أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية















المزيد.....

سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1183 - 2005 / 4 / 30 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عرقوب رجل من العماليق أتاه أخ له، فقال له عرقوب اذا طلعت هذه النخلة فلك طلعها ، فلما أطلعت أتاه للعدة، فقال: دعها حتى تصير بلحا، فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير زهوا. فلما زهت قال: دعها حتى تصير رطبا: فلما ارطبت قال: دعها حتى تصير تمرا. فلما اتمرت عمد اليها عرقوب من الليل، فجذها ولم يعط اخاه شيئا، فصار مثلا في الخلف وفيه قول الأشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية ---- مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

جرت العادة تقريبا على أن لا يحافظ رجال السلطة على كلمتهم--------------- الى درجة بتنا معها لانستطيع أن نشعر بالأذى الذي تسببه هذه العادة السيئة .
هناك طريقتان للنكس بالوعد ، وكلتاهما مؤذيتان بالدرجة نفسها . تتمثل الطريقة الأولى بنقد الوعد الذي يقطعه أحدهم لشخص أو مؤسسة ما ، والثانية لتعطيل الوعد الذي يقطعه أحدهم على نفسه علنا وبقناعة كاملة بما يقوم به ، لينتهي بنقد وعده بينه وبين نفسه . إن نقد وعد يقطع هو سلوك نموذجي عند غير المستقيمين الذين لايحترمون أنفسهم ولا يؤمنون بها .

من الضروري القيام بتحليل ما يدور في داخل الفرد ويمنعه من إعطاء أدنى أهمية لكلمته . ويعني هذا أنه غير صادق حتى مع نفسه ، ولا يؤمن بما يقرره بنفسه .
هناك ، في الواقع ، أناس يكذبون كثيرا الى درجة يفقدون معها مصداقيتهم ---------------- أي أن ما دون الوعي لايصدق ما يقوله الوعي ، الى درجة يحدث معها التشتت لهاتين الساحتين ------------ بمعنى إلحاق الإرباك والضرر بالتفاعل السوي بينهما

. فالشخص الذي لايحترم كلمته ، بل يستخدمها للكذب وخداع الآخرين ، يخلق بذلك عدوا متواريا داخل نفسه يقاوم ما ينوي أن يفعله هذا الكيان ، الذي لم يعد ، بسبب خضوعه للخداع غالبا يصدق ما يقوله الكيان الواعي ولايرغب بالتعاون معه أو المشاركة بدسائسه ، وعلى العكس ، من المحتمل جدا أن يعمل منهجيا على معارضة مشاريع صاحبه .

وهناك شكل للاأخلاقية مقنعة ، حتى بالنسبة للشخص نفسه ، يتصرف بموجبها كمحتال ، وكذاب ومخادع ------ وتشوش عقله وتجعله عصابيا -------- لأنه عادة يقول شيئا ويفعل غيره ، حتى أن بعض المسائل تبدو صحيحة وقويمة ظاهريا ، ولكنها ، في الواقع غامضة باطنيا .هذه العادة تقود الشخص الى اكتساب نوع من الخداع العقلي------------- وهو نوع من شخصية مزدوجة يعرف شطرها (( الوعي )) جزءا بسيطا جدا فقط من دوافع صاحبها--------------- ويأتيه جزءا متناه في الصغر من المعلومات من الدماغ ، في حين أن الشطر الآخر ، وهو الساحة الرئيسة ، يعرف كل شئ ، باستثتاء معظم الساحة الخفية من الللا وعي .
2

الحقيقة هي أن للغة أساسا فيزولوجيا عصبيا عميقا ------------------ وما نقول وكيف نقول يؤثر بعمق على دماغنا . وفي لحظة كلامنا بالذات ، تتهيأ خلايانا وعصبوناتنا للقيام بفعل مكافئ للفعل الذ حددته الكلمات------------ فاذا كان ما نقوله يفتقر الى الثبات والجدية ------------- فانه سيعاد تلقيمه الى الدماغ بصورة سلبية واذا نقضنا وعدنا --------------- فان خلايانا سوف تُحبط باستقبال رسائل متناقضة . والخلية لا يمكن ان تكون مختلفة عن اي شخص محبط مخدوع وسوف تُظهر اعراضا مماثلة : كربا وتوترا وسوء طبع وعصابا.

انها لخطيئة خطيرة تلك التي يرتكبها من يعهرون كلمتهم عن طريق تسخيرها لخدمة الكذب المزخرف بأغراض خفية -----أغراض سياسية غايتها تشويه الصورة العامة التي يمكن ان تكون لهم ------------من يستخدمون الترهيب او الضغط على من يعرفون شيئا عن حالات الفساد العلني او السري لكي لا يكشفوا ما يعرفونه ، ومن يمارسون - باستخدامهم الكلمة والتأثير ، بطريقة ما - تهديد السلطة القضائية ، لاو الضغط عليها ، او ترهيبها لقلب ميزان العدالة ؛ والذين يكذبون بوقاحة لاشباع طموحاتهم الشخصية او لاسكلات ضميرهم الاخلاقي.
3

ان عدم التقدم الى الامام في العملية الديمقراطية الحقيقية، وتوزيع الوعود بين الفترة والاخرى واقامة مؤتمرات لحقوق الانسان في ذات الوقت الذي تمارس حملات الاعتقال لمتظاهرين يطالبون بالاصلاحات السياسية، ان عدم التقدم يدفع القوى الاصولية الى تثبيت اقدامها اكثر فأكثر، لا بل يجعلها تغرز انيابها الحادة في عمق لحم هذا الوطن الذبيح اصلا.

وقد نجد أنفسنا في وضعية شبيهة بالجزائر حيث الصدام بين القوى السلفية وقوى السلطة يستنزف طاقات المجتمع بأسره، ويجعل البلاد تدور في دوامة من العنف غير واضحة المخارج، تستثمرها القوى الخارجية لتصفية حساباتها وصراعاتها بين بعضها البعض في اراضينا، وتخلق نتيجة هذه العناد عن الاستجابة للاصلاحات المزيد من الاحتقان وعدم الولاء للوطن واللجوء الى الخارج.

4

وفي الوقت الحاضر فان الهجمة الاجنبية متعددة الاشكال، ليس آخرها الحضور العسكري السافر وانما تلك الفرق الاوربية والاميركية وغيرها المعنية بتعليم النشطاء السياسيين والاجتماعيين قواعد اللعبة الديموقراطية.. مما يتطلب الاهتمام الشديد من قبلنا بتأسيس مراكز لتنمية الديمقراطية ومؤسسات تمول مثل هذه المراكز لنتمكن من الاعتماد على انفسنا عبر قوانا الديمقراطية ونحدد من نستفيد منهم في التعلم من انماط الحياة السياسية والفكرية والادارية الحديثة

السماح بتشكيل الاحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية، والمدافعة عن البيئة والمكافحة ضد الفساد الاداري والمالي.

سن دساتير عصرية تأخذ بعين الاعتبار مستوى التطور وظروف كل منطقة.. والدخول في عصر الانتخابات النظيفة ، الشفافة، الحقيقية.. مما سيحقق نقلة نوعية في الحياة السياسية.. وسيدفع قوى المجتمع الحديثة الى الامام.

اطلاق حرية التعبير والنشر والصحافة والغاء كافة اشكال الرقابة على المطبوعات باشكالها.

الحد من صلاحيات ونفوذ كافة افراد السلطة الحاكمة وتقنين مصالحها بحيث يمكن ادماجها في المجتمع بدلاً من أن تكون منعزلة عن المجتمع وتتربع على قمته وتعتبر نفسها طبقة منفصلة ومعادية له.

وحيث برزت الكثير من الشخصيات الديمقراطية والاصلاحية والاسلامية المتنورة.. فان بالامكان عقد سلسلة من اللقاءات على مستوى البلد وعلى مستوى المنطقة برمتها لتشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر للداعين للاصلاحات السياسية في المنطقة يشكل لجنته التنفيذية لاحقاً ويتابع العمل الديمقراطي في بقية البلدان.



إصلاح الخلل على مستوى الحكومات ومستوى المجتمع الأهلي ومستوى المواطن الفرد .

ان الطبقة الحاكمة تعاني من هيمنة الرموز التاريخية العاجزة عن التفكير بطريقة جديدة عصرية، وقد برزت الكثير من الشخصيات الاصلاحية المعارضة الوطنية ، والتي باتت مقتنعة بأنه من المستحيل السير في الطريق القديم اذا ارادت الحفاظ على استمرار سيطرة السلطة الحاكمة وعدم انجرار المجتمع الى العنف ضدها.. ان التحالف مع هذه الشخصيات والتجمعات الاصلاحية مفيد للغاية، طالما اننا ننشد الاصلاح، ولا يمكن ان ندفع باتجاه العنف او التمرد او الانقلاب على الاوضاع السائدة.

ان الحركة الديمقراطية العالمية ومؤسساتها في الدول الغربية تقف الى جانب حقوق الانسان والديمقراطية والمشاركة السياسية وحق تنظيم النقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وحقوق المرأة والطلبة والشباب.. ان تشكيل المزيد من الضغوطات الخارجية على هذه الانظمة ضمن توجهات ورؤى الحركة الاصلاحية في المنطقة ضروري لتعرية وفضح الاتجاهات الاكثر انغلاقاً وتزمتاًَ في السلطة الحاكمة كما اننا يجب ان نقف بصلابة ضد القوى التي تسعى الى تدمير المجتمع.

ويتوجب علينا كشخصيات وجمعيات وقوى سياسية ان نكثف من توعيتنا السياسية وسط التجمعات الشعبية لتخفيف الاحتقان الطائفي وخلق وحدة وطنية ما امكن، والدفاع عن مصالح كل الشعب بدلاً من الدفاع عن المصالح الضيقة لهذه الفئة او تلك.

ان عملية الاصلاح ضرورة تاريخية في هذه المنطقة.. ونحتاج الى شخصيات شجاعة مستعدة للمواجهة والى استعداد لخلق منظمات علنية تنتزع شرعيتها من التفاف قوى اجتماعية حولها ومن اصرارها على السير في الطريق السلمي والعلني والاصلاحي.


5
يتربع حزب البعث على هرم السلطة ، منذ اكثر من نصف قرن، ، وقد ظل في الحكم دون منافس حقيقي في الساحة البرلمانية طوال هذه السنوات، وفي الانتخابات البرلمانية، يستحوذ الحزب على الحصة الكاملة، متنازلا عن بعض المقاعد (للمعارف) كما أن رئيس الجمهورية هو نفسه رئيس الحزب.

وربما يكون هذا الماضي المثير هو الذي يجعل قادة المعارضة ورموز المجتمع المدني على تشكك تام في نوايا الحزب الحاكم، ووعوده المرتقبة في الشهر السادس.

------------------------------------------------------------------------------------

عرقوب رجل من العماليق أتاه أخ له، فقال له عرقوب اذا طلعت هذه النخلة فلك طلعها ، فلما أطلعت أتاه للعدة، فقال: دعها حتى تصير بلحا، فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير زهوا. فلما زهت قال: دعها حتى تصير رطبا: فلما ارطبت قال: دعها حتى تصير تمرا. فلما اتمرت عمد اليها عرقوب من الليل، فجذها ولم يعط اخاه شيئا، فصار مثلا في الخلف وفيه قول الأشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية ---- مواعيد عرقوب أخاه بيثرب



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة النظافة من الايمان------2 الاصولية المتحجرة
- سلسلة النظافة من الايمان-----ج1--القضاء
- العنقاء ---والغول-----والخل الوفي---وإصلاح هذه الأمة
- الفاظ وتعابير((تخدش الحياء)) نقلتها الفضائيات اللبنانية--وتع ...
- علم الساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- وأصبح الصراع بين الإنسانية والإرهاب الإسلامي حتميا، حينما اع ...
- مزار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- مسيحيوا العراق-----هولاكو الرحيم---والزرقاوي اللئيم---والمسل ...
- بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية---اذبحوا ...
- قليل من الليبرالية يفرح القلب-2--أحسنت جهاد نصرة---أفرجوا عن ...
- قليل من الليبرالية ---يفرح القلب--1
- وحوش ارهابية---زادها المخدرات ---والفتاوى----
- بتصرف المؤتمر القطري العاشر المزمع انعقاده الشهر المقبل----- ...
- مقتطفات من مجلة --كانت موالية--وتم منعها--في سوريا
- يوم دراسي--في مدرسة ارهابية---نسائية!!!!!!!!!
- بين الجحشنة والتجحيش---حل عصري
- عفوا--الحقيقة ليس لها الا وجه واحد--الارهاب له كتاب وقدوة وف ...
- عفوا--الحقيقة ليس لها الا وجه واحد--الارهاب له كتاب وقدوة وف ...
- وعدها---راودها---اغتصبها---نزفت----صرخة وطن
- على وقع نشيد الهوارة--وتحت شعار تي تي تي ----عاد الزعماء الع ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية