، وعلمه . ان ماقدمه لبلده يجعله في مكانة رفيعة بين الشخصيات العراقية المعاصرة ، وحبذا لو يتصدى لدراسته أحد طلبتنا في الدراسات العليا .
منير خضر يوسف القاضي البغدادي ، وهذا هو اسمه الكامل من اسرة عريقة ومعروفة ترجع في أصلها الى مدينة عانة في محافظة الانبار (الرمادي ) ،فوالده كان قاضيا ، وشقيقه نوري القاضي شارك الاستاذ عبد الرزاق السنهوري والاستاذ عبد الجبار التكرلي والاستاذ حسن سامي التتار في وضع القانون المدني العراقي .
من مواليد مدينة بغداد سنة 1892 ..وكمجايليه ، فقد ابتدأ بالدراسات الدينية على أيدي عدد من علماء الدين فضلا عن ابيه منهم الشيخ مصطفى الواعظ، والشيخ علي علاء الدين الالوسي ، والشيخ يحيى الوتري ، والشيخ محمد سعيد النقشبندي . ٍانتسب الى دورة خاصة للمعلمين سنة 1918 ،وتخرج ليعين معلما ثم مديرا للمدرسة البارودية ببغداد ثم نٌسب للتدريس في الثانوية المركزية ودار المعلمين.. ولسمعته الواسعة فقد أختير ليكون خطيبا لجامع الامام ابي حنيفة النعمان .لم يقف عند هذا الحد بل قرر ٍاكمال درسته في كلية الحقوق ببغداد ، وهكذا دخلها ليتخرج فيها سنة 1925 .

ذكره دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 ، وأشاد بفضله . ومما أورده ان الاستاذ منير القاضي عالم معروف ،درس العلوم الادبية والفقهية على مشاهير علماء بغداد والحلة .. عمل في المحاماة ، ومديرا لاوقاف بغداد 1929 فحاكما مدنيا سنة 1932واستاذا في كلية الحقوق فعميدا لها سنة 1940 . وقد بقي في منصبه هذا خمس سنوات القى خلالها ، فضلا عن العمادة، سلسلة من المحاضرات .كما نشر بحوثا في احكام المجلة العدلية ؛ وقانون الاحوال الشخصية والوصايا والفرائض والاجازة .
في سنة 1954 عين رئيسا
لديوان مجلس الوزراء سنة 1954 .كما انتخب رئيسا للمجمع العلمي العراقي ثم نيطت به وزارة المعارف سنة 1956 ثم اعيد رئيسا لديوان مجلس الوزراء ثانية في السنة ذاتها له عدة مؤلفات في القانون والادب والفقه ..
أرخ الدكتور عبد الله الجبوري الكاتب المعروف للاستاذ منير القاضي وأنجز عنه كتابا بعنوان :" منير القاضي :حياته واثاره " .من مؤلفاته :"شرح المجلة " و" أدب القصة في القران الكريم " و" شرح قانون أصول المرافعات " .وفي موسوعة ويكيبيديا ما يفيد ان وزارة العدل استعانت به سنة 1932 لحسم عدد كبير من الدعاوى الحقوقية فنهض بالمهمة على أفضل مايكون وأصدر قرارات اتسمت بالعدالة والموضوعية والحصافة والسبك القانوني الجلي المدعوم بالوقائع والاسانيد والتي كان يحتفظ بها في ارشيفه الخاص المنظم . ولو راجع الباحثون تلك القرارات لدهشوا من ارتفاع مستواها في المعنى والمبنى . اضافة الى الشرح المستفيض الوافي للنصوص التي كان يعتمدها سندالاصدار تلك القرارات .
وصفته ٍاحدى قريباته ، وهي السيدة سندس القاضي ، فقالت ان له وجها صبوحا يتدفق حيــــوية ونشاطا ، وعينان فقدت احداهما البصـــر، وظلت الثانية حـــادة
تساعدها نظارات رقيقة على المشاهدة والقراءة . اما الرأس الضـــخم الممتلء فطنة وذكاءا فلم يتبق مـن
شعيراته الا النزر اليسير ، حيث راحت تتجمع ببساطة وعفوية وعلى قلتها على الفودين والرقبة .جسمه متوسط الطول ؛ متين البنيان ؛ مع سمنة ظاهرة لاتعوق حركته او تجواله الدائم بين غرف الاساتذة وقاعات الطلبة . يحب الطرفة المهذبة و يبتسم لها ؛ والتأتأة التي تلاحق كلامه احيانا تذوب خجلا امام تعبيراته العربية المشرقة فتختفي وراء تدفق علمه الغزير وشرحه المستفيض وامثلته القانونية النادرة . حزمه الاداري التربوي تنقضه احيانا طيبته الابوية الحنونة .وهو
قانوني ضليع ، وأديب حجة في اللغة والبلاغة والتاريخ ؛ وشاعر له قصائد وفيرة تقف في مرتبة واحدة مع اقرانه من هواة النظم في تلك الفترة الادبية المعاصرة من امثال الراحلين طه الراوي ، والحاج حمدي الاعظمي ـ ومصطفى جواد .. ان تدريسه للادب والفقه لم يتوقف عند ذاك الحد بل امتد الى المدرسة(الكلية فيما بعد ) العسكرية حيث تخرج على يديه العشرات من الضباط الذين أجادوا اللغة العربية وجودوا فيها نثرا وشعرا .
في سنة 1929 عين مديرا لاوقاف بغداد ؛ حيث قدم خدمات جلى ادارية وثقافية وقانونية لموظفي ومستخدمي تلك الدائرة المتشعبة . كما نالت على عهده جميع مرافق الدائرة وتوابعها وبخاصة دور العبادة والمكتبات تطويرا كبيرا في مختلف المجالات ان كل تلك المسؤليات الجسام في العمادة والتعليم المضني والادارة ومشاكلها الكثر لم تحل دون قيامه بواجباته العلمية عضوا في المجمع العلمي العراقي ثم رئاسته له لمدة تقرب من العقد من الزمن . كما لم تمنعه من ان يكون عضوا مراسلا في المجمع العلمي في دمشق . ومساهما في كثير من المجلات الاكاديمية القانونية والادبية .

في سنة 1954 عين رئيسا لديوان مجلس الوزراء ثم اصبح وزيرا للمعارف (التربية ) سنة 1955 ؛ وقد ترك خلال هذين المنصبين تأثيرا كبيرا ليس من السهولة نسيانه . وخلال اشغاله لتلك المناصب ، فان صلته بكلية الحقوق لم تنقطع توجيها وبحثا ، واتصالا ثقافيا . وحتى بعد تقاعده سنة 1958 .
اضافت السيدة سندس القاضي الى ماذكرته قولها انه كان –رحمه الله - شخصية اجتماعية واسعة العلاقات داخل العراق وخارجه وبخاصة مع رجال القانون والادب البارزين وتحوي اضابيره الشخصية مراسلات واسعة مع وجوه المجتمع وعلمائه ومثقفيه.. . بل هناك مراسلات استشارية مع العديد من تلامذته الذين احتلوا مراكز بارزة على مختلف الاصعدة تستأهل ان تنشر في كتاب مستقل ومن بينها مراسلاته مع زملائه الدكتور السنهوري والدكتور جابر جاد عبد الرحمن والدكتور مصفى كامل ؛ والدكتور قسطنطين زريق والدكتور صلاح الدين المنجد ؛ والدكتور ابراهيم بيومي مدكور ؛ والدكتور حشمت ابو ستيت .
كما كان له مجلس ثقافي اسبوعي خاص في بيته في محلة الشيخ بشار أول الامر ثم انتقل به الى حيث كان مسكنه الجديد على ضفاف نهر دجلة في كورنيش محلة نجيب باشا ؛ وكان في ذات الوقت يتردد على ابرز المجالس الثقافية التي كانت قائمة في بغداد آنذاك ؛ كمجلس صديقه الحميم الاستاذ طه الراوي في كرادة مريم ؛ والشيخ امجد الزهاوي في البقجة قرب النادي العسكري القديم ، ومحمود صبحي الدفتري في الشواكة ، وعبد العزيز القصاب ( ومن ثم ابنه الدكتور عبد المجيد القصاب ) على نهر دجلة في كرادة مريم ؛ والسيد محمد الصدر في الجعيفر ؛ وعبد العزيز المطير قرب مقاهي عكيل ؛ والشيخ رضا الشبيبي في رخيته ؛ والحاج حمدي الاعظمي ؛ في الاعظمية ؛ وعبد العزيز الشواف في شارع عمر بن عبد العزيز ، وسعيد مصطفى الخليل في الكرخ . وكان لحضوره اثر كبير فيما يطرح من قضايا ادبية وتاريخية وفقهية تغني المعلومات وتزيد من قيمة الحوار الجاد .
ترك الاستاذ القاضي للمكتبة العربية كثيرا من المؤلفات والبحوث والدراسات في القانون والادب والشعر ؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر : " الاظهار والنحو ؛ منظومة في علم وآداب البحث والمناظرة " و" نظم حروف المعاني " و " تسهيل الخط العربي " و " أدب القصة في القرآن الكريم " و" المثل في القرآن الكريم " و " شرح احكام المجلة العدلية " و " الاحوال الشخصية " و" الوصايا والفرائض والاجازة " و " محاضرات في القانون المدني " و " شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية " و" ملتقى البحرين في القانون المدني " و " بعض نواح عن الاسلام " و " خزانة العتبة الحسينية المقدسة " و " مناظرات القرآن الكريم ومحاوراته" .

كان الاستاذ منير القاضي قانونيا عالما ؛ واديبا بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، نظما ونثرا وتقف دليلا على ذلك محاضراته في " القانون المدني " المطبوع عام 1954 ، ومقدمته الجميلة لديوان الشاعر العراقي الكبير حافظ جميل الموسوم : " نبض الوجدان " . وكان في معظم مؤلفاته القانونية يتوقف مليا امام القواعد الفقهية والتعابير الشرعية ليوضح معالمها .
لقد كانت له مكتبة شخصية ضخمة في داره المطلة على دجلة تضم مئات المصادر والمراجع في القانون واللغة ودواوين الشعر والمعاجم والموسوعات . رحم الله الاستاذ منير القاضي وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وأمته .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة العراق الجديد ..مجلة صدرت بعد ثورة 14 تموز 1958 في العر ...
- -مجلة مركز الدراسات الفلسطينية- : المجلة العراقية الاولى الت ...
- صالح اليوسفي ..سيرته ونضاله
- المؤرخ الدكتور ذاكر محيي الدين العراقي
- المؤرخ الدكتور عبد الرافع جاسم
- السيد محمد باقر الصدر 1931-1980 واسهاماته في تطوير الفكر الا ...
- الاستاذ الدكتور يوسف عز الدين 1922-2013 في ذمة الخلود
- مع الكاتبة والروائية نجاة نايف سلطان و-ذكريات امرأة عراقية -
- الدكتور جاسم محمد جرجيس وجهوده في الحركة المكتبية والتوثيقية ...
- من علماء الاجتماع العراقيين : .............................. ...
- الاستاذ أمين حاجي أحمد.. من المعلمين الموصليين الرواد
- يوسف عبد المسيح ثروت ..من رموز حركة الترجمة في العراق المعاص ...
- برهان الدين محمد سليمان المختار .. من اساتذة الرياضيات الروا ...
- سليمان الصائغ 1886-1961 ومجلة النجم (الموصلية )
- (أنا بغيابك ماءُ يضنيه العطش ) ..التماعات الدكتور عمار احمد ...
- الاستاذ الدكتور فاروق صالح العمر :مدرسة في التاريخ والاخلاق ...
- الدكتور فوزي رشيد 1930-2011 ...العراقي الكلكامشي في كل شيء
- الدكتور محمود صالح الكروي والتوجه المغاربي في الدراسات السيا ...
- الدكتور عصام الجلبي ... عالم وخبير في السياسة النفطية العراق ...
- الدكتور خير الدين حسيب والمدرسة الاقتصادية العراقية الحديثة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - الاستاذ منير القاضي ..حقوقيا ومجمعيا وعميدا ووزيرا